أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس داخل حبيب - المسرح في اهوار ميسان















المزيد.....



المسرح في اهوار ميسان


عباس داخل حبيب
كاتب وناقد

(Abbas Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 7638 - 2023 / 6 / 10 - 04:50
المحور: الادب والفن
    


المسرح في أهوار ميسان
المسرح نشاط ثقافي:
بشكلٍ عام يرتبط بعادات الناس الموضوعية كانَ قدْ برز في الطبيعة نتيجة العمل الجماعي لتمثيل سحر الحياة والطقوس القتالية والممات ودخل النظرية النقدية الأدبية العامة والممارسة العملية فوق الخشبة المسرحية عندما كان الفن يتكفّل الاقتصاد بتوجهات فنيّة قَدَرَتْ فيما بعد على تطبيق نظرية "الوحدات" والتي تعني فيما تعنيه ثمة شخصية تقع تحت أسار حبكة بموضوع واحد ، في مكان واحد ، في زمان واحد بشكلٍ خاص. غير إنَّ مِنْ نوافل القول ذكر نهاية النظرية بحداثة قائمة على كسرِ هذه الوحدات الثلاث حيث المسرح مِنْ عدةِ وجوه أضحى فضاء للتمثيل سواء تضمن خشبة للعرض أم لم يتضمن فإنه سيؤثث معه مُعطيات زمنية للمعروض. واستقى المسرح هويته الغربية نتيجة ترسيخ أسس اتخذت مِنَ اليونان "إقليمية" له وليس مِنَ الأدبيات الأخرى لفنون الشعوب. وإنْ بدا مُبكـِّرا مع الترجمات الأندَلـُسيّة لمنابع الكتّاب الإغريق مِنْ قِبل العرب بأنهم سبّاقون إليه إلا انهُ ترعرع غربيا وتمَّ إعادة تصديره للعرب مرة أخرى برغبة وافقت التحول العربي لجغرافية جديدة تتضمن دول عديدة إبان الحُكم العثماني فكان وصولهُ المُتأخرُ جدا عمّا سواه مفخرة الفنون والآداب إلى هذا اليوم.

المسرح العربي:
عَرَفَتهُ الدول العربية عبر الشام في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي. وأول عَرض هو مسرحية "البخيل" تأليف "مولير" عام 1848 وانْتَسَبَتْ رياديته لاسم أبو "خليل القبّاني" في دمشق الذي لـُقـِّبَ أبو المسرح الغنائي وأضحى يُذكر رسميا في المُستهلات التاريخية للمسرح العربي وأحيانا "لمارون النقاش" في لبنان رغم أن معظم الفنون الشعبية مِنْ قَبل كانت تحتوي على تقنيات للمسرح أو مظاهر للتمثيل في باقي أنحاء الأماكن العربية.

المسرح في العراق:
نشأ بجهود فردية مطلع القرن الثامن عشر على يد القس "حنا حبش" كانت أول مسرحية لهُ "آدم وحوّاء" في الموصل متأثرا بالمسرح الكنسي ودخل المسرح الاهتمام الرسمي كالعادة على غرار توجهات المسرح الغربي بعد عام 1920على يد الفنان "حقّي الشّبّلي" وأصبح نقيب الفنانين ولـُقـِّب أبو المسرح العراقي فأوْلـَتْ الحكومات المتوالية بالاً لذلك وأسستْ مدارس فنية ، معاهد وكليّات وأضِيفَ قِسم التمثيل لمعهد الفنون الجميلة عام 1940وشجّعَتْ المؤسسات الخدمية إنشاء فرق مِهنية بأقسام ولجان فرعية داعمة للفن بوصفه بابا ثقافيا يُساهم في بناء الدولة. وبالإضافة إلى الفرق الفنية الحكومية والأهلية لعِبتْ إدارات المدارس التعليمية دورا مُهمّا في تلبية هذه الرَغَبات وتنميتها مُنذ رياض الأطفال كما امتدّ المسرح للقرى النائية والأرياف.

المسرح في المُحافظات:
سار على هوى المسرح العراقي المُستورَد مُنذ تأسيسه الفردي ونضج في المدارس التعليمية أيضا مُشتملا على رسمية أستطيع مِنَ الآن فصاعدا وصفها بـ "مسرح المؤسسات الصغيرة" مِثل: مديرية النشاط المدرسي التابع لوزارة التربية ، مديرية المسارح العامة التابعة لوزارة الثقافة والإعلام ، قسم الثقافة العمالية التابع لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية ، هيئة الثقافة "الفلاحيّة" التابعة للمؤسسة العامة للتثقيف والإرشاد الريفي في وزارة الزراعة ، المسرح العسكري التابع للتوجيه السياسي أو المعنوي لوزارة الدفاع ، وتحيط بهذه المؤسسات نقابات فرعية راعية مثل نقابة المُعلمين ، نقابة الفنانين ، نقابة الصحفيين ، اتحاد الأدباء ، اتحاد العمال ، وجمعية الشعراء الشعبيين الخ ومُنذ بدء أيامها أصبحت تُقابل الجهود الفردية الباحثة عن الحُريّة والاستقلال حيث ما يُميّز الجهود الرسمية هو توجهها التعبوي القائم على الدعاية في توصيل الرسالة الذي يطغى عليه تأصيل الطابع الانفعالي المجّاني والحِسّ الجماهيري المُباشر أكثر مِن المُناقشة العقلية الفعّالة لأي قضية مطروحة. ومن ضمن هذه المؤسسات الفرعية الصغيرة التي جاءت هذه المقدمة لأجلها بشكلٍ رئيسي هي المؤسسة الخاصة (بالثقافة الريفية) التي نالت أرشيفية مقبولة مِنْ بين تلك الفروع كأنموذجٍ مُميّزٍ جدا في مُحافظة "ميسان"*1 أكثر مِنْ باقي المُحافظات بعنوان:

المسرح الريفي:
ولو لفترة وجيزة انطلق بقوّة في الهواء الطلق ضمن تخصيصٍ ماليٍ مِنْ وزارة الزراعة هرعتْ إليه المؤسسة العامة للتثقيف والإرشاد الزراعي للأرياف بعربات جوّالة تسحبها السيارات بلا شُبّاك تذاكر أصبح العاملون فيه فنانين محترفين "بأجور وأتعاب" قْدّموا لجمهور يتكون مِنَ البدو والقرويين عروضا مجانية بأسلوب التثقيف الجماهيري مِنْ دون استقبال إيرادات بغيّة التطوير الزراعي للريف العراقي المعزول عن حقوق المواطنة الخدمية التي أضحت مُعطياتها طبيعية في المدينة وفي متناول الجميع. وانعقد أول مهرجان قطري لهذا المسرح في بغداد سنة 1973*2 وأصبحت خلاله التوجهات الإرشادية الهادفة للتعريف بالأغراض التي دعت لإنشاء هذا المسرح هي الناطق الرسمي لولادة خشبة جماهيرية أطلق عليها "المسرح الريفي" التي قامت المؤسسة الإعلامية الدعاية لهُ في الصُحُف والمجلات نالت "الأهوار"*3 وبنفس الوقت توجهت للتعريف بالدولة والحكومة معا.

