أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - تمرّد فاغنر ، تحدّيات ومخاطر.















المزيد.....

تمرّد فاغنر ، تحدّيات ومخاطر.


نزار فجر بعريني

الحوار المتمدن-العدد: 7687 - 2023 / 7 / 29 - 10:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" تمرّد فاغنر " ؛ تحدّيات ومخاطر !!
في حيثيات الغزو الروسي لأوكرانيا في ٢٤ شباط ٢٠٢٢ ، ولما يواجهه من مقاومة أوكرانية فعّالة ، بدعم وتحشيد أمريكي " أطلسي "، ثمّة لحظة فارقة في حاضر ومستقبل العلاقات الروسية الخارجية ، كما وعلى صعيد القيادة ، حيث فاقمت نتائجه الكارثية بشكل غير مسبوق الصراع الداخلي بين المجموعات العسكرية / الإقتصادية التي "يُدير مصالحها وعلاقاتها الرئيس، وقد مثّل تمرّد "قوّات فاغنر" الخاصّة أكبر تحدّيات سلطته الداخلية ، وأخطرها على جهود استمرار الحرب المصيرية في أوكرانيا .
في توصيفه لأحداث التمرّد العسكري الذي قامت به " مجموعة فاغنر " ، ردّا على ما اعتبره قائدها قيام جنود روس تابعين "لوزارة الدفاع الروسية" بقصف مواقع مجموعته عشية الثالث والعشرين من حزيران ٢٠٢٣، يقول" السفير الإسرائيلي " السابق لدى روسيا ، " إركادي ميل - مان " :
" في الأمس، شهدنا عرضًا مثيرًا ودراماتيكيًا للغاية في السياسة الروسية الداخلية. لم يكن هذا حربًا أهلية أو انقلابًا، بل كان اصطدامًا بين مجموعتين من الروس:
فرقة "يغفيني بريغوزين" وجنود " وزارة الدفاع الروسية". ولم يكن هذا الاصطدام ضد الرئيس فلاديمير بوتين. الهدف الرئيسي لبريغوزين، كان إرسال إشارة قوية جدًا للرئيس بوتين لتغيير وتعديل أعلى مستويات وزارة الدفاع وترشيح رئيس جديد لوزارة الدفاع. الأسباب وراء ذلك هي سياسية واقتصادية، وهي صراع بين مجموعتين اقتصاديتين وأصحاب أعمال، ولم يبدأ هذا الصراع بالأمس بل كان عملية طويلة. أعتقد أن حدث الأمس لم يكن النهاية، بل كان بداية النهاية لنظام الرئيس بوتين".
بغضّ النظر عن دقّة قراءة وتوقّعات السيد السفير ،
يظهر تسلسل الأحداث ارتباط الصراع بعوامل داخلية، ذات صلة واضحة بما تركته الحرب المستمرّة من خسائر ،وما نتج عنها من فشل في القيادة اللوجستية للكرملين ، ووزارة الدفاع .
لندع تسلسل الأحداث يتحدث عن نفسه:
لوّح الجنود الروس لطوابير" فاجنر" المتقدّمة إلى موسكو ، واستقبلهم المدنيون الفضوليون في الشارع بالوجبات الخفيفة ؛ولم يجد الرئيس في هذا المشهد إلّا تأكيدا على "وحدة المجتمع الروسي" !! من جانبه، توارى وزير الدفاع "سيرجي شويغو" عن الأنظار ، بينما كان مرؤوسوه يتجاذبون أطراف الحديث مع السيد بريغوزين ، ليظهر بعد أيام ، مقدّما الثّناء لولاء ضباطه ! في نفس المشهد ، تم تصوير "سيرجي سوروفيكين" ، أحد الجنرالات الأكثر خبرة في روسيا ، في غرفة " متواضعة " يطلب من فاجنر التنحي ، دون أن يراه أحد منذ ذلك الحين ! الأكثر غرابة، أن السيد بريغوزين - مهندس كل ذلك - يختار عدم التواصل مع السيد بوتين ، في محاولة للتخفيف من الخلافات في الرأي!!
