أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس داخل حبيب - ما الذي يميّز المسرحية؟















المزيد.....

ما الذي يميّز المسرحية؟


عباس داخل حبيب
كاتب وناقد

(Abbas Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 7907 - 2024 / 3 / 5 - 00:15
المحور: الادب والفن
    


ما الذي يُميّز المسرحية عنْ غيرها مِنَ الألوان الأدبية والفنية الأخرى سوى أنها ذو تصميم داخلي جامع بقوّة لكل الأشكال المُستقّلة بفعل خارجي يصدق لإثبات صفة الفكرة التلقائية للأنواع الحُرّة في العناوين. والتصميم: تنفيذ فكرة بواسطة الأعمال وأشياء أخرى سواء كانت مهنية ، فنية ، أو أدبية نستطيع أن ننظر إليها مِنْ خلال تقسيمها إلى ورقتين مُتغيرتين غرض التميز:
التصميم الفردي: يعتني بمختلف الأجناس النوعية غير المُتشابهة في الصفات الخاصة حيث كُلُ تغير يحدث بصفاتها الفردية يعني انتقال لورقة أخرى فيها جنس آخر مُختلف الشكل مثل: شعر ، خطابة ، رسم ، قصة ، مسرحية الخ
التصميم المُشترَك: يعتني بمختلف الأجناس النوعية المُتشابهة في الصفات العامة غير الفردية وتُقْسَم إلى صفحتين: الأولى تصاميم تلقائية تتغيّر فكريا قصد إحداث صفحة ثانية شكلية مِنْ دون أن تحدث خرقا في الأنواع ويعني بقائها في نفس الورقة دليل اشتغال مُشترك أشكالا وأفكارا نجدها في التراكيب ، مثل: القصة المسرحية ، الشعر الدرامي ، الصورة الشعرية الخ
الأفكار المسرحية: قوّة تتكوّن مِنْ مجموعة قيم مسرحية تـُحدِث كينونة الفعل الدرامي في الصفات بصورة مُباشرة ولا يمكن أنْ تتحول الصفات لعناوين أخرى مثل: المسرحية مسرحية بأفكارها المُصمَّمة لها ولا يُمكن أنْ تُمثلها أشكال أخرى كالقصة ، الشعر أو الرسم إلا بتهديد داخلي يُحدِثُ انقلابا في الرأي يقضي على الأفكار القديمة ، مثل تحول الشعر لقصيدة نثريّة ، تحوّل القصّة في الملحمة لمسرحية وهذا ينطبق على الأنواع الأخرى في الصفحة الأولى.
الأشكال المسرحية: قوّة تتكون مِنْ مجموعة تقنيات مسرحية مُكرّرة لصفات الصفحة الأولى بعناوين ذو قابلية على المزج والتخليط مثل: المعمار السردي ، الحوار الشعري ، الإضاءة الفكرية ، رسم الديكور ، الشخصيات المُقنّعة بأدوات الماكياج الخ فيفرز مؤشرات أدبية وفنيّة مُشتركة التعبير نلمسها في تراكيب مثل: القصيدة المسرحية الموضوعة في حوار مُقتبس مِنْ محور مسرحي ، حبكة درامية في المسرحية مُقتبسة مِنْ محور قصصي ، الصورة التشكيلية في الرسم مُقتبسة مِنَ التمثيل الصامت حيث ممكن أن يحدث العكس تماما في زخارف عديدة للصفحة.
الخصائص المُتعاقبة للأسلوب: واقعة في المساحة الحُرّة المتداخلة الصفات. وعلى مُستوى الصفحة تشترك الرواية مثلا مع المسرحية بالقيم الدرامية للحبكة: كالمُشكلة ، الأزمة ، الذروة ، الحل. والعناصر المسرحية: كالموضوع ، الفكرة ، الشخصيات ، الحوار. لكنها تختلف في الأسلوب: كوضع موقف الراوي مِنَ السرد على مُستوى الورقة بوصف الأحداث مُروية ضمن سيناريو تتنكب عَنْ طريقه المسرحية في الكتابة حفاظا على الخصوصية المانحة للفروق الفردية على أساس الميزة الفنيّة بوصف المسرحية: عمل خطابي يتأسس في الحوار علينا عمله لإنتاج الأقوال المُعبّرة عَنْ الآراء بِحُريّة غير معهودة خلال النص المتضمن منصة لا تتميز فيها الرواية بالسبق لأنّ الفعل مسرحي على مُستوى الورقة يسقط خلاله فعل الروي الخارجي بالفخ لصالح المسرحية منذ انبثاق فكرة التصميم الشاملة على الأصل الداخلي للأفكار بالقوّة وأصبحت مصدرا تتخلق فيه الفنون