المسرح في الأهوار:
انسلَّ مِنْ تحت عباءة "المسرح الريفي" المُتنقّل بين القُرى والأرياف كتجربة مماثلة وجدتْ نفسها طافيّة على الماء تُناشد الحضور سواء كانوا مُزارعين أو صيّادي أسماك نشيد الإنجازات المختلفة للدولة في المدينة.

أين مكانه مِنَ الإعراب؟
مسرحيا: لقد فَرَضَتْ "الأهوار" مكانا خاصا لمُحاكاة بيئة مائية يسكنها جُزءٌ كبير مِنْ مواطني جنوب العراق انشغلوا بإنشاء مكان العرض وأثاثه بغض النظر عن تأثيث بنية المعروض بوصفها موجودة بدءا في المُحاكاة الجماهيرية. ومِنْ هذه النقطة بالذات لابد مِنَ الاتفاق مِنَ البداية في هذا المقام على مصطلح "مسرح theater" المُتحركة في بنية مُحاكاة الأفكار وليس "المكان stage" الذي يعتني ببنية الأشكال والفرق جدُ كبير بين المقامين. لذا لا ينبغي الخلط. إذن المسارح التي سوف ترد في معرض الحديث ليس لها علاقة بالأفكار التي تقوم بتوليد وعي ثقافي مُغاير في مسرحة المكان للمعروض لكن لها علاقة بالأماكن التي فرزت أشكالا للعرض فحسب في "مكانٍ مائيٍ" لا يصلح استخدامه ثانية في المدينة على أساس توعية جاءت منها. غير أنّ المدينة قّدْ تُعوِّل على تقنيات ذلك في الأحلام لإعادة تصنيع أغراضه الخطابية بما يليق وفن المسرحية أو جعلها ترفيهية وربما سياحية ولو بحجة إحياء التراث لو كان المُستقبل ليس ببعيد. ولأن المسرح انطلقَ متجولا بين القُرى في الهواءِ الطلق فهو لا يُحاكي نظام القاعات المُغلقة التقليدية. فهل هو ينتمي إلى المسارح الهوائية ، الجوالة "كعربة*4 غجر" تنقل المعروضات لشوارع عامة؟ فهل المسرح المائي شوارعي مُتنقل هوائي؟ وهل هناك مسارح هوائية مُعلـَّقة في الهواء فما هي؟

المسارح الهوائية:
سرعان ما سطعَ نجمُ عروضِها في سماء الفن وأفرزت عروضا خارج الفضاء المعهود ضمن أمكنة مَبنية مِنَ الحجر وفي معرض الحديث عن المصطلح لم توافق أوصاف المكان مُركبات مثل مسرح بابلي أو يوناني الخ بل عُرِفَتْ تاريخيا بأسماءٍ كثيرة مثل: المدرج البابلي ، المدرج اليوناني ، الروماني ، أروقةٌ خارج الكنيسة ، وتميزت بأشكال دائرية أو شبه دائرية عملت جميعها في الهواء الطلق قبل أنْ تَتَطوّر إلى مسارح مُغلقة في "العُلبة الإيطالية"*5 سَواء كانت مُستطيلة أو دائرية أيضا. والمسارح الدائرية الحديثة التي انتشر معمارها في أغلب أرجاء العالم سالت لِمُسميّات أخرى في النافذة الاصطلاحية المُناوئة للمعمار التقليدي أو الأكثر انفتاحا في الإخراج كالعادة مثل المسرح الجوّال الذي تميز بالعربة الجوالة وعلى غرارها "المُتنقـِّل" بالإشارة لتنقل الممثلين المُنتشر بالتالي على شكل مسارح في شارع "برودواي1961"*6 ولأنها جميعا تُقدَّم في الهواء الطلق نستطيع أن نشمل المسارح الريفية الجوّالة في العراق 1973 أخيرا بهذا التصنيف إلا أنَّ المسارح الهوائية في عموم العالم لها خصوصية جديدة مختلفة عما سبق ، برز الاختلاف نتيجة التطوّر الهائل الحاصل في التقنيات العالمية للإخراج والتمثيل ودخلتْ معالمه النقدية معايير علم الجمال لمسرح موسيقي جلب سمات جديدة للعمل الدءوب في التمرين وسمات خاصة مُغايرة للحسن بما يألفهُ الجمهور كفنٍ حديث. عملٌ يُقدِّم المُمثلون عروضا راقصةً ليس في الهواء الطلق فحسب مثل المسرح الجوال ، المُتنقـِّل في الشوارع أو السابح في المسابح والمياه بل السابح في الهواء هذه المرة حيث أنَّهم يبدَون مُعلـَقِين بحبالٍ ومَسدولين كشخصيات "مسرح الدُمى" لكنهم ليسوا مِثله آليين بل شخوص مِنَ الكائنات البشرية الحيّة تُميزهم القدرة الفائقة على التنقل بين جدران البنايات الشاهقة بما لا يَقْدَر عليه غيرهم مِنَ المُمثلين أو الراقصين والناس في الحدائق على الأرائكِ مُتكئين يرقبون حركاتهم عبر أنغام موسيقية مُعبِّرة عَنْ أهواء المسرح المُعاصر الآن. ولأننا في بيئة مائية وبنفس الوقت ليست غريبة عَنْ الهواء الطلق وإنْ كانت على الماء فهي تبني أرضيتها الأساسية على تُراب يابس يطفو على الماء فهُناك مسارح بيئية تقابلهُ وتشترك معهُ بالتقنيات مثلما تفترق عنه تقنيا بالتأكيد فهو يفرز نظاما يقوم بتأسيس بيئة "للبرمائيات" ذات العوامل المُشتركة. فهل هناك مسارح لليابسة في التاريخ؟ وللتذكير أقصد الأمكنة اليابسة فما هي؟

