أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس داخل حبيب - جمالية التمرين المسرحي , الكتابة أنموذجا















المزيد.....


جمالية التمرين المسرحي , الكتابة أنموذجا


عباس داخل حبيب
كاتب وناقد

(Abbas Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 7076 - 2021 / 11 / 13 - 01:48
المحور: الادب والفن
    


العمل الفني بين العمل والفن والجمال

هناك من يقول أن المسرح فكرٌ أو عِلمٌ واكتفى الفنانون بوصفه فنا لا يختلف عن فنون القول الأخرى التي تهدف للتواصل تقنيا بالحوار مع العصر. ولأن العصور مُتبدّلة فأن التقنية تأخذ حيزا ما جديدا عنه غير مُتحيزة عما قبلها فيه مثلما تفعل الحروف في خطوط الكتابة. والفن ميزة وإن تكن تبدو وليدة فطرة الموهبة أو الصدفة إلا أنك لا تبدو تستطيع بلوغها بلا تمرين قصدي إليه مثلما تفعل الخطوط في حروف القراءة وكما نرى أن المميز من الميزة صفة لكن التمرين آلية عقلية وتقنية للتفريق. التمييز مُقارنة نظرية لقياس الفرق في المسافة بين قرنين كما تقول اللغة وإظهار اختلافاتهما وتشابهاتهما بالنسبة لي على صعدي تناوب المعارف بين استنطاق الخط الفكري المسموع والحرف الصوتي المرئي. وللمقارنة هدف يتحقق في المعرفة إلا أن التمرين عملية هدفها تحسين الأداء أولا بغض النظر عن المعرفة وبعد ذاك سيؤدي هذا الحُسن العملي لزيادة القدرة على الوعي المعرفي في الفرق نقدا والذي يتُمّ عن طريق إبداع القول فعلا وتثمين أفعاله النقدية مع اتساع رقعة الأحداث في آن. أنت تتمرن على كتابة ما ، أنت تعمل مقترحات مُبتكرة هدفها الوصول لملامسة السمات الفريدة من نوعها المميزة للعمل الفني المُوجدة للفرق.
قبل أن أبدأ بوصف التمارين على أنها عيّنات العمل المسرحي الجديد للكتابة الذي أسعى لتضمينه نموذج فني لتعديل المفاهيم المُعقدة وتبسيطها لأيسر ما يمكن أن تصبح نظرة جمالية حُرّة في صناعة الرأي الإنساني المُستقل خلال مُسوّدة من المفاهيم الكبيرة تُساعد أيضا على تبسيط ماهيّة "العمل" و "فنه" و "جماله" ضمن تقنيات المصطلح اللغوي الدارج بين الأوساط الثقافية عمليا وفق أنموذج للكتابة التطبيقية بغض النظر عمّا يصفه أعلام المفكرين الذين عادة يحتكروه وفق وصفات خاصة محكومة باتجاهات فلسفية ومُحاطة بأذواق مُعيّنة لها مُواصفات نقدية بمصنفات مذهبية تبدو في نظرية ثابتة غير مرغوبة وإن كانت نسبيا.

العمل:

هو جهد مَبذول على مادة طبيعية ما مُزوّدة بتركيز عالٍ من العامل يوجهه لنظام مُعيّن نفعي ما مُختلف مثل: كُرسيٍ نستفيدُ منه للجلوس في البيت ، كُرسيٍ لمتعة النظر في لوحة ، كُرسيٍ موضوع على خشبة المسرح يُمثل دورا ما لحاكم غائب نراه ، أو مكتوبٍ هكذا كُرسي في خطوط على شكل حروف في ورقة لإثبات عنوان تاريخي لهوية ربما تُثير ريبة ما ملغومة نحذرها. والكرسي وإن تطلب مادة في الطبيعة مثل الخشب أو الحديد فهي مُلكُ الطبيعة وكل نقل في المكان لملكية ما من الطبيعة ووضعها تحت النظر ستأخذ حيزا مسرحيا مأخوذا في البصر للبصيرة يُشكّلُ مشهدا لديكور له شكلا خارجيا كتصميمٍ لأثاثٍ بأصباغٍ وماكياج ، مُغطى بستائرٍ وأزياء ، مُحاط بأجواءٍ موسيقية لها إيقاعات مُختلفة وإكسسوارات جانبية ربما تتناغم قربه أو عليه فتُشكلُ مجموع ظروفه المُعطاة. ومهما تكن التغيرات المُختلفة التي طرأت على التوجهات النفعية الجديدة المتنوعة مُتغايرة فأنها تمثلُ نسخة من طبيعته الأولى تبقى غير مُبتكرة.
والنسخ عادة بالنسبة لي أربعةُ تمارين قابلة للزيادة إذا فرضتها تقسيماتها الجديدة.

