أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - القرار ٢٢٥٤، بين الدعاية والوقائع !















المزيد.....

القرار ٢٢٥٤، بين الدعاية والوقائع !


نزار فجر بعريني

الحوار المتمدن-العدد: 7740 - 2023 / 9 / 20 - 23:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القرار ٢٢٥٤، بين الدعاية والوقائع !
مقدمة :
بداية ، أود التأكيد على أنّ ما أقدّمه من قراءات يأتي كما آمل في إطار المساهمة في حماية الطابع السلمي لحراك السوريين الديمقراطي من خلال كشف لاموضوعية ما بات أقرب إلى المسلمات في الوعي السياسي النخبوي المسيطر، لعلّ إدراك حقائق الواقع يساعد نخب الحراك وناشطيه الشرفاء على تجنّب أخطاء ومخاطر تجارب الحراك السوري في موجاته المتتالية منذ ربيع ٢٠١١؛ خاصّة على صعيد تجييره لصالح أجندات قوى خارجية.
ولأنّ تطبيق القرار ٢٢٥٤، بات على رأس أولويات نخب الحراك السلمي في السويداء، اعتقادا منهم أنّه الوسيلة الأفضل لتحقيق أهداف النضال الوطني الديمقراطي السوري، بما يتناقض مع الوقائع ويغيّب المخاطر ،أحاول في دراسة خاصّة حول ما يسمّى " مسار جنيف السياسي " كشف الحقائق التي تمّ تغييبها عن الرأي العام السوري، النخبوي والشعبي ، وما ترتّب على سيطرة الوعي البديل ، الغير موضوعي، من مخاطر على صعيد الوعي السياسي والممارسات النخبوية وقضايا السوريين العادلة، على أمل أن تستطيع نخب السوريين الوطنية الشريفة تعلّم الدرس ، وأخذ العبر.
الجزء الاوّل:
في إطار هذا الهمّ الخاص، أحاول في هذا الجزء الاوّل توضيح الأساب الكامنة في آليات التنفيذ التي تجعل من القرار" ٢٢٥٤ " ... لا قرارا " ،وتكشف لاموضوعية تعويل" قوى ونخب قيادة الحراك " على هدف وشعار تطبيقه، وقد بات يتصدّر قائمة الأهداف ؛على أن أتناول في أجزاء أخرى طبيعة " السياقات والحيثيات " التي حدّدت حقيقة أهداف وآليات عمل مسار جنيف في جميع محطّاته، بما فيها القرار ٢٢٥٤، وجعلت من التعويل عليه ، هروبا إلى الأمام، ووَهْما ، يضلّل الذات ...والآخر !
الانطباع الأوّلي ، المخيّب للآمال، الذي يمثّله مسارعة قيادة " الانتفاضة الشعبية في السويداء " لوضع " تطبيق القرار ٢٢٥٤ على رأس الأولويات " ، وذلك ، كما تأمل ،" لتحقيق السلام المستدام "، كما ورد في البيان رقم ٣، هو عدم قدرة القوى والأحزاب والنخب التي تتنطّح لقيادة " حراك سياسي ثوري "على الخروج عن "إرث"وعي سياسي وثقافي نخبوي" معارض" منفصل تماما عن حقائق الواقع ، وبات " عبئاً ثقيلا!
من نافل القول أن تقييم فاعلية مشروع سياسي من وجهة نظر مصالح السوريين المشتركة في الانتقال السياسي والتحوّل الديمقراطي لا يعتمد فقط على الأهداف المُعلنة، مهما بدت ملبّية لمصالح السوريين، بل يجب أن يأخذ بعين الاعتبار القصوى طبيعة آليات التنفيذ ، ودرجات واقعيتها و قدرتها على فرض تحقيق الأهداف المُعلنة ، التي قد لاتكون ،وفقا لمصالح القوى المعنية ، أكثر من " كلام حق ، يُراد به عين الباطل" ! فما الفائدة العملية من طرح أهداف، لا ترتبط بآليات تنفيذ فعاّلة؟
لن أقوم بسرد ما نتج عن إجراءات وجهود مسار جنيف منذ ربيع ٢٠١٢ -وفي محطّة القرار ٢٢٥٤ لعام ٢٠١٥ وحتى آخر لقاء للجنته الدستورية وهيئته التفاوضية- من فشل ذريع، وخيبات ...وتضييع لجهود النخب المعارضة ، بل سأركّز على توضيح أسباب التفشيل في آليات التنفيذ ذاتها التي اعتمدها عرّابو "العملية السياسية" لمسار جنيف في جميع محطّاته ، وعلى رأسها القرار ٢٢٥٤ .
إذا اتفقنا انّه من السذاجة السياسية أن نقيّم "برنامج عملية سياسية" ، كما هو حال " مسار جنيف "، فقط من خلال الأهداف المُعلنة، دون ربطها بآليات تنفيذ فعّالة وواقعية ، تتوافق مع مصالح القوى التي تتبنّاها نظريا ، ندرك طبيعة العيب البنيوي في مسار جنيف!!
مشكلة القرار ٢٢٥٤ " ليست في أنّه لم يدعُ الى" انتقال سياسي " و"هيئة حكم "، بل لانّه دعا إليهما نظريا،ولو بطريقة مواربة(١)، لكنّه لم يُضَمّن آليات تنفيذ فعّاّلة ( على غرار بيانات جنيف و نقاط أنان السابقة !)، يمكن أن تحقق الأهداف المُعلنة ، التي يتطلّع إليها السوريون ؛ ولم يحصل هذا التجاهل لأهمية وضع آليات تنفيذ ، قادرة على تحقيق الأهداف، سهوا بقدر كونه يلبّي مصالح وسياسات الدولتين الراعيتين، الولايات المتحدّة وروسيا، في عدم حصول انتقال سياسي، وبالتالي المحافظة على سلطة النظام وتفشيل مقوّمات الدولة السورية!
