أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس داخل حبيب - مُحرّمٌ : فيه القتل - مُحرمٌ فيه : القتل.















المزيد.....

مُحرّمٌ : فيه القتل - مُحرمٌ فيه : القتل.


عباس داخل حبيب
كاتب وناقد

(Abbas Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 6998 - 2021 / 8 / 24 - 01:56
المحور: الادب والفن
    


مُحرّمٌ : فيه القتل.
مُحرمٌ فيه : القتل.

مسرحيات قصيرة جدا @
مُحرمٌ فيها القتل سواء كانت في النص والمنصة تنطلقُ من مجتزئ تقاطع المسموع والمرئي على الكلام مثل (مُحرّمٌ فيه القتل ، مُحرّمٌ فيه القتل.) أحد الحوارات المُريبة التي تعتمد آلية لنقاش فيه ، عنه ، وعليه نتيجة وقوعه في محل ترتيب "تواقت" مُثير الخلِط تحت النظر قد يُصرف للأذى على نتيجة مسموع القراءة يصبح عنوانَ أحد المقالات التوضيحية لكتابة هذه النصوص الجديدة للمسرحية القصيرة جدا على وجه خصوص حجم ذرّة ، بذرة ، أو جنين المُتسلسلة مقاطعه كما يلي:

مْنْ أعمال النقطة الفاعلة للكينونة

أنانا : لنا وليس لأحدٍ غير أنانَا
أناكـُم : لكم ولنا أنانَ فعلام الملام
إننا : أنا وإنَّكِ على مَهلـَكِنا نتعارفْ
إنـْكي : وأنا على مَهْلِ كـُنّا نتعاركْ
أنَّ : كِ ، أن كَيّ يكـْوّوون
كاف : كاء نون كائنات في كانون
أنتَ : نا بش ، تـَمّ نقش التكوين
إنكِّ : تكـْوين ، إنْ ، تُ ، ني ، كـُويِن
أنتِ : في النبشِّ ، أنتنَّ ، أنتما بالنبشِّ تكـْويان
أنتم : بسمِ أنا ، نَ بشتم في اسمي
وشم : ن بين الألفين ، تسطرون
نون : واو بين نونين ربات النسوّة ينَؤن عني
واو : ألف بين الواوين ، آلهة فـَيحضرون مفتاح
ح : بين النونين لإحياء كراهة بغيضة علام ننوح وإياكِ كرة أخرى.
كي : أنا نو كي ، مُراقبة رحمة
ملائ كيّ ة : مِنْ كي
إملائية : تكرهون بعضكم بأخطاء
لاءء حاء : في الحُب ، فقط بْء
باءَ : بفشل لحاء لحية حاءين ، ءين ، أي ي ن
(نحن؟)
***@1

لِخطِّـِّ نِدْبة في جَبين ضمائر غائبة

أنا : ديكُ كُ م ، أصيحُ بِكـُم
أنا : ديكـُم ، أدينكم بدينـِكم ، لا خير فيكم إذ لا صوت لكم
أأنتم : بِكـُمْ؟ ردّوا على ضمائركم ، اشتروكُ مُ ، بِكـَمْ؟
أشتروكي : شوروكي ، شـُرو ،
"باكَ" : سرقَ ، الشر ، وَ ، كيْ كيْ "و" كيْ كيّ يّة
سرقوكم : شُر و ب ا ، ك الشرْ وكيّة ولم تهربُ
أينَ هُم : منّي وأينَ هِيَ ، أ
ميتة هِيّ؟ : لا ، هَيّه ، نفسٌ لاهية
ألاهٍ هوَ؟ : لاه ، إلى آه ، لاااء ، إي ، لاه ، إلا
هُوَ : إله لا ، يله و
هُوُ : يهْوى
هَواءُ ها : هِيَ 9 بالنسبة إليه ،
هواءُه : هَوّاء
هـَيّة : أفعى
حيّة : تَسعى ، هِيَ حوّاء هو ثع بان
يـَحيى : يَهْيى ، هو واحد بعدها يَسعى
بِهاء : الهواء مُلتفٌ بَهاؤهُ كهـ اء هـِ هـَ هـُ
في : 90 قيمةً روحيةً تنطقُ عن الهوى
لَ : "في" الـْـنـَدْبـَة عددٌ يصيحُ
صيحة : عليها 19 تلغون ربّ اللغة
(تَسْعَونْ)
***@2

