أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس داخل حبيب - تجاربٌ تشكيلية مُختارة















المزيد.....

تجاربٌ تشكيلية مُختارة


عباس داخل حبيب
كاتب وناقد

(Abbas Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 6963 - 2021 / 7 / 19 - 15:46
المحور: الادب والفن
    


تجارب تشكيلية مُختارة

النافذة والظلال: مدخل الكتاب من الغلاف الأول يشير عنوانه الفرعي بأنه قراءة لتجارب مُختارة من التشكيل العراقي مرافقة لنظام ما وأن تنصل الكاتب بنفسه عنه لكنه لا يستطيع الإفلات من منهجية موعودة ستحلُّ حتما بديلة بالتأكيد ستعرّضُ نفسها للتدقيق.

القراءة:

ولأن القارئ هُنا الناقد (نصير الشيخ) وإن جاء من مساحة شعرية فأنه الصانع الأول لمادة القراءة أو جامعها ككاتب وما نحن هُنا إلا مقتفين أثره خطوة بخطوة على وحدة الظلال والنافذة باعتبار أحدها يُظهر الأخرى لأن النافذة والظلال كُل على حدة لهما معاني عائمة غير مُحددة لا تخدم تجارب متنوعة مُختلفة أساسا غير مُحددة بنظام ما شكلت متن هذا الكتاب ، إلا أن اتحادهما ربما يعطي تلك الدقّة التي يريدها الكاتب لتغطـّي كُل المفاهيم المطلوبة المُكررة لمعاني ظاهرتي الضوء والظل المعروفة في أبجديات الرسم كتقنية أولى لتكوين الأشكال والأفكار والتي نزحت من عنوان سابق مُطابق (مساقط الظل عام 1997) كتجربة شعرية أولى سبقت عنوان هذا الكتاب لذا أنني أراه يستعمل هذه الوحدة في عدة معان ومواضع على اختلافاتها تخدم أغراضا بالنتيجة لابد أن تكون غير عائمة ومُحددة.

