أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - في نقد رؤية - تيّار مواطنة - للقرار ٢٢٥٤.















المزيد.....

في نقد رؤية - تيّار مواطنة - للقرار ٢٢٥٤.


نزار فجر بعريني

الحوار المتمدن-العدد: 7883 - 2024 / 2 / 10 - 01:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن في ”تيار مواطنة”، مازلنا نؤكد على ضرورة التمسك بمسار جنيف والقرار 2254، على الرغم من طول مدة الصراع في سوريا وتعقد الحل في ظل الصراع المحتدم بين الطرفين الأساسيين الأمريكي والروسي، وهما القادران على فرض وتحقيق الانتقال السياسي، برعاية الأمم المتحدة، وهو -أي الانتقال- الحل الوحيد الذي يضمن تسوية سياسية تقود إلى التغيير الآمن في سوريا، وأن أي محاولة للحل خارج هذا المسار لا يمكن أن تضمن للسوريين حقوقهم واستقرارهم ومستقبلهم.
تيار مواطنة – مكتب الاعلام – 3-2-2024" .انتهى الاقتباس.

أوّلا ،
الأصدقاء الأعزاء،
إذا وضعنا جانبا تجاهلكم لاستحالة أنّ يؤدي تنفيذ القرار ٢٢٥٤ إلى انتقال سياسي كما تعتقدون،( لسبب بسيط أنّ نهج جنيف و جوهر القرار يقوم على قاعدة الحوار والتوافقات مع سلطة النظام، ويشترط موافقتها على كلّ ما يصل إليه المتفاوضون، ولا نتوقّع أن توافق على "تغيير سلوكها"، ناهيكم عن رحيلها ، أليس كذلك؟) وأن أفضل ما يمكن أن تصل إليه المفاوضات المباشرة مع سلطة النظام هو تشكل "واجهة حكم" عديمة الفعل والوزن، النقطة الأولى هي عدم جدوى التمسّك بمسار جنيف والقرار ٢٢٥٤ اعتمادا على إمكانية أن يتوافق الولايات المتّحدة وروسيا على فرض تنفيذ القرار. صحيح أنّهما "القادران على فرض وتحقيق الانتقال السياسي، برعاية الأمم المتحدة، وهو -أي الانتقال- الحل الوحيد الذي يضمن تسوية سياسية تقود إلى التغيير الآمن في سوريا"، لكن ليست المشكلة فقط في القدرة ...أو عدمها، ولا بكون الانتقال هو الحل الوحيد (وهو كذلك فعلا ).
القضية الأساسية هي في وجود مصلحة للقوى القادرة على التنفيذ ..أو عدمها..وفي توفّر الشروط الموضوعية والذاتية...أو عدمه.
التساؤلات التي تطرح نفسها، ولم يغلّب الأصدقاء أنفسهم في الجواب عليها :
١ إذا كان من مصلحة الدولتين اعتماد القرار ٢٢٥٤ في نهاية ٢٠١٥ ، فهل من مصلحتهما تنفيذه في مطلع ٢٠٢٤، طالما لم يفعلا حتى الآن ؟
٢هل وقائع السيطرة الجيوسياسية التي كانت قائمة عند تبنّي القرار، والتي بررت الموافقة عليه من وجهة نظر مصالح الدولتين ، ما تزال قائمة في ٢٠٢٤، أم أنّ ما حصل من تغيّرات يجعل من تنفيذ القرار استحالة حتى في سياسات الدول التي وافقت عليه في سياق سابق ؟
٣ هل عوامل السياق التي سبقت تبني القرار، والتي تجسّدت بسيطرة المليشيات التي تصارعت على السلطة بين ٢٠١٢ ٢٠١٤ ، ما تزال قائمة اليوم ؟
ثانيا ،
أعتقد أنّ مشكلة هذا التحليل هي انّه يغيّب عوامل سياق صيرورة الحرب بين ٢٠١٥ ٢٠٢٠ بعد اتخاذ القرار - كما يتجاهل حيثيات وعوامل سياق التسوية السياسية التي تحصل عمليا منذ مطلع ٢٠٢٠، والتي تمّ صناعة وقائعها في حروب إعادة تقاسم الجغرافيا السورية بين ٢٠١٥ ٢٠٢٠، وجعلت من الاستحالة تنفيذ قرار تمّ تبنيه في سياق مختلف.