المسيح المصلوب

ما : تَ
ما : تَ ، تـْ ،
ما : تَ ، تـْ ، بـَعُني إلا مَتاعِبُكم ،
يستمر : إلى متى عيب كم؟
فمٌ : فاهٌ فيهِ فوهُ فِلـْمٌ أحوّر يدور يُئهئِه إهههههههه
فـَلِمَ : يأبى يكْ تـُب إلا وَيدْ ، معْ معْ ، معَ
عَين حوّراء : تـُبْ كيكم تزني وتـُمَثـِّل
باعُوني : قبل أن تقول بثمنِ بخس
أتبعُ : صوتَ الحقِ أنا
أنّى : صليبـُكَ ، يتبعُ مجهودَك
يَتبعُكَ : الخلاص لرَسمِ خطوط الأماني شراء
(مرجع)
***@3


الحُسين ذو الوجه الحَسنْ المُفاوضُ المُخـْلِصُ

عاشورُ : صُفَرْ
يَطلعُ : بالشَهِرْ
من زاوية يُسرى : صِفراً يفيضُ على يمينِ
1 : من عَشرةِ بعدَ العِسّر يذوبُ
بِ طـَعم العِشرة : فاوضَ العَشيرةَ عن الثأر غيرِ المفهوم
أرْدَوهُ شهيدا : لهُ ثأرٌ مفهومٌ مُدام
أربعُ : وووون تختاره أنّى
تـَريدهُ : عاشوراء تـُريدَهُ مصروفا على محملٍ
مُحرّمٍ فيه : القتلُ ، على الاسمِ للشهرِ غيرَ
مُحرّمٍ : فيه القتلُ ، للشهرِ على الصفةِ مُحرّمٌ
عشرٌ : تحلُّ فيها ،
(على)
***@4

ها هي تقعُ في حُبِّ الجريمة

لامٌ : يَلـُمّ لي دقات قلبي دَقة ، فَدَقة
صادٌ : وأصيدُ عِتبةَ بابِكم بِدقةِ ،
(أدوات العمل كانت بريئة)
***@5

@ ملاحظات على المسرحية القصيرة جدا

الخصائص المميزة لهذه الأعمال:

هذه مجموعة من نصوص تشتهر بدقة الاشتغال الفني المُقتصر على الفعل الدرامي النامي في خطوط وحروف النص المسرحي المعهود في كتابة (الأجنة الدرامية) لدقتها في الاقتصار المُجرّد فعلا في فنٍ للتقصير لا بالاقتصار على قِصرٍ في حجمها المُعتمد على دهشةِ التكثيف والاختزال بل تتجاوزها إلى النمو وثقافة المُتلقين التي تمتدّ إلى آخرين بالنقاش. أقدّم هذا التوصيف كمدخلٍ في نية تحديد بعض الخصائص المُميزة لهذه الأعمال بشكلٍ عام لإشارة ريادية قد تجعلها تتجول في مضمار مُقايسة تعني الجميع في إطار التأليف الدرامي المُختصر على أصول وصول الخطاب بخير الكلام ما قلّ ودلّ بقدر ما للمسوّدة في ذلك التوصيف مُحاولة أيضا تستبق الكتابة في خوض خاص يخلق حُريّة مُميزة للتعامل مع قصار الحروف وفق أنساق مُعينة مُختلطة محفوفة خطوطها بسواد يعنيني مثلما يعني دراما الجنين كذلك. ولأن للكاتب حُريّة مُتسعة في وضع شروطٍ على نفسه ليرينا مميزاتها لا لتبقى مشروطة حكرا عليه ولا ليضعها شرطا على أقلام الآخرين لِيخطـُّ طريقا للتلمذة والتدريس والتعليم. فالكاتب - أي كاتب - لهُ مُسوّدة تأخذ وتدع وتضيف.