مسارح اليابسة:
في القاعات التي في المُدن ، بين الجبال وفي بطون الكهوف ، أو على الرمال تحت فضاء الصحاري. ومِنَ المؤكد للفضاء مُقاربات مسرحية عديدة محليّة وعالمية تلك التي يخضع معمارها لتأثيث البيئات. وكُلّ المسارح في العالم لها أمكنة وطنية تأخذك لجغرافية عريضة شائعة في تاريخ المسارح القومية للشعوب تنطلق مِنَ الأفكار مِثل: المسرح اليوناني ، الصيني ، الروماني ، الديني الكنسي ، الإنكليزي ، الفرنسي ، الأسباني ، الأمريكي ، العربي ، العراقي وربما الديني الإسلامي (السني ، الشيعي) والقائمة تطول وتشمل كُل معتقدات الشعوب وبلدانهم على مُستوى الأفكار. وهناك تبويب تقني آخر يعتني بالأساليب الفنية للمسرح الشعري ، النثري ، الموسيقي ، مثل "الأوپرا" و"الأوپريت" بغنائية ناطقة تُقابل المسرح الصامت الذي يعتمد على آليات التمثيل الإيمائي "البونتميم" على مُستوى الأشكال ، وأخرى تـُصنـَّف حسب المذاهب المسرحية كالكلاسيكية ، الرومانسية ، الرمزية ، التعبيرية الخ ، وأخرى حسب أصنافها الكوميدية أو التراجيدية وأخرى تضيفُ فتحا تقنيا في الإخراج أو في التأليف وهكذا مثل ما هو معروف في خصوص النظرية النقدية العامة. ولغرض زيادة التحديد الخاص في التبويب أستطيع جمع هذه المسارح وشبيهاتها في خانة واحدة ولا ضير أنْ نُسمّيها معاً - أنا وإياكم - بالـ "المسارح الترابية" لأنها تُعرض على تراب اليابسة كعنوان فرعي مُقابل "المسارح المائية" غير أنّ جميع هذه الأنواع مِنَ المسارح المتقابلة مُختلطة مِنَ المُمكن جدا تقديم عروضها على اليابسة بسهولة وبالعكس تتناوب الأدوار أيضا على الماء مِنْ دون أن يكون لأحدهما هناك فضل تقني أو ثقافي على الآخر في العطاء فكلّها مُتداخلة في التقنيات والعادات الثقافية غير أنَّ المقياس الحقيقي لقراءة التجارب نقديا حسب - المكان - دائما ينطلق مِنْ البحث عن القيمة المعرفية المُميزة في التفكير الجغرافي للمكان المسرحي فهو العمود الفقري الذي يستند إليه التحليل والتركيب في التقعيد النقدي وإطلاق الأحكام التي تشتمل تأثيث بنية فكرية للموضوع والشخصية والحوار والتي لم أجدها في معروض عموم المسارح المائية ما دام المنظور المركزي قائم على ميزة شكلية للمكان. وما دُمنا نرى المسرح في "الأهوار" يُقدّمُ طافيا في الهواء على يابسة فوق المياه ومبرمج على نظام البرمائيات ، فما هي أحكامه المسرحية المميزة؟ وهل لهُ حقّا ميزة مُختلفة عن المسارح المائية الأخرى التي سبقته في أرجاء العالم فما هي؟

المسارح المائية:
مثل (مسرح فينيسيا العائم 1736) (مسرح أميركا العائم1787) (مسرح برغنز العائم في النمسا 1946) (المسرح المُصري العائم 1961) وجميع هذه المُسمّيات هي تراكيب لغوية وليدة الحاجة النقدية للمُصطلح الذي اِسْتَعْمَلَ هذه التراكيب كنعوتٍ شكلية حسنةٍ للمكان في التناول الثقافي ولها تاريخ قِيَمي عريق على الماء غالبا يُقدَّمُ مخلوطا ضمن المصطلحات النقدية الموجودة في الكُتب والمقالات الأدبية والفنية المكتوبة أثناء عروضها المُستمرة في أرجاء العالم لحد كتابة هذا المقال. وبحثا عَن تلألـُئِه المُميّز في "الأهوار" عام 1973 ليس للتوسعة والاشتمال بل للمقارنة والتصويب لابد أنْ أضيف أسئلة أخرى تُساعد في تدقيقِ الآراءِ النادرة التي تقفُ وراء التركيب.
فما هي مشارف ندرة التركيب؟
المُعتمدة. وهل تركيب "مسرح عائم flatten stage" واقع على مشارف "ندرة التركيب" أصلا؟ فهو كمصطلح في النظرية النقدية العالمية شائع ويرتبط بالتقاليد الجغرافية المتنوعة للمسرح في عموم بقاع العالم بوصفه مكان وليس مسرحا ولم يكن على مسامع الوسط الفني في العراق غريبا أيضا بوصفه تقليدا ثقافيا وقفتْ وراءهُ "وسائل" العمل المسرحي ومقاصدها التي جابتْ الأرياف في مَطلع سبعينات القرن العشرين الفائت وتبارت فيه الفرق المسرحية في عموم القُطر آنذاك لكنهُ كان غريبا على الفلاحين الذين لم يألفوا محليته سابقا في العراق وغريبا على سُكّان المدينة حيث لم يعرفوه قبل هذا التاريخ بأن المسرح موجود في "الأهوار" رغم وجود سردية تاريخية طويلة له في عموم الأماكن ولكل الشعوب - التي أسلفت - تقريبا. وللدقة ليس لمفردة "غريبٍ" في هذا الوصف علاقة بمعاني الغربة فلسفيا ولا بمفهوم التغريب عند "بريخت" في المسرح الملحمي كما لا يجب أنْ يُضن ذلك ببلاهة نقدية أو يُساق - للتندر والمزاح - بحذلقة مِنْ قبل النقّاد في معرض الحديث عن المسارح العائمة في العالم أو في "الأهوار" فهذا ليس مِنَ النقد بشيء. كذلك لابد أنْ نقطع الطريق أمام التصوّر الخاطئ الذي قد يفرضهُ المعنى اللغوي لِمُسمى "عائم" (بمعنى غير مُحدد) أو "فارغ" بمعنى (ليس لهُ معنى) الذي قد يُدخلنا بمفاهيم النظرية النقدية العامة للمسرح المُرتبطة بفلسفة مسرح العبث أو اللامعقول التي لا تعنينا في هذا المقام لا مِنْ قريب ولا مِنء بعيد. لابد مِنَ الانتباه أخيرا بأنه ليس لهُ علاقة بمفردة المكان "الخالي" أيضا المرتبطة بفلسفة "بيتر بروك" التي تعتني بـ "الزمن" المُؤثـِّث للمكان. وما دام ذلك كذلك ليأخذ إذن مداه الاصطلاحي ضمن تحديثات النظرية النقدية بوصفها منظور لقياس مدى قبوله كتعبير بمقاساته التي تتناسب وحجمه كي لا يُساورهُ الخلط الذي عادة ما يُصادف تقديم إساءات ربما - غير مقصودة - تعيقُ الفهم تخرجه عن حدودِ إمكانياته المحصورة في "مكانية" مُلائمة للوصف. فما هي المُقاربات النقدية العامّة التي كان قد عَمِلَ عليها مُبدعون آخرون في المكان الواسع مِنَ العالم الرحب؟ وما هي الحدود الإستراتيجية النقديّة لهذا التركيب الأدبي لو توغّل النقد فيه اصطلاحيا - برأيي - في المُستقبل؟ ولأهتم أولا في مقام الماهية بالتعرف على اهتمام الأشخاص:

فمَنْ يهتم بالمسرح المائي في ميسان؟
والعمل المسرحي جماعي - بأي حالٍ مِنَ الأحوال - يبدأُ مِنَ الأشخاص الذين يقفون وراء مؤسساته الراعية المبادرين أصحاب الفكرة الأولية له إلى الجهات التنفيذية المَرعية بكادر عملي رئيسي يتضمن مؤلفين ، مُخرجين ، ممثلين ويشمل الأعضاء الفنيين وكُل الناس المُراعين لهذا النوع مِنَ العروض في "الأهوار" وهذا بالتأكيد ما سأتركهُ لدراية الآخرين والبت فيه. ولغرض تسهيل مُهمة التوغل في المُقارنات وإصدار الأحكام النقدية التي تستهدف الحصر ، التبويب ، والتقعيد في المُستقبل لابد مِنْ إثارة عِدّة أسئلة حول المسرح العائم بالتحديد المحلـّي الخاص عند المعنيين بهذا الاشتغال وبهذه المُناسبة: ألتقي وإياكم - هنا - بأحد هؤلاء الأوائل الذين اشتغلوا في الريف وكانَ لهُ صيتًا ذائعا وغنيًا عن التعريف ألا وهو الأستاذ "عبد الجبار حسن"*7 ، أول مَنْ أخبرنا عَنْ المسرح العائم في "أهوار ميسان" عبر أرشيف ربما يجهله معظمنا وإنْ كان قليلا فإنَّ أقلَّ ما أستطيعُ أنْ أقولَ عنه - مُمتاز - لتصوير بداياته بلقاءاتٍ ومُقابلات استهدفت توثيق تلك التجربة الجميلة لهُ وعنه ونشرت أثناء الدوريات الثقافية في بعض الجرائد العراقية أو مواقع الاتصال الحديثة - للأسف - بشكلٍ بسيط للآن وربما لأنها كانت منضوية تحت أعمال التعبئة والإرشاد الزراعي في العراق لم تأخذ حيّزا كافيا مِنَ الرصد والتقعيد النقدي. غير أنها أفرزت سمات فنية مميزة نتيجة وجودها في بيئة مائية جديدة فرضت تعاملا جديدا مع ممثلين ما عهدوا المسرح مِنْ قبل فحقَّ للأستاذ "عبد الجبار حسن" أن يكون مُدربا عمليا أيضا لمُمثلين جدد ، بعدَ أنْ كانَ مُعلـِّما تربويا في أرياف "ميسان" وعلى حُسن التبادل الفني بين طرفي العملية (العمل الفني والبيئة) بالتأكيد سيؤهل "الأهوار" لماهية مسرحية معطاة خلال أعماله مثلما ستعطي "الأهوار" للمسرح تقنيات مائية جديدة. فما هي؟

ماهية المسرح في الأهوار:
ما هو المسرح العائم؟ أو ما هو الوصف الدقيق لمعنى هذا التركيب؟ في اللغة العربية الذي لا يطفو فوق الماء غارق أو غائص وعكسهُ "عائم"*8 مما يُثير سؤالا ابتدائيا عن طبيعة هذا التركيب اللغوي تاريخيا وعلاقة خصائصه الموضوعية في التأليف ، الإخراج ، والتمثيل في المكان المسرحي جغرافيا: فهل الصالة والخشبة تقعانِ مكانيا في سفينة على الماء؟ مثل المسرح المصري العائم الذي كان في "عوّامة" تجوب المحافظات في النيل تُقدِّم عروضا كوميدية منذ ستينات القرن الماضي ثـُمَّ يرجع لمكانه في القاهرة لليوم. هل بدون سفينة في داخل الماء؟ مثل المسرح العائم في "ألنمسا" حيث بعض الأحداث تقع خلال العوم والسباحة منذ الثلث الأول مِنَ القرن الثامن عشر فأمضى على ورقة مسرحية طافية على الماء يَكتبُ عليها المبدعون تجاربهم الإخراجية للآن كما ألهمت التطويرات الحديثة في الإضاءة المسرحية أبعادا جديدة هذه الأيام قد انتقلت على مُجسّمات ضوئية "للهيلوكرام"*9 وتحول الممثلين لأقمار ترقص في نهر مُزيّنٍ بالنفورات ربما يسمح الفرز لمُحددات أخرى أنْ يُعاد تصنيفها ليس مع الأبواب المائية بل مع أنواع أخرى للمسارح الضوئية أو ثلاثية الأبعاد. وأخيرا فهَلْ المسرح العائم مكان على الجُرف يتقاسم الجمهور فيه القرُب مِنَ الماء؟ مثل كثير مِنَ المسارح التي تُقَدِّم عروضها المسرحية على أرصفة الشواطئ والموانئ في العالم وبالتحديد المسارح العائمة في الولايات المُتحدة قبل أنْ يشارف القرن الثامن عشر طلوعهُ ومِنْ ثـُمَّ ظهرتْ مِنْ جديد متأثرة بأطروحات "بريخت" فيما بعد. وهنا يأتي تنبيه ضرورة عدم الخلط بين هذه المفاهيم ولصقها قسرا بهذا التركيب. وبعد هذه الأسئلة المُختلفة ما هي التصورات العميقة المتنوعة التي تَدلـّنا عليها الأجوبة المُلائمة لِما يُقدمهُ الفنان "عبد الجبار حسن" عبر الوصف التاريخي والجغرافي للعناصر المسرحية والوحدات؟ فهل تأتي سريعة يسيرة على هُداه كَمَنْ أعدّ لها عُدّة سابقة؟ أم أنها سوف تسير ببطيء تقليدي عكس عُمق ماهية هذه التنويعات؟

تاريخ المسرح العائم:
بدأ مُبكرا مع تاريخ المسرح الريفي في العراق. يقول الفنان "عبد الجبار حسن": أنّ الفكرة جاءت لعدة أسباب أولها كوني فنانا وثانيا تم تعيني مُعلـِّما في القرى القريبة مِنْ "أهوار ميسان" حيث ولدت*10 تجربة المسرح العائم عام (1973 – 1974) ضمن فريق في قرية العبرة يتألف مِنْ 5 فلاحين أطلقنا عليه اسم "فريق العبرة"*11. إنَّ أول نص كان اسمهُ "إلزامي"*12 يتحدث عن مجانية التعليم في المدارس العراقية المُلتزمة بالتعليم خلال اللغة العربية والتأكيد على ضرورة الالتزام بدخول المدارس والالتزام بمناهج محو الأمية فالتعليم مجاني لذا هو إلزامي إخراج الفنان "قاسم مُشكِل". وبما إن العروض تُقدَّم في الهواء الطلق فالإنارة المسرحية تَستعين بضياء الشمس نهارا أو على الفوانيس النفطية إذا تمدد العرض للمساء*13 وهنا يكمن الحد الكافي - برأيي - لاستثمار الزمن في الإخراج فليس أمام البدايات التكوينية لمسرح عائم سوى وسيلة الوقت الواقعي بالاشتغال نيابة عن الفكرة التاريخية لوحدة الزمان المعروفة مقاصدها الفكرية المُجيّرة في النقد لصالح تطور الفلسفات.