على أيّة حال، مهما كان مصيره بعد فشل التمرد ، فإن انتقادات "بريغوزين" للحرب لا تزال خطيرة - لأنها صحيحة. لقد أشار مرارًا وتكرارًا ، بلغة غاضبة إلى كيفية سوء إدارة الحرب على أعلى المستويات من قبل بيروقراطيين منفصلين عن الواقع ، مما أدى إلى العديد من المشكلات اللوجستية ونقص الذخيرة. لقد انتقد السيد شويغو والجنرال جيراسيموف لتقليلهما من شأن الأخبار السيئة وتضليل السيد بوتين، وأشار إلى كيفيّة تجنّب أبناء النخبة الروسية الخدمة العسكرية ،بينما يعود الفقراء إلى ديارهم في توابيت!!
من جانب آخر، رغم استمرار حالة " عدم التوازن " على صعيد القيادة خلال فترة التمرّد القصيرة ، حافظ المجهود الحربي الروسي على مستوياته السابقة، واستمرت العمليات كما هو مخطط لها ، وصمدت سلسلة القيادة:
لم تظهر علامات على رفض جماعي أو هروب أو تمرّد. في الوقت الحالي ، لا تزال المواقع الدفاعية الروسية - الممتدة من "بيلغورود" في الشرق إلى شبه جزيرة القرم في الجنوب – مستقرّة .
لكن إلى متى؟ من المرجح أن تتفاقم المشاكل المتوطّنة في الحملة الروسية على أوكرانيا.
في ظلّ هكذا أنظمة ، ليس غريبا أن تستبعد" الحلقة الضيقة من" المخلصين للرئيس" حقيقة المشاكل، وتقدّم بدلاً من ذلك وجهة نظر بديلة، تضلل الرئيس، وتصنّع رأياً عاماً منفصلاً عن الوقائع .
هكذا تحدّث " دميتري ميدفيديف "، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ، عن انضمام 185 ألف رجل إلى الجيش الروسي في عام 2023 وحده، كما زعمت وزارة الدفاع أنها دمّرت أكثر من ضعف عدد شاحنات HIMARS التي تم تسليمها إلى أوكرانيا !!
"كل شيء يسير وفقًا للخطة"، كما يقول " شويغو ؛ ولا شيء من هذا صحيح!!
في نفس الإطار، اختفاء الجنرال سوروفيكين، وانتشار شائعات حول اعتقال خليفته ، الجنرال جيراسيموف ، كعقوبة لعلاقاته الطويلة مع السيد بريغوزين ومعرفته المحتملة بالتمرد، يدلّل على طريقة الكرملين في تنظيف" قيادة الجيش " ،واختياره لنهج يُعزّز أجواء الشك وعدم اليقين ؛ بما يدفع كبار القادة إلى أسلوب "الحماية الذاتية " عبر إخفاء أو" فلترة "الأخبار السيئة من ساحة المعركة للحفاظ على ثقة الرئيس ؛ وهو ما من شأنه أن يقوّض إدراك الكرملين للحالة الحقيقية للحرب في وقت حرج من الصراع ، ويعمّق أسباب الفشل !!
على الخطوط الأمامية الروسية، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت قوات فاغنر ستنسحب بالكامل من أوكرانيا. إذا غادروا ، ستتحمل الوحدات العسكرية النظامية خسائر أكبر في الوقت الذي لا يمكنهم فيه تحمل المزيد من الخسائر. الجيش الروسي ، وفقًا لقائد القوات المسلحة البريطانية ، فقد بالفعل نصف فعاليته القتالية وقد لا يكون لديه القوة الكافية للصمود أمام الهجمات المضادة!
الضربات الأوكرانية المنتظمة على مستودعات الذخيرة والعقد اللوجستية ومراكز القيادة تجعل كل شيء أكثر صعوبة.
كل هذا يمكن أن يخلق فرصة للقوات الأوكرانية لاستغلالها إذا كانت لديها الإمكانيات. لكنهم يواجهون صعوبات أيضًا. وهم يتعرضون لضربات مدفعية متواصلة وبدون دعم جوي كافٍ ، ويكافحون من أجل اختراق حقول الألغام الروسية الكثيفة.
في الختام ، يبدو لي انّه رغم استمرار صمود الخطوط الأمامية الروسية حتى الآن ، فإنّ الضغط التراكمي للخيارات السيئة، قد يؤدّي إلى تصدّع الخطوط الأمامية الروسية بالطريقة التي كتب بها همنغواي ذات مرة عن الإفلاس: "تدريجيًا ، ثم فجأة"!



#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل - يمكن لهذه التجربة أن تكون مميّزة وعالمية -؟
- الوعي السياسي النخبوي السوري المعارض ، بين الواقع والمسؤولية ...
- في طبيعة المشروع السياسي الراهن، و أسباب ما يحمله من مخاطر !
- - المجلس العسكري -، بين الآمال المشروعة وتحدّيات حقائق الصرا ...
- - المجلس العسكري السوري - ، ضرورة و دوافع الطرح ، ومآلات !
- -المجلس العسكري السوري -  ،  بين تجاذبات القوى الدولية ، ومص ...
- - الوطنية - في معايير الدكتور حازم نهار !
- مستجدّات النشاط النخبوي المعارض، بين الآمال المشروعة وحقائق ...
- - التسوية السياسية الأمريكية الشاملة -؛ أهداف وسياق، وطبيعة ...
- في مآلات العلاقات التركية السورية في ضوء الإنتخابات، وعوامل ...
- الانتخابات الرئاسية التركية، وتحدّيات متجدّدة !
- في نقد رؤية الدكتور -عبد الله تركماني- لقضيّة - إعادة التأهي ...
- قمّة جدّة التاريخية ، في الحيثيات والسياقات والأهداف .
- ملاحظات و تساؤلات في - صفقة القرن - الفلسطينيّة !!
- مَن سيفوز بالانتخابات التركية، وما هي انعكاساته على إجراءات ...
- -في حيثيّات وسياق تسريب  فديو-  مجزرة  التضامن - ، وماهي طبي ...
- لقاء عمّان التشاوري، بين حقائق الصراع المرّة ، وأحابيل التضل ...
- صفحات نضالية من تجربة حياة المناضلة السياسية - لينا الوفائي ...
- في قضية التطبيع بين الأنظمة العربية وحكومة الإحتلال، ومقوّما ...
- - مبادرة مسد للحل السياسي -، في السياق والحيثيات والأهداف!


المزيد.....




- ترامب مشيرًا إلى وجود شار محتمل لـ-تيك توك-: مجموعة من الأثر ...
- شابة تتعرض لهجوم مفاجئ في مياه عكرة نسبيًا على شاطئ بأمريكا. ...
- هذا المطوّر ابتكر تطبيقًا لمكافحة ممارسات ضباط الهجرة والجما ...
- قطاع المتاحف في السودان: خسائر فادحة جراء السرقات والتدمير ا ...
- تكنو
- قادر على رصد الصواريخ فرط صوتية وبالونات التجسس: ما هو رادار ...
- إيران: أكثر من 900 قتيل خلال الحرب وطهران تندد بالسلوك -الهد ...
- إيران تكشف عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية خلال حرب الـ12 يوما ...
- مسح شامل للبشرة لرصد المشاكل وتقديم الحلول
- -لمحاسبة إسرائيل وأمريكا-.. إيران تُطالب بضمانات للعودة إلى ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - تمرّد فاغنر ، تحدّيات ومخاطر.