1. نسخة البروفات: المنصّة المتحركة للتمارين ، وضوح نقطة انطلاق الفصل والنص على أسبقية الحركة كمكان تتقاطع فيه الأنفس على السطوح قبل مغادرتها النسق. مبدأ الفطرة في قوانين الطبيعة الخلابة وإن كانت موضوعة في خطوط سطحية متناوبة كشهيق النفس بزفير الحروف قرب أقرب إشارة ضوئية لتنظيم المرور فإنها مُكونة نظرة أولية لمشهد تنقيحي موضوعي يتحرك آليا من تلقاء نفسه تحت حسية القلم وهو يُثقف إيقاع النبض عن طريق رؤية أهاب استراتيجي بحجم الشعور مهما يَكُن مخطوط بشكلٍ تصالحي وهمي أو ملامحه الدبلوماسية صغيرة مُتلبدة بحجم جنيني فأنه لا يغيب عن حُسبان تمثل لمَشاهِدٍ حقيقية مُعطاة تحكي نظام فرداني للتنقية غير مُزدوجِ الواقع مهما كثرت تنوعاته في المادة يبقى في نقطة خارجية منزوعة الفكر فيها الانفصال لا يُمثلُ إلا خطا واحدا خارج النص الفلسفي التوأم للمادة التي سنجري عليها التمارين ضمن حيزها الفعلي الخالي من الدراما. فالمشاهد المُتحركة عشوائيا هي مصدر التمارين المسرحية الأولى للكتابة وليس فكرة النص المكتوب بتحرك مقصود لقوانين جاهزة.

2. نسخة التمثيلية: ذهن الناص الممثل لنا كتابة وفق مبدأ التحريف المنتقل إلينا عبر آلية لممثليةٍ من الخطوط الداخلية للعامل الذهني المكوّن لنا نظرة مُختلفة تتقمص دورةَ من الحروف على سطوح تتحرك بدوافع ذاتية للأفكار سواء كانت مُتقاطعة بشكل خارق للطبيعة كشبكة عنكبوت ضخمة غير مُتضاربة المعلومات أو قد تتصارع طبيعيا على إنتاج الحقيقة المُزدوجة المتكونة من الاختلافات وتنوعاتها المُتضاربة بين حركة خطوط بريئة مُجرّدة من إنتاج هوية نفعية للمعنى (سوى ذاتها طبعا) المميز وشكل مرئي منظور وبين حركة من حروف مُركبة معنى مُتمايز وشكل صوتي مسموع لتشكيل ثنائيات متناقضة الأفكار ربما غشاشة تبدو بريئة في بادئ الأمر ثُم تتطور لنزاعات تظهر على شكل حوار أو تحيّيد عنه لتفاهم عليه في نقاش غامر ما ، مليء بتقاطعات تصلح لدراما تفاوضية جديدة يلعبُ فيها الكاتب دوره المنير في تقعيد شاشة لعرض الآراء بعد تنقيتها من براثن الدراما القديمة المقررة واقع دائما مرير أو هزلي وجعلها صالحة لأحداث عظيمة تسمو في مناقشات غير مُقررة نلمسُ فيها تحرك الحس الإنساني.


