أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - حماس، بين التفكيك والهزيمة.















المزيد.....

حماس، بين التفكيك والهزيمة.


نزار فجر بعريني

الحوار المتمدن-العدد: 7879 - 2024 / 2 / 6 - 21:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بغض النظر عن تنوّع خلفياتنا الثقافية، مَن منّا نحن شعوب هذه المنطقة لايتمنّى "انتصار المقاومة الفلسطينية"، وسيادة حكم العدالة ودولة القانون ، ونحن الذين ندفع غاليا ثمن كلّ أشكال الإحتلال والإستبداد، وقد كان لفلسطين ولقضية الشعب الفلسطيني موقعا خاص في عقول وقلوب أبناء المنطقة، ولا أعتقد أنّنا نختلف حول هذه البديهة في الوعي السياسي النخبوي. الخلاف يتعلّق بقراءتنا لطبيعة الأحداث، وفهمنا لأفضل وسائل وأدوات تحقيق الهدف المشترك في نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. ضمن هذا السياق، أعتقد أنّ أكثر ما يخدم قضية الشعب الفلسطيني العادلة وايّة قضية أخرى، هو تقديم قراءة موضوعية لأحداث الصراع، ومحاولة إدراك مآلاته في عوامل السياق ومصالح وسياسات القوى المتصارعة، بعيدا عن الرغبات، والمواقف الايدولوجية ، التي لاتقدّم سوى المزيد من تضليل الرأي العام...وخيبات الأمل. إنّ أكثر ما يلحق الضرر في القضايا العادلة هو انفصال قراءات النخب عن حقائق الصراع وتقديم وعي غير موضوعي، وتركيزها على "البروباغاندا" أكثر من الحقائق؛ وقد باتت اليوم السمة الرئيسية في وعي طيف واسع من النخب انتمت تاريخيا إلى ما يسمّى " جبهة اليسار "، "القومي والشيوعي"،و أضحت بعض تعبيراتها في مقاربتها للأحداث أقرب إلى وعي وسلوك "الإسلام السياسي" (١) .
يُقيّم بعض الأصدقاء نتائج الحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزة إعتمادا على تصريح لوزير الحرب الإسرائيلي، يبرر فيه انسحاب بعض قطعانه من مناطق يحتلّها بالقول انّها نجحت في" تفكيك" حماس. "التفكيك" كما فهمه صديقنا ليس سوى تعبيرا مبتكرا للتغطية على عجز إسرائيل عن هزيمة حماس، ويؤكّد على "انتصار المقاومة الفلسطينية"(٢)!!
أوّلا ،
هل "التفكيك " يعني عمليا العجز عن هزيمة حماس والمقاومة الإسلامية ، وهل عدم هزيمة حماس يعني انتصار المقاومة الفلسطينية، وقضية الشعب الفلسطيني العادلة وتضحيات الفلسطينيين لإقامة دولة على كامل التراب الوطني أو وفقا لمسار التسوية السياسية وحل الدولتين؟
١ التفكيك بالمعنى العسكري ، ومن وجهة نظر الوقائع التي نتجت عن الحرب الإسرائيلية الإجرامية المستمرّة طيلة أشهر، يعني تقويض قدرات حماس العسكرية التي يمكن أن تشكّل خطرا أمنيا على إسرائيل وعلى حزام المستوطنات والمستوطنين في غلاف غزة ، مع إمكانية الإحتفاظ بقواعد عسكرية خارج المناطق المأهولة ، دون إعادة إحتلال القطاع كما كانت عليه الحال قبل ٢٠٠٥.
التفكيك بالمعنى السياسي، يعني افساح المجال لتحقيق رؤية الولايات المتّحدة المرتبطة باليوم التالي ،والمتعلّقة بإزالة العقبات التي واجهت استكمال إجراءات التطبيع الإقليمي قبل السابع من أكتوبر أو بعده ، و بأفق و التسوية السياسية الفلسطينية/ الإسرائيلية؛ والتي قد تاخذ ، في ضوء الوقائع العسكرية الجديدة ، ومتطلبات التطبيع والتسوية ، مسار إعادة تأهيل سلطة فلسطينية جديدة ، واحدة ، على الضفة والقطاع في سياق ما يسمّى " الإطار السياسي".
