أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - قراءة في رؤى الرفيق -محمّد سيد رصاص -، وخط - المكتب السياسي -.















المزيد.....



قراءة في رؤى الرفيق -محمّد سيد رصاص -، وخط - المكتب السياسي -.


نزار فجر بعريني

الحوار المتمدن-العدد: 7845 - 2024 / 1 / 3 - 09:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"لماذا هذا الإصرار الأميركي على الاتفاق مع إيران؟"
محمد سيد رصاص
نورث برس ٢ أيار٢٠٢١.
" في ظنّي عندما لا تتجاوز الرؤى والتحليل السياسي النخبوي سقف ما يروّج له إعلاميا، يجب على القارئء الواعي ان يدرك انّ ثمّة خللا ما ، في مكان ما ، يجب البحث عن اسبابه ،وكشف أثاره ، بغضّ النظر عن موقفه الشخصي من الكاتب ، كي لا يُضاف الى قائمة ضحايا التضليل الإعلامي الواسع ، الذي تنتشر سحب دخانه في أرجاء الفضاء السياسي/ الثقافي النخبوي المعارض".
في الواقع ، يطرح مقال الكاتب " محمّد سيّد رصاص " ، المنشور في " نورث برس " ، بتاريخ ٢ أيّار ٢٠٢١ ، والمعاد نشره بتاريخ ١٩ حزيران على صفحة ( الحزب الشيوعي السوري- المكتب السياسي )، تساؤلات عديدة حول طبيعة المنهج الذي يقرا به بعض " الشيوعيين " السوريين احداث الصراع في سوريا و المنطقة ، وطبيعة العلاقات بين القوى المتورّطة فيها .
بداية ، يلفت انتباه القارىء في عنوان المقال" لماذا هذا الإصرار الأمريكي على الإتفاق مع ايران ؟ " إصرارا أكبر عند الكاتب على تغييب طبيعة العلاقات التاريخيّة ، "التشاركيّة "، بين" الولايات المتحدة الأمريكية" و"الدولة الإيرانيّة" ، بغضّ النظر عن طبيعة سلطة النظام الرأسمالي المهيمنة.
يبدو لي أنّه تساؤل غير موضوعي ، بما يوحيه من افكار تتناقض مع حقائق الواقع، الحاكمة للعلاقات بين البلدين .:
١ الولايات المتحدة الأمريكية، الدولة الإمبرياليّة العظمى ، وزعيمة النظام الرأسمالي العالمي، هي التي تسعى لإسترضاء النظام الايران ، والفوز بصداقته !!
٢ ثمّة علاقات أكثر من ندّية بين الولايات المتحدة الأمريكية والنظام الايراني ، تجبر واشنطن على إراقة ماء وجهها على عتبات طهران ، وقمّ ، ربّما ، سعيا ، لكسب تحالف نظام "ولي الفقيه" !!

من أجل إيجاز أهم افكار المقال ، احاول إعطاء إجابة على تساؤلين ، أثنين :
١ مالّذي يؤكّد، كما ورد في المقال ، صحّة قراءة الكاتب لطبيعة السلوك الأمريكي " الاسترضائيّ " لإدارة " بايدن " تجاه النظام الإيراني ؟
٢ مالذي يجبر الولايات المتحدة الأمريكية، وإدارتها الديمقراطيّة ، على إتباع هذا السلوك؟ (بمعنى ، ما هي الأهداف السياسية التي تسعى لتحقيقها من خلال سياساتها للتقرّب من النظام الإيراني ) ؟
▪︎ في الإجابة على التساؤل ١ ، يدعّم السيّد رصاص وجهة نظره بما يثيره هذا التزلّف" البايدنيّ " لموجة من " الغضب لدى حلفاء واشنطن في تل أبيب والرياض وأبو ظبي من خلال مضيه في طريق الاتفاق مع إيران غير ملتفتاً لاعتراضات أولئك الحلفاء وقد وصلت الحالة لدى الاسرائيليين لمحاولة تخريب المفاوضات الجارية في فيينا من خلال الهجوم السيبراني على مفاعل ناطنز والذي اختار الاسرائيليون توقيته أثناء زيارة وزير الدفاع الأميركي للدولة العبرية" . وتأكيده على وجود " اعتراضات كثيرة في الكونغرس الأميركي على الاتفاق مع إيران وهذا لا يشمل الجمهوريين فقط بل يشمل أعضاء في الحزب الديمقراطي."
إذن الكانب على حق بما يذهب إليه ، لما يبديه حلفاء واشنطن من امتعاض، ورفض !
في الإجابة على التساؤل ٢ ، يشير الكاتب إلى مجموعة احدث ، ليخرج إلى استنتاج " قطعي " يؤكّد " بأن هناك استراتيجية أميركية للتّلاقي مع الايرانيين" ،وأن من واجب النخب أن تحاول إعطاء " مقاربتها المعرفية" .
كيف يقاربها الكاتب معرفيّا ؟
يذهب الكاتب الى تعداد الاسباب ، والدوافع التالية ، التي تفسّر سلوك الإدارة الأمريكية الديمقراطية تجاه طهران :
" على الأرجح أن الهم الصيني عند الأمريكان الموجود منذ التسعينيات عندما تم وضع بكين كتحدي رئيسي للقطب الأميركي الأوحد للعالم في مرحلة ما بعد هزيمة السوفيات في الحرب الباردة هو وراء تلك المحاولات الأميركية للتلاقي مع طهران".
فإيران ( الصديقة لواشنطن) يمكن أن :
أ- ︎" تسد طريق الصين إلى الشرق الأوسط هي وأفغانستان" !!( كأنّهم لا يستطيعون الوصول إلّا على " طريق الحرير " !!
ب- ︎ "أيضاً، إيران، إن تم كسبها أميركياً، هي ستكون المانع من تشكيل ثالوث "بكين – موسكو-طهران" الذي يخشاه الأمريكان كثيرا( ما فيهم المساكين عم يناموا الليل !!)ً وهي ستكون المانع أمام تشكيل خماسي" بكين-موسكو-طهران – اسلام آباد-أنقرة" ( الله أكبر ، والموت لأمريكا !!) الذي يمكن إن تشكل أن يجعل القطب الأميركي الأوحد للعالم في حكم المنتهي" !!
ت-︎" طهران هي بيضة القبان الذي يمنع أو يجعل ذلك الثلاثي أو الخماسي ممكن الحدوث"
ث- تؤدّي سياسات التقرّب من النظام الإيراني إلى ︎الإنحياز لصالح التيار الإصلاحي ، في الصراع على السلطة بين المتشددين والإصلاحيين ، وبما يساعد في إسقاط سلطة المتشددين ، كما حدث في موسكو السوفياتيّة !
هذا ما يجده الكاتب من خلال قراءته لمشاعر "الخوف" لدى المتشددين ، الذين يظهرون خشية" من أن الاتفاق الايراني-الأميركي ستكون له ترجمات ايرانية تجعل الاصلاحيين راجحي الكفة في السلطة وفي المجتمع" ... مثل ما صار بروسيا السوفياتيّة تماما !!( مقارنة غير موفّقة )!
ج- " ربما هناك أهداف أميركية أخرى من التلاقي مع طهران منها ابعاد ايران عن الروس بل جعل طهران متصادمة مع موسكو في الشرق الأوسط وفي منطقة القفقاس وفي منطقة آسية الوسطى" .(بيفتنوهن مع بعض!) .
أحاول في دراستي النقديّة لأطروحات المقال أن أبيّن طبيعة المفاهيم التي تروّج لها ، والقوى التي تستفيد من ترويجها ، وكيف تتناقض مع حقائق الواقع الموضوعي، ومع مصالح الشعب السوري وشعوب المنطقة .
بغض النظر عن موقف الكاتب ، او إدراكه ، في تقديري يروّج المقال لمجموعة أفكار ، تصبّ في خدمة طروحات ورؤى وقراءات " قوى الثورة المضادة" (٢) ، الأمريكي اوّلا ، والإيراني ، "المقاوم" ، ثانيا ،وتغييب أهم حقائق الصراع في سوريا والمنطقة ، التي تقول بتقاطع مصالح وسياسات وجهود الولايات المتحدة الامريكية وإيران وإسرائيل( بشكل خاص ) في مواجهة حراك الشعوب السلمي ، و سعيها لقطع طرق التغيير الديمقراطي ؛ بما يتساوق مع مصالح الجميع ، وفي مقدمتها اهداف استراتيجيّة أمريكية للسيطرة على المنطقة، بدأت خطواتها الأولى في إطار جهد أمريكي عالمي لهزيمة" الأتحاد السوفياتي" ، وادوات مشروع سيطرته العالميّة، في المراحل الأولى لمسار " الحرب الباردة "؛ علاوة على تفشيل طموحات شعوب المنطقة ،الوطنية التحررية والإجتماعيّة .
أوّلا ،
تضللنا افكار المقال حول حقيقية أهداف المشروع الأمريكي الإستراتيجي في المنطقة، كامل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، وطبيعة الأهداف التي سعى لتحقيقها ، وادوات تنفيذها ، والتي شكّلت ايران،" البهلويّة " أوّلا ،والخمينيّة ، دائما ، اهمّها.
الحقيقة الأمريكيّة ، التي تحرص افكار المقال على تغيبها ، تقول بسعي الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق أهداف ، ورؤى إستراتيجيّة ، دأبت على تنفيذها طيلة عقود مابعد الحرب العالمية الثانية، بأدوات متجددة ، شكّلتها واجهات حكم محليّة و" جندرمة" إقليمية، من سلطات أنظمة الاستبداد ، الإيراني ، في المرتبة الأولى ، لتحقيق ضمان سيطرتها الإستراتيجية، ،عبر تحقيق هدف مزدوج ؛ محاصرة وسائل التمدد السوفياتيّة ، الشيوعيّة ، واسقاط طموحات شعوب المنطقة ، الساعية إلى التحرر والديمقراطية ؛ وكان من الطبيعي ان يكون الوجه الآخر لنهج وآليات سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها الإقليميين والمحليين، العداء المطلق لجهود وقوى التغيير الديمقراطي، ومنع حدوث قطع في أيّ من حلقات سلسلة الإستبداد ، قد يهدد معها السلسلة بالكامل ، ويعرّض للخطر مرتكزات السيطرة الإمبريالية للولايات المتحدة الأمريكية ؛ وهو ما شكّل أرضيّة تقاطع المصالح والسياسات الأمريكية والإيرانية في مواجهة استحقاقات ديمقراطية وطنية شاملة لشعوب المنطقة جعلت تمردات حراك الشعوب السلمي ،قبل نهاية ٢٠١٠ من تحققها إمكانيّة واقعيّة .
ثانيا ،
تُخفي افكار المقال طبيعة " الشراكة "(٣) بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران ، التي جعلت من إيران اليوم ، أكثر بما لايُقارن مما كانت في عهد الشاه ،(الذي خلعه الأمريكان ، قبل شهر من وصول الخميني )، اهمّ قوى " الجندرمة الإقليمية " (إسرائيل وتركيا ). تلك " الشراكة " " الخاصّة " ، التي تعود بدايات خطواتها إلى مطلع خمسينات القرن الماضي، حين اضفت مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية الحاسمة في جهد "فرنسي بريطاني " لإسقاط حكومة الوحدة الوطنية " الديمقراطيّة "، التي قادها " مصدّق " عام ١٩٥٢ ، وما اعقبها من إحكام الهيمنة الأمريكية على السلطة السياسية الشاهنشاهيّة، على "التحالف " الجديدة طابعه الإستراتيجي.
لقد أرتقى ذاك التحالف مع صعود الخمينيّة إلى السلطة،( بعكس ما يروّج الأمريكان والإيرانيون من تضليل ، انطلت اهدافه كما يبدو على السيّد " رصاص ، وبعض قوى " اليسار " )، وقد تقاطعت اهدافها مشروعها للهيمنة الإقليميّة ( تحت يافطة تصدير الثورة " الشيعيّة ") ، بأدوات الميليشيات الطائفية ونهج الصراع الشيعي / السنّي، مع اهداف السيطرة الإمبريالية للولايات المتحدة الأمريكية، ناقلة الشراكة الإستراتيجية بين الدولتين " الأمبرباليتين "، الإقليمية والعالميّة ، إلى مراحل متقدّمة جدّا ، بدأت بالحرب على العراق ،١٩٨٠، واستمرت حتّى الإحتلال العسكري المباشر المشترك الأمريكي الايراني للعراق ، ٢٠٠٣ ،(٤) ، ولم تنتهي بتعميق التحالف بين الطرفين في هزيمة أهداف المشروع الديمقراطي للشعب السوري وشعوب المنطقة،٢٠١١ وإحكام السيطرة المشتركة على سوريا ولبنان ، وفلسطين واليمن .في اعقاب ثورات الربيع العربي، لتصل اليوم ، مع مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على اتفاقيات السيطرة المشتركة على سوريا( تحت يافطة " الأتفاق النووي " ، إلى مراحل أكثر تقدّما ، غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين البلدين ( من المؤسف أن يرى الكاتب في بعض محطّات توثيق علاقات التعاون بين البلدين على انّها مساعي أمريكيّة فقط " للتّلاقي مع الايرانيين " )!
ثالثا ،
يقدّم المقال افكار مضللة حول طبيعة العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا ،(٥)، التي صنعتها ، وروّجت لها ابواق " المقاومة الايرانية " ، والتي تعتبر أن جوهر الصراع في المنطقة يقوم على اساس التناقض بين محور أمريكي - إسرائلي ، إمبريالي ، في مواجهة محور جديد" مقاوم " ، صاعد ، ينازع الولايات المتحدة الأمريكية في سيطرتها على العالم بشكل عام ، والمنطقة بشكل خاص ، تقوده روسيا والصين ،( دول " البريكس " ، والنظام الفنزويلّي " ) وتشكّل المقاومة الإيرانية ، وأذرعها الإقليميّة رأس حربته ، بما يعطي غطاء من الشرعيّة النضالية، التحررية ، للدور الايراني "، واهداف مشروعه التدميريّة ، في مواجهة السياسات الإمبريالية للولايات المتحدة الأمريكية، وسياسات الإحتلال الإسرائيلي، ويخفي حقيقة تقاطع سياسات الطغمة المسيطرة على ايران مع اهداف السيطرة الإمبريالية للولايات المتحدة الأمريكية، رغم تنافسها المتعدد الأشكال مع دولة الإحتلال على دور " الجندرمة " الإقليمية !
يبدو جليّا ما يقدمه هذا التضليل من تغييب لحقيقة الصراع على سوريا والمنطقة ، بما هو صراع تناحري بين اهداف المشروع الديمقراطي للشعب السوري وشعوب المنطقة، في مواجهة تحالف عالمي، داعم للإستبداد ، للقوى التي تتعارض مصالحها مع تحقيق أهداف المشروع الديمقراطي، بما يضع الجميع ، الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وإسرائيل والصين وإيران ، وجميع سلطات أنظمة الاستبداد الإقليمية والمحلية في حلف واحد ؛" حلف الإستبداد "؛ حلف قوى" الثورة المضادة" ، المعادي للتغيير الديمقراطي ،الذي سعت قواه في ربيع ٢٠١١ لقطع سبل التغيير الديمقراطي ، والحفاظ على اركان نظم الاستبداد القائمة، وخيوط شباك النهب التشاركي ؛ الاستبدادي المحلّي والإقليمي ، و " الديمقراطي " الإمبريالي، من خلال الدفع بالحراك السلمي على مسارات العنف الطائفي والميلشة؛ وكان لسلطة ولاية الفقيه ، إضافة إلى " الوهّابيّة السعودية ، والإخوانيّة " القطريّة التركيّة " الفضل الاوّل في نجاحه.!
رابعا ،
يغيّب المقال حقيقية أن "الصين "هي الشريك الاساسي للولايات المتحدة الأمريكية، إقتصاديّا ، وسياسيّا ، وهي شراكة إستراتيجيّة ، كانت قد وضعت لبناتها الأولى خلال المراحل المبكّرة من الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفياتي، وترسّخت لاحقا ، في إطار انتصار خط سياسي "رأسمالي" صيني ، يرى في الصراع الدائر بين جاره الشيوعي اللدود ، الاتحاد السوفياتي ، وعدوه الاستراتيجي ، الولايات المتحدة الأمريكية، فرصة تاريخيه للنهوض باقتصاد الصين، وموقعها الجيوسياسي في إطار علاقات الإنتاج الرأسمالية الأمبرياليّة ،دون المساس بمصالح الطغمة " الشيوعيّة " المهيمنة ، مستفيدا من التسهيلات التجارية العالمية التي اتاحتها الولايات المتحدة لحلفائها في " المعسكر الرأسمالي العالمي الإمبريالي "، ومن حاجة الولايات المتحدة لتحييد الصين ، في صراعها الكوني ضدّ السوفيات ، و"معسكرهم الاشتراكي"، وإدراكها لما سيؤدّي إليه النهج " الرأسمالي " للقيادة "الشيوعية" الصينيّة من تقويض اسس النظام الاشتراكي ، ذاته ؛ في صيرورة صراع طويلة نجحت ، الولايات المتحدة الأمريكية، زعيمة النظام الرأسمالي العالمي الإمبريالي، في تحقيق نصر تاريخي ، إستراتيجي ، مزدوج ، في إسقاط "النموذجين الاشتراكيين " ، الصيني ، والسوفياتي ، معا ؛ بعكس ما يرى الكاتب ، مخدوعا بأوهام " اليسار الشيوعي "، وبما تروّجه وسائل إعلام لاتملك الحدّ الأدنى من المصداقيّة !!
ضمن هذا السياق التاريخي، يصبح من الطبيعي أنّ يعزز سقوط "روسيا السوفياتية" في مطلع تسعينات القرن الماضي خطوات شراكة الولايات المتحدة الأمريكية، الإمبرياليّة ، مع سلطات الأنظمة " الرأسمالية " في "موسكو" و " بيجين " ، في إطار علاقات مراكز النظام الرأسمالي العالمي ، وفي إدراك قياداتهم لدروس مواجهات الحرب الباردة،( بخلاف ما يستنتجه الكاتب من صعود صيني ، في مواجهة مع الأمريكان، ومنافسة على موقع الزعامة ، و "وضع بكين كتحدي رئيسي للقطب الأميركي الأوحد للعالم" ، او سعي موسكو لمواجهة الولايات المتحدة بحلف عالمي جديد ، لا يملك الحدّ الأدنى من المقومات الذاتية والموضوعية لنجاحه !) ، والتي نقلت تلك العلاقات والمصالح المشتركة إلى مستويات إستراتيجيّة ؛ حصلت بموجبها القيادة الصينيّة على امتيازات ، وأسواق مفتوحة ، وصلت إلى شوارع واشنطن ، وأوصلت موسكو إلى" مياه المتوسّط الدافئة "!!
خامسا ،
لكي ندرك طبيعة المغالطات( والأخطار " التي تتضمنها ، وتعبّر عنها طروحات مقال الصديق " محمّد سيّد رصاص " دعونا نضعها في إطار " فكر المقاومة "، وطروحات قادتها .
عندما يؤكّد على كون الصين هي "هَمْ" إستراتيجي عند الأمريكان، " الموجود منذ التسعينيات" وكون بكيّن هي التحدّي الرئيسي "للقطب الأميركي الأوحد للعالم في مرحلة ما بعد هزيمة السوفيات في الحرب الباردة" ، وكون هدف التقارب الأمريكي من طهران هو ابعادها عن المحور الثلاثي " الروس - الصيني - الإيراني " ، فهو يعزز مصداقية ، ومشروعية ، الوجه الآخر للتحالف" الصيني الروسي الإيراني" ، الذي تعبّر عنه ، وتروّج له ، ديماغوجيا ابواق المقاومة " الإيرانيّة ، التي تتبجّح بأنّ ايران ، وحلفائها ، وأذرعها الميليشياويّة ، جزءا من تحالف عالمي ، صيني وروسي " يشكّل قوّة" ردع" في مواجهة السياسيات العدوانية للإمبريالية الأمريكية ، ويعمل على تحقيق هزيمة عسكرية بأدواتها ، و " عملائها " في المنطقة ؛ إسرائيل، اوّلا ، والميليشيات الطائفية الإرهابية" ، ثانيّا ، و"قادة ، ونشطاء الحراك السلمي" لشعوب المنطقة ، المعادي لسلطات أنظمة الاستبداد، والمناضل من أجل تحقيق اهداف التغيير الديمقراطي السلمي .
عندما يروّج الكاتب لوجود إيران ضمن" تحالف صيني – روسي" ، في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ، فإنّه يشرعن ، ويبرر ، بطريقة ما ، ما يطرحه الأيرانيون، القطب الرئيسي في "الحلف " من رؤى ، ويمارسوه من سياسات معادية بالمطلق لأهداف وقوى حراك الشعوب السلمي ، الديمقراطي.

فأذا وضعنا جانبا الإدعاء الايراني " المقاوم " من اجل تحرير " القدس " ومحاربة " التظيمات التكفيريّة " العميلة للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ، يحقّ لنا أن نستاءل:
١ كيف يقيّم ، ويرى قادة" محور المقاومة" الحراك الشعبي ، المطلبي، والسياسي، السلمي من منظار مصالح وسياسات محور المقاومة ؟!
ألا يرون في حراك الشعوب السلمي أداة صهيونيّة ، إمبرياليّة ، وبنشطاء الحراك الشعبي السلمي " عملاء " لقوى حرب كونيّة ، تقوها واشنطن و " تل ابيب "، من أجل هزيمة" محور المقاومة" " ،الذي يصبح من حقّه الطبيعي ، وحقّ سلطاته الطائفية ، وانظمته الإستبداديّة ، المعادية لأهداف الشعوب المشروعة في قيام تغيير ديمقراطي ،أن تسعى إلى وقف الحراك ، بجميع الوسائل الممكنة ، وبأي ثمن ، وتحقيق سيطرة كاملة على دول المنطقة ، بأدواتها الميلبشاويّة ، ونهجها الطائفي ، وفي تجاهل واضح لمبررات الحراك الشعبي، الناتجة عن أسباب المأزق التاريخي الذي تعيشه شعوب، ودول المنطقة ؛ المرتبطة مباشرة بسياسات ونهج سلطة نظام الإستبداد المسيطر؟
لنقرأ ما يقوله سماحة السيّد ، في سياق حديثه عن ،" إنجازات " الراحل " الحاج " ، الجنرال " قاسم سليماني " قائد فيلق " القدس"؛ اهمّ أذرع "الحرس الثوري الإيراني" في المنطقة، وسوريا:
《... بالظبط في اليوم الثاني الذي أعلن فيه " حسني مبارك " استقالته، والفرحة العامرة التي حصلت في ميدان التحرير، وفي كل العالم العربي .
ثاني يوم ، كان الحاج قاسم سليماني في الضاحية .
..............
اليوم الثاني لإنتصار الثورة المصرية، وإسقاط حسني مبارك.
الحاج قاسم كان يقول انا سعيد للشعب المصري ، لكن انا قلق .
قلت له لماذا؟
قال انا أشعر أنّه فيه مشروع كبير في المنطقة ،والأمريكان عم بيغيروا جماعتهن، وركبوا على مسار الثورات الشعبية ،وبحجّة الربيع العربي، والشعارات المطروحة ، في تونس ومصر ، سيستهدفون الأنظمة، والدول ، والقوى الداعمة للمقاومة ، ويصفّوا حساب إله علاقة بأسرائيل ، مله علاقة بالشعوب . وأعني ، بالتحديد، سوريا .
الذي تنبّه إلى الخطر القادم على سوريا ، ومبكّرا، هو الحاج قاسم.)
٢
يرفض فكر المقاومة مشروعية مطالب التغيير الديمقراطي السلمي ، ويرى في سعي الشعوب إلى تحقيقها مجرّد غطاء لحرب كونيّة أمريكيّة تستهدف تغيير القادة الداعمين لمحور المقاومة، ليصبح رفض حدوث التغيير، ومنعه ، والحفاظ على سلطات الأنظمة الداعمة لهم ، الهدف الإستراتيجي لمحور المقاومة ، على حساب اهداف المقاومة الُمعلنة، بما يتقاطع مع اهداف الولايات المتحدة الأمريكية، وبما يجعل من اطراف المقاومة ، واعدائها " حلفاء موضوعيين في مواجهة استحقاقات ديمقراطية وطنية شاملة لشعوب المنطقة، ولتصبح المعركة الاساسية الواقعية التي يخوضها اطراف المقاومة ، وأعدائهم " الأمريكان :، هي حروب الثورة المضادة لأهداف التغيير الديمقراطي، ضدّ شعوب المنطقة ونخبها السياسية والثقافية ، الوطنية الديمقراطية!!
ما هو هدف" الحرب الكونيّة " على سوريا ، ، وفقا لوجهة نظر" قادة المقاومة" ؟ .
وفقا لرؤية المقاومة ، الهدف الأساسي للحرب هو إستبداد النظام الحالي ( الممانع، الذي يقول " لا " )
《....بنظام جديد في سوريا . واحد ، حيصير
خطّه السياسي العام ما يسمّى بدول الإعتدال العربي ، يعني ، أميركي ، غربي ، اوربي .
٢ يللي بدها اياه تركيا ، بدو يعملا اياه. و قطر والسعودية ...》،
《... نظام ، هشّ، ضعيف ، محتاج للذين جاءوا به. 》.
نظام جاهز 《 .. للتسوية مع إسرائيل" 》 .
٢ محاصرة " المقاومة اللبنانية والفلسطينية . يعني أنتهينا!!"
حتّى ما تقدمه إيران لغزّة ، أو لفلسطين، كان جسر العبور فيه سوريا.
هي المعبر، هي الحاضنة، هي الحاملة .
محاصرة المقاومة . أنهاء حركة المقاومة في المنطقة 》.
٣ أهداف أستراتيجيّة أخرى، لها علاقة بالسيطرة على 《 ...النفط، بالغاز، بخطوط الإمداد ، إله علاقة بالبحر المتوسط، بكل هاي المنطقة ...》
في الختام ، يصبح السؤال المنطقي الذي يطرح نفسه، وتبقى رسم الإجابة عليه عند الصديق " محمّد سيد رصاص " :
هل تمثّل افكار المقال ، وما تروّج له ، موقفا سياسيّا ، وهل هو شخصي ، أم يتقاطع مع قوى وشخصيات شيوعيّة على الساحة السياسية والثقافية السورية؟
السلام والعدالة والنور للشعب السوري، وشعوب المنطقة!
▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
(١) -
رابط المقال :
https://m.facebook.com/groups/scppb.org/permalink/4246230695442819/"
(٢)-
قوى" الثورة المضادة" ،( " حلف الاستبداد ") ، هي أوسع تحالف عرفه تاريخ الحروب ، ضمّ قوى
محلّية ،إقليمية ، ودوليّة ، تبادلت أطرافه ادوارها ،( في حروب الثورة المضادة ، الساعية لقطع طريق انتقال ديمقراطي سلمي للسلطة السياسية، و تفشيل أهداف التغيير الديمقراطي، كهدف إستراتيجي مشترك ؛ عبر ادوات وأذرع التفتيت "الاجتماعي و القومي" ؛ وفي مقدمتها "الاسلام السياسي" ؛ في تعبيراته الأساسيّة ، الإخوانيّة/ الحشديّة ، والجهاديّة ؛ الميليشياوية ، المحليّة والمستوردة ، ونهج نقل الصراع من مساره الطبيعي ، كصراع سلمي" ديمقراطي ، إلى متاهات " الحروب الطائفيّة ، والقوميّة ، وكانت قد اتخذت بعض أطرافه ،المحلية والإقليمية ، إجراءات إستباقيّة رادعة ، حتّى قبل تفجّر الحراك الشعبي السلمي، في أواسط آذار ، ٢٠١١ )، ضمن محورين أساسيين ، ارتبطت قواه بعلاقات جدليّة ؛ لم يمنع تناقضها " التناحري " حول أهداف مشاريع انظمتها الخاصّة ، وما فرضته من صراعات حول حجم الحصص، ومناطق النفوذ ؛ من تقاطع مصالح، وسياسات جميع أطرافها حول الهدف الإستراتيجي المشترك ، وحول سبيل وأدوات ونهج تحقيقه ؛ وجسّد الأساس الموضوعي لقاعدة تحالفها ، " تناقض مصالح الجميع مع أهداف ومآلات مسارات تغيير ديمقراطي موضوعيّة ، جعل من تحققها في ربيع ٢٠١١، إمكانية موضوعية، تمردات " السيرورة الثورية " لشعوب المنطقة ؛ وما قد تؤدّي إليه ، في حال نجاح جهود نخبها الديمقراطية وجمهورها ، إلى تغيير أركان النُظم القائمة - لصالح تغيير ديمقراطي سلمي للسلطة السياسية، قد يفتح صيرورة بناء مؤسسات الدولة الديمقراطية الوطنية - بما هي انظمة إستبداد رأسمالية الدولة البيروقراطية "، الريعيّة ، المرتهنة ، وبما تشكّله ، في بنيتها الطبقية ومصالح سلطاتها المهيمنة، من ركائز وشركاء إقليميّة لقوى التحالف الإمبرياليّة العالميّة ، وبما تقدّمه من خدمات ، ولها من ارتباطات إقليميّة ، تمثّل بمجموعها شبكة مصالح تشاركيّة ، لجميع أنظمة المنطقة ؛خاصّة أصحاب المشاريع الرئيسيّة ، كتركيا وإسرائيل والسعودية وإيران .
في حين ارتكز المحوّر الأوّل ، الأمريكي ، في قواعده السوريّة ، على علاقة تحالفات استراتيجيّة بين الولايات المتحدة الأمريكية، وتركيا وإسرائيل ، بتشابك مباشر مع انظمة الإستبداد الإقليمية، عربيّا وخليجيّا ؛ التي مثّلت تاريخيّا ، قواعد ، وأدوات تحقيق المصالح الإستراتيجيّة لمراكز النظام الرأسمالي العالمي الإمبريالي، في الولايات المتحدّة الأمريكية وأوروبا ؛ضمّ المحور الثاني، الروسي، تحالف " محور المقاومة " الذي يقاتل ، تحتّ مظلّة الحماية الروسيّة ، وسياسات سلطة النظام الرأسمالي الروسي الخاصّة ، من أجل الحفاظ على مصالح النظام الإيراني العليا في سوريا ، والإقليم ، وشركائه ، وأذرعه الميليشياويّة؛ في تنسيق مباشر على أكثر من مستوى ، بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وإسرائيل ، على الصعيد العالمي، وبين" الدول الضامنة " ، على الصعيد الإقليمي !
من المؤسف القول أنّ عدم رؤية طبيعة جدليّة العلاقات بين قوى التحالف ، وقيادته الامريكية ، قد حرم معظم النخب السياسية والثقافية السورية من فهم طبيعة الصراع ، في قواه واهدافه ومراحله ، كما نجد في طروحات المقال .
في واقع الحال، رغم عبور العلاقات البينيّة بين اطراف قوى المحورين مراحل مختلفة من درجات الصراع لتقسيم سوريا لمناطق نفوذ وحصص، خلال المرحلة الثانية ،( وبعد تحقيق الهدف الأساسي في هزيمة أهداف التغيير الديمقراطي للشعب السوري، وتدمير جمهوره وقياداته الميدانية)، والتي انتهت معاركها الكبرى في الربع الأول من ٢٠٢٠ ، بالإتفاق الروسي التركي حول إدلب ، والطرق الدولية ، m4 ، m5 )، فقد استمر التنسيق السياسي بين أطرافها في إطار ما سُمّيَ تحالف " القوى الضامنة " ؛ برعاية مباشرة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية؛ التي شكّلت صمام الأمان لعدم تحوّل الصراع على النفوذ ، إلى حروب شاملة ، قد تقلب نتائجها الطاولة على رؤوس جميع اللاعبين، وتعطي فرصة لقوى التغيير الديمقراطي.
الآن ، في سياق المرحلة الحالية من الصراع ، التي تتمحور حول سعي جميع أطراف الصراع للوصول إلى " صفقة سياسيّة "،، من أجل " شرعنة " مكاسب الشركاء من الكعكة السوريّة ، ينبغي أن نضع التطوّرات الأخيرة على صعيد الداخل السوري ، المرتبطة بسلطات " الأمر الواقع"!
ضمن هذه الرؤية ندرك الخطر المحدق بسوريا ، الدولة السورية الموحّدة ، شعبيّا وجغرافيا ، وندرك طبيعة الصراعات التي ما يزال يسببها وجود " الأذرع الميليشياوية "، التي تمثلها سلطات الأمر الواقع ،في مسعى من كلّ طرف للحفاظ على "أدواته " ، كركيزة ، وضمان لإستمرار مصالحه.
من الطبيعي والبديهي ، أن تحاول جميع القوى تعميق ادوات ووسائل نهبها لما تبقى من مواقع الثروات الإقتصاديّة ، وبعض الملاليم في جيوب السوريين ؛ دون أن يمنع ذلك تركيا ، خاصّة ، على العمل على " تحسين " احوال رعاياها ، في سياق انجاح اهداف مخططها الاستراتيجي لتتريك " حصّتها " وضمّها بشكل نهائي ، على طريق " اللواء "، وعلى النهج " القبرصي "!!
(٣)-اوّد التنويه إلى نقطة جديرة بالإنتباه، منعا لأيّ التباس .
"علاقات الشراكة " بين الدول لا تمنع ابدا حالات التنافس ، والصراع ، لتحسين المواقع والحصص ،بين القوى التي يجمعها اهداف مشتركة ، لكنّ في اطار ، وفي ظل قوانين ناظمة للعلاقات ، تعكس طبيعة موازين القوى ، يُتفق عليها، تنظّم علاقات الشراكة ، وتضعها في إطار المصالح المشتركة .
في إطار هذا الفهم ، يمكن لنا أن نصف العلاقات الجدلية بين " الإيراني والتركي والروسي والإسرائيلي، والأمريكي ، وأدواتهم السوريّة ، "بشراكة" الخيار العسكري الطائفي " في الحرب على سوريا.
فرغم سعي كلّ طرف لتحقيق اهداف مشروعه الخاص ، في تنافس وصراع مع اهداف الآخرين ، فقد عمل الجميع في إطار تحقيق هدف مشترك،( قطع مسار التغيير الديمقراطي للشعب السوري)، وأداروا صراعاتهم البينيّة في اطار لقاءات ما سُميّى ب"الدول الضامنة "، وفي إطار العلاقات الخاصة بين موسكو ، من جهة ، وتل أبيب وواشنطن ، من جهة ثانية!
(٤) -
طالما تغيب عن ذهن الكاتب طبيعة" الشراكة الإستراتيجية" بين ايران والولايات المتحدة الأمريكية، من الطبيعي أن يفشل في تقديم تفسير موضوعي لحقيقية اهداف" الأتفاق النووي" وأن يجد في حدوثه ما" يثير الحيرة" !
اعتقد أنّ الهدف الجوهري لتوقيع" الأتفاق النووي" لم يكن سوى إعطاء غطاء لتبرير تقديم المزيد من الدعم للميليشيات الايرانية في سورية ، بعد ما أظهرته من تقهقر في مواجهتها للميليشيات المدعومة من السعودية وقطر ، في نهاية ٢٠١٤ ،ومطلع ٢٠١٥، عبر الأفراج عن ( ٤٠٠ ) مليار ، استلمتها القيادة الإيرانيّة عدّا ونقدا !!
ليس خارج هذا السياق، من المفيد التنويه إلى أنّ ما يُثار من جدال، وصراع ، حول" برنامج ايران النووي " لا يهدف إلّا إلى إخفاء حقيقة العلاقات بين البلدين، والتغطية على الصفقات السياسية والعسكرية . فحتّى لو امتلكت ايران قنبلة او أكثر ، لن يكون بإمكانها استخدامها ، بما يشكّل اي خطر على اسرائيل ، في ظلّ الخلل التاريخي والتقني القائم في موازين القوى العسكرية، والذي يجعل من مجرّد تفكير الإيرانيون بأستخدام سلاح نووي، في مواجهات اقليمية محتملة ، خطأ تاريخي، لن يؤدّي فقط الى اسقاط النظام ، بل وإلى ازالة ايران عن الخارطة السياسية!!
ليس خارج هذا السياق، نفهم ايضا عجز الكاتب عن اعطاء تفسير عن " اغماض العين الأميركية عن تمدد طهران في اقليم الشرق الأوسط، تماماً كما أثيرت الكثير من الأسئلة عن غض بصر واشنطن عن وقوع العراق المغزو والمحتل أميركياً بيدي الايرانيين " !
(٥) -
يُشير الكاتب إلى خشية واشنطن من قيام تحالف " "ثالوث بكين – موسكو-طهران" ، متجاهلا اهمّ دروس الصراع على سوريا ، التي فضحت طبيعة النظام المافيوي الذي يهيمن على روسيا اليوم ، وأظهرت حدود قوّته ، وتبعيّة سياساته للعرّاب الأمريكي ، وبيّنت حجم دوره ، الذي لم يتجاوز ،في تأثيره على مآلات الصراع على سوريا دور الدول الإقليمية، شركاؤه في خيار العسكرة والتطييف؛ التركي والإيراني والإسرائلي ، ولم يتخطّى سقف المصالح العليا للولايات المتحدة وإسرائيل!!
في نفس الفقرة ، يتحدث السيّد رصاص عن احتمال انضمام الباكستان وتركيا إلى تحالف مناهض للولايات المتحدة الأمريكية، بما يجعل من زعامتها العالمية في " خبر كان "!
لا نعتقدّ بجديّة اعتقاد الكاتب بإمكانية تحقق هذا السيناريو ، وهي" مزحة " مقبولة ، على ايّة حال !!



#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2023, وأبرز سمات المشهد السياسي السوري.
- في البيان الختامي لمؤتمر مسد الرابع- ج٢
- البيان الختامي لمؤتمر مسد الرابع، وبعض الحقائق المغيّبة.
- الصراع على ولاية قائد الجيش، و أسباب خسارة حزب الله للمعركة! ...
- طوفان الأقصى، وخَيارات حماس الصعبة في ختام الهدنة المؤقّتة !
- خَيارات حماس الصعبة في ختام الهدنة المؤقّتة.
- الهدنة المؤقتة في الحرب الإسرائيلية على غزة، ومعادلات الانتص ...
- الهدنة المؤقتة الأولى في الحرب الإسرائيلية على غزة ، ومعادلا ...
- طوفان الأقصى، واستمرار لعبة الاشتباك في سيناريو الحروب والهد ...
- - طوفان الأقصى -ومصالح الفلسطينيين في مآلات الحرب الممكنة في ...
- ملاحظات نقدية حول ورقة مؤتمر تيار الحرية والكرامة .
- في الخَيارات الممكنة لنهاية الحرب على غزة ؟
- - طوفان الأقصى، وقواعد الاشتباك على الجبهة اللبنانية!
- طوفان الأقصى، وطبيعة العلاقات الأمريكية التشاركية !ج٢
- في ذكرى استقالة حكومة - سعد الحريري -، ٢٠١ ...
- - طوفان الأقصى - وطبيعة سياسيات الولايات المتّحدة!
- حيثيات وأهداف - قمّة مصر الدولية للسلام -!
- جريمة مشفى غزة في حيثيات العلاقات الجدلية بين قوى الصراع!
- - طوفان الأقصى - و مآلات الحرب في ضوء دوافع وسياسات واشنطن!
- في حيثيات وأهداف تصاعد الجولات الراهنة من العنف في سوريا وفل ...


المزيد.....




- حمزة يوسف.. الوزير الأول بإسكتلندا يعلن أنه سيستقيل من منصبه ...
- مصادر لـCNN: حماس تناقش مقترحًا مصريًا جديدًا لإطلاق سراح ال ...
- رهينة إسرائيلية أطلق سراحها: -لن أسكت بعد الآن-
- لا يحق للسياسيين الضغط على الجامعات لقمع الاحتجاجات المناصرة ...
- باسم خندقجي: الروائي الذي فاز بالجائزة العالمية للرواية العر ...
- بلينكن يصل إلى السعودية لبحث التطبيع مع إسرائيل ومستقبل غزة ...
- ظاهرة غريبة تثير الذعر في تايوان.. رصد أسراب من حشرات -أم أر ...
- مصري ينتقم من مقر عمله بعد فصله منه
- لردع الهجمات الإلكترونية.. حكومة المملكة المتحدة تحظر استخدا ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة في دونيتسك والقضاء على 975 جن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - قراءة في رؤى الرفيق -محمّد سيد رصاص -، وخط - المكتب السياسي -.