3. نسخة التطبيق: رؤية الميزة نصا والقوانين الفنية الحرة في الكتابة ومبدأ الإيهام بالشكل لإنتاج الأفعال الوهمية المُزدوجة المأخوذة مادتها أساسا من واقع أحادي غير وهمي وما بينهما تمارين ذهنية عالية التطبيق. فالنص ليس خطوط وحروف فحسب بل بالنتيجة ما بينهما إيهام يتكون من مزيج النظرية والتطبيق القائم على الفعل ونقيضه الذي يظهر في تناوب فني يلعب على أسس إجراءات التقمص وكسره وليس على أساس قوانين كسر الإيهام. فالنص قانون الفن المكتوب الذي لا يصلح للتقنين أو حرية البحث عن تقنيات الميزة عمليا غير المُحددة بحدود نظرية تظهر عادة في جرأة نية إنسانية ترد الحروف للخطوط أو لتناوبهما المفتوح على إثبات الحقيقة بصوت مسموع.

4. نسخة المادة الأدبية: المجال الجمالي ومبدأ عدم التخلي الأخلاقي عن الجمهور المنصوص لهُ طريقا حُرّا للمشاركة بالرأي خلال العمل الفني. فالنص تقنيا: عمل علينا عمله قبل كُل شيء أي البدء بإجراءاتٍ أولية حتما هي سابقة للنص تتحرك عمليا على منصّة تُدوّن على أنها نظرية لأعمال جمالية جديدة. وهذه الخطوة نوع من تساوق جديد لاستحسان النظرية وفق التطبيق حيث النص سابقا عليها حيث النص مسبوقا أثناء الكتابة وهذا يتمُّ بالتفاهم المُعلق على حُسن اتفاق مؤجِّل شكل الحبكة عن طريق مُسوّدة قابلة لصنع المُتغيرات النصيّة التي تصبحُ مسرحا لحُسن المتغيرات لأفضل وكافة التقنيات التي تتضمنها عناصر الحبكة فيما بعد مثل التغيرات التي تظهر على القيم الجديدة حين تختار موضوعا فيه الأفضل ليس فاضلا فحسب بل يتفاضل وفق اختلافات كثيرة تثير مُشكلة تتطور لعُقدة ، لأزمة في حوار الشخصيات وكذلك في النوع الجديد لتغيير طبيعة مُشاركات الجمهور ورغبته الحسنة بإسداء الرأي.

العامل:

صاحبُ العمل بأجر. والأجر قيمة الشغل المبذول المنتقل فيها العمل إلى مهنة. وكلما كان في النقل حِرَفية عالية في الإتقان كان العمل المبذول يحتاج استخدام لتقنيات عديدة مُختلفة ومواد لتنفيذه أيضا. وكلما كان التنفيذ جديّا ومتقنا حُسبت مسؤوليته على العامل الماهر المهني الذي يستطيع استعمال الأدوات بمهارة. والذي ربما يحترف ذلك العمل في تنفيذه لآخرين يصبحُ مُحترفا ذو مهنة وله أجرا عاليا عليها دون غيره من العمال التقليديين. والعمل المُعاد عادة على غرار النسخة الأولى هو عمل تقليدي مهما أحسنت تقنياته الإجرائية والأدائية. ولا يصبح العامل الماهر فنانا مهما بُذلت عليه الأموال إلا إذا أضاف لونا جديدا لعمله بميزة إبداعية تختلف عما سواها في العمل السابق ربما لا تُعادَل بثمن فتكتفي بثمن رمزي أو مجانيٍ في أغلب الأحيان من الضروري أن يُعطى نقدا نتيجة الأهمية العالية لإنتاج فن خالي المجانية خلال اكتشاف الميزة الجديدة التي ستنال قيمة معنوية من المتلقين ترمز لوقت التلقي الثمين عندما يقرر أن يحضر للقاعة من أجل علاقة تشدّهُ للفن. وأستطيع أن أصفها بالعلاقة النقدية المبنية على أساس الحضور النقدي غير المجاني خلال ما ستعطيه له الفنون من قيمة نقدية شعورية مُضافة لعمل الجمهور "نقدا" خلال الإنجاز والتي عادة تظهر في نصوص المُسوّدة عبر دراسة القيمة المعنوية للجمهور وتقديمها في الصورة العقلية "نقدا" نلقاها ملقية في النص خلال اشتراك الجمهور باعتباره كاتب الصورة الحسيّة الأولى التي تجعله مُشاركا تكملة المعنى المحتاج دائما مُساهمات خارجية لإنضاج الرأي الفردي الفعّال وعدم إغفال هذه المسؤولية في النص. فالناص الأصلي عبر الحس الجمالي هو الجمهور.