أين مكمن العطب في آليات التنفيذ، الذي يجعل من إمكانية تحقيق هدف الانتقال السياسي والتحوّل الديمقراطي استحالة ؟!
١اشتراط موافقة حكومة النظام ...(١)
٢حصر وسائل فرض تنفيذ قرار وقف النار بأوراق الضغط (..... ويحث الدول الأعضاء، ولا سيما أعضاء الفريق الدولي لدعم سورية، على دعم وتسريع كل الجهود المبذولة لتحقيق وقف لإطلاق النار، بسبل منها الضغط على جميع الأطراف المعنية للموافقة على وقف إطلاق النار والتقيد به؛)
٢تحييد دور الأمم المتحدة، مجلس الأمن، وحصر دوره بالرعاية ، عبر تعيين مندوب ، يعمل على تيسير المفاوضات.( "١
يطلب إلى الأمين العام أن يقوم، من خلال مساعيه الحميدة وجهود مبعوثه الخاص إلى سورية، بدعوة ممثلي الحكومة السورية والمعارضة إلى الدخول على وجه السرعة في مفاوضات رسمية بشأن عملية انتقال سياسي..".....يطلب إلى الأمين العام أن يقود، من خلال مكتب مبعوثه الخاص وبالتشاور مع الأطراف المعنية، الجهود الرامية إلى تحديد طرائق وشروط وقف إطلاق النار..").
٣ الاعتماد على وعود " فريق العمل الدولي " للمساعدة في تحقيق وقف إطلاق نار، ويحث الدول الأعضاء، ولا سيما أعضاء الفريق الدولي لدعم سورية، على دعم وتسريع كل الجهود المبذولة لتحقيق وقف لإطلاق النار، بسبل..."
٤الأخطر من ذلك كلّه :
إذا لاحظنا التأكيد على ربط بدء العملية السياسية بوقف إطلاق النار(٥ يسلّم بالصلة الوثيقة بين وقف إطلاق النار وانطلاق عملية سياسية موازية..)، وعلى أنّ وقف إطلاق النار لن يشمل مناطق الحرب ضدّ الإرهاب ( ويلاحظ أن وقف إطلاق النار المذكور أعلاه لن يطبق على الأعمال الهجومية أو الدفاعية التي تنفذ ضد هؤلاء الأفراد والجماعات والمؤسسات والكيانات)، وعدم الاتفاق على فهم مشترك، يحصر المجموعات الإرهابية بتنظيمي داعش والنصرة، (٩يرحب بالجهود التي بذلتها حكومة الأردن للمساعدة في إيجاد فهم مشترك داخل الفريق الدولي لدعم سورية للأفراد والجماعات الذين يمكن أن يحددوا بوصفهم إرهابيين وهو سينظر على وجه السرعة في التوصية التي قدمها الفريق لغرض تحديد الجماعات الإرهابية؛" ، ومن الطبيعي ان ينال الفهم موافقة روسيا !)
ندرك طبيعة الخديعة التي تعرّض لها الرأي العام السوري :
فوفقا لذاك الترابط :
حصول وقف إطلاق نار كخطوة أولى،(على أن يليها إطلاق "العملية السياسية " ، كخطوة ثانية) مؤجّل " إلى أن تنتهي" الحرب ضدّ الإرهاب"، لأنّها عمليا تشمل كامل الأراضي السورية ،طالما تحديد " الجمعات الإرهابية " لا ينحصر بداعش والنصرة، بل بقي قضية معلّقة ، سيقوم الأردن بحلّها بالتوافق مع فريق الدعم الدولي ، خاصّة روسيا ، التي ستستخدمه كيافطة لتغطية حروبها الخاصّة ، (كما تفعل الولايات المتّحدة في استخدامه كذريعة لإستمرار تواجدها العسكري المباشر) يجعل من النظام السوري إحدى شركاء القوى التي تحارب الإرهاب ....(٢).
١)-"مما جاء في مقدمة القرار ٢٢٥٤، والبنود ١٤٦، لايتجاوز التأكيد على اهميّة العملية السياسية، والطلب من الأمين العام " أن يقوم، من خلال مساعيه الحميدة وجهود مبعوثه الخاص إلى سورية، بدعوة ممثلي الحكومة السورية والمعارضة إلى الدخول على وجه السرعة في مفاوضات رسمية بشأن عملية انتقال سياسي.."...." جامعة ، بقيادة سورية، بهدف التنفيذ الكامل لبيان جنيف ... وذلك بسبل منها إنشاء هيئة حكم انتقالية جامعة تخوَّل سلطات تنفيذية كاملة، وتعتمد في تشكيلها على الموافقة المتبادلة...". ...كما يطلب من " الأمين العام أن يقود، من خلال مكتب مبعوثه الخاص وبالتشاور مع الأطراف المعنية، الجهود الرامية إلى تحديد طرائق وشروط وقف إطلاق النار، ومواصلة التخطيط لدعم تنفيذ وقف إطلاق النار، ويحث الدول الأعضاء، ولا سيما أعضاء الفريق الدولي لدعم سورية، على دعم وتسريع كل الجهود المبذولة لتحقيق وقف لإطلاق النار، بسبل منها الضغط على جميع الأطراف المعنية للموافقة على وقف إطلاق النار والتقيد به..".