بالنسبة للولايات المتّحدة،( التي نجحت بوسائل العصا والجزرة ، متعددة الأشكال ، في تحقيق هدف " حماية " مشروع التطبيع الإقليمي من إرتدات الحرب ، عبر عدم السماح لإسرائيل بتوريط إيران بحرب مباشرة ، وعدم السماح لها بأحداث تهجير واسع في القطاع وتقويض السلطة في الضفة )، تأمل أن تطوّر الهدنة المؤقتة التي تعمل عليها إلى مسار تسوية سياسية وفقا لمعايير كلينتون عام ٢٠٠٠، في خطوات متدرّجة ، قد تبدأ بجهود تحويل الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار و العمل مع الجميع على مشروع إصلاح السلطة الفلسطينية وتشكيل حكومة تكنوقراط، لحكم قطاع غزة والضفة الغربية، وما يتطلّبه من إمكانية نشر مراقبين ، وإعمار واعترف أوروبّي بالدولة الفلسطينية ، كما صرّح وزير الخارجية البريطاني.
بالنسبة لقيادة حماس والجهاد ، اللتين تتطلّعان لدور فاعل ورئيسي في مرحلة التسوية السياسية،( وكانت أحد دوافع هجوم طوفان الأقصى الرئيسية، واللتين رفضتا مبادرة سابقة عبر مصر ، تضمّنت تشكيل "حكومة تكنوقراط غير فصائلية لإدارة قطاع غزة والضفة الغربية"، وتخلي "حماس" عن حكم غزة، مقابل وقف كامل لإطلاق النار، برعاية وضمان أميركية– مصرية– قطرية) ، فمن غير المؤكّد أن تضمن لها ، خاصة القيادة العسكرية ، مقعدا دائما على طاولة المفاوضات السياسية ، ولا في التشكيلة السياسية الفلسطينية لما بعد مرحلة التسوية !!
٢ المقاومة التي يتحدّثون عن انتصارها ، والتمجيد بها ، ليست فلسطينية بل هي "إسلامية- حماس والجهاد " والفارق نوعيّا، ولا يجوز التغاضي عنه، لأنّه يصبح نوعا من التضليل، لايليق بالفكر اليساري، ومناضليه (٣) !!
فلا حماس، ولا الجهاد، ولا "المقاومة الإسلامية" تمثّل كامل رؤى ومصالح الشعب الفلسطيني حتى داخل كانتون غزة، (وقد باتت غالبية كبيرة تدرك أنّ تحقيق أهداف التسوية السياسية بإقامة "دولة فلسطينية" في القدس والضفة وغزة هو أفضل الممكن، وفقا لدروس هزيمة المقاومة الفلسطينية، في الأردن ، ١٩٧٠، ولبنان ، ١٩٨٩، وفي ظل سياسات الأنظمة العربية تجاه القضية الفلسطينية، وبسبب ما لحق بالشعوب وقواها الوطنية والديمقراطية من هزائم)،الذي تسيّدته حماس ٢٠٠٧ في صراع دموي مع السلطة الوطنية، وهي في صراع سياسي، وتناقض إيدولوجيا مع سلطة رام الله التي تُعتبر امتدادا لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي اعتُبرت الممثّل الوحيد والشرعي للشعب الفلسطيني. تصبح الصورة أكثر وضوحا إذا أدركنا حقيقة أنّه لم يكن الهدف الأساسي " تبييض" السجون ، (كما أعلنت حماس، لانّ في ذلك استحالة، في ظل استمرار سلطة الإحتلال)،من بين أهمّ أهداف هجوم قيادة حماس في السابع من أكتوبر الماضي الفوز بمعركة تمثيل الشعب الفلسطيني، وفرض نفسها كممثّل سياسي للشعب الفلسطيني على حكومة إسرائيل، باعتبارها الأقوى عسكريا، وبالتالي اعتبارها شريكا كاملا في مفاوضات الترتيبات السياسية النهائية، في إطار مشروع التطبيع الإقليمي...وهي بذلك تقاتل بدماء الفلسطينين وعلى حساب قضيتهم، من أجل تحقيق أهداف خاصة، ترتبط بمصالح قيادتها العسكرية والسياسية بالدرجة الأولى.
٣ يتجاهل هذا الوعي السياسي اليساري دروس التجربة التاريخية التي كان جزء من " خيباتها" ، في ١٩٨٢ حين تمّ " تفكيك" المقاومة الفلسطينية التي كانت تقودها منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت في أعقاب غزو جيش العدو الإسرائيلي ، وتمّ على اثره تجديدها من السلاح، وتحويلها إلى واجهة سياسية!
في صيف ١٩٨٢، حاصر جيش العدو الصهيوني بيروت، وبدأ هجمات عسكرية مركّزه على مواقع المقاومة الفلسطينية، وشركائها اللبنانيين والسوريين ( ويمكن كان لبعضكم شرف القتال مع المقاومة الفلسطينية اللبنانية )، تمهيدا لغزو المدينة وإلحاق هزيمة عسكرية وسياسية شاملة بالثورة الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية اللبنانية السورية، وكان يستطيع تحقيق أهدافه بفعل موازين القوى، ووقوف الأنظمة العربية على الحياد، كما تقف اليوم "انظمة المقاومة" في مواجهة غزو الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة....