إذن النافذة والظلال قراءة من البداية وليست كتابة ، بمعنى المؤلف هو الناقد المُحلل الذي يقف بالظل من هذه التجارب المضيئة - حدّ تعبيره - بعد أن حلت في فضائه من جمالٍ بعيد كانت قد رَسمت زمنا غابرا في ظلٍ ما غير مُتسلسل بدقّة مُحددة وإن لم يكن سحيق لأنه يرتبط تاريخيا إلى عهدٍ أبادت فترته الحروب كما أبُيدت الأعمال نفسها بنفسها فتلف منها ما تلف وضاع ما ضاع قبل التبويب كما أنها لم تدخل بارشيف المُشاركات الفنية المُقامة في معارض رسمية أو شخصية من تلك الفترة يذكرها تاريخ التشكيل العراقي .
أن هذه التجارب ولدت من جديد لتعبّر عن ضوء البراءة المفقودة في ظل الطفولة أو بالعكس حاضرة على حدٍ ما قد تفاوتَ العطاء فيه. مثلا تارة أن الضوء والظل يأخذُ شكل (جدل بين الظاهر والمُستتر الذي يتسم بتصوير طفولة منسية. ص 23) أو أن الضوء والظل هو (حضور الطفولة أو تجلياتها في أعماله ص29) بينما يرى الفنان في ذاته بأن (اللوحة تمارس عصيانا لا طاقة للفنان أن ينتصر عليه. عاصم عبد الأمير ص 32) كما تمثل ظاهرة الضوء والظل تقنية في الرسم تفصح عن براءة أفكار الطفولة (مكمنا بشيء بنوازع الذات المُضطربة. ص 49) (يدخلُ في الغرفة ليرسم ثم يدخل في عالم لا مرئي. ص50) (مُشتغل على جدلية الضوء والظل كاستكمال شكلي للوحاته. ص 51) أن موته المُبكر جعل تجربته لم تكتمل في الرسم فقط بل بالنقد أيضا (لو لم يكن رساما لأصبح منظرا يفوق أقرانه. ص54) كما أن الضوء والظل يعبر عن صراع الذات والموضوع حين (يطلُّ على طفولة غائبة وأحلام مسروقة ص 61) (أنها سينوغرافية المشهد العراقي. ص61) الذي يخضع لظل الحروب ليظلل مشهدا بالرماد يحكي رمادها. (والرماد لون للظل كما هو ضوء ملامح اللوحة كما هو لون لزوايا حياة البيت وأفراد العائلة قبل نشوء اللوحة) وللظل معنى آخر غير الذي يُعبّر عن طفولة ضمن فن تبادل أدوار الغياب والحضور في الأعمال الفنية حين يعبْر الظل لمساحة يغيّب فيها الفنان رغم حضور أعماله الرائدة (لم تأخذ حقّها في الظهور الإعلامي رغم فرادته في النحت. ص84) وقد يكون الضوء والظل يستثير نافذة جديدة ليس على غربة الروح وتجلياتها بل على انكماش الذات في وحدة تعتكف بخيارها على الطفولة (لم تستطع أن تُزحزح الروح الطفلة. ص102) (ذلك أن مياه الأطلسي لم تستطع غسل دواخل هذا الفنان ، ص106)
استطاع نصير أن يقدم خلال هذه المقتطفات صورة جريئة عن حياة هذه التجارب. أما التجارب الأخرى التي ظهرت (قبيل انشغال البلد في تسوية "ثقافة البعث" المُدمرة. ص14) يشير نصير (في ظل انكماش النقد التشكيلي في العراق في التسعينيات دفع مازن المعموري إلى الواجهة لتسليط الضوء على هكذا تجارب. ص 114) يخلص فيها (أن الفنان كاظم نوير أكثر أبناء جيله "جسارة" للتعرض لموضوعة الحرب. ص 115)

مسؤولية القراءة على عاتق القارئ:

بينما يربط نصير الشيخ هذه التجارب بتاريخ الفن العراقي القديم باعتباره باكورة الطفولة الأولى لبنية الطين مثلما يراها غيره من النقاد والفنانين. كما تطرق لتسلسلها التاريخي في الوقت الحاضر ضمن مجاميع وجماعات فنيّة شهيرة مُصنّفة تاريخيا من قَبِل مثل جماعة الأربعة وجماعة الجنوب وجماعة الدائرة المُبيّنة أساليبها التقنية والفكرية في أثبات المشهد العراقي التشكيلي. كما وضع مهادا نظريا في الفن يستطيع أن يجد القارئ الجديد ألتماس قراءة خاصة تفيد الابتعاد عن المعالم المرسومة في هذا الكتاب كما أعتقد أن اللوحات المُرفقة أيضا ستساعده في المقارنة للربط بينها وملخصات شخصية عن المشاركين وشروح عن ظروفهم الشخصية لتفسير هذه الظاهرة المُهمّة في تاريخ التشكيل العراقي ظهرت على شكل أسئلة صحفية تميّزت برمزية مُلغّزة ربما غير مقبولة لكن مُقابل أجوبة ذكيّة من ألسن المُشاركين (لغة الاستعارة في السؤال ربما لا تجعلني أصيب المغزى بدقة – الفنان الدكتور عاصم عبد الأمير. ص 31)

قراءة غير منهجية :

يرى (نصير الشيخ) في كتابه أنه قد وضع قراءاته كعلاماتٍ لمداخنٍ وأعشاش ضمن ركام غابر تحت (سطور تاريخ قتلها بدم بارد. ص 7) فيخبرنا بروح طير تبوئ الأعالي ويفاجئنا (ربما لا نعثر على خيط ناظم لهذه القراءات. ص 9) لأن التنظيم قد يُفسد براءة الأعشاش في نظره. أن البديل المُقترح لغياب الخيط الناظم كما يعتقد نصير هو أن العناوين الموضوعة لقراءة التجارب تدلنا على (مرقاب رؤيوي يحتكم للتنظير والمفاهيم. ص9) ورغم تداخل معنى النظر والتنظير عند الناقد (نصير) إلا أنه بالتأكيد لا يقصد بالتنظير هو الارتكان للمناهج بل يقصد النظر وهي وظيفة لحاسة البصر.