الفن:

ميزة العمل المُبتكرة المُثيرة للتغيير التي تظهرها مهارة الصنعة بغض النظر عن أجرة العامل. وهذه المحددات الثلاثة (الميزة ، الإثارة ، التغيير) على اجتماعها تُشكّل مداخل لتعريف الفن وليست شروطا أو قوانين يصبح فيها العمل العادي فنا بقدر ما هي سمات لمحددات ذاتية تفيد الهوية والتوصيف لمفردة الفن لا لتقنينه لأن كُل قانون سيصبح باطلا مفروغا منه لا يصلحُ إلا للدرس والتعليم كشواهد لأمثلة لا غير. فالفن سمة الدرس المميزة التي تتعدى التعبيرات المدرسية والتقليدية لتقديم درس جديد يقع على عاتقه حضور الفن في النص بغض النظر عن الجمهور المُشار إليه بجهد الفنان. فالدرس في المُسوّدة تفاوض على وحدة الصراع المنقسمة لمختلفات وخلافات عقلية لابد لها من الانتقال لذهن المتلقي على إنها مُدرسات إيجابية شعورية محسوسة عبر متغيرات عديدة للأشكال والأفكار والتي تتجلى عادة في الخطوط والحروف المكتوبة.

الشغل:

بدون الفن مهنة يتحصل منها العامل على الأجور كما أسلفت وقيل بارك الله بالعامل الأمهر ذلك المُتقن للصنعة وعلى الإتقان يُقاس الأجر ولا يشترط التفنن فيه. والإتقان درجة في المهارة نتيجة للدربة تقوم بتحويل المهنة إلى حرفة مدرة للأرباح. ومن الشغل الدائم في المُسوّدة تصبح التمارين منبع العطاء لربح اتفاقات عامة على مصالح مُشتركة أفضل من عدوانية مغلفة بانتصارات أنانية لصالح الفئات التوافقية القبلية المعتمدة على تنمية الأموال الموروثة بالألقاب ومُسجلّة ضد الإنسان ووعيه وسعيه بالحياة حيث أن لكل إنسان رسالة ولكل كاتب فنان خطاب إنساني.

العامل المحترف:

تزداد أرباحه على قدر مهاراته بالعمل لا بالفن. وعبارة يتفنن بالعمل لا تعني البتة بأنه أجاد تقنياته بل تعني أضاف ميزة خاصة له. فالمعامل عادة تكرر المصنوعات بتقنيات عالية الدقة بدون إضافة ولو جاءت على طريقة جهد العامل الماهر في صنع الكرسي مثلا أو على طريقة الفنان الذي أضاف ميزة فنيه إليه فتصبح معامل احترافية لكنها لا تأت بجديد كجهد الكاميرا في توصيف دقة الصورة وتكرار استنساخها في المُختبرات. وهناك من المسرحيين والشعراء والقصاصين أو الرسامين هم بالأساس عمّال محترفون في المهنة لا يُعدَّون فنانين لأن مجالهم الآلي والإبداعي محصور في التكرار كما الآلات.

التغيير ميزة لا تخضع إلا لتكرار نسبي :

أحيانا يخالج هذا الإطلاق الشامل تخصيص لمجمل استثناءات ضرورية الأحكام تأت عادة على شكل تأكيد لفن الإشباع والتقعيد الذهني الذي يمارسه الفنانون سواء كانوا كتابا أو ممثلين أو مُخرجين ضمن العينات وأحيانا تركيز على نوع النموذج المطروح فلا يصبح التكرار عملية هدفها الإشباع حسب أحكام الضرورة بل إنّ من الضروري أن يتحرك النص داخل النموذج الذي يطرحه من دون إعادة "الكلائش" النصية الناجحة مرة أخرى في نصوص أخرى إلا على أساس الوعي بضمان الابتكار باعتبار أن "الكليشة" مادة خاضعة للتجريب لا اعتبارها مادة تصلح للتكرير. بمعنى من الجائز التكرار داخل النموذج وليس العينة. وإذا استطاع الكاتب أن يأت بنموذجٍ مغايرٍ مكفولٍ بعينات فأنه فنان ، وما عداه لهج فج مُترهل لابد أن يخضع لرشيق تدقيق.

