أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عباس داخل حبيب - بؤس الثقافة المحليّة - 2















المزيد.....

بؤس الثقافة المحليّة - 2


عباس داخل حبيب
كاتب وناقد

(Abbas Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4527 - 2014 / 7 / 29 - 18:07
المحور: المجتمع المدني
    


تقنيات إنجاز الوهم : ومنها مثل ما ترونها معي بالتأكيد جزء منها يُنْسَبُ لعادات البلد والتي هي سبب من اسباب الإنهماك بعاداتٍ بديلة . والبديلة عند الشعوب المتخلفة ليست قليلة وليست مثلما هي عند الشعوب المتقدمة نافعة وليست ملولة:
مِثْلُ الشمس كطاقة بديلة والهواء والماء وطواحينهما المستعملة في العالم في مجاليّ الصناعات الخفيفة والثقيلة ، المشاريع الثقافية التي تحثُّ الى التمدن والتقدم في مجال تطوير الذات البشرية للقادة والنخب الشعبية في أرقى البقاع الجميلة . ومن الجدير بالذكر سادتي ولكي لايُظلم أحد مِمَّنْ له شعور حقيقي في إيجاد محاولات تتساوق مع الطموح المدني لبعض المنظمات والواجهات الثقافية في عراق المتغيرات الجديدة لبدائل تسعى للمساهمة في تحديد الخَلل والمطالبة بإيجاد بدائله الثقافية المتحضرة النبيلة . غير انّنا نادرا ما نرغب بتغيرات جديدة وغالبا ما نرحب ببدائل ضارة بدلا من طموحات نيّرة (ولنعدها الطموحات البديلة) لكننا غالبا ما نضل الطريق لإنفعها ، ولأنفعها طريق لو تعلمون طويل لاتسعفه المقالات ولا الحواديث وإن كانت من طراز ألف ليلة وليلة. وبالتأكيد أن للطريق خرائط نستدّلُ بها لكن أيّهم للتائه من هذه الخرائط سليمة فتكون دليله فلا يضلُ . غير إن التراجعات الخائبة هي التي دائما تكون سليمة وقلما ينفع فيها تعنيف الأمثال العراقية الراقية من نوع (رجعت سليمة لكن لعادتها القديمة). وعلى ذكر القدم سأسوق لكم بعض الخرائط غير السليمة التي إعتدناها قديما ورجعنا معها خائبين أذكرُ منها ما يُذكّرنا بأضرار مُجربي الطب البديل في مجال الطب الشعبي وكذلك مساوئ التصنيع العسكري العليلة ، و مايسمى (بالمُعاد) الذي شكّلَ بدائلا مُخْجِلة في مجال الصناعة العراقية . ومنها ما أثار جدلا في الأوساط الثقافية السياسية والفكرية كقرار زراعة الحنطة والشعير في مساحات الرز بمياه الأهوارالمُبتلية بدلا من مساحتيهما في الأراضي غير المُبتلّة كهدف من أهداف الزراعة البديلة وقد خلّف هذا الجدل نقاشات مشوشة حيث من المستحيل إنجاح تلك العيّنات كبدائل في مساحات مائية لاتحتاجها الحنطة ولا الشعير بقدر ما الرز. لكن آنذاك تجَنّد مَنْ تطوع مُدافعا عن هذه المُعادلة الهزيلة أما لأنه كان يرغب بالتملق وهذا أمر بالنسبة له ضروري أو هو مُجرد واهم بالضرورة حين تصوّر قرار تجفيف الأهوار والمستنقعات المائية هي عبقرية القائد الضرورة يزفّها الإعلام آنذاك كحزورة يضنها تستطيع تفكيك غموض القرار الحاصل بآليات تطبيقاته البديلة المشفرة وإزالتها في مجال السياسة العراقية. غير إن النتيجة في الواقع كانت صلفة ولم تكن خجولة لقد تدهورت زراعة الرز في جنوب العراق لانخفاض منسوبيّ المياه فَلَمْ يَحْظ المثقّف العراقي آنذاك في الرُزّ ولم يتحصّل الحنطة بل كان يتحسّر على الشعير لانحساره مع بقية المواد الغذائية المزيلة للشهية التي راح يبحث مواطنوها مثل مثقّفوها في نفاياتها العفّنة كبديل يُلائم تعبّئة الثقافة العراقية البائسة . بلا مبالاة هُجِّرَ الأهواريون من ديارهم بعد أن جفت مياههمُ فضاعوا في (يباس) اليابسة ، فترة يعيش العراق ظروفَ حصار اقتصادي ونفسي جائر إستمر ثلاثة عشر سنة سبب دكتاتورية نظام أواخر القرن المنصرم.
وبعد: هناك أساليبٌ كثيرة تنْدَفِعُ مع الوهم بقدر ما يُدّفع لها من أجل ترسيخه لا ذاتيا بإدمغة هؤلاء القوم فحسب بل موضوعيا أيضاً خلال هذه المشاهد المُثيرة للتقنيات الأدبية والملعونة في إخلاقيات الضمير الإنساني بغية ذود كاذب عن خسائر قومية ابتليت بها هذه الأمة من غير طائل. ولأن الوهم هُلامي صعب الملاحقة . إذن لابد أن يكون هنالك ذود حقيقي يحافظ على هذه الإدمغة بالمقابل من التلف أو مِنْ إتلاف حاجاتها. وهذا لا يأت رخيصا على قدر حاجة بدينار بل على قدر أهل العزم كما يتغنى ابو الطيّب طيّبَ الله ثراه يأتي إبطال هذه الأساليب التي تُسئ للفكر قبل كل شئ . فحين يوضع الفكر موضع وضاعه فإنه يتواضع بوضاعة فيضيع .
أما الآن أحبتي متابعي هذا المقال لنا أيضا مساوئ وليدة مُطاعة لايغطّيها جميعا أفقه وإن إستطال لكنه يجدر بقليل من الإشارة لعادة اللهو عند أغلب أبنائنا كظاهرة إشترار عادات الآخرين بمهارة المشتر وليس بمهارة المبتكرين : ذرع الشوارع راجلا ، وبالدرّاجات صائلا ، بموضات تفيد المشهورين والمشهورات: وشمٌ ، ملابسٌ ، تقليعاتْ . وتسريحاتٌ فجة للشعور وأساور وأقراط من فضة للأذنين والمناخير تفيد المشاهير ، تتلبس أبنائنا في مجال الثقافة الإجتماعية آنَسَتْهُم هيَّ واستأنسوا لها والمشكلة إنّها أنْسَتْهُم عادات النشاط الشخصي المجيدة ، التي تُؤطر العمل وترفع قيمه الحميدة الجليلة.
وبالمناسبة دعني أُعَرِّجْ على هذا المصطلح (ثقافة) قليلاً ، لكثرما يتداول ولكثرما يتداخل فْهمَهُ عندما يُستعمل في أوساطنا الثقافية بين شعراء وأدباء وفنانين ونقاد وغالبا مايَرتبِط هذا المصطلح عندنا ببناة الشعر والقصة ، أو بالأحرى مايرتبط بِمَنْ يَعرفُ فقط فيهما أيضا . وعادة ما يُطلق على كل من له علاقة بالقراءة والكتابة كالمُعلِم والطالب . فما هي الثقافة ؟ ومَنْ هو المُثقف المطلوب محلياً الذي بُنيّ على أكتافِه مُتطلبات هذه الكلمات؟
أقول إن الثقافةَ - كما هو معروف - بالمفهوم العام هي مجموع العادات والتقاليد التي يتعلّمها الفرد في حياته ، وتشكّله مثلما تتشكّل بيئته ، أي: مجموع المعلومات الواردة إليه من مُحيطه الخارجي أيّما كانت تلك المعلومات زراعية ، صناعية ، عسكرية ، مدنية ، علمية ، أدبية ، سياسية ، فلسفية ، نفسية ، إجتماعية بما فيها الدينية والأدبية المشتملة على القصة والشعر والمسرح والفنون التشكيلية والرقص والموسيقى ، وهي المعلومات التي تؤهله لبناء الحياة ، حياته الإيجابية حسب ماتتشكل ، فالحياة السلبية في سفح تدهور ممات. ولبادئ ذي بدء يُطلق على هذا المفهوم النفسي العام في القاموس الإنكليزي مُفردة (كُالچر - culture) وصفة المثقف الفعليّة (كُالچِرد - cultured)
وقد صَنّفَ (سنو) الثقافة في كُتيّبٍ صغير الى ثقافتين حَمَلَ الكُتيّبُ إسمَ هذا التصنيف. والثقافتان هما ميدانيّ المعلومات الخاصة المعنيتان بالكتابة. الأولى الثقافة العلمية: وتشمل أدب الكتابة البحتة لعلمٍ ما ، ككتابة القوانين الفيزيائية والكيميائية والميكانيك والتاريخ والجغرافية والفلك والمعادلات الرياضية والشرائع القانونية وتقنين الآثار الأدبية والفنية كالشعر والقصة والمسرح والنقد وغيرها بعاداتها العلمية المباشرة البحتة. والثانية الثقافة الإنسانية: تشمل الكتابة الفنية التي تصوغ موجهات طرائق الكتابة لهذه العلوم أي الطرائق الأدبية التي تخص فن الكتابة وصنعتها سواء كانت إنشائية أو شعرية تؤرّخ بطبيعتها لهذه العلوم أو الفنون أوالآدب . والثقافتان - مصطلح (سنو) - بشطّريه يدلُّ على مفهوم الثقافة المكتوبة كمعلومات . وفي الإنكليزية (إنفورميشن كُلچر – information culture ) والصفة الإسمية للمثقف مفردة أجيكَـتـِڤ-;-ْ - Educative) أي مُطلع (إنْفـُرْمـَتِڤ-;-ْ - Informative - وكثير المعلومات) و(إجيكيتُد - Educated) صفة المتعلم الفعلية مِنْ هذه المعلومات. وهناك كثير من المفردات المتقاربة لتغطية المعنى العربي أو الإنكليزي أو أي لغة غنية أخرى.
أما الثقافة في مفهوم المثقّف العربي الراهن فهي ما انحدرت لغويا من جذر الفعل العربي الثلاثي ثقّفَ: شَذّبَ أي أزاح ما أستوجب تهذيبه وأدبه. وقيل ثقّفَ الرمحَ أي شذّبهُ وأدّبه جعله مسنون الطرف بالغ الهدف مسلول وقال عنترة : (جادتْ يدايَّ لهُ بعاجلِ طعنةٍ - بِمُثقّفٍ كَرِهَ الكعوبِ مُقوّمِ) أي رمح حاد بُرِيّ على نحوٍ فعّال من إجل إصابه الهدف . وللتوضيح فإن القاموس الإنگليزي يحتفظ كما أرى بمقتربٍ يفيد لما سنتفق فيه وهي مفردة (شارپ - sharp) أي حاد البصر ولمّيح تيمّنا بفطْنته وهي قريبة في تقديري لما يُراد له أن نشْتقّ في العربية أو بالأحرى لما يُراد من الشاعر عنترة أن يقصد:
(فيقال إنها سكّينٌ حادة It is a sharp knife. إذا قَطَعَتْ) (وإنه رجلٌ حاد البصر He is a sharp man. إذا فَطَنَ).
فأنا لاأَمِيل إذن - إذا وافقتموني أعزائي قرّاء موقع الحوار المتمدن - الى المعنى العام الوافي الكافي الشامل في مفردة (كُالچر culture ) في تثبيت المعنى القاموسي الحصري للثقافة عربيا بل أميل لمفردة (شارپ sharp = الثقافة عربيا) هي الأقرب في معناها الحصري بالنسبة لي إنْ صحَّ مانَسَبْتْ ، ولقد زحف هذا المعنى من هذا المفهوم الى فن القول عند العرب كالقص والشعر لما فيه من تهْذيب وتشْذيب وأضيف من عندي بهذه المناسبة مُقترب معجمي عربي آخر للتشْذيب والتهْذيب كنت قد إشتغلت عليه في الكتابة منذ بداية تسعينات القرن الفائت وهو (التسْويد) وأستخدمه في مجال التناول الحر للمُفردات وهي في إستعماليتها حالما يُزاح مِنّها ما يُضنّ إنه من سقط متاع ويُضنّ إنه لايفيد في رفع المعنى لبلوغ هدف الكلام العربي أفعاله والتي يُضنّ بعد ذلك بأنه لا يمكن أنْ تُسمّى بلاغة أو لايمكن أنْ يُمّسي بلاغة. ومن هذه الضنّيّة تبدءُ آلية التسويد بالإشتغال ومِنَ التسويد المسوّدة: وهي مسوّغات ليست حَدّيّة بل هي بالعكس ليّنة بموائمات طرية أريدُ مِنّها العناية من الكتابة بشدّة والإعتناء بها بأطرى وألين وهذا يقود عندي الى تنصيص النص ورفعه بالمفاحصة والتدقيق لحلقة نقاشية من الآخر - القارئ - وبالآخر ولأجله بإعتبار النص يرتكز على موضوعات جمّة شديدة الوطئة على الإنسان تحتاج هذه الموائمات عند دورانها في فلك منعطفات مشاهد الناس المُبهمة ورصد ذلك الإبهام موضوعيا وتسّويغ خبرته في مشهد يحرك كنف تدوينه هو مهمة تثقيفية حادّة الإبلاغ والتأثير وأرشيفيا كتبتُ في ذلك ثلاث مسوّدات كانت تشتغل في إطار التثقيف المسرحي: كالمائعة في طبق 1995 ميسان . لكن إنه سقر 1999 بغداد. رسالة بأنامل القدم 2001 عمان . راغبا من ذكر ذلك الإطار الآن للفت الإنتباه لإمكانية إنبثاق مسوّدات قصصية أو شعرية وغيرها مادامت البطانة الفكرية لهذا المشروع عاملة ثقافيا.
(وللكلام بقية في بؤس الثقافة المحلـّيّة - 3)



#عباس_داخل_حبيب (هاشتاغ)       Abbas_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بؤس الثقافة المحليّة -1
- مِفتاحهُ أكبر من الباب ، لمْ يتعرف بَعدُ على المفاتيحِ الصغي ...
- لا أُحبُ النصيحة ، لا تقفز أبداً ...
- قارب الشعر ومجداف الفلسفة في -بحيرة الصمغ- للشاعر جمال جاسم ...


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عباس داخل حبيب - بؤس الثقافة المحليّة - 2