أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - جريمة مشفى غزة في حيثيات العلاقات الجدلية بين قوى الصراع!















المزيد.....

جريمة مشفى غزة في حيثيات العلاقات الجدلية بين قوى الصراع!


نزار فجر بعريني

الحوار المتمدن-العدد: 7769 - 2023 / 10 / 19 - 10:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لفهم جميع جوانب مشهد الصراع الراهن في غزّة عموما ، والمرتبطة بمجزرة المشفى المعمداني ، بشكل خاص -وحول القضية الفلسطينية ومسألة التطبيع الإقليمي ، وما يخلق من علاقات بين القوى الرئيسية المتورّطة ، في سياقات المرحلة الراهنة من التسوية السياسية الأمريكية الشاملة المستمرة منذ نهاية ٢٠١٩من المفيد إدراك طبيعة العلاقات الجدلية بين النظام "السوري/ الايراني" وبين الولايات المتّحدة ،من جهة أولى، وبينهما ، وبين "إسرائيل" من جهة ثانية، وبينها وبين الولايات المتّحدة ، من جهة ثالثة.
في موازاة تفاقم العلاقات التناحرية بين النظامين الإيراني و"الإسرائيلي" حول شروط التسوية السياسية الأمريكية على الصعيد السوري ( التي تتضمّن وتشرعن استمرار التواجد الإيراني ") وعلى صعيد التطبيع الإقليمي (وما ينتج عن تعقيدات العلاقات مع السعودية )، وما يتخللها من استخدام اوراق ضغط، بلغت ذروتها في هجوم "طوفان الأقصى" ، وتصاعد درجة الخلاف بين الولايات المتحدة وحليفها الإسرائيلي حول شروط التسوية السياسية الأمريكية ذاتها ، تتسم العلاقات بين الولايات المتّحدة وأنظمة سوريا وإيران بطبيعة توافقية ، تصل إلى درجة التكامل التشاركي في تحقيق خطوات وإجراءات التسوية السياسية (١) ؛رغم ما يظهر من خلافات تكتيكية حول تقاسم الحصص ومناطق النفوذ. هذه العلاقات التكاملية هي التي تفسّر دوافع وأسباب حرص الولايات المتّحدة وأنظمة سوريا وإيران على عدم خروج الحرب الدائرة في غزّة ، وعلى القضية الفلسطينية، عن سقف الصراع المرتبطة بشروط التسوية والتطبيع ، وأن لايتمدّد لهيبها إقليميا ، بما قد يحرق إنجازات التطبيع الإقليمي التي نجحت واشنطن في إدارة خطواتها ، وأصابع معظم اللاعبين – شركاء التسوية السياسية الأمريكية الشاملة !
رسالة إسرائيل لقيادة وأطراف مشروع التطبيع الإقليمي عموما ، ولمصر والأردن والسعودية ، بشكل خاص ، ولأطراف التسوية السياسية في سوريا- الولايات المتّحدة والنظام الايراني/ السوري ، تقول بوضوح :
لن نضيّع الفرص التاريخية التي قدّمتها حماس ، لفرض شروط التطبيع والتسوية التي تخدم مصالح الأمن القومي الإسرائلي:
قبولنا بوجود وشرعنة إيرانية دائمة في سوريا وفقا لمتطلّبات التسوية ، ودمج النظام الإيراني في إطار المنظومة الاقتصادية والسياسية الإقليمية في سياق التطبيع الإقليمي، يشترط القبول ب" حل " الصراع" الفلسطيني / الإسرائيلي" وفقا لخطة نتنياهو(١)!!
على أيّة حال ، في هذه اللحظة السياسية المصيرية ، ووفقا لما يَظهر على خشبة المسرح ، يدور الصراع على مستقبل القضية الفلسطينية، بأدواته العسكرية والسياسية ،بين إرادتين:
١إرادة إسرائيلية ،تسعى لتجيير هجوم حماس من أجل إحداث أوسع حالة تهجير من غزة ، وإلحاق الجزء الأكبر من الفلسطينيين بمصر ، عبر دفعهم جنوباً إلى رفح ، ووضعهم تحت الإدارة المصرية كما كانوا قبل حزيران ١٩٦٧،لكن خارج إطار التراب الوطني الفلسطيني، وبالتالي فرض واقع إلحاقهم سياسيا بمصر من خلال شكل ما من أشكال "الفدرالية " ، ذاتيّة الحكم. يواكب هذا الحل لمستقبل غزة ، إعادة إلحاق الضفة الغربية بالأردن ، ليصار لاحقا إلى وضعها تحت الإدارة الأردنية، في إطار شكل فدرالي آخر ، وبما يقوّض إمكانية حلّ الدولتين ، وبما يؤدّي إلى تصفية نهائية للقضية الفلسطينية.
تحقيق هذه الأهداف الإسرائيلية يتطلّب على صعيد غزة عدم إسقاط سلطة حماس ...لانّ إسقاطها في هذه اللحظة السياسية يعني إعادة غزة سياسيا إلى الوضع الذي كانت عليه بين ٢٠٠٥ ٢٠٠٧ قبل انقلاب حماس الميليشياوي ، واحتكار سيطرة حماس والجهاد- ووضعها تحت إشراف" السلطة الوطنية ".... او إدارة انتقالية ، مؤقّتة ...لحين الوصول إلى حل سياسي ، في إطار " الدولتين "!