جغرافية مسرح "الأهوار"
كانت المسرحية تُقدَّم تقنيا: على (تلـّهة)*14 مِنْ قصبٍ وبرديٍ وأعشابٍ وأدغالٍ قدْ لاحتْ طبيعيا ولـَوَّحت لمعمارية جديدة للمسرح فَلـُوِّحَتْ بالطين لوحة فريدة أمستْ تطفو على الماء تَحيطها زوارق مرصوفة بالزائرين. وإنّ مقر الفرقة يشغلُ مساحة يابسة مِنْ تراب "الأهوار" بسياج مِنَ القصب والبردي*15. وللمقارنة النقدية نستطيع أن نتصور بنائها عمليا قد جاء على أساس الاعتقادات المُرتبطة في النظرية القائمة على تمثيل معمارية للمدينة يتمُّ فيها تسجيل الحضور لمحاكاة "أثينا" في المسرح الأرسطي وفي المسرح العائم إنّ الحاضرة هي "الأهوار" فوحدة المكان إذن جاءت وليدة لظروف طبيعية أنتجتها الحاجة المكانية المُتاحة للحركة بين الأمكنة التي تُصوّر البيئة المائية (مناظرا ومشاهد) ضمن ظروف مُعطاة في واقع القُصّة آنذاك سواء في (التقمص أو الروي) فيصفها الفنان "عبد الجبار حسن" بأنها تنتمي لمحاكاة المذهب الواقعي يقول: (لأنني أومن "بالمسرح الجماهيري" فإنني اعتمدت المدرسة الواقعية سواء كانت قراءات أو تجارب)*16

التمثيل في الأهوار:
يُشير الأستاذ "عبد الجبار حسن" إنّ عروض المسرح العائم تختلف فقط في شكل القاعة الطافية على الماء لذلك ممكن نقل العرض لقاعة المسرح العادي أيضا مثلما نقلنا أحد العروض على خشبة قاعة مسرح التربية في محافظة "ميسان". ويستأنف في لقاء آخر (إنّ الجمهور والمُمثلين مِنَ الفلاحين فنضطر للاستعانة بالرجال لأداء أدوار النساء)*17 وهكذا دائما هي البدايات. وأضاف: كذلك قام الطالب "صباح جابر" باعتماد تجربة "الأهوار" أطروحة للتخرج ونيل شهادة الدبلوم مِنْ معهد الفنون الجميلة وحظيت باهتمام كبير. كما صوّر المُبدع "خالد علوان" فلما وثائقيا مؤخرا عنه عام 2008 بغية التغطية والأرشيف*18

أفول المسرح في الأهوار:
وبعدَ هذا العطاء الذي بدأ يتلألأ فوق المياه تحت عنوان (المسرح الجماهيري 1973) قلـّتْ حماستهُ - برأيي - لأهدافه المؤقتة المرسومة باستخدامات (المسرح التعبوي 1983) المُصمَّم للقُرى أساسا ليَخدُم فترة وجيزة لا أعتقد غير مُرحّبْ فيها فنيا فجمهور "الأهوار" أناس ذواقون لكن بقدر ما أن الحِسَّ الدعائي في التثقيف غير مرغوب فيه ليس فقط على تلك المياه البعيدة بل في عموم المسارح التي تنزلق وراء نصائح غير محسوبة فنيا تبقى قائمة على مفارقات لا تغريها تقنيات مسرحية بسيطة تعتمد فكاهة اللمز والتشهير وربما هذا سبب رئيسي في جعل عروض "الأهوار" لا تستمر حتى لفترة تكفي رصدها فنيا كتجربة فكرية خاصة في فضاء "مسرح المكان" لذلك كثرت عراقيله وتوقف الدعم*19 المادي تلقائيا عنه فانقطع آليا وريدهُ غير المعوّل عليه في الاستمرار فانطوت صفحته الأخيرة.

فرز التجربة:
وهذا هو المُهم - لابد أن لا نضع تجربة الفنان "عبد الجبار حسن" ضمن الدائرة النقدية التي تقتضي اشتراطات تأسيسية لمسرح جديد على غرار أرسطي أو على غرار مقتضيات الحال في النظرية الأدبية الحديثة وما استعمال هذه المقاربات المُزمعة في هذا المقال إلا لمقياس يقوم بتوضيح تجربته الفريدة فنيا بغض النظر عن سمعة الخطاب التي كانت تبدو بريئة مثلما لا يبدو هنالك مسؤولية على القائمين عليها. ولو لم يكن الفرز على هذا الأساس فإنّ المُبدع "عبد الجبار حسن" سيقع في التقليد الذي يُلحقهُ ببراثن الأرسطية أو التغريب أو غيرها مِنَ المسارح القديمة أو الحديثة. إلا أن المسرح العائم حقيقة مُصطلح جديد في "الأهوار" وهذا مُحيطه الطبيعي في الجدّة الذي قد احتُسِبَ الاشتغال المُبكِّر عليه للفنان "عبد الجبار حسن" قلبا وقالبا تحديدا في "ميسان" حيث لم يشتغل عليه غيره بنفس الطريقة مِنْ أمكنة العالم ربما لعدم تشابه البيئات بينهما - تماما - وإن كانت طافية على الماء. يبقى الأستاذ "عبد الجبار حسن" خير مَنْ خبره عمليا وأخبرنا عنه نظريا عبر صور مُلتقطة عَنْ قُرب بعد أنْ خاض ميدانيا فيه. ولو سنحت الفرصة بإنشاء مسرح "عائم متجوّل" على "عوامة" أو مجموعة من "الشخاتير"*20 لأضاف ميزة جديدة أيضا لفكرة تطوير المكان مِنَ ثابت إلى مُتحرك يجوب الأنهار على غرار المسرح العائم في مياه النيل مُزوّد بنكهة خاصة منْ مياه نهري دجلة والفرات.

مقاربات المسرح العائم:
بالإضافة إلى مُحاكاة مدينة "أثينا" للمدنية اليونانية - كما أسلفت - ومع فارق النظرة الحكومية الدونية لطبيعة المكان في "الأهوار" طبعا ، تقترب هذه التجربة أيضا في الأسباب مِنْ التوسعة المكانية التي أحدثتها مسيرة الهجرة الدينية مِنْ أروقة العصور الوسطى إلى "المسارح خارج الكنيسة" لأسباب ضيق المكان في داخل الكنيسة مع تزايد عدد المُشاهدين لكن في المسرح العائم كانت لأسباب تحديد خصوصية الرحلة الجماهيرية مِنَ المدينة الحضرية إلى "الأهوار" لأغراض إرشادية. كما إنّ الذهاب في الزوارق "للتلهة" في المسرح العائم - بالنسبة لي - لو استمر بيننا للآن هو تجوّل يشبه الذهاب (لسينما السيارات الحديثة المُبتكرة عام 1933)*21 في الهواء الطلق لأغراض ابتكار أمكنة ترفيهية مريحة أكثر في المكان. وعروض الهواء الطلق لها امتداد تاريخي يرجعُ للفن البدائي الموغل بالقدم منذ الدروس الأولى لطقوس العمل التي تركت صدى في أعمال المسارح المدرسية التربوية عندنا اليوم حين يُنضّد التلاميذ مقاعدهم على أنساق مرصوفة في أروقة المدارس ففي العمل المدرسي أنَّ الجمهور طلّاب وساحاتها هي الأقرب للتشابه في الاستعدادات بينها وبين أساسيات إعداد المساحة للمسرح العائم في "الأهوار".