العمل الفني:

خصوص ما ينتجه الفنان ولا يمكن أن نطلق هذا التركيب (العمل الفني) جزافا على أية أداء للأعمال كالرسم في اللوحة ، أعمال الكتابة في المسرحية ، أعمال الشعر في القصيدة ، أعمال النثر في الخطابة وأعمال التمثيل على المسرح (صامت أو ناطق) أعمال العزف في الموسيقى الخ بدون شرط الميزة الفنية التي يصنعها الفنان المُبدع والمُطالب بإيجادها في العمل. مثلما يجوز أن تقول أن الفن هو نوع من الإبداع أو الابتكار أو الخلق الخ بصرف المعنى لصالح مفردة "ميزة" لأنها موجدة الفن والتي بدورها تعني حيّز ما ، بِكر ، متفرد لم يسبقه مثيل وما دون الجدّة يُعتبر قديم. وفي سؤال هل أنّ كلّ جديد لابد أن يتضمن مُسحة فنية فحسب من ذلك الحيز أو المساحة ؟ الجواب: لا ، لابد أن يثير الإعجاب أيضا ويتعداه ليحدث تغيير في الذوق العام بعد أن توضع الميزة على أسس إنسانية. ولأن كُل جديد بال: لا يُقاس بقاء القديم إلا على قوة الميزة البلاغية في التأثير في الذوق العام إيجابيا والتي عادة نراها تعبّر عن طفولة بِكر وإن كانت مفقودة تبقى جليلة ومحبوبة مهما بلغت عليها مراتب الرشد واستسهلتها الأيام وفي الفن أمثلة عديدة معروفة سواء كانت ميزة فريدة لمشاهد وعبارات باقية في إيقاع المسرح ، السينما ، القصة ، الشعر ، الرسم الموسيقى ما بقيّ الدهر. وأودُّ أن أسوق أمثلة لحوارات مسرحية جديدة من نموذج المُسوّدة غير معروفة الميزة على نطاق واسع لجدتها التي تظهر على شكل نقاشات لحياة الناس مرصوفة ونسيج درامي من الاختلافات المؤجلة شكل الحبكة وفق تقاطعات طبيعية تظهر كأنساق عمودية على زُحمة مسار سياقات أفقية تخلخل الشخصية على رقعة من الشطرنج وتلقي عبء المسؤولية على دور الشخصيات في الحدث:

لعبٌ: ليس إلا
على: أن تريني عُنقك الفارع ، حين تستديرين نصف استدارة
العواطف: بعد إغماض العينين ، ستجدين وشاحا أبيضا من اللؤلؤ وضبابا
ضحك: لكنك صدّقْتيه ، ورميتني في دائرتِك ، وجرجرتني للاختبار
على: أن بكاءَك الآن مُضحك ، يلتفُ حولي ، وسطَ غبار معركة كلامية تلتفُ
حولي
الذقون: الحليقة المُغطاة باللحى ليس لها علاقة بالعفة ونتؤات المعاصي المُوحشة. (صفحة 57 المائعة في طبق - المؤلف)


القيمة نقدا هي القيمة الجمالية النقدية في المُسوّدة المسرحية:

الجمال:

شيء آخر غير الفن أو العمل. إنه إحساس أو شعور نسبي بالنقد يخص المتلقي المرتبط بتحفظات جمّة على الذائقة التي يحاول الفنان التأثير عليها. ولا يرتبط العامل والفنان والناقد سوية بفهم الذائقة الجمالية إلا لكونهم جميعا من المتلقين. لذا ينبع الشعور الفني بالجمال من خلال النقد الفني الذي تتقمصه شخصية العامل لدور الفنان الذي يتقمص مثال دور الناقد.
والمسؤولية الكبرى المُلقاة على الفنان عادة من ترشده للنقد لذا يبتدئ بنفسه خلال وقت إنتاج أعماله والإرادة هي جوهر المسؤولية بدواعي إيجاد الميزة الإنسانية المُؤثرة في الذوق العام والتي تظهر على شكل رغبة حسنة لإرضاء الناس من دون أن تنتظر منهم ردا بإحسان نتيجة لنزعة شعورية تسمو ومسؤولية إنسانية بغض النظر عن الأجر فيدخل الفنان مساحة جمالية أدبية تعطي للمتلقي حُرية الحُكم. لذا العمل الفني الخالص للإنسانية ليس له أجر يُدفع لأنه لا يقدر بثمن بخس. وعليه يصعب تقييم الأعمال الفنية التي ستحدد سعر تذاكر الدخول للعروض الفنية الراقية ، اللوحات الفنية ماديا وأحيانا بأثمان بالغة وكثيرة إذا كان الفن يتعلق بجمال الرسم مثلا يصبحُ سعر اللوحة مُشكلة تجارية ربما باهظة الثمن تتصيد فيها مضاربات اللصوص. فالقيمة المعنوية العالية للفن المدفوعة الثمن نقدا بشكل خيالي خير من يصف العلاقة التعاقدية الإنسانية بين الفنان صاحب العمل الفني والمُتلقي ذو الحس الفني غرض تميز العملية الإبداعية نظريا فتصبح القيمة النقدية (نقدا – كاش cash) بلغة البنوك تأكيد على عدم وجود مجانية في الفن خلال النظر لتلك العلاقة حتى على صعيد الأعمال الفنية المُقدّمة للناس مجانا والمنزوعة منها المدفوعات النقدية (فلوس) لبطاقات الدخول "التذاكر" وذلك لتحويل القياس الفني من عاتق الفنان وحده إلى علاقة تشمل المتلقي تنطلق من جهد الفنان خلال تثمين الوقت المدفوع للعمل محسوبا بقيمة فنية عن الأجر تُساوي الوقت المسحوب من المُتلقي لتقيم العمل الفني معنويا أو ماديا. وكلما كان تقييم العمل بخسا قلّت قيمته الفنية واتضح اجر العامل وانكشف مقدار الوقت الفني المصروف عليه على أن نعرف أن الوقت الفني لا يُقاس بالدقائق والساعات والدهور بل بمقدار إبداع الميزة المؤثرة بقوة على تفاعلية الإنسان وغالبا تأت مفاجئة بلمحة البصر يصعب تحديد مصدرها المُلهم لكنها ربما تأت نتيجة أزمان طويلة بالغة التعقيد تمتد لدهور أو بالأحرى كانت مُمتدة من سنوات سحيقة وتظهر بالنتيجة على شكل إضافات يبتكرها شعور ما أحيانا غريب عجيب يتدخل الفن فيه رغبة بإكمال ما لم يتم أكماله من قبل.
والسؤال الأخير الذي يجب أن يسأله كُل كاتب يريد أن يكون فنان غير تقليدي ويوجهه لنفسه دائما قبل قراءه التقليديين هو: هل يمكن للكاتب أن يبذل جهودا في الكتابة ممكن أن تنضوي تحت أعمال نموذج خاص له وقت مصروف أثناء الكتابة يتميز بعينات نصية تُساوي الفن المصروف عليها وقت كتابتها بمميزات خاصة تهب المتلقي الشعور بجمالية ما مؤثرة؟ تجعله يتقمص دوره الفنان ويكتبها لقراء جدد من جديد لا ليقرأها فحسب. هذا ما سيجيب عليه القرّاء سواء كانت طبائعهم تميل كونهم فنانين كتبة أو أناس عاديين في أنفسهم.
ولي أن أضيف بخصوص ما عنيت نموذجين هما المُسوّدة المسرحية والجنين الدرامي وعيناتهما النصية المنشورة في كتب ثلاث وصفحات "النت" الالكترونية للتفريق بين العمل وجهد العامل الثمين لإنجاز القيمة الفنية ووضعها ضمن حد مُلامس أذواق الجمهور.