فكيف نتمسّك بمسار حل، قد يؤدّي نظريا إلى انتقال سياسي ( وقد لا يؤدّي، وفقا لمصالح المايسترو الأمريكي !)، لكن بات في تنفيذه استحالة بعد كلّ ما حصل من تطوّرات على صعيد وقائع السيطرة الجيوسياسية أوّلا (سلطات أمر واقع ) وعلى صعيد مسار التسوية السياسية الأمريكية، ثانيا ، الذي يعمل على شرعنة الوقائع الجديدة وفقا لمشروع سياسي أمريكي ( RAND ) ، وليس وفقا لمسار جنيف، والفارق نوعيّ؟
كيف لا يرى الأصدقاء وقائع إطلاق وتقدّم خطوات مشروع تسوية سياسية أمريكية مع نهاية ٢٠١٩ ، متناقض مع مسار جنيف والقرار ٢٢٥٤ ، ويتحدثون عن تمسّكهم بتسوية كانت أملاً ، و أجهضتها وقائع ما حصل من تغيّرات بعد ٢٠١٥، على الصعيدين العسكري والسياسي، ليتوقف في رؤيتهم الزمن عند ٢٠١٥؟!
أيّة عبقرية سياسية هذه!؟
حل حديثي عن وقائع تسوية سياسية جارية نوع من الوَهم ؟
لنتابع تفاصيل الوقائع :
١ في أعقاب تدخّل جيوش الولايات المتّحدة وروسيا، حصلت حروب مستمرة ، سعت لتغيير وقائع السيطرة الميليشياوية التي حصلت بين ٢٠١٢ ٢٠١٤؛ و مع انتهاء تلك المرحلة من "حروب إعادة تقاسم الحصص ومناطق النفوذ" بين ٢٠١٥ ٢٠٢٠،(إعادة توزيع حصص السيطرة الجيوسياسية التي فرضتها "الميلشيات المعارضة" المدعومة من تركيا والسعودية، وميليشيات القاعدة، القادمة من العراق داعش " بين ٢٠١٢ ٢٠١٤، لصالح الولايات المتّحدة وروسيا وإيران، وبتوافقات " آستنة")، تمّ تأسيس وبلورة سلطات أمر واقع، ميليشياوية،باتت تتقاسم السيطرة الجيوسياسية على كامل الجغرافيا مع سلطة النظام ، وبالتالي تتناقض مصالح قياداتها ومظلتها الدولية مع ما تدعو إليه بعض بنود القرار ٢٢٥٤ حول الانتقال السياسي، وقد بات تنفيذه يجرّد الجميع عمليا من سلطاتهم ومواقع نهبهم التشاركي ؛ وهي العوامل في مصالح جميع قوى الحرب،(خاصة الولايات المتّحدة والنظام الإيراني، اللذين حصلا على أفضل الحصص وأكبرها)، التي تقوّض شروط إمكانية تنفيذ القرار ٢٢٥٤ لعام ٢٠١٥ الشروط الموضوعية والذاتية المطلوبة لتطبيق القرار ، وتجعل من المطالبة في تنفيذه نوعا من الأمنيات ...وتغييبا لحقائق الواقع!
هي أيضا العوامل التي تفسّر تبنّي الولايات المتّحدة بشكل منفرد - بعد توريط روسيا بحرب أوكرانيا، ومواجهة النظام التركي، الساعي لانتزاع حصّة خاصة، بضغوط في صراع "كسر إرادات"- خارطة طريق مشروع RANDالأمريكي الذي تمّ الترويج له خلال ٢٠١٥، ويدعو الى قيام " تسوية سياسية " عبر الوصول إلى" تهدئة مستدامة" بين سلطات الأمرالواقع ؛ وقد كان قد أنجز خطوات كبيرة، على صعيد التسوية السياسية الشاملة، سوريّا وعلى الصعيد الإقليمي، صبيحة هجوم طوفان الأقصى، في السابع من أكتوبر ، ٢٠٢٣.