رأيي في هذه التجربة:. بعد مسيرة رائعة لمسرح "الأهوار" بوصفها: إنها

مكان جديد:
وترتب على ذلك المكان الجديد إحداث مُتغيرات جديدة غامرت عليها التقاليد القديمة ضمن إعادة إنتاج تقنيات الموروث وبرزت بأخلاط مُتنوعة يشتملُ فيها الموروث على الحديث فموضوع الجدّة في هذه التجربة ينطلق بدءً مِنْ توظيف ميزة موحدة قديمة الاشتغال ترادفت على "مكان جديد" لا مِنْ جديد في الموضوع المسرحي أو لتقنياته المكانية. ولو حدث وأعيدت هذه التجربة نفسها في المدينة فإنها بالتأكيد ستنتمي قلبا وقالبا لتقنيات المسرح التقليدي المُعتاد المعروف.

وليس مبحثا نقديا:
سواء كان في الوحدات أو في نقيضها كما فعل مسرحيون تقليديون كُثار ومُجدِّدون بل هو قائم على مُحاكاة الوحدات الثلاث الأنفة الذكر. كذلك هو ليس مبحثا في مُخالفة الموروث على أساس تجاوز قيمي خاص في الأنواع الأدبية والأصناف الدرامية وطرائق الإخراج في المقاصد الفكرية الحديثة للمكان بل هو قائم على تطبيق هذه المباحث السابقة عليه حرفيا لكن ضمن شروط جديدة أوجدتها الحاجة المكانية للمسرح في "الأهوار" يعتمد على تقديم نصائح وتوجيهات بحماسة ثورية غالبا بأسلوب كوميدي.

مُستقبل المُصطلح النقدي برأيي:
كان مِنَ المُمكن أن يصبح لهذه التجربة شأو عظيم في تاريخ المسرح العربي والعالمي لو استمرت تتحول مع التقلبات الثقافية النفسية ، الاجتماعية ، الدينية والسياسية لهذه المنطقة التي حدثت وتحدث في العراق ولو وضعت نصوصها وعروضها وفق مطالب حضارية مُلحّة تشمل وعي مواطنين "الأهوار" منذ بدأ الخليقة في آدم مرورا بغزارة الطوفان إلى عصور القحط والجفاف ونحن نرى هجمة شرسة غير مُبررة لتهجير هؤلاء المواطنين اللائذين في المياه النائية والتي أغلقت منابعها مُبررات لا يتسع المكان للحديث عنها لأنها ليست هي محضر الحديث الآن. غير أنني أكتب الآن محضرا خاصا نحو إنماء عام لهذه الفكرة خلال حضور جميع مُشاهدي هذه الصفحة وقرّائها الفنانين مِنْ مُبدعي الأرض. أستطيع أنْ أقول بكلمة ليست أخيرة: إن الوقت ما زال مؤتيا لجديد يستطيع الربط بين الماضي والحاضر وإيجاد نصوصٍ تفلسف تلك المواجهة الجافة بين أبناء الوطن الواحد الذين ينعمون الآن بميعة بترول آيل للزوال وبغض النظر عن تعبويّة المسارح الجماهيرية المؤقتة في الأرياف والمشاريع البديلة الموعودة في محو الأميّة التي أثبتت الأيام أنها تنافق حياة ناس ليس في "الأهوار" فحسب وإنما في البلاد كُلها أصبحت تواجه متغيرات جديدة أتمنى لا تلتحق بظروف أصعب وأخطر مِنْ الشعور الخفي بتذويب الهوية وتميعها لقضية مصيرية أخرى تعاني فقط البقاء في الوجود.

خاتمة:
المسرح العائم: تركيب ينطلق مِن عملية تأثيث المعمار المسرحي القائم على مُحاكاة وحدة المكان المُختص في الماء من الناحية الموضوعية ويشتغل ضمن أعمال المسرح التعبوي الخاص "بالأهوار" مِنَ الناحية الذاتية والأفكار. ومِنْ الناحية التقنية للصالة فهي "مشاحيف"*22. ومن ناحية الخشبة فهي "تلهة". ومِنْ ناحية الإضاءة هي "لوكس*23 نفطي" أو مصابيح تشتغل على بطارية السيارات مع كاسيتات التسجيل الصوتية للمؤثرات. ومن ناحية الديكور فهو قصب وبردي وهكذا يخضع العرض لميزان بديل لكنهُ ليس في المُجمل تأثيثا جديدا لنموذجٍ في طبيعة المعروض الذي يترتب عليه قيم أدبية أو فنية نقدية مُضافة لطبيعة التفكير المسرحي سواء كان في التأليف والتمثيل والإخراج ربما تجعلنا نتخيل وجود مسرح عائم كانت تُقدّم فيه عروض مسرحية لقصة الطوفان أو لملحمة "كلكامش" التي تصلح للتأويل الملحمي عند "بريخت" مثلا ومَنْ اشتغل تحت بطانته أمثال "بسكاتور" "بيتر فايس" "آرتو" "أو بروك" أكثر مِنَ التقنيات الدرامية عند الإغريق. ومع ذلك لقد مُنِحَ الأستاذ "عبد الجبار حسن" لقب رائد المسرح العائم بتكريم وديّ في العراق وسط نخبة مِنَ الكِتّاب والأكاديميين في ندوة "بيت الحكمة"*24 بغداد ، كأحدِ الرواد الذين اشتغلوا أعمالا مسرحية مُبكّرة على مكان جديد مُضاف لأمكنة العالم ، وأحد رواد مَسرح الشارع في العراق ولأنّ العمل المسرحي جماعي وجوب ذكر المُشاركين معه فنانين وإداريين في تخصيص لاحق مثلما يَجب أن يُضافُ إليه - برأيي - ريادية المسرح الجوال العراقي أيضا أسوة بكثير مِنْ أقرانه ومُعاصريه الذين أفنوا حياتهم في تقديم خدمات مسرحية سابقة خلال عملهم ضمن مديرية الثقافة والإرشاد الريفي وكذلك المسرح العمالي في محافظة "ميسان" انتصارا للمسرح وصراعه المرير في العراق مع نظرة تقليل شأن الفنانين هنيئا للأستاذ "عبد الجبار حسن" أيامه الفنية غير الضائعات بالعمل الصالح للمسرح وللحياة. وما التوفيق إلا مِنَ الله.