حسب ذائقة شخصية:
الذائقة الجمالية بطبيعتها شخصية. (الذائقة الجمالية وهي تقودني لجس الزيت على اللوحة أو ربما تلبية لنداءات خفية تهمس لي فيها المنحوتة الطينية عن بُعد. ص 7)

وقراءات الأخوة النهمة:

وعلينا أن نسأل على ماذا تعتمد الذائقة الجمالية لاكتساب حق التنظير لقراءة هذه التجارب المتنوعة وأعتقد أفضل جواب موجود على أهميته في صفحة الغلاف (أن ظلال ثقافة اللون وذائقته المُنتشرة في فضاء وزوايا البيت - بيت الشاعر طبعا - الذي احتضن الأخوة وقراءاتهم النهمة في جميع حقول الثقافة وجنون الفن لترضي الذات. ص 2) ومن هنا تأتي ضرورة الكتاب بأن يصبح نصير الشيخ - كما يرى هو - (حامل شعلة المعرفة مثل "بروميثيوس" ليقود قطعان الضوء إلى رواق اللوحة أو فضاء الورقة. ص2).
حساب فائض القيمة النقدية؟

وأخيرا أن أية تجربة راعية من هذا النوع تتعرض لذائقتين الأولى الفن سواء كان شعرا أم رسما لإنتاج البث والثانية النقد لإنتاج استقباله نستطيع أن نثق بمحتوياتها لكن بعد مُراعاة (ليس كُل فنان يقوى على حمل موهبتين في كفٍ واحدة وكما أن للنتاج الفني أسبابه فأن النقد هو الآخر بيئة إبداع أخرى تحتاج إلى خبرة واستعداد داخلي ومهارة من نوع ما - الرسام والفنان الدكتور عاصم عبد الأمير ص 35) فهل يعرفُ (نصير الشيخ) حساب فائض القيمة النقدية وفق ذائقة جمالية لا تجد خيط ناظم يصلحُ لتنظير هذه التجارب ويكون من الراسخين أم سيكون مِنَ طراز ما عابر لذائقة شخصية عادة نسبية؟ أقرءوا هذا الكتاب لتعرفوه هو (النافذة والظلال إصدار دار أمل الحديثة 130 صفحة من القطع المتوسط الأسمر عام 2019)



#عباس_داخل_حبيب (هاشتاغ)       Abbas_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسعُ نصوص مسرحية قصيرة جدا
- مواصفات المسرحية القصيرة جدا -1-
- المسرحية القصيرة جدا - نصوص
- الجنين الدرامي
- الإمساك بالنقيض المُحْرَج - الأزمة المفتوحة :
- مسرح الشباب المعاصر . الأمنية والإصطلاح
- -مسرح الشباب المُعاصِر- أمنية أم اصطلاح ؟
- التمثيل الصامت محاكاة ممثل لأثر فني .
- بؤس الثقافة المحليّة -3
- بؤس الثقافة المحليّة - 2
- بؤس الثقافة المحليّة -1
- مِفتاحهُ أكبر من الباب ، لمْ يتعرف بَعدُ على المفاتيحِ الصغي ...
- لا أُحبُ النصيحة ، لا تقفز أبداً ...
- قارب الشعر ومجداف الفلسفة في -بحيرة الصمغ- للشاعر جمال جاسم ...


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس داخل حبيب - تجاربٌ تشكيلية مُختارة