مالذي منع الجيش الإسرائيلي من غزو بيروت عسكريا وتدمير المقاومة الفلسطينية حينئذ ؟
الولايات المتّحدة...وقد اعتقدت انّه ليس من مصلحة الولايات المتّحدة ولا إسرائيل هزيمة الثورة والمقاومة الفلسطينية، بل من مصلحتها "تفكيك" سلاحها، بمعنى "تجريدها" من سلاح المقاومة، و إعطائها دورا سياسيا في مفاوضات التسويات السياسية التي تقودها واشنطن في أعقاب حرب تشرين ١٩٧٤.
نجحت الإرادة الأمريكية، وتمّ إخراج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت ، دون السلاح ، وباتت لاحقا " سلطة أوسلو".
فهل تعرفون ياسادة الفارق بين " هزيمة المقاومة " او" تفكيك سلاحها "؟
ثانيا ،
في هذه الحرب العدوانية الاجرامية الإسرائيلية على غزة، كانت الحكومة الإسرائيلية أمام خيارين، وهي قادرة، وفقا لموازين القوى العسكرية ، على تحقيق أيّ منهما، وفقا لمصالح إسرائيل ( والحكومة اليمنية )العليا، لولا ضرورة أخذ بيعين الاعتبار أولويات مصالح وسياسات إدارة بايدن.
١ إلحاق هزيمة شاملة بحماس، ومقاومتها الإسلامية، عسكرية وسياسية، وإعطاء فرصة لبديل آخر، روّجت له الولايات المتّحدة في بداية الحرب العدوانية على غزة، بأنّ تقوم سلطة "مؤقتة" مشتركة،( بما يشبه "قوات التدخّل العربية" في بيروت ١٩٧٧) بإشراف مصر والسعودية والأردن، وتحت مظلّة وشرعية الأمم المتحدة، تمهيدا لعودة تدريجية للسلطة الفلسطينية الشرعية.
٢ الخيار الثاني ، " تفكيك " سلطة حماس ، على غرار تفكيك سلطة " المقاومة الفلسطينية " في بيروت ، ١٩٨٢، وبالتالي إبقاء حماس في السلطة على غزة ، بعد تجديدها من سلاح المقاومة ....وهذا ما يبدو انّه الحاصل، وفقا لمصالح اليمين المتطرّف الإسرائيلي، الرافض لاستكمال خطوات التسوية السياسية وحل الدولتين، وفقا للمعادلة الأمريكية الجديدة :
"هدنة مؤقّتة وتبادل أسرى، فأمن مستدام للفلسطينيين والإسرائيليين". !
لماذا اختارت إسرائيل "التفكيك" وليس " الهزيمة "؟
لمزيد من التوضيح ،
ثمّة عامل آخر، من المفيد أخذه بعين الإعتبار:
ليس من الموضوعية أن نتجاهل حقيقة أنّ صعود حماس الصاروخي منذ نهاية ١٩٨٧، يعني بعد، تفكيك سلاح المقاومة الفلسطينية في بيروت ١٩٨٣، وتحويل قادتها إلى "حكومة منفى" و مفاوضين سياسيين ،أنّه اتي في إطار مصلحة إسرائيلية، وتخادم يميني عنصري، لخلق منافس فلسطيني للسلطة الفلسطينية التي ستكون عليها قيادة منظمة التحرير في خطط التسويات السياسية الأمريكية، وسلطة ثانية، يتنازعان على الجغرافيا الفلسطينية وعلى تمثيل الشعب الفلسطيني، وبالتالي منع تحقيق أهداف التسوية السياسية الأمريكية ، التي تتطلّب وحدة التمثيل السياسي الوطني ، والجغرافيا...وقد وجدت أحزاب وحكومة اليمين العنصري الصهيوني أنّه من مصلحتها السياسية الخاصة إدارة "قواعد اشتباك" مع حماس ومجموعتها التي تسيطر على غزة بقوّة السلاح و الإيدولوجيا ، والدعم المالي القطري، ريثما تستكمل خطوات وإجراءات تقويض جميع المقومات الفلسطينية لتحقيق تسوية سياسية، كضمّ القدس وتطويق غزة بسياج من المستوطنات، وزراعة الضفة بمئات الألوف من المستوطنين العنصريين!..
حققت إسرائيل هدفها الرئيسي عندما انسحبت من قطاع غزة ، ٢٠٠٥، تاركة لحماس استكمال المهمّة ، وقد باتت الجغرافية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني، عندما أعلنت حماس "استقلالها" ٢٠٠٧، بين سلطتين، متناقضتين، متنازعتين على السيطرة الجيوسياسية والتمثيل السياسي ، ومثّلت تلك الخطوة انتصارا كبيرا لليمين الفلسطيني والإسرائيلي، المعادي لمسار التسوية السياسية وحل الدولتين...
بناء على ذلك ، وتوافقا مع سياسات الولايات المتّحدة تجاه الحرب ، التي تعمل على "هدنة دائمة " ، تقدّم لمفاوضات "الحل النهائي" (كغطاء لحماية حماس!)، نفهم دوافع وأسباب اقتصار أهداف حكومة الحرب اليمنية المتطرفة على" تفكيك حماس " ، مع ما يحفظ " ماء الوجه " مقابل هزيمتها؛ وندرك حقيقة الجهل السياسي المزمن لفكر اليسار ، وقدرته على قراءة أحداث الصراع موضوعيّا .
________________________________
(١)- في آذار ٢٠١٦ ، أعلن "مجلس وزراء الداخلية العرب"، الذي انعقد في العاصمة التونسية، في دورته الثالثة والثلاثين، إدانته وشجبه لما أسماه: «الممارسات والأعمال الخطرة التي يقوم بها حزب الله الإرهابي لزعزعة الأمن والسلم الاجتماعي في بعض الدول العربية». وذلك نزولا عند رغبة وكر الإرهاب العالمي ومعقل الرجعية في المنطقة والعالم، وانحيازا لصراعها مع النظام الإيراني على السيطرة على لبنان ، والإقليم : المملكة العربية السعودية؛ ولم يفعل اليسار سوى التخندق إلى جانب الطرف الآخر:
وبمجرد صدور البيان سارعت مختلف "الأحزاب اليسارية" بالإجماع إلى التعبير عن موقف التنديد بهذا التصنيف الذي اعتبرته خاطئا ولا مسؤولا وما إلى ذلك من تعابير الشجب والإدانة الشديدتين..
إذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ كل تلك الأنظمة التي التقت في الاجتماع المذكور وخرجت بقرارها ذاك، هي "أنظمة إرهابية" رجعية بكل المقاييس، وقد دعم معظمها "نداء النفير" الأمريكي منذ نهاية سبعينات القرن الماضي للجهاد ضدّ الخطر الشيوعي والتدخّل العسكري السوفياتي في أفغانستان ، الذي صنع "أحزاب الله " السنيّة في القاعدة وطالبان، وأنّ جميع تلك الأنظمة بدون استثناء دعمت ومولت أو ما زالت تدعم وتمول التنظيمات الإسلامية كلما دعت مصالح السيطرة التشاركية الأمريكية، وكلما احتاجت إليها للصراع ضد اليسار والاشتراكية، ووفرت لهم المساجد وسهلت لهم مهامهم في تجنيد الشباب. ...ولكن ، يتضح أن " الإسلام السياسي" ليس في حاجة ليصنع لنفسه بنفسه أسطورة يتعيّش منها، فله بين صفوف اليسار في المنطقة الكثير من "المناضلين" القادرين على القيام بذلك بشكل أفضل، وأكثر مصداقية، ولا يتورّع البعض من أقلامهم على تحريف التاريخ، وقلب الحقائق، لصالح ذلك "الإسلام السياسي" الطائفي اليميني الرجعي، ويساعدونه على ارتداء قناع الثورية، والمقاومات الوطنية !!
(٢)-
"صرح وزير دفاع العدو أثناء انسحاب الالوية بأن جيشه تمكن من تفكيك كتائب المقاومة في غزة، مستخدما كلمة تفكيك هنا كمصطلح جديد عوضاً عن هدفه القضاء الذي فشل فيه، لتغطية هزيمة جيشه. المجد للمقاومة الفلسطينية ."
الصديق العزيز " مفيد أحمد ديوب".
(٣)-تتشابه وتتماثل" الحركات السلفية الجهادية" ليس فقط في عومل السياق السياسي الأمريكي الذي شكّل الحافز ومظلّة الحماية والتمويل، وأيضا من حيث الجانب العقائدي (الإيدولوجي، الإعلامي و التحشيدي )الذي يرى أنّ الزمن السعيد كامن في الماضي ، سواء كان ماضي الأئمّة ، فيما يتعلّق بالسلفية الشيعية ، أو ماضي " السلف الصالح " فيما يتعلّق بالحركات السنية .
وهي تجمع بين الانتماء إلى السلفية( السلف الصالح )،وبين الإنتماء إلى" الجهادية الحركية" في جانبين رئيسيين :
١ السعي لتأسيس سلطة بقوّة السلاح .
٢ والإنتماء إلى حركات التحرر من الاستعمار، باعتبار انّ ما يمنعها من قيام سلطتها هو جيوش الاحتلال الكافرة .
جميع فصائل " المقاومة الإسلامية الجهادية " تنتمي إلى عائلة الإسلام السلفي لأنّ المحرك الأساسي والبنية العميقة الناظمة لوعيها تقوم على قاعدة المعتقدات التي تمثّل العودة إلى الأصل - السلف الصالح.
هي تنتمي إلى الحركة الجهادية ، لانّها تسعى لإقامة سلطة جيوسياسية ، تشكّل قاعدة بناء مشروع " إمارتها ".
مقاومتها للمحتل لا تصدر عن رؤية حركات التحرر الوطني التي عرفتها شعوب العالم والمنطقة في محاربة جيوش الاحتلال الأجنبية ، إنما تصدر عن البنية العقائدية العميقة الحاكمة لوعيها التي تجعل منه كافرا ، من جهة ، وكونه عائقا أمام قيام مشروعها السياسي، وهي لأتردد بالتالي في توجيه سلاحها على الداخل ، الذي يخالفها بالرأي ، أو يمنع قيام سلطتها.
وهي" براغماتية" ، في الممارسة السياسية، لانّها تستطيع أن تغيّر قناعها الإيدولوجي ولغتها السلفية وفقا لمقتضيات استمرار سلطتها....كما يفعل "الجولاني"...... وغيره !!



#نزار_فجر_بعريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في أكاذيب دعايات فورد، وبعض الحقائق المغيّبة في سياسات السيط ...
- أهداف ومراحل الخَيار العسكري الطائفي في سياسات مشروع السيطرة ...
- لبنان ..وطريق الخَيار الأفغاني !
- هل باتت سياسات التخادم المتبادل الإيراني الأمريكي أكثر وضوحا ...
- هل يمكن أن ترتقي نخب المعارضات إلى مستوى التفكير والعمل الوط ...
- سويداء الثورة- واقع وتحدّيات.
- مانديلا سوريا ، وإشكالية الوعي السياسي النخبوي.
- في تأبين المناضل الراحل رياض الترك.
- قراءة في رؤى الرفيق -محمّد سيد رصاص -، وخط - المكتب السياسي ...
- 2023, وأبرز سمات المشهد السياسي السوري.
- في البيان الختامي لمؤتمر مسد الرابع- ج٢
- البيان الختامي لمؤتمر مسد الرابع، وبعض الحقائق المغيّبة.
- الصراع على ولاية قائد الجيش، و أسباب خسارة حزب الله للمعركة! ...
- طوفان الأقصى، وخَيارات حماس الصعبة في ختام الهدنة المؤقّتة !
- خَيارات حماس الصعبة في ختام الهدنة المؤقّتة.
- الهدنة المؤقتة في الحرب الإسرائيلية على غزة، ومعادلات الانتص ...
- الهدنة المؤقتة الأولى في الحرب الإسرائيلية على غزة ، ومعادلا ...
- طوفان الأقصى، واستمرار لعبة الاشتباك في سيناريو الحروب والهد ...
- - طوفان الأقصى -ومصالح الفلسطينيين في مآلات الحرب الممكنة في ...
- ملاحظات نقدية حول ورقة مؤتمر تيار الحرية والكرامة .


المزيد.....




- ما علاقته بمرض الجذام؟ الكشف عن سر داخل منتزه وطني في هاواي ...
- الدفاع المدني في غزة: مقتل 7 فلسطينيين وإصابة العشرات بقصف إ ...
- بلينكن يبحث في السعودية اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق ...
- مراسل بي بي سي في غزة يوثق أصعب لحظات تغطيته للحرب
- الجهود تتكثف من أجل هدنة في غزة وترقب لرد حماس على مقترح مصر ...
- باريس تعلن عن زيارة رسمية سيقوم بها الرئيس الصيني إلى فرنسا ...
- قبل تصويت حجب الثقة.. رئيس وزراء اسكتلندا يبحث استقالته
- اتساع رقعة الاحتجاجات المناصرة لغزة في الجامعات الأمريكية.. ...
- ماسك: مباحثات زيلينسكي وبايدن حول استمرار دعم كييف -ضرب من ا ...
- -شهداء الأقصى- تنشر مشاهد لقصف قاعدة -زيكيم- العسكرية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار فجر بعريني - حماس، بين التفكيك والهزيمة.