الهوامش الجديدة:
ميسان1: مدينة صغيرة تقع في جنوب العراق محاذية لإيران وموطن "الأهوار".

المسرح الريفي2: وصف لنواة الأعمال المُقدَّمة ضمن مؤسسة الثقافة الفلاحية 1973 التابعة في إدارتها لوزارة الزراعة تحت شعار "مِنْ أجل ريفٍ مُتطورٍ واعٍ" (أنظر كتاب المسرح العراقي في وثائق دائرة السينما والمسرح للأستاذ الدكتور علي محمد هادي الربيعي. الصادر عن وزارة الثقافة والسياحة والآثار دائرة السينما والمسرح ، صفحة 17)

الأهوار3: مكان مُنخفض في جنوب العراق تكوّنَ مِنْ رواسب نهري دجلة والفرات. حاليا مَحميّة لبيئة مائية تبلغ مساحتها حوالي (20 ألف كم مربع)

عربة4: والعربة بهذا المعنى هي أداة للتنقل.

العلبة الإيطالية5: (انظر كتاب ضرورة الفن تأليف أرنست فيشر) ولسرعة التصويب راجع العلبة الإيطالية Italian stage "البريسيوم" أد. علي العنزي – محليات ثقافية لصحيفة الرأي تحت الرابط (ttps: www alraimidia.com)

برودواي6: (انظر كتاب تجارب جديدة في الفن المسرحي تأليف د. سمير سرحان)

عبد الجبار حسن7: مواطن عراقي ولد في محافظة "ميسان" عام (1948م) عاش في محلة المحمودية في العمارة وحصل على شهادة الدبلوم مِنْ مَعهد إعداد المعلمين في البصرة عام 1973 واشتغل مُعلـِّما في المدارس العراقية المُنتشرة في أطراف القُرى والأرياف للسنوات الدراسية الأولى حسب تقاليد وزارة التربية والتعليم مُدّة مُمتدة لخمس سنوات (1973 – 1978م) تنقّلَ الأستاذ "عبد الجبار حسن" بين التمثيل والتأليف والإخراج في أعمال مسرحية وتلفزيونية وسينمائية عديدة - عضو نقابة الفنانين العراقيين - عضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين. (مُمكن مراجعة سيرته الذاتية عبر التواصل الإلكتروني التالي: [email protected]).

ماهية "العائم" لغويا8: اسم فاعل: بمعنى سابح (وعكس عائم: غائص - انظر مِعجم اللغة العربية المُعاصرة في المصباح المُحيط). (عامت الخواطر: تتابعت كالفقاقيع - انظر قاموس المعاني للزمخشري) والتي تستطيع أن تمسك من تتابعها قلق يُثيرهُ اضطراب الفقاقيع غير المُستقرة مثل (عام الزمام: اضطربَ – انظر المعجم الوسيط تأليف إبراهيم مُصطفى وأحمد حسن الزيّات الخ) كذلك "العائم" هو المتسع الذي لا تلمس منهُ شيئا حد أن يكون هو الفارغ (لا شيء فيه – لسان العرب تأليف ابن منظور)

الهيلوكرام9: أحد تطبيقات الليزر لإنتاج صور تُعبّرُ عنْ واقع افتراضي مُجسّم متكامل. بدأت تطبيقاته مرة في عام 1962 في ألمانيا على يد العالم "إميت ليث" ثُمَّ تطورت الصور لعروض مسرحية على شكل مجسمات ثلاثية الأبعاد في الهواء الطلق وفي المياه وداخل القاعات.

تاريخ مسرح الأهوار10: (انظر لقاءه في جريدة القادسية. ملحق يومي لجريدة اليرموك الخميس 18 تشرين الثاني 1983 العدد: 740) حيث يذكر: إنّ بداية الحركة المسرحية في "العمارة" تعود لثلاثينات القرن العشرين ورائد المسرح في "ميسان" كان الفنان "عيسى عبد الكريم" ، ومعه نخبة مِنَ العاملين مثل الفنان "زاهر الفهد" ، الفنان "سلمان جوهر" ، الفنان "جميل العصا" ، وقدمت "ميسان" أول عروضها من النصوص العالمية مثل "هاملت" ، "تاجر البندقية" لشكسبير ، وتشكلت أول فرقة أهلية هي "فتح" عاملة بنظام الفرق الأهلية حسب قانون الفرق الأهلية من النظام الداخلي 1969 وقدمت عرض "الصليب" تأليف أحمد عفيفي مطر. أن مسرح "الأهوار" 1983 يَستمدُّ توجهاته مِنَ المسرح الريفي 1973 الجماهيري وإنّ تعبوي أو جماهيري تعني إنهما يعملان تحت "شعاراتية مُباشرة" تحتك مع الجمهور لذلك إنّ مواضيعهما في البداية تناولت واقع الريف والفلاح والأرض تحت شعار: بالأدب والفن نزيد العمل والإنتاج ، ومِن ثمَّ تدرجت تحت شعار: بالعمل والإنتاج نجسد مسيرتنا النضالية. وآخر شعار كانت التجربة قد انتهت فيه: "المسيرة النضالية ودور الحزب في دعم الثورة" وكانت هذه الشعارات مكتوبة في يافطات كما تُساق خلال استعراض فوائد مجانية التعليم وضرورة التعليم الإلزامي ودوره في تطوير وعي الفلاح بطرق إرشادية بسيطة غالبا كوميدية.

جغرافية مسرح "الأهوار"11: فرقة قرية العبرة في قضاء "الكحلاء" محافظة "ميسان" (انظر جريدة الثورة الخميس 12 آيار 1077 العدد 2694)

نص إلزامي12: أول نص في الأهوار (حسب ما جاء في أرشيف المسرح العراقي في وثائق دائرة السينما والمسرح للأستاذ الدكتور علي محمد هادي الربيعي - صفحة 413) ويذكر الأستاذ "عبد الجبار حسن" إن أول عرض في قرية العبرة قضاء "الكحلاء" كان مسرحية "مولد جديد" يحكي عن التطور الذي شهده الريف في أيامه هذه. وثاني عرض لنفس المسرحية في قرية "البيضة" ثم قرية "أبو ودع" في "هور الحويزة" وبعد ذلك تمت إعادة العرض في قاعة التربية في مدينة العمارة 1-5-1974(جريدة الجمهورية – الخميس 10 حزيران 1977 العدد 2981)

الوقت13: ضوء النهار أو المساء (عن جريدة الضوء الصادرة من المهرجان الأول للفنون المسرحية برعاية نقابة الفنانين الثلاثاء 19 اشرين الأول 1982)

تلـّهة14: تكوين طبيعي مِن القصب والبردي الذي يَتجمَّعُ تلقائيا فوق الماء ويشكّل مساحة عائمة يستثمرها مواطني "الأهوار" بتحويلها لأراضي صالحة للبناء فوقها. و"التلـّهة" مُفردة شعبية في اللغة العراقية الدارجة في "الأهوار" تعني "الأعشاب العائمة"

التچبيش15: ليس أسلوب بناء بقدر ما هو إيجاد مساحة يابسة على الماء مِنَ المزروعات النابتة في قاع "الهور" غرض بناء الأكواخ عليها وليست مثل "التلهة" الطافية مِنْ تلقاء نفسها بلا جذور نابتة. وتقنيا: التچبيش عملية جعل البردي يبدو كأعمدة مرصوفة ثم وضع حصير القَصب عليه وأخيرا تغطيته في الطين. هناك وحدة إدارية كبيرة في جنوب العراق تُسمى قضاء "الچبايش" في مُحافظة الناصرية والاسم مُشتق مِنْ طريقة التچبيش.