المُسوّدة:

أصل الكتابة وتسبق النص وهي مجموع التقنيات التي تُساعدنا في الانتقال لحياة أفضل عن طريق التعديل وهي مصدر التغيرات النصية التي نستطيع أن نراها على أهاب النص المكتوب من أجل التخلص من الحياة السطحية المُشوشة. غير المنقطعة عن الآخرين باعتبارهم كتّاب جدد متمرسون وتمارين إبداعية تتساوق في الأذهان عبر واقع لم يقع بّعد فهي مجال للابتكار لا للتقليد.

المُسوّدة المسرحية:

واقع دبلوماسي عظيم تنتجه التمارين ببعد مسرحي أساسه اللعب يبدأ شكليا من اختلاف اللون الأسود المكتوب على ورقة بيضاء يُثير تساؤل حول المختلفات الطبيعية التي تؤدي لنزعة تميل للتفاهم غير المسبوق بنيات تراجيدية أو كوميدية بلغة (التفاوض negotiation)على الحقيقة (من أجل فض النزاع من غير أن تخسر الحق. مُقتبس مشروع هارفرد للتفاوض – روجر فيشر) مثلا وهناك مشاريع كبيرة في بطون الكتب العلمية والنظريات السياسية لإنهاء خلافاتنا العائلية الهشّة دبلوماسيا سواء كانت في المجتمعات الدولية الكبيرة والصغيرة المتنافسة على الحياة ومبدأ الكتابة المرتبط دائما والجمهور عن طريق فهم منصة حقائق حياة الفن وحياة المسرح من غير أن نلجأ لكتابة حلول تبكي الكلمات أو تسفهها كالتي تعتمد طريق مبدأ النص المرتبط بفهم تقليدي لقراءة فن الحياة ومسرح الحياة عبر تأويل قسري مقصود عادة يلجأ إليه كاتبٌ جاهل بالتقنيات الحديثة للكتابة ومتغيراتها الجمّة العظيمة يستطيع فقط أن يجيد لهج معتاد الأكاديميات.

الجنين الدرامي:

أصغر جزء في البُعد العائلي للمسرح له خصائص تعتمد على حجم الجنين الطبيعي المثير كينونة الفعل الدرامي التي تظهر عبر آلية من الخطوط والحروف ومكوناتهما الخطيّة التي تمر بشبك علائقي عظيم والتمارين المسرحية لا تنتمي لنظام المسرحية القصيرة جدا كما يُضن بل تنمو ضمن سمات جدُّ مُختلفة يطول الحديث عنها الآن.



#عباس_داخل_حبيب (هاشتاغ)       Abbas_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنصات إلى الجمال
- (مسرح) و ( ثيتر)
- الخلط بين عباراتٍ مسرحية مُركبة
- مِنْ أجل تغيير مسار الحبكة
- مُواصفات المسرحية القصيرة جدا -2
- لماذا يستمر الشهر هكذا؟ (نص قصير جدا من الشعر المسرحي)
- نزعة متناثرة مضادة للشعور يتمحور فيها تغيير مسار الحبكة مرار ...
- نصْ شعبي تعبانْ
- على شفى مسارح وَخِيمة – نصوص مسرحية قصيرة جدا
- مُحرّمٌ : فيه القتل - مُحرمٌ فيه : القتل.
- الحوبة الأولى والأخيرة لكاشف الغناء
- أوه لا قحو
- نصوص تمثيلية مُستوحاة من أدب العراق القديم
- المُبيضة نزعة مُضادة للمفهوم
- تجاربٌ تشكيلية مُختارة
- تسعُ نصوص مسرحية قصيرة جدا
- مواصفات المسرحية القصيرة جدا -1-
- المسرحية القصيرة جدا - نصوص
- الجنين الدرامي
- الإمساك بالنقيض المُحْرَج - الأزمة المفتوحة :


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس داخل حبيب - جمالية التمرين المسرحي , الكتابة أنموذجا