أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - هل باتت سياسات التخادم المتبادل الإيراني الأمريكي أكثر وضوحا في أحداث الخليج الأخيرة؟















المزيد.....

هل باتت سياسات التخادم المتبادل الإيراني الأمريكي أكثر وضوحا في أحداث الخليج الأخيرة؟


نزار فجر بعريني

الحوار المتمدن-العدد: 7862 - 2024 / 1 / 20 - 00:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التساؤل المُغيّب: (١)
هل باتت سياسات التخادم المتبادل الإيراني الأمريكي، لتعزيز شبكات السيطرة الإقليمية التشاركية على قلب منطقة مثلث الطاقة الإستراتيجي العالمي، أكثر وضوحا في أحداث الخليج الأخيرة ؟
لنتابع تسلسل آخر الأحداث ونتائجها العملية :
هجمات "حوثية" تستهدف مضائق وممرات التجارة العالمية الأكثر حيوية، تحت يافطة دعم الفلسطينيين في مواجهة الحرب الإجرامية الإسرائيلية على غزة، تترافق مع إطلاق طهران سلسلة من العمليات الهجومية، تستهدف موجتها الأولى بشكل غير مباشر مواقع سيطرة ونفوذ أمريكية " تشاركية "في العراق وسوريا، عبر أذرع ميليشيات " السلفية الجهادية"،( التي باتت بفعل تكامل سياسات الدعم المباشر الإيراني، واللوجستي الأمريكي، تسيطر على اليمن و لبنان وسوريا والعراق، وتتحكّم بأمن الخليج)؛ وتضرب موجتها الثانية بشكل مباشر، وغير مألوف، مواقع حليفة للولايات المتّحدة في عاصمة إقليم كردستان العراق وفي العمق الباكستاني (!!) ، تأخذ طابع فتح جبهة حرب إيرانية واسعة للسيطرة على مضائق وممرات التجارة العالمية،الأكثر أهمية في مصالح الولايات المتّحدة الحيوية؛ تستوجب توجيه الولايات المتّحدة، وكركوزها البريطاني، ضربات متتالية على مواقع سيطرة حوثية،("دفاعا عن النفس، وبما يتوافق مع الشرعية الدولية"، طالما تأتي في إطار "الدفاع عن الأرواح وحماية حرية تدفق التجارة في واحد من أهم الممرات المائية العالمية في مواجهة التهديدات المستمرة"، كما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ، صامويل ويربرغ )، يعتبرها الحوثيّ مبررا لجعل" كلّ مواقع ومصالح واشنطن أهدافا مشروعة"، و تثير تساؤلات خطيرة "بشأن مدى استمرارها خلال الفترة المقبلة، والمخاوف المرتبطة بتداعياتها على اتساع رقعة التصعيد في المنطقة، بما في ذلك تأثيرها على حركة الملاحة بالبحر الأحمر وقناة السويس.(٢)
إذ تبرّر الهجمات الإيرانية الغير مباشر عبر الحوثي هجوما أمريكيا بريطانيا على مواقع الحوثيين،( يضخّم حجمه الإعلام ، و يضعه في سياق حملة أمريكية "مشروعة " للرد الحاسم على التهديد الإيراني لسلامة الملاحة في الخليج والسويس ، ومن أجل حماية "شركاء" السيطرة الإقليمية الأمريكية على الضفة "العربية")، يواكبه تعزيز إضافي لتحشيد أمريكي اعقب طوفان الأقصى الحمساوي ، يضع الصين وروسيا واليابان وأوروبا الغربية، بشكل غير مسبوق في التاريخ ، تحت رحمة إرادة واشنطن، وسياسات تعزيز هيمنتها على العالم،( وهو ما أدركته القيادة الصينيّة، وعبّرت عن غضبها من السلوك الإيراني التصعيدي). إذا أدركنا الفاعلية المحدودة التأثير للحرب الإيرانية المُعلنة على الوجود الأمريكي المهيمن على المنطقة، لفارق موازين القوى العسكرية الغير قابلة للمقارنة والتي تجعل من الاستحالة التفكير بحرب حقيقية إيرانية أو غيرها على شبكة السيطرة الإقليمية الأمريكية، ندرك النتائج الفعلية لهذه المنازلة الكبرى التي يبالغ الإعلام في توصيف تأثيرها ومآلاتها ، عندما يضع أحداث المسرحية الأيرو أمريكية في إطار الصراع حول " مَن يفرض أجندة الشرق الأوسط؟ الغرب وتحديدا أميركا أم إيران "؟"
ثمّة جانب آخر، من الضروري الإشارة إليه ، يؤكّد إلى أية درجة وصل تشابك المصالح والسياسات:
يبدو جليا أنّ فتح إيران لجبهة حرب إقليمية بعيدة عن الصراع على غزة، ولا تستهدف مواجهة الجيش الإسرائيلي في حربه المدمّرة داخل غزة ، لاتشكّل عمليا سوى تشتيت انتباه الرأي العام الإقليمي والدولي، وإضعاف الاهتمام ومواجهة عواقب الحرب الإسرائيلية الشاملة على الشعب الفلسطيني، يخفف الضغط المتصاعد على حكومة الحرب الإجرامية الإسرائيلية، وما تتعرّض له إدارة بايدن من ضغوط داخلية !!
غني عن البيان تجيير الولايات المتّحدة لعملية طوفان الأقصى- هجوم السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ الذي قادته " حماس"، أحد أذرع النظامين الإيراني والقطري- لصالح سياسات تعزيز تواجدها العسكري المباشر، بالمزيد من حاملات الطائرات والغوّاصات النووية، رغم ما تملكه حتى تاريخه في سياق إجراءات متكاملة ومتساوقة منذ ١٩٨٣؛ عندما أطلقت مشروع ضمان تواجد أمريكي عسكري دائم في قلب المنطقة، عبر تشكيل "القيادة المركزية الوسطى" التي تتخذ من " قطر" مقرا دائما، ورغم ما عززه في سياسات واشنطن من مشاريع عسكرية وسياسية بعد ٢٠٢٠ في سياق مشروع "التطبيع الإقليمي"، ومثّل أبرزه ضمّ إسرائيل إلى محفل "القيادة المركزية" إلى جانب مصر والسعودية والإمارات.....واللعبة مستمرة، ويستمر معها دور أبواق الإعلام المُضلِّل، في تحويل اللعبة إلى مبارزة حقيقية بين "الحُسينيين" و"الشيطان الأكبر"!
" ما يحصل في الواقع لا يعدو عن كونه تقاطع مصالح أمريكية إيرانية،يعزز شباك النهب والسيطرة التشاركية، على حساب أمن ومصالح دول المنطقة وحلفاء وشركاء الولايات المتّحدة حول العالم؛ وهي حقائق تتجاهلها وسائل الإعلام، ويجهلها الوعي السياسي النخبوي المعارض. (٣).
----------------------------------------------
(١)-
في مقاله حول "المواجهة الأميركية لسيطرة إيران على "غلاف" الشرق  الأوسط  "، في النهار اللبنانية ، يؤكّد الإعلامي "جهاد الزين" أنّ " الشرق الأوسط يلتهب على محاور عديدة من باب المندب إلى أربيل" وأنّه لاخيار أمام الولايات ، بخلاف رأي بعض الاستراتيجيين الأميركيين "  سوى المزيد من الإنغماس العسكري الأمريكي- بعدما فتحت إيران كل جبهات الشرق الأوسط العسكرية من باب المندب إلى العراق مرورا بلبنان وسوريا  ناهيك عن المركز الغزّاوي المفتوح بعد 7 أكتوبر"- من أجل "بدء مواجهة سطوة إيران على المناخ السياسي لمنطقة الشرق الأوسط" ..،


(٢)-
لفت وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن، الأربعاء ، في جلسات حوارية على هامش منتدى " دافوس"، إلى "وجود فرصة كبيرة لامتداد الحرب في أنحاء الشرق الأوسط، مؤكدا أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران كان خطأ" و " أن دولا عربية عدة أصبحت مستعدة لدمج إسرائيل في المنطقة وإقامة علاقات معها" .
(٣)-من نافل القول عدم وصول "الصراع" الايرو أمريكي إلى حالة حرب مباشرة، محدودة أو شاملة، كما هي عليه الحال منذ احتجاز رهائن السفارة الأمريكية في طهران بعد أشهر قليلة من سيطرة ميليشيات الثورة المضادة الخمينية على السلطة، في مطلع شباط ١٩٧٩. هي حالة تصعيد إعلامي ، وحروب دنكشوتية ،تأتي في إطار سياسات تطبيع شامل للعلاقات ، ولا تؤدّي عمليا سوى إلى تعزيز شباك السيطرة التشاركية الإقليمية، على حساب "شركاء" الولايات المتّحدة التاريخيين، الباكستان والسعودية وتركيا وإسرائيل، وبما يكشف طبيعة الدور الذي تمارسه ميليشيات " السلفية الجهادية المعاصرة " في خدمة أهداف وخطط وسياسات الولايات المتّحدة والنظام الإيراني.



#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن أن ترتقي نخب المعارضات إلى مستوى التفكير والعمل الوط ...
- سويداء الثورة- واقع وتحدّيات.
- مانديلا سوريا ، وإشكالية الوعي السياسي النخبوي.
- في تأبين المناضل الراحل رياض الترك.
- قراءة في رؤى الرفيق -محمّد سيد رصاص -، وخط - المكتب السياسي ...
- 2023, وأبرز سمات المشهد السياسي السوري.
- في البيان الختامي لمؤتمر مسد الرابع- ج٢
- البيان الختامي لمؤتمر مسد الرابع، وبعض الحقائق المغيّبة.
- الصراع على ولاية قائد الجيش، و أسباب خسارة حزب الله للمعركة! ...
- طوفان الأقصى، وخَيارات حماس الصعبة في ختام الهدنة المؤقّتة !
- خَيارات حماس الصعبة في ختام الهدنة المؤقّتة.
- الهدنة المؤقتة في الحرب الإسرائيلية على غزة، ومعادلات الانتص ...
- الهدنة المؤقتة الأولى في الحرب الإسرائيلية على غزة ، ومعادلا ...
- طوفان الأقصى، واستمرار لعبة الاشتباك في سيناريو الحروب والهد ...
- - طوفان الأقصى -ومصالح الفلسطينيين في مآلات الحرب الممكنة في ...
- ملاحظات نقدية حول ورقة مؤتمر تيار الحرية والكرامة .
- في الخَيارات الممكنة لنهاية الحرب على غزة ؟
- - طوفان الأقصى، وقواعد الاشتباك على الجبهة اللبنانية!
- طوفان الأقصى، وطبيعة العلاقات الأمريكية التشاركية !ج٢
- في ذكرى استقالة حكومة - سعد الحريري -، ٢٠١ ...


المزيد.....




- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - هل باتت سياسات التخادم المتبادل الإيراني الأمريكي أكثر وضوحا في أحداث الخليج الأخيرة؟