المذهب الواقعي16: (عن جريدة ـ العراق الثلاثاء كانون الثاني 1977 العدد: 268)

التمثيل17: (انظر جريدة - الثورة الخميس 12 أيار 1977 العدد 2694)

فلم عنه18: (اسم الفلم: القصب المضيء للفنان "خالد علوان" عرض في الأسبوع الثقافي الأول عام 2008 على قاعة المركز الثقافي في "ميسان" خلال توقيع كتاب القصب المُضيء للأستاذ عبد الجبار حسن)

توقف الدعم19: (انظر لقاءه في جريدة القادسية مُلحق يومي يصدر مِنْ جريدة اليرموك الخميس 18 تشرين الثاني 1982)
سينما السيارات20: بدأت في "نيوجرسي – الولايات المُتحدة 1933" ثم انتشرت وكثرت في أغلب المدن والعواصم.

الشخاتير21: مفردها "شختورة" وهي زورق أكبر مِنَ "للمشحوف" يشتغل بِمحرك يعمل بالوقود.

مشاحيف22: مفرها "مشحوف" وهو زورق أكبر مِنَ الـ "بَلَمَ" يُدفع بواسطة المجداف و"البلم" زورق صغير وجميعها بمثابة مقاعد للجمهور عند المُبدع "عبد الجبار حسن" وهي تطفو حول "تلهة" طافية.

ملاحظة: إن وسائط النقل المائي بمفرداتها قديمة وما زالت للآن تُستعمل في العراق ومتداخلة مع ما يُقابلها في اللغة العربية: زورق ، مركب ، باخرة أو سفينة منذ نوح. وذكرت في المقال للكشف عن الإمكانيات المُتاحة في فصيح مواطني "الأهوار" القادر على وصف المسرح العائم ولغتهم أيضا ببساطة. وللتنويه: يجب أنْ لا تُعد - برأيي - لهجة فرعية إلا أمام اللغة العربية الرئيسية في المدارس لأنها رسميّة. ويكفي للهجة فخرا ولهجا بأوصافها المحلـّية ، الشعبية ، العاميّة ، الدارجة ، التي لا تحتاج تدريس أو تخصيص مالي ومحو أمية فنحنُ نتعلمها بالتواتر مِنَ المُحيط. كما هي لا تحتاج لباحثين اختصاص يقومون بجمعها وترتيبها في معاجم ولو سنحت الفرصة لذلك فقط لتغطية نقص يُلغط دائما شأنه.

لوكس23: مصباح تقليدي يشتعل بالنفط أو الكيروسين يتكون مِنْ عباءة "الثوريوم" محمية بزجاجة القنديل تحترق لتعطي ضوء ليس من فتيلة كالفانوس. صنع في ألمانيا لأول مرة عام 1937 وسويسرا لاحقا ثم انتشر ودخل العراق. ويعتبر أداة جيدة لإضاءة الأماكن النائية التي لم تصل إليها الكهرباء كالصحاري والخلوات الجبلية والقرى والأرياف و"الأهوار".

بيت الحكمة24: مؤسسة فكرية ذات استقلال مالي وإداري تأسست عام 1995 لكنها ترتبط في مجلس الوزراء مقرّها في بغداد تعتني بدراسة تاريخ العراق وتوظيفه لصالح الحاضر عن طريق التشكيلات البحثية وإقامة الندوات الدورية في مُختلف المواضيع الثقافية المُخصِّصة شعبة لإحياء التراث ومن ضمن ندوة بعنوان خطاب التأصيل لمسرح الأهوار "العائم" ولمسرح "الشارع" يوم الخميس الموافق 9-3-2023 ترأس الجلسة الدكتور "جبار خماط" وحاور الفنان "عبد الجبار حسن" وتعقيب نخبة مِنَ الحضور مِنْ ضمنهم الشاعر والمُفكر العراقي "جمال جاسم أمين" اعتبر خلالها الفنان "عبد الجبار حسن" رائدا للمسرح العائم في العالم. (ممكن مراجعة الرابط: http:// www. Baytalhilma.iq
وعلى أساس اهتمامي بقراءة الدعوة الموجهة لتأصيله خلال دراستي أولا وبحثي في تقنيات "المسرح العائم" ثانيا جاء سهلا تفصيل هذا المقال الذي أودّ أن يكون عاملا مُساهما في تمهيد الطريق لبحوث قادمة لكافة المُختصّين في الأوليات والتي عادة يكون إبداء الرأي فيها صعبا لقدرتها على التمييع والاختلاط في شتى التفسيرات والتأويلات والله مِنْ وراء القصد.



#عباس_داخل_حبيب (هاشتاغ)       Abbas_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مُسوّدة في الأزياء المسرحية
- قصائد ميسان : في المدى البعيد للسان
- المسرحُ دراسة بالجمهور
- جمالية التمرين المسرحي , الكتابة أنموذجا
- الإنصات إلى الجمال
- (مسرح) و ( ثيتر)
- الخلط بين عباراتٍ مسرحية مُركبة
- مِنْ أجل تغيير مسار الحبكة
- مُواصفات المسرحية القصيرة جدا -2
- لماذا يستمر الشهر هكذا؟ (نص قصير جدا من الشعر المسرحي)
- نزعة متناثرة مضادة للشعور يتمحور فيها تغيير مسار الحبكة مرار ...
- نصْ شعبي تعبانْ
- على شفى مسارح وَخِيمة – نصوص مسرحية قصيرة جدا
- مُحرّمٌ : فيه القتل - مُحرمٌ فيه : القتل.
- الحوبة الأولى والأخيرة لكاشف الغناء
- أوه لا قحو
- نصوص تمثيلية مُستوحاة من أدب العراق القديم
- المُبيضة نزعة مُضادة للمفهوم
- تجاربٌ تشكيلية مُختارة
- تسعُ نصوص مسرحية قصيرة جدا


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس داخل حبيب - المسرح في اهوار ميسان