الأخرى والآداب بوصفها أشكال تالية في تاريخ الرواية الممتد للملحمة والأساطير ذات الكينونة التلقائية الكائن على خصوص الفعل الدرامي كما يتعدى هذا الحُكم - برأيي - لجميع الأنواع الأخرى والأصناف. والجدير بالذكر إنّ جميع المتغيرات تمرُّ تقنيا بجميع الظروف المُتاحة لاختيار نسب ترتيب القيم والعناصر المتفاوتة بين المأخوذ والمُعطى لكل الأطراف ، وإنّ جميع الأشكال الأدبية لها أفكار لغوية تريدُ أن تقول شيئا ما لذا هي جميعا أنواع لفن القول على مُستوى صفحة الخطاب. ولأنّي لا أرغبُ في التخلي عَنْ الاستمرار في المُقايسة على حُسن الافتراض أقول: ماذا لو تخلـّتْ الميزة عَنْ الفَرْق ، ماذا سيحصل تقنيا؟ لنستمر في مثال القصة والمسرحية:
على مُستوى الصفحة: هل ستتغير الرواية إلى جنس آخر؟ الجواب: لا. لأنَّ التغيرات بين الصفات المُشتركة سهلة الانتقال فيما بينها ، مثل: الحبكة السببية ، الانتقائية ، العدمية ، المحادثة ، الكلام الجانبي ، المناجاة الخ فهذه جميعها تتغير لكن لا تؤثر على نوع الرواية ولا المسرحية أيضا التي دائما ما تتغير لأصناف فرعية مثل الكوميديا ، التراجيدية ، والميلودراما.
على مُستوى الورقة: هل تتغير المسرحية لجنس آخر؟ الجواب: المسرحية لا تتغير إلى جنس آخر لأنها بنت المادّة المُصمِّمة للجنس إلا إذا فقدت مادة التصميم الشامل - الفعل - العادم للجميع (يعني عليّ وعلى أعدائي) وهذا عمل إرهابي مُستحيل أنْ يتحقق أمام ديمومة الأنواع في صفات الأوراق المانعة للفناء. بينما القصة ستتغير بتغيير تقنية السرد لمسرحية كما أسلفنا أو لأي شيءٍ أخر. أما في ورقة المسرحية نستطيع تحويل الحوار لنثر والنثر لإيماءة والإيماءة لحركات تعبيرية لها معنى يتضمن - ليس لها معنى - أيضا لكن مِنْ دون أن تفنى فهي مُستمرة بحياة الجميع.
ما الذي يقف وراء قوّة المسرحية إذن؟ لا أحد - غيرها - فهي ذاتية السند الوهّاب للفنون الموضوعية لذا هي أم الفنون العارفة للسبب كما الأم تعرف أبنائها وسُميّ المسرح أبو الفنون في النتيجة الجامعة لذا تتحلَّ المسرحية بصفة نقدية مُضافة للقيمة الأدبية والفنية واهبة الفعل حيوية (مُباشرة) مُندمجة مع الجمهور حيث لا تكتفي بالتعاطف والتصفيق. لذا تخرج جميع التقنيات المسرحية منهما وترجع حاملة للجينات أينما تحلُّ في الورقة هُم أبناء بررة تراهم في كُلِّ وادٍ يهبون نسائم جديدة للحكاية بحبكة ذات أفنان وصراع يحملهُ الحوار بشخصيات تبدأ بمُشكلة تتأزم وتصل لذروتها فتُفرَج على نهاية ربما مأسوية وربما بداية لضحك على الذقون غير مُقرِّرة للواقع في الإضاءة ، الموُسيقى ، الديكور الخ فالكلّ خاضع للتغيير.
هل تنحسر المسرحية؟ نتيجة التطورات الحاصلة بتقنيات أجهزة التواصل الاجتماعي. الجواب: لا تنحسر. لأنها ستنفد مِنْ جديد ضمن تلقائية الأشكال الخالدة في نُقطة للبدء حال تشكّل الأفعال الدرامية في فكرة لا تزول. وأزيد لمن يُريدُ الخوض في أسار تقنيات الكتابة لأي شكل مِنْ هذه الأشكال بوصفها أدب أو فن عليه أن لا يضيف بواعث تبعية مِنْ تلقاء نفسه لإخضاع الصوت الحي الحُر المُستقل في المسرحية مِنْ دونَ أنْ يعرف الفوارق المُميّزة لها - كأن يقول - إنها مُلحق للأدب القصصي أو لفن التمثيل أو حتى الرقص مِنْ دون أن يعرف دواعي تنفيذ الفكرة وانبثاقها التاريخي منذ البدايات الأولى للتصميم والمضي إلى النهايات المُعاصرة فهي دواعي مسرحية بالتأكيد مُلائمة في الأسباب أكثر مِنْ غيرها في النتيجة المرهونة على بقية الآداب والفنون. 2 شباط 2024



#عباس_داخل_حبيب (هاشتاغ)       Abbas_Habib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسرح في اهوار ميسان
- مُسوّدة في الأزياء المسرحية
- قصائد ميسان : في المدى البعيد للسان
- المسرحُ دراسة بالجمهور
- جمالية التمرين المسرحي , الكتابة أنموذجا
- الإنصات إلى الجمال
- (مسرح) و ( ثيتر)
- الخلط بين عباراتٍ مسرحية مُركبة
- مِنْ أجل تغيير مسار الحبكة
- مُواصفات المسرحية القصيرة جدا -2
- لماذا يستمر الشهر هكذا؟ (نص قصير جدا من الشعر المسرحي)
- نزعة متناثرة مضادة للشعور يتمحور فيها تغيير مسار الحبكة مرار ...
- نصْ شعبي تعبانْ
- على شفى مسارح وَخِيمة – نصوص مسرحية قصيرة جدا
- مُحرّمٌ : فيه القتل - مُحرمٌ فيه : القتل.
- الحوبة الأولى والأخيرة لكاشف الغناء
- أوه لا قحو
- نصوص تمثيلية مُستوحاة من أدب العراق القديم
- المُبيضة نزعة مُضادة للمفهوم
- تجاربٌ تشكيلية مُختارة


المزيد.....




- ملتقى إعلامى بالجامعة العربية يبحث دور الاعلام في ترسيخ ثقاف ...
- تردد قناة زي ألوان على الأقمار الصناعية 2025 وكيفية ضبط لمتا ...
- مصر.. أسرة أم كلثوم تحذر بعد انتشار فيديو بالذكاء الاصطناعي ...
- تراث متجذر وهوية لا تغيب.. معرض الدوحة للكتاب يحتفي بفلسطين ...
- -سيارتك غرزت-..كاريكاتير سفارة أميركا في اليمن يثير التكهنات ...
- -السياسة والحكم في النُّظم التسلطية- لسفوليك.. مقاربة لفهم آ ...
- كيف تحوّلت الممثلة المصرية ياسمين صبري إلى أيقونة موضة في أق ...
- تفكيك مشهد السلطة في الجزيرة السورية
- تفاصيل حوار بوتين ولوكاشينكو باللغة الإنجليزية في الكرملين ( ...
- الخارجية الألمانية تنشر بيانا باللغة الروسية في الذكرى السنو ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس داخل حبيب - ما الذي يميّز المسرحية؟