أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زهوري - الهلع الأول و بريق هتاف














المزيد.....

الهلع الأول و بريق هتاف


ابراهيم زهوري

الحوار المتمدن-العدد: 7881 - 2024 / 2 / 8 - 16:24
المحور: الادب والفن
    


لم أكن الأول و لم أكن الأخير , أشبالا في معسكر التدريب , إرتدينا اللون "الكاكي" وانتظمنا كأسنان المشط في طابور المسيرة الفتحاوية خطوتين إلى الأمام والرأس هامة الفولاذ وفي الصرخة تتهاوى الحروف وتعجن هتاف الثورة و في الثالثة ضربة كعب القدم قاسية على الأرض بثبات زنار نار في دولاب يشتعل, ٳزداد تعارفنا في تآلفنا على بعضنا البعض وفي توسع معرفتنا بفك السلاح ٳلى قطعه الرئيسية وٳعادة تركيبه جاهزا للإطلاق كما كان , كنا أحرارا كصغار الغزلان نرتاد وجدان الغابة وسرير الماء لنلبس سحر مشاعر الطبيعة ونتعلم النطق بحرفة المطالعة , لا تزعجنا كثبان غبار ولا تلهينا قرصة جوع كالمعصومين عن الخطأ نتلفح الكوفية ونحفظ الأسرار , ننشدالأغاني عن ظهر قلب " طل سلاحي من جراحي " و في كل نهار نبتعد فيه عن تعويذة العتمة وعن سرد النصح مرارة جسد المهاجع نقترب من فلسطين أكثر ولا نمل بلون الذهب من رسم الشعار , وننتهز الفرصة بطرفة عين عندما يعود المدرب ذو اللكنة الغزاوية إلى مقره لا نتوانى نحن أيضا عن مغادرة مواقعنا المنتقاة في استراحة سانحة نصطاد بها عبثا فراشات حقول الفاصولياء الخضراء وأنا وحدي كنت غافلا عنه منخطفا من حيث لا أدري لوهج أنفاس المستحيل , للمدى رؤيا رغبة الخالدين وجاذبية المستعين بالحياة سر الممكن في المسالك الخفية , معترك مواظبة العيش كالهائم يغني لحظة العدم , لم أنتظره وقت الغروب ليعود معي إلى البيت كعادة الأخ الأكبر منهمكا ببقايا خوفي هاربا أدوس على ثمار العشب علّني أتفادى الوقوع أسيرا عند صاحب البستان الغاضب الذي لم يألف إنغماس شجن ملائكتنا في همسة الصيف شغف التفاصيل, تركت من شدة فزعي أخي الصغير ورائي ليلقى القبض عليه ليأخذه عنوة سخط الفلاح إلى حيث لا أدري ولا أستطيع , لم نكن غير أسماء نادرة تلثم من روح الله نفحة الطين وتستكشف نعمة الغرائز في اللعب الطليق .. نهم منجم الدنيا بين أهداب الأزقة بصيص مقتبل العمر و أواصر ماضينا تغتسل في اليقظة دروب القادمين , صرخت وصرخت ومن حولي على الهواء وعلى اليابسة تلفّت وفي تواشيح بريّتي توغلت لتنهال دوائر الغفلة من مسافة قريبة في مكان عام وتنسج خيوط سلالاتها أغلظ الشتائم خطر الغريب صاحب الأرض
_ سرقوا لي ابني .... سرقوا لي ابني , هكذا أحسست بقلة الحيلة.. بنضج وخزات العجز وتوالد سلالم الفراغ والقلعة التي كنت أتحصن فيها مهلهلة وكأنها تملصت من راحة غفوتها وغادرت ريعان ارتيادي لحن خريف أبدي لا أصدق ما شاهدته حينها حيث بعد ذلك ضاع مني اللسان , وجدت أني بالكاد نجوت لكن أزيز رصاصتي التحذير التي أطلقهما في الهواء مسدس قائد المعسكر بلمح البصر أزاحتا الغمة وأعادتا بهدوء الواثق المنتصر ترتيب المكان لأرى أخي تحت العربة أمام الحصان يلتفت نحوي ويمسح دموعه .



#ابراهيم_زهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مارو -Maro
- أجمل من الوردة أجمل من صرخة الأغصان
- متسعا ً مثل أحلام السماء وقريبا ً مثل بقعة الضوء
- رحيق الوقت وردة الأزل
- طهارة التجوال .. غربة الروح أساور ذهب
- ( إخوان الصفا ) وعناقيد العنب المخمورة
- زيتونة الأقصى
- في زحمة المرايا
- عنزة التلمود والدولة الوطنية
- أميرة الشهيدة و العروس حزننا الأبدي
- بصدد نقد النزعة المركزية الأوروبية
- قرميد الحكاية المنحورة
- إلى أمي
- عناقيد آخر النهار
- هو في تلك اللحظة
- هي جبهتي المتثاقلة البيضاء
- ثورة من زجاج
- الهادئ مثل إشتياق
- مثل إلفة نباح جرو صغير
- رئة الخطوات فوق السراب


المزيد.....




- فيلم -العار- يفوز بالجائزة الكبرى في مهرجان موسكو السينمائي ...
- محكمة استئناف تؤيد أمرا للكشف عن نفقات مشاهدة الأفلام وتناول ...
- مصر.. الفنانة دينا الشربيني تحسم الجدل حول ارتباطها بالإعلام ...
- -مرّوكِية حارة-لهشام العسري في القاعات السينمائية المغربية ب ...
- أحزان أكبر مدينة عربية.. سردية تحولات -القاهرة المتنازع عليه ...
- سلطنة عمان تستضيف الدورة الـ15 لمهرجان المسرح العربي
- “لولو بتعيط الحرامي سرقها” .. تردد قناة وناسة الجديد