#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللجوء ومسألة صعود اليمين المتطرّف!
- حراك السويداء السلمي ،وتحدّيات تحوّله إلى ثورة وطنية ديمقراط ...
- انتفاضة السويداء المباركة...و تحدّيات القيادة !
- كيف نحصّن انتفاضة السويداء ونجعل منها رافعة ونموذجا لنضالات ...
- قراءة تحليليّة في المشهد السياسي السوداني خلال صيف ٢&# ...
- ما السر ، يا ترى ؟
- في الإيمان و الإلحاد ...وطبيعة الإسلام السياسي !
- مرحلة التسوية السياسية-سياق وقوى وأهداف وجهود وتحدّيات-
- هل ترتقي النخب السياسية والثقافية السورية إلى مستوى التحدّيا ...
- في حيثيات -الإشتباك -الأمريكي الصيني حول تايوان- صيف ٢ ...
- اطار تفاهمات جديدة بين الولايات المتّحدة والنظام الايراني حو ...
- إطار تفاهمات جديدة بين الولايات المتّحدة والنظام الايراني حو ...
- في قمّتي  القدس المحتلّة وجدّة، وبعض أسباب  وتمظهرات  مأزق   ...
- تمرّد فاغنر ، تحدّيات ومخاطر.
- هل - يمكن لهذه التجربة أن تكون مميّزة وعالمية -؟
- الوعي السياسي النخبوي السوري المعارض ، بين الواقع والمسؤولية ...
- في طبيعة المشروع السياسي الراهن، و أسباب ما يحمله من مخاطر !
- - المجلس العسكري -، بين الآمال المشروعة وتحدّيات حقائق الصرا ...
- - المجلس العسكري السوري - ، ضرورة و دوافع الطرح ، ومآلات !
- -المجلس العسكري السوري -  ،  بين تجاذبات القوى الدولية ، ومص ...


المزيد.....




- حظر بيع مثلجات الجيلاتو والبيتزا؟ خطة لسن قانون جديد بمدينة ...
- على وقع تهديد أمريكا بحظر -تيك توك-.. هل توافق الشركة الأم ع ...
- مصدر: انقسام بالخارجية الأمريكية بشأن استخدام إسرائيل الأسلح ...
- الهند تعمل على زيادة صادراتها من الأسلحة بعد أن بلغت 2.5 ملي ...
- ما الذي يجري في الشمال السوري؟.. الجيش التركي يستنفر بمواجهة ...
- شاهد: طلاب جامعة كولومبيا يتعهدون بمواصلة اعتصامهاتهم المناه ...
- هل ستساعد حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية الجديدة أوكرانيا ...
- كينيا: فقدان العشرات بعد انقلاب قارب جراء الفيضانات
- مراسلنا: إطلاق دفعة من الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه مستوطنة ...
- -الحرس الثوري- يكشف استراتيجية طهران في الخليج وهرمز وعدد ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - القرار ٢٢٥٤، بين الدعاية والوقائع !