٢ بناء عليه، لايجد الباحث الموضوعي صعوبة في إدراك حقيقة أنّ صيرورة التسوية السياسية الأمريكية شاملة، سوريّا وعلى الصعيد الإقليمي، وقد أطلقت واشنطن عمليا صيرورتها، وتكاملت جهود صناعة شروط تحقيقها ، الموضوعية والذاتية ،منذ تدخّل جيوش الولايات المتّحدة وتحالفها الدولي خلال صيف ٢٠١٤، وروسيا ٢٠١٥ ، وأخذت مسارين متوازيين ومتكاملين ، عسكري وسياسي .
أ- على الصعيد النظري/ السياسي ، تكفّل مركز بحوث RAND الأمريكي خلال ٢٠١٥ في طرح مشروع سياسي متكامل ،شكّل عمليا بوصلة جهود الولايات المتّحدة السياسية والعسكرية .
ب- المسار الحربي ،الذي تكاملت جهوده بعد ٢٠١٧ مع جهود مسار آستنة و "الدول الضامنة"، عندما التحقت تركيا قسريّا بركب المسار الروسي والإيراني ( المدعوم أمريكيّا)، وما تضمّه من "مصالحات" وإعادة توزيع الميليشيات وتغيير ديمغرافي)، وقد كان من أبرز نتائج حروب قواه وتوافقات "الدول الضامنة" في نهاية ٢٠١٩ ،تبلور سلطات الأمرالواقع الميليشياويّة التي ستعمل مرحلة التسوية على تأهيلها. (١)
٣ مشكلة الوعي السياسي النخبوي المعارض لاتقتصر على تغييب طبيعة مرحلة "التسوية السياسية الأمريكية" المتواصلة خطواتها منذ نهاية ٢٠١٩. علاوة على ذلك، ثمّة تجاهل لعوامل سياقها التاريخي التي صنعتها حروب" الخَيار الأمني العسكري الميليشياوي الطائفي " في مراحله المتتالية منذ ربيع ٢٠١١:
أ-على الصعيد السوري، تشكل "التسوية السياسية الأمريكية" المرحلة الرابعة من الخَيار الأمني العسكري الطائفي الميليشياوي، و تعمل عبر خطوات وإجراءات متكاملة على تثبيت وقائع وشرعنة سلطات الأمر الواقع الجديدة في مناطق سيطرة سلطة النظام وخصومها كما صنعتها مرحلة حروب إعادة تقاسم الحصص و باتت في خارطة سوريا الجديدة، التي رسمتها اتفاقيات الرئيسين أردوغان بوتين في ٥ آذار ٢٠٢٠ ، ووضعت حدود حصصها.
في هدفها الرئيسي تقوم التسوية السياسية الأمريكية سوريّا على معادلة أساسية ، يترابط فيها تأهيل سلطة قسد، بما يضمن ديمومة واستقرار الحصة الأمريكية، مع إعادة تأهيل سلطة النظام، الضامن لاستمرار السيطرة الإيرانية، ( بما يجعل الوصول إلى صفقة مع تركيا أمرا واقعا، لا تستطيع الحكومة التركية التهرّب من استحقاقاته إذا أرادت الحفاظ على حصّتها - وهذا ما حدث بعد انتخابات ٢٠٢٣ )،
وهي تتضمّن في الإجراءات والسياق والصيرورة مفاوضات وتوافقات بين سلطات الأمرالواقع والنظام، وعبر التنسيق مع قوى الاحتلال.
ب- إقليميّا، تسعى التسوية السياسية الأمريكية الشاملة للوصول إلى حالة "تهدئة" مستدامه بين خصوم الصراع في سوريا، عبر سلسلة من خطوات وإجراءات التطبيع، سواء على صعيد العلاقات بين النظم الإقليمية (السعودية وإيران، أو تركيا ومصر والسعودية)، أو بينها وبين النظام. ليس هذا فحسب! بل يتمّ تغييب وقائع ونتائج المسألة الأكثر تأثيرا في رسم مآلات
خارطة السيطرة التشاركية الإقليمية الأمريكية - إجراءات تطبيع العلاقات بين الولايات لمتّحدة والنظام الإيراني؛ وقد كان وصولها الى خطوات متقدّمة عند صبيحة السابع من أكتوبر العامل الرئيسي في تحديد أهداف وجهود سياسات واشنطن لمواجهة تحديات الهجوم الحمساوي، والحرب الإسرائيلية التالية على غزة ، والتي تركّزت حول "منع انتشار النزاع إقليميا " ورؤية الولايات المتّحدة حول "اليوم التالي"؛ منع توريط إيران وحزب الله ، وتجيير نتائج الحرب لإزالة أكبر عقبات التطبيع بين السعودية و إسرائيل- التسوية السياسية الفلسطينية /الإسرائيلية!!
الأصدقاء الأعزّاء ،
الآن ، مطلع ٢٠٢٤ ،و بعد أن قطعت جهود تنفيذ مشروع التسوية السياسية الأمريكية كلّ هذه الأشواط خلال السنوات الثلاث الماضية، وما تخلّلها من إجراءات تأهيل سلطات الأمر الواقع ، وإعادة تأهيل سلطة النظام، ما معنى الحديث عن القرار ٢٢٥٤؟.
عوضا عن إعلان" تمسّككم " بالقرار ، كما فعلت تضليلا طيلة سنوات قوى الحرب، ومبعوثها الأممي ، ومقررات آستنة، من واجبكم، كقوى ديمقراطية سورية ، كشف حيثيات القرار و توضيح طبيعة مشروع التسوية السياسية الأمريكية ، وطبيعة خطوات وإجراءات تأهيل سلطات الأمر الواقع، خاصة في تزامنها مع خطوات تأهيل سلطة النظام،وتساوقها في سياسات السيطرة الإقليمية التشاركية للولايات المتّحدة مع أهداف وخطوات مشروع التطبيع الإقليمي (٢)؛ علما أنّ نتائج التسوية السياسية التي تتجاهلون لن تكون أقلّ خطورة على مصالح السوريين المشتركة، وأقلّ تهميشا لمقوّمات الدولة السورية، من مرحلة الحرب الأولى ( ٢٠١٢ ٢٠١٤ )، ولا من مرحلة الحرب الثانية ( ٢٠١٥ ٢٠٢٠ ) اللتين قادتهما الولايات المتّحدة، بالتنسيق مع روسيا، سياسيا وعسكريا، وفي مواجهة مباشرة مع الأتراك والسعوديين ، و"غير مباشرة " مع "الإسرائليين"، لانّها تعمل على تثبيت ما صنعته الحروب من وقائع، وباتت تهدد مقوّمات الدولة السورية!
مما لاشك فيها أنّه لا يخفى عليكم مخاطر تقديم قراءة غير موضوعية على وعي السوريين ،وما ينتج عنها من عجز عن فهم ما يحصل، ناهيكم عن تغييره!
------------------------------------------
(١)-
إذن، بتوقيع اتفاقيات ٥ آذار بين الرئيسيين بوتين واردوغان ٢٠٢٠ ، وإعلان واشنطن في نهاية ٢٠١٩ عن الانتصار الناجز على "داعش..".بدأت عمليا مرحلة "التسوية السياسية الأمريكية" بالتنسيق مع ، وفي مواجهة مع ، شركاء وخصوم مرحلة الحرب ( روسيا وتركيا و إيران - وأدواتهم من السوريين )، ولايغيّر من طبيعة السياق الجديد وعوامله ما حصل من حروب ، شنّها خاصة النظامين التركي والسوري ، على أمل تغيير وقائع السيطرة ، وتثقيل موازين قوى المفاوضات، وقد قاربت على الانتهاء، مع نهاية ٢٠٢٣.
(٢)-
مسارات مشروع التسوية السياسية الأمريكية لإعادة تأهيل سلطة النظام في تزامن مع إجراءات متكاملة لتأهيل سلطات الأمر الواقع الأخرى، وعبر تفاهمات على مستوى السلطات " السورية " والحكومات الأجنبية الشريكة،أصبحت في عامها الرابع ، وتساوقت جهود تحقيق أهداف مشروعها مع خطوات التطبيع الإقليمي، التي استهلتها اتفاقات" سلام إبراهام ٢٠٢٠"، وإعادة النظام للحضن العربي الدافئ ، وإعادة العلاقات بين السعودية وإيران، ورعاية واشنطن لجهود " التسوية " في اليمن، وإطلاق مشروع " كوريدور الصين – الهند إيران " فلسطين المحتلة "أوروبا "وقد وصلت خطوات التطبيع بين الولايات المتّحدة والنظام الإيراني إلى درجة إعتراف واشنطن بحالة " القنبلة على الرف" ... و بسيطرة سلطة النظام الإيراني الناجزة على العراق و سوريا ولبنان واليمن، وأوراق تحكّمه بالصراع "الفلسطيني- الإسرائيلي"...
هي عوامل سياق مرحلة التسوية السياسية الأمريكية الشاملة التي أطلقت الولايات المتّحدة صيرورتها منذ نهاية ٢٠١٩، وهي التي رسمت أهداف وحدّدت طبيعة جهود إدارة بايدن الديمقراطية في مواجهة عواقب هجوم الأقصى، و قد تمحورت حول هدفين رئيسيين :
أ- منع حليفها التاريخي "إسرائيل" وحكومة اليمين المتطرف من توريط شريكها الإستراتيجي أو ذراعه الأقوى في حروب مباشرة واسعة النطاق ، في ظل موازين قوى وحيثيات لصالح "الحليف".
ب-منع حكومة اليمين المتطرف المعادية لاستكمال مسار أوسلو من تقويض " شروط التسوية السياسية الفلسطينية" – إعادة احتلال قطاع غزة وتقويض سلطة الضفة، وتهجيير ملايين المدنيين -، لما قد ينتج عنهما من عواقب وخيمة على خطوات وإجراءات التطبيع الإقليمي والتسوية السورية / اليمَنية ؟...وقد نجحت في ذلك عبر تركيز جهودها على مسارين سياسيين متوازيين ومتكاملين:
" منع إنتشار النزاع إقليميّا"، و خطط" اليوم التالي" لنهاية الحرب العدوانية ؛ وقد نجحت في تحقيق أهدافها عبر استحضار أساطيلها، واستخدام غير مسبوق لأوراق الضغط المحلية والإقليمية والدولية، وعبر سياسات فرض "الهدن الإنسانية" والعمل على تحويلها إلى دائمه، وتطويرها إلى مفاوضات تسوية سياسية..
أعتقد أنّ مصلحة تعزيز سياسات السيطرة الإقليمية التشاركية، وحرص الولايات المتّحدة على استكمال و نجاح جهود تحقيق أهداف مشروع التسويات السياسية والتطبيع الإقليمي ، هو العامل الرئيسي الوحيد الذي يفسّر تركيز سياسات إدارة بايدن على عدم السماح لحكومة العدو بتوسع دوائر النزاع إقليميّا من جهة ، وتفكيك مقوّمات مشروع الدويلة الفلسطينية، من جهة ثانية ، وهي أبرز حيثيات "قانون الاشتباك " الذي وضعته واشنطن مع ميليشيات الصف الثاني في العراق وسوريا واليمن.
هجمات على مواقع ارتكاز أمريكية في العراق وسوريا، تطال موقع رصد أمريكي على التخوم الأردنية السورية و تسقط قتلى وجرحى بين الجنود الأمريكيين، بدت كأنّها تجاوزا خطيرا لخطوط اللعبة الأمريكية الحمراء، ليؤكّد ما أعقبها من تركيز الضربات العسكرية "الانتقامية" على رؤوس الأذرع الميليشياوية ومقرّات قيادتها في سوريا والعراق، دون لبنان أو إيران ، ودون استهداف المليشيات نفسها وتقويض سلطاتها المحلية وأذرعها العابرة، بما هي أدوات للسيطرة الإيرانية، حرص الولايات المتّحدة عدم تقويض صيرورة التسوية السياسية والتطبيع الإقليمي من خلال توريط إيران أو حزب الله بحرب مباشرة مع إسرائيل؛ تسعى إليها حكومة اليمين بجميع السبل على أمل استغلال الفرصة التي مثّلها هجوم طوفان الأقصى لتصفية الحسابات مع رأس وأذرع النظام الإيراني، الذي باتت أدوات مشروع سيطرته الإقليمية التشاركية مع الولايات المتّحدة تطوّق عنق الكيان، وتكتم أنفاس جيشه، وتهدّد أمن حكومة اليمين القومي !!
كلّ الاحترام والتقدير.



#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس، بين التفكيك والهزيمة.
- في أكاذيب دعايات فورد، وبعض الحقائق المغيّبة في سياسات السيط ...
- أهداف ومراحل الخَيار العسكري الطائفي في سياسات مشروع السيطرة ...
- لبنان ..وطريق الخَيار الأفغاني !
- هل باتت سياسات التخادم المتبادل الإيراني الأمريكي أكثر وضوحا ...
- هل يمكن أن ترتقي نخب المعارضات إلى مستوى التفكير والعمل الوط ...
- سويداء الثورة- واقع وتحدّيات.
- مانديلا سوريا ، وإشكالية الوعي السياسي النخبوي.
- في تأبين المناضل الراحل رياض الترك.
- قراءة في رؤى الرفيق -محمّد سيد رصاص -، وخط - المكتب السياسي ...
- 2023, وأبرز سمات المشهد السياسي السوري.
- في البيان الختامي لمؤتمر مسد الرابع- ج٢
- البيان الختامي لمؤتمر مسد الرابع، وبعض الحقائق المغيّبة.
- الصراع على ولاية قائد الجيش، و أسباب خسارة حزب الله للمعركة! ...
- طوفان الأقصى، وخَيارات حماس الصعبة في ختام الهدنة المؤقّتة !
- خَيارات حماس الصعبة في ختام الهدنة المؤقّتة.
- الهدنة المؤقتة في الحرب الإسرائيلية على غزة، ومعادلات الانتص ...
- الهدنة المؤقتة الأولى في الحرب الإسرائيلية على غزة ، ومعادلا ...
- طوفان الأقصى، واستمرار لعبة الاشتباك في سيناريو الحروب والهد ...
- - طوفان الأقصى -ومصالح الفلسطينيين في مآلات الحرب الممكنة في ...


المزيد.....




- ما علاقته بمرض الجذام؟ الكشف عن سر داخل منتزه وطني في هاواي ...
- الدفاع المدني في غزة: مقتل 7 فلسطينيين وإصابة العشرات بقصف إ ...
- بلينكن يبحث في السعودية اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق ...
- مراسل بي بي سي في غزة يوثق أصعب لحظات تغطيته للحرب
- الجهود تتكثف من أجل هدنة في غزة وترقب لرد حماس على مقترح مصر ...
- باريس تعلن عن زيارة رسمية سيقوم بها الرئيس الصيني إلى فرنسا ...
- قبل تصويت حجب الثقة.. رئيس وزراء اسكتلندا يبحث استقالته
- اتساع رقعة الاحتجاجات المناصرة لغزة في الجامعات الأمريكية.. ...
- ماسك: مباحثات زيلينسكي وبايدن حول استمرار دعم كييف -ضرب من ا ...
- -شهداء الأقصى- تنشر مشاهد لقصف قاعدة -زيكيم- العسكرية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - في نقد رؤية - تيّار مواطنة - للقرار ٢٢٥٤.