ليست لها نمط مشروط:

وأعتقد من عيوب طرائق التدريس عندنا في العراق المُشترطة مناهج تعليمية ربما عالية الدقة والاختصاص لعلماء ومُبدعين لكنها تزجّهم في شروط طرائق تلقينية تحث على الاقتصار في الوقوف على عدم تعد حدود طرائق المُبدعين المُبتكرة فبات مثلا عندنا في المسرح أن أسخيلوس ، شكسبير ، بريخت ، وآرتو خطوطا حُمر أمست مُكبّلة فيها كثير من تطلعات الفنانين الآخرين أما أولئك الذين لا يسلكُون إلا طريقا أحمرا في خـُطاه يَرون في الفن منافذا للعطشى لا تشف ، أصواتا للحقيقة لا تـُبح ، وحوافـّا للخطوط لا تـُعشى. فالفن بميزته الحقيقية لا يخضع للتقنين إلا ومحاولات تقديم تبويبه على أساس تسهيل عمليات الدراسة قد نرى تلك المزيّة أحيانا عصيّة حتى على التبويب فلا تـُحَدُ ببابٍ نهائيٍ ثابت فلا تصبح التجارب في تلك الحدود مشروعا للتقليد وعليه في المسرحية سواء كانت طويلة أو قصيرة أو بحجم جنين لا يوجد خطـٌّ أحمرٌ يفرض عليها معنى مُحدد يجعلها تـُكتبْ وفق نمط مشروط لذا حين نسأل لماذا يصبحُ هذا المسرح قصير أو لماذا نُسميه نحنُ بقصير لابد أن تتفاوت الإجابات على عدد آراء المؤلفين والنقاد إزائه حسب ما يفرزون ولا تستقيم عمليات الفرز والتقييم إلا على إقامة تشخيص لتلك الخصائص المُميزة والفريدة من هذا النوع الذي يظهر بغض النظر عن التأثر والتأثير فليس كُلُّ نص طويل هو ليس قصير أو بالأحرى لا يحتمل شروط القصر والاقتصار والتقصير فأراني مُلزم هنا بطرح رأيي بخصوص ما أكتب خاصة إذا رافق هذه النصوص شعور في مقام جدة الطرح والتكوين.

ريادية في الأفق:

وللتذكير أن هناك تجارب جليلة في هذا الجانب مُطـّلعة في العراق تنضوي تحت خيمة المسرحية القصيرة جدا لم يُسلـّط عليها الضوء الكافي الممكن أن يُؤسِس لرؤية جديدة غير مطروقة سابقا في الحقل المسرحي المُعتاد ولا أعتقد أن أحداَ مِنّا يستطيع أن يزعم له حركة ريادية عالمية أو محلية في ذلك لأننا لا نستطيع أن نتصور بأن المسرحية القصيرة جدا ليست لها تاريخ ٌ طويل في الأدب المسرحي يمتد ربما ليصل عمُر الإنسان ، وبنفس الوقت لا يجب أن نقلل من شأن تجاربنا الجديدة وندغمها وذاك التاريخ الطويل الذي يضيع الجهد فيه إذا لم يجعل العمل الفني نفسه على محكِّ فاصلة في الأفق. أنني أرى عيوب مفهوم المسرحية القصيرة جدا يرتبط أولا وأخيرا ليس في المسرحية ولا في القِصر وإنما في "جدا" وهي مجال مُبالغة في التكثيف التي أراها تحافظ على العناصر المسرحية التقليدية مع نياتها التقليدية الساكنة في مجموعة من القيم ما عادت مثار اهتمام مع سرعة تبدلها عبر العصور بينما يجب أن يكون منظورا لها من إطار هذه التبديلات المؤدية لتغيرات مسرحية تعتمد على التغيير المُرتبط تماما باكتمال القصر ذلك الذي يرتبط بتاريخ الصمت فهو أقرب للتوصيف المُعبّر عن قصر الكلام لا قصور في المعنى ولو بالإشارة والتوقيف.

تطور مفهوم التقنيات المُقتصرة على الخطوط:

وحتى حين نرى أن التاريخ المسرحي لم يغفل عن رفد تقنيات التكثيف والاختزال الأدبي في النصوص عندما نـُشاهدُ المسرحية القصيرة التي قدّمها هاملت أمام عمّه في الحفل الذي أعدّه شكسبير كمشهد ضمني في المسرحية الطويلة كخير مثال على تأليف مسرحية بحجم مشهد. وكذلك المسرحيات التي قدّمها "بيراندلو" كخطوة صريحة لوجود مسرح قصير في داخل المسرحيات الطويلة المكتوبة للجمهور الذي لاحظ النقاد خلاله وجود (مسرح داخل مسرح) أو كما يخلق القفش الصغير في ومضات العروض الشوارعية في "برودواي" الآن تبدو جميعا تختلف عن نصوصٍ تميل لبناء على أساس تكثيف واختزال يجعل النص الطويل يقتصر لنزول لمشهد ، سطر ، عبارة ، كلمة ، حرف ومن ثمّ يميل ليستوي في نُقطة ثمّ تنقط وتمتد لِتعتدل بخط يطول ويقطع من جديد لحروف قصيرة مُختلفة ويسير بشكل يسير مُسِر وفق عدة نقط وفاصلة تختلف وفارزة منقوطة تخالف نقطتي شرحٍ لأهداف مُعبّرة بين الأقواس عن الخلافات وعابرة للأزمان في مسموع ومرئي يجعل النص التقليدي ينمحي أو يميل للاختفاء تدريجيا مثلما - أرى - أمامه تنمو نزعة أسلوبية لنص يميل للأسلوب كما يحدث خلال هذه السنوات التي نَضجَ فيها شكل جنين درامي مُستقل طبيعيا عندي أعُدّهُ اليومَ خيرَ مُعبّر عن اكتمال شروط الصعود على منصة القِصر بالفعل. وإنني أرى في داخل كُل كاتب سواء كان عراقيا أم غيره من الكتاب ترقدُ تحت أحشاءهِ أسبابا عديدةٌ لهذه النزعة وقيل الإنسان هو الأسلوب.

أساليب لا أسلوبية:

أما بخصوصي "أنا" كواضع لهذه الميزات في هذه المجموعة وغيرها من المسرحيات المنشورة أعتدتُ الذهاب إليها من خارج الأسلوبية تلك أو هذه الأساليب منذُ انتبهتُ للعب الحنجرة على حبال الصوت البشري لتميز خطوط النبر في اللعب على إيقاع الحياة في تمارين الصوت في الخطابة المدرسية للتلاميذ ف صغر آنذاك ومنذُ انتبهتُ للعب الحرف على الخطوط لإنتاج أداءه بالفعل مُباشرة أمام الجمهور في الإلقاء فأصبح القِصر تقنية لرصد منطوق الخطوط في الخطاب وتحديد النقاط - عندي - على أساس الأفعال لا على أساس الأسماء نفسها التي نراها تشدو الآن عاليا ونسمع خـُطاها على المنابر وحناجر المنصات في جميع الأماكن والمُناسبات سواء كانت في القاعات ، الشوارع العامة ، أو في أجهزة التواصل الاجتماعي. وبالمُناسبة ومن على منصة هذا المقال أودُ أن أقول أن الجنين الذي أزعم لا ينضوي بطبيعة الحال كثيرا تحت لواء مُصطلح المسرحية القصيرة جدا إلا من حيث التسمية والنزوح المُشترك للتكثيف والاختزال لأسباب عديدة ربما باختصار شديد ينطوي على تحديق تام في ميزاته المُختلفة عن تصورات المسرح التاريخي برمته كما هي تختلف كثيرا عن توجهاته الأسلوبية التي أطلعنا على إيغال تنظيرها سواء في مناهج المعاهد أو الكُليات والتي تضفي توجّها فكريا بات معروفا السمات للجمهور. كما تختلف - وهذا مُهم - وطبيعة الاشتغال الفني من حيث التقنيات فلا يجوز مُطلقا احتساب نصوص الأجنة الدرامية مع نصوص المسرحية القصيرة جدا متماثلتين في التقنيات كما أحتكم ومَنْ عدّهما كذلك ( على هامش تجاذب أطراف الحديث هُنا وهُناك) في أروقة النقاش سواء كانت شفوية أو مكتوبة لم تـُسجِّل رصدا حقيقيا يقيّم التجارب العراقية على الأقل ولو لمجموعة من الكتاب العراقيين المرموقين في هذا المُنحني المفتوح نحو هذه المساحة غير المُغلقة على تجارب الآخرين المنتشرين في ساحة ثقافية كمشاريع للتأليف هذه الأيام.

الاحتكام للفن:

وأعتقد أن أي تشويش يذهبُ في إطار عدم تمييز نقدي سليم يعود لخلط ثلاثة أسباب.
أولا في المنهج النقدي: أن الإيغال في فهم المسرح أكاديميا بشكـّلهِ المدرسي قد أضرّ كثيرا بكلّ التجارب المسرحية النقدية العراقية منذ أنْ عَرفتُ منها أن إبراهيم جلال هو "استانسلافسكي" العراق وعوني كرومي هو "برخت" العراق وإن صلاح القصب هو "بروك" العراق وهذا سنكرافي وذاك علاماتي يومئ من خارج العراق. أن عدم التمييز يَعطي طمْسا غير عادل لتجاربهم الفذة في الساحة المسرحية التي فعلا كانت تنتمي للأعراق الثقافية العالمية وإن كانت محلية على أن نفهم "المحلية" هنا فقط في الإطار المُشير لخلط غير مُفيد في مفارق التلقين المنهجي غير المقصود الذي لا يُعلـّمنا أن نضيف وهمْا جديد للمسرح.
وثانيا في الناقد : فلا يتمكن الناقد بعد ذاك أن ينظر للتجربة المسرحية القصيرة جدا أو لغيرها بمعزلٍ عن تلك التقنيات المنهجية نتيجة لعدم الدربة والتدريب على التمييز خارجها والالتفات لآليات الاشتغال المُضافة الجديدة. وفي هذا الصدد لو أخذت مثلا هذه النصوص التي أسميتها "الأجنة الدرامية" المُقعدة أساسا وثقافة بلاغية لفنون لغوية وأدبية جديدة غير مُقعدة منهجيا على تلك التقنيات المعروفة المُعقدة وأقارنها على ذمة تلقين بعض النقـّاد سواء كانوا مُختصين أو غير ذلك ، أكانوا عربا أم عراقيين أرى كم جرجر هؤلاء النصوص لمساحات تجري وراء عادات المُصطلح النقدي التقليدي وإن كانت تتبرقع وسائد المُصطلحات العلمية تبقى التجارب الإبداعية دائما وإطار مسرح تقليدي يعدو من اليونان مهما اعتمدتْ الساحة النقدية على تحديث الأدوات.
وثالثا في المُنجَز الإبداعي نفسه: ويأتي أما لسبب تشبث المُنجز نفسه كما النقاد أنفسهم بالأدوات التقليدية مثل العمليات التي تجري على "تقزيم" النص وجعله قصيرا حد قزم ذلك النوع المُعتمد على ضغط النص لأقل ممكن من الكلمات لا غير من دون أن أرى داعي لذلك التقليل المُشين لامتداد أفكاره وإن تعمدت مجاراة أساليب الحداثة في التقصير يبقى ينأى عنها وأدوات لا تفارق منهجية قديمة تعتمد على خلط بين الأنواع والأجناس والوحدات كالذي يكتب قصيدة الومضة بأدوات القصيدة التقليدية أو بالمروق على أدوات القصة بينما نحن نتحدث عن الاقتصار الدرامي وهو نزعة تميل لتحديد تقنيات البدء والذهاب إليه للانطلاق منه بأدوات مُبتكرة جديدة للجمهور. أما السبب الآخر ربما لخلل ما في طريقة توصيل النص للقرّاء سواء كانت في المواصلة الدءوب غير المُنقطعة في الساحة الثقافية التي دائما لا يُحالفها التحقيق لأسباب عديدة أيضا ربما تتعلق بظروف سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو نفسية للكاتب مما يجعل التجربة الجديدة خارج التناول الحُر للجمهور بما فيه الكفاية من ناحية وربما لأسباب تتعلق بالنشر ولمجمل ما يحيط هذه العملية من صعوبات عديدة جانبية أخرى - قد مرّت وتمرّ - غير معوّل على ذكر تفاصيلها الآن من جهة أخرى.
معنى الابتكار:
أنَّ عبارة "أدوات مُبتكرة" - عندي - تعني إدعاء الأفكار وأشكالها وقوعا لم يكن في الواقع الذي يسبق النص المكتوب (أي في الطبيعة). ولا واقعا في ذهن الكاتب أثناء كتابة النص (أي في خطرات الذاكرة) ، ولا في الورقة التي هي تحت قلم الكاتب (أي عندما ينجز النص) ، سوى مجموعة من الترتيبات المُختلطة التي تظهر نفسها في محيط مُستحيل الفرز لكن لو أنجزت إمكانيته بمهارة نادرة ستصبح خطوة ً جريئة باتجاه مطلبٍ كان موضع عقدة يصعب تحقيقه مسرحيا كما تعلمون. على أن نفهم المسرح هو حياة مسرحية جديدة تبدو فنية مُريبة مُرائية تنمو بيننا هذه الأيام كما هي ليست مسرح الحياة المُعتادة المعروفة انعكاسات أضوائها الزاخرة المُشكـّلة لنا تاريخ المسرح العالمي في ثلاث آلاف عام. ولهذا كُلّه أصبحتُ مُلزما لكتابة هذه الكلمات عن المسرحية القصيرة جدا في مُلاحظة تخطو بذيل هذه النصوص التي فقدت كثيرا من عطاءها السابق وفخ تأجيل الكلام عنها لآخرين لم يعرفوا عن تحركاتها المُميّزة الفريدة مثلما يعرفها حقا كتّابها المُخلصون.
وهنا تقنية درامية كبيرة لمُحاولة إظهار صوت الخطوط الشكلية بأفكار منطوقة كانت قد اشتغلت بصمت عالي لصوت فوق أرض الإله في العراق وامتدت لكنف دراما مثلُ - ما انتقيت - ذا خطوط دينية لمسرح مصنوع بروح سومرية تحت قبة سماء العراق القديم @1 ، وقد صُنعتْ هذه الروح وصعودٍ سامٍ ونزولٍ لكواليس ثانية تخط توحيد اليهود في أور - وأورشليم القديمة @2 ، كما تدرّجَ التوحيد ليخططَ تثليث نزول المسيح مرة أخرى على عتبة أوركسترا لفداء مَقـْدَس الإله في الدراما الكنسية في العصور الوسطى لروما القديمة وفلسطين @3 وأخيرا وليس آخرا لقد تربّع للتضحية على خطٍ يشعّ روح الشهادة في صحنِ الحُسين الذي بدأ يَشِيعُ "تشابيه" من العراق في العصر الثاني للخلافة الإسلامية في ربوع الشام بمُشايعة يزيد المُتربّع على العرش الأموي من جديد بعد معاوية أبيه @4 ولأن للكاتب صوتا عادة قبل ذاك أي قبل الكتابة بمعنى مُنذ المُسوّدة يسعى كأي إنسان عادي يستشرف أدواته في الحروف لمناقشة أفكاره للتزوّد بخطوط الطاقة الضوئية للخط والصوتية للحرف للمُساعدة في البحث عن أهلية مُلائمة لإنضاج آراءه بين ما يأخذ ويدع ويضيف لتعيش وربوع كتابة يُقاسمها الخريف أبوابه فيصنع جنينا دراميا موضوعا على منصة مُسودة للخطوط عبر حافات سود تحت شعاع مرئي يدركهُ الصوت @5



#عباس_داخل_حبيب (هاشتاغ)       Abbas_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوبة الأولى والأخيرة لكاشف الغناء
- أوه لا قحو
- نصوص تمثيلية مُستوحاة من أدب العراق القديم
- المُبيضة نزعة مُضادة للمفهوم
- تجاربٌ تشكيلية مُختارة
- تسعُ نصوص مسرحية قصيرة جدا
- مواصفات المسرحية القصيرة جدا -1-
- المسرحية القصيرة جدا - نصوص
- الجنين الدرامي
- الإمساك بالنقيض المُحْرَج - الأزمة المفتوحة :
- مسرح الشباب المعاصر . الأمنية والإصطلاح
- -مسرح الشباب المُعاصِر- أمنية أم اصطلاح ؟
- التمثيل الصامت محاكاة ممثل لأثر فني .
- بؤس الثقافة المحليّة -3
- بؤس الثقافة المحليّة - 2
- بؤس الثقافة المحليّة -1
- مِفتاحهُ أكبر من الباب ، لمْ يتعرف بَعدُ على المفاتيحِ الصغي ...
- لا أُحبُ النصيحة ، لا تقفز أبداً ...
- قارب الشعر ومجداف الفلسفة في -بحيرة الصمغ- للشاعر جمال جاسم ...


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس داخل حبيب - مُحرّمٌ : فيه القتل - مُحرمٌ فيه : القتل.