٢إرادة إقليمية / أمريكية ، تقوم على قاعدة حلّ الدولتين ، ويتطلّب تحقيقها وجود سلطة وطنية فلسطينة واحدة في غزة والضفة ، وقد كان انقلاب حماس ٢٠٠٧ أحد معوقات الحل ، وقد تقاطعت هنا مصلحة حماس مع مصلحة اليمين الإسرائيلي، الرافض لحل الدولتين .
ما نتج عن تفاقم الصراع الذي أعقب هجوم " طوفان الأقصى "، واتخاذه أبعاداً إقليمية ودولية ، ترتبط بطبيعة أدوات السيطرة الإقليمية التشاركية بين الولايات المتّحدة والنظام الايراني ، لم يُغيّر طبيعة العلاقات التي كانت قائمة قبل ٧ ت١، بل عزز قيام جبهة واحدة :
الجبهة الجديدة، التي من مصلحة أطرافها مواجهة سياسـات نتنياهو الدافعة للتهجير، وإيجاد تسوية للصراع مع حماس ، تضمّ جميع شركاء مشروع التطبيع الإقليمي الذي تقوده واشنطن( ما عدا إسرائيل)، ويقاطع بين مصالح طهران والرياض ،التي تتوافق مع نجاح جهوده "حل الدولتين" !!
ضمن هذا الإطار ، تأتي أهمية لقاء القمّة الرباعية التي كان من المقرر أن تلتئم في عمان اليوم ١٨ ت١ بقيادة بايدن ، وحضور ملك الأردن ورئيس مصر ورئيس السلطة أبو مازن من أجل تنسيق مواقف الأطراف حول دعم جهود حل الدولتين، ومواجهة أخطر نتائج الصراع بين "نتنياهو/ حماس"-تهجير الفلسطينيين؛ كما ونفهم طبيعة الرسالة التي حملها الهجوم القاتل على " مستشفى غزة " - مشفى مسيحي ، بروتستانتي أمريكي، "والمعمدانيون أكبر طائفة بروتستانتية امريكية، تضم حوالي ٥٠ مليون منهم بوش واوباما"- وما نتج عنه من عودة ابو مازن إلى الضفة ، وإعلان عمّان رسميا إلغاء المؤتمر، وبالتالي تحقق أهداف الجريمة السياسية، التي دفع ثمنها" نزلاء المشفى" ، كما يدفع الغزّايون بشكل خاص أثمان صراعات إقليمية !!
تساؤلات تطرح نفسها :
على الصعيد العام ، أين تقف الولايات المتّحدة سياسيا ؟ هل من مصلحة تحقيق أهداف مشروعها للتسوية ، بمستوييه السوري والإقليمي، التي تعزّز أدوات سيطرتها التشاركية ، أن تدعم مشروع التصفية الإسرائيلي ام حل الدولتين ؟ هل هي الرابحة، بكلّ الأحوال؟!
مَن المسؤول عن جريمة المشفى ؟ "نتن ياهو" وحكومته الوطنية" ، أم " جيش الدفاع " ، وهل ثمّة تناقض بين رؤى الجانبين بخصوص مآلات الحل السياسي ؟
في حال فشل خطط وسياسات التهجيير و " الفدرالة" الإسرائيلية، هل لدى المؤسسة الامنية / السياسي خطّة بديلة ؟ ما هي طبيعة الخطّة " ب" ، ومَن هم ضحايا ؟
كيف سيكون موقف أمريكا، التي تلقّت جهود رئيسها طعنة في الظهر بعد إلغاء قمّة عمّان ؟
يعتقد البعض أنّ انتصار إرادة التهجير القسري الإسرائيلية، وما يتطلّبه من بقاء سلطة حماس ، وما ينتج عنه من إعاقة لتقدّم مسار خطوات التطبيع الإقليمي الذي تقوده واشنطن منذ ٢٠٢٠، في سياق التسوية السياسية السورية ، يشكّل تحدياً خطيرا لسياسات السيطرة الإقليمية التشاركية للولايات المتّحدة، ويضع واشنطن "الديمقراطية" في مواجهة مباشرة مع حكومة الإحتلال الإسرائيلي، وقد تصل امتداداتها إلى داخل واشنطن ، حيث يتربّص الجمهوريون ، منتظرين الفرصة المناسبة للعودة إلى البيت الابيض!
--------------------------------------
(١)-
وهذا ما يُغضب موسكو ،ويبيّن بعض أسباب هامشية دورها ، وعجزها عن فرض رؤيتها للتسوية السياسية، التي تقوم على أرضية مخرجات اللجنة الدستورية؛ وقد
عبّرت عنه آراء المقابلة الخاصة لدرعا ٢٤ مع المستشار السياسي المقرّب من دوائر صنع القرار في روسيا “رامي الشاعر“ ، الأحد ١٥ / ١٠.
https://www.google.com/search?q=%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%A9+%D8%AE%D8%A7%D8%B5%D8%A9+%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%B9%D8%A7+24+%D9%85%D8%B9&client=ms-android-samsung-gj-rev1&sourceid=chrome-mobile&ie=UTF-8
(٢)-وثيقة غير رسمية ، بقلم " المستشار "غدير زهدان"،مؤسس ورئيس مجلس إدارة نبع الغدير لحقوق الإنسان والسلام"تتداولها منصّات تواصل ، تتحدّث عن "مشروع اتفاق القرن - دولة فلسطينية بدون القدس ، موزّعة بين كونفدرالية مع الاردن وأخرى مع مصر" ، وفقا ل "مبادرة رئيس وزراء الكيان الصهيوني".



#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - طوفان الأقصى - و مآلات الحرب في ضوء دوافع وسياسات واشنطن!
- في حيثيات وأهداف تصاعد الجولات الراهنة من العنف في سوريا وفل ...
- حراك السويداء السلمي، والخَيارات الاقلّ خطورة !
- في بعض تجلياّت غزو أوكرانيا!
- القرار -2254بين الدعاية والوقائع .الجزء الثالث.
- القرار٢٢٥٤ بين الدعاية والوقائع .الج ...
- القرار ٢٢٥٤، بين الدعاية والوقائع !
- اللجوء ومسألة صعود اليمين المتطرّف!
- حراك السويداء السلمي ،وتحدّيات تحوّله إلى ثورة وطنية ديمقراط ...
- انتفاضة السويداء المباركة...و تحدّيات القيادة !
- كيف نحصّن انتفاضة السويداء ونجعل منها رافعة ونموذجا لنضالات ...
- قراءة تحليليّة في المشهد السياسي السوداني خلال صيف ٢&# ...
- ما السر ، يا ترى ؟
- في الإيمان و الإلحاد ...وطبيعة الإسلام السياسي !
- مرحلة التسوية السياسية-سياق وقوى وأهداف وجهود وتحدّيات-
- هل ترتقي النخب السياسية والثقافية السورية إلى مستوى التحدّيا ...
- في حيثيات -الإشتباك -الأمريكي الصيني حول تايوان- صيف ٢ ...
- اطار تفاهمات جديدة بين الولايات المتّحدة والنظام الايراني حو ...
- إطار تفاهمات جديدة بين الولايات المتّحدة والنظام الايراني حو ...
- في قمّتي  القدس المحتلّة وجدّة، وبعض أسباب  وتمظهرات  مأزق   ...


المزيد.....




- السعودية.. تداول فيديو -إعصار قمعي- يضرب مدينة أبها ومسؤول ي ...
- أبرز تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول غزة وهجمات إيران وال ...
- مصرع 42 شخصا بانهيار سد في كينيا (فيديو)
- رئيس الوزراء الإسباني يقرر البقاء في منصبه -رغم التشهير بزوج ...
- -القاهرة الإخبارية-: مباحثات موسعة لـ-حماس- مع وفد أمني مصري ...
- مستشار سابق في البنتاغون: بوتين يحظى بنفوذ أكبر بكثير في الش ...
- الآلاف يحتجون في جورجيا ضد -القانون الروسي- المثير للجدل
- كاميرون يستأجر طائرة بأكثر من 50 مليون دولار للقيام بجولة في ...
- الشجرة التي لم يستطع الإنسان -تدجينها-!
- ساندرز يعبر عن دعمه للاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ويدين جميع أش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - جريمة مشفى غزة في حيثيات العلاقات الجدلية بين قوى الصراع!