أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس داخل حبيب - قارب الشعر ومجداف الفلسفة في -بحيرة الصمغ- للشاعر جمال جاسم أمين .















المزيد.....

قارب الشعر ومجداف الفلسفة في -بحيرة الصمغ- للشاعر جمال جاسم أمين .


عباس داخل حبيب
كاتب وناقد

(Abbas Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4414 - 2014 / 4 / 4 - 08:36
المحور: الادب والفن
    


جمال جاسم أمين وجه إبداعي من وجوه الشعر المكتوب بالعراق بغض النظر عن الحاضنة العرقية للكتابة كالإنكليزية أو العربية مثلا . فهو وجه يكتفي - بالشعر- وبنبض لغته العالمية حقيقة ، ولأننا بصدده كما بصدد إصداره الشعري الأخير "بحيرة الصمغ" من إصدار منظمة الصحفيين والمثقفين الشباب المستقلة عام ٢-;---;--٠-;---;--١-;---;--١-;---;-- فإنها لو تُرجمت على سبيل الفرض للغات أخرى ستبقى هذه الحقيقة ماثلة مثلما يعي بقاءها الشاعر نفسه خلل إسهاماته النقدية والشعرية تجعل إبداعه الغزير الموجود في تراكيبه اللغوية على قلتها تتنوع كبصمات مبتكرة عالية التفرد . وعلى ليونة من ورق ، يَعرف جمال جاسم أمين كيف يُعرِّف تاريخه الفني بوضوحٍ مثلما خطّت مدينته ميسان تاريخها المجيد على رخاوة طينها الخالد فكانت رسالته الشعرية واحدة من رسالاتها العظيمة .
بيد دؤوب وفأس من أمل يجول الشاعر بين العصور الشعرية يُهشم صلادة قوالبها الدبقة قالبا تلو الآخر هكذا يحيلنا صمغ القصائد لنسغ الكتابة ولإنساقها التقليدية لصيقة تلك القوالب ولزوجتها التي لاتعنينا مثلما هي لاتعني مستقبلها الذي أريد له أن يتكئ على تلك الموروثات الوعرة وهي تتشرين في القِدم تعيق قدمه لأن يأخذ شكله التقدمي . ولو فحصت آليات إشتغال النص الشعري في مجاميعه جميعا فإنك بسهولة سترى تلك الفأس المصنوعة من تجاربه العديدة المبتكرة فهو يكاد يمزج بين الأجناس الأدبية والفنية والفكرية قاطبة . فتراه بالشعر تارة موسيقيا عذبا وقاصا مسرحيا وتارة مفكرا محضا.
كانت مشاريعه النقدية تنطلق من الأسئلة كما يشير في بياناته التأسيسية لحركة ثقافية بديلة في العراق بإعتبار هذه الأسئلة هي (الورشة لاغير) لردم مستنقع الثقافة العراقية اللزج - كما يعتقد - والسؤال هو ما يحيلك للوعي أي لتشخيص العلة على أقل تقدير قبل أن تجري عليها مشارط الطبيب الإستئصالية أي يحيلك لحاضنها الفلسفي قبل حاضنها السياسي . ومن فرط اللزوجة تثيرك هذه المرة "البحيرة الصمغية" وقد تسمر فيها الشاعر بقارب وهن مدركا لامحالة حيث المحيط صمغي آسن ومداهن إلا مجداف فيلسوف مراهن بفنن على الشعرية لا بمجذاف شاعر واهم ، فحلَّ المفكر حبرا بأقلام أجوبته وليس بأسئلته لأن الأسئلة هي ذاتها غالبا ماتكون لصيقة الطفولة فالفلسفة لاتسأل ، هي تجيب فقط بينما الأطفال هم مَنْ يسألون. ووفق هذا التوجه إعتمدتْ هذه المجموعة إسلوبا ماهويا في تعريف محن الشاعر مثلما تفعل تقنيات الفلسفة في إجاباتها وفي الكثير منها مثلما تفعل التقنيات الآلية للتراكيب المنطقية التي تعتمدها الفلسفة . ولأفترض سؤالا ماهويا مثلا ، ولأقول : ماهو الخطأ ؟ والجواب التعريفي آليا هو : إن الخطأ هو ليس صوابا . وعليه يكون الشعري عند جمال جاسم أمين جوابا لا سؤالا وهو:
"الخطأ ليس عدوا للصواب." (خطط ص١-;---;--۰-;---;--) من غير أن يتصدر هذه الإجابة سؤال كالذي إفترضناه . وعليه نقرأ أيضا:
"البصرة ميناء منايا وليل" .(بعد خراب البصرة ص٢-;---;--٠-;---;--) والتعريف بأفعل التفضيل فيقول:
"الصدفة أكثر شجاعة من العقل". (بالصدفة أيضا ص ۳-;---;--۳-;---;--) ويعرّف الشجن شعريا بالنفي مثلما تنفي الموضوعات المنطقية:
"الشجن ليس بكاء". (الشجن معرفة ص۳-;---;--۰-;---;--)
وبالإيجاب كما تثبت الفلسفة :
"الشجن إصغاء" (نفس الصفحة)
"الغبار ليس خلاء بالمرة" و "الغبار هو الحزن" (ص٦-;---;--٩-;---;--)
"الأمكنة قاموس حجري" ، "السفر مجاز يرحل" ، "الإقامة قدر محض" ، "السفر إختيار" ، "الأمكنة إناء" (وهكذا) وقبل أن يتهئ مقالي للخاتمة أشير لوسيلة فلسفية أخرى إستخدمتها المجموعة تدعمها في توصيفاتها الشعرية فهي استخدمت الجواب بـ "لأن و لكي" تارة بغض الطرف عن السؤال اللماذائي شاغل الفلسفة العميق وتارة به كواصف دقيق للعلية. لو سألنا مثلا : لماذا الأرض مُبتلّة ؟ الجواب مثلا : لأن السماء تمطر. لماذا تمطر السماء ؟ الجواب: لكي تسقي المزروعات . للفيلسوف أيضا صياغات منطقية عديدة منها أداة التكرار (كلما) لصياغة العموميات فيقول كلما تمطر السماء تبتل الأرض . ولنرى نصوص الصمغ ماذا دأبت هذه المرة حين تستبطنُ السؤال بالإجابة :
"لأني كثير الشكوى من الآبار
إلتقيت بيوسف مرة". (كل الطرق تؤدي الى يوسف ص٢-;---;--٢-;---;--) فالسؤال طبعا بطانة الجواب المظمر . وأيضا في: "لا شهود ، لأن التزوير يثبت أعمق من الشهادة." وكذلك في:
"لكي لا أضجر سأقول وداعا" (أصدقاء غودو ص۳-;---;--٧-;---;--)
وهنا نجد الوسيلتين السؤال والجواب معا :
"لماذا يتدفأ السلاطين بالشعر؟ لأن الشعر في أحسن أحواله موقد يحترق"(للسلاطين وحدهم ص۳-;---;--٩-;---;--) أو بإذا بديلا لـ (كلما) "إذا أردت أن تقصد شباك الحبيبة هيئ مزاجك للسعال". (ص٨-;---;--١-;---;--) وفي المقاطع التالية أكتفي أمثلة :
"لماذا تغيرت الدروب؟ مالذي دل الخراب عليّ؟ كلنا لايعرف ... عندما نصل الى هذا العماء ينبغي أن نتوقف ... لكي لا يقال إنهزمنا ينبغي أن نعلن" (إعلان عن شئ ما ص٨-;---;--۵-;---;--)
أن توصيفات مجمل التراكيب الفلسفية وبغض النظر عن المعنى الذي أضفاه جمال جاسم أمين في ظل بريق فكري باهر خلل قصائد سمفونيته (بحيرة الصمغ) الممتلئة شعرا تكاد آليات الفلسفة تغطي تقنيا بالإجمال محاولات أنساقه ، لا لدأب فلسفي طبعا في مرناة جمال جاسم أمين بل لأن لغريزته الشعرية نزوع فطري لمحاكاة الأجناس الأدبية واستدراج آلياتها دفاعا عن الشعر ولصالح الشعرية كما فعل في مجاميعه جميعا منذ "سعادات سيئة الصيت" ، و"لا أحد بإنتظار أحد" باستدراج الآليات الدرامية او الموسيقية ، ومن ثم "بحيرة الصمغ" سبب الحديث ، إشارة لموهبته هو لا للغة . ذلك مايجعل أبناء محافظته يفخرون به تلك الموهبة غير متسائلين عن أصالتها لأنهم يعرفونه لصيق تربتها العريقة وأثر من آثارها التي سوف تحكيه لأبناءها في ميسان يوما ما ، الأمر الذي يذكرنا بمبدعين كثار وإن اختلفت معطياتهم أمثال الفيلسوف ابن سينا الذي عبّر عن جزء من فلسفته بالشعر . والشاعر العربي المعري والشاعر الألماني شلر الذي إصطبغ شعرهما بالفلسفة لقد كان جمال جاسم أمين حبرا لا يتشرب في قلم واحد في الكتابة . فالأقلام هي ألوانه الشعرية ومن اللون يكتسب شعره بصمته الفنية الفريدة نستطيع أن نقول خلالها إن الشعر قادر أن يظمه شاعرا عراقيا مبدعا لصرح هؤلاء الأفذاذ .



#عباس_داخل_حبيب (هاشتاغ)       Abbas_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس داخل حبيب - قارب الشعر ومجداف الفلسفة في -بحيرة الصمغ- للشاعر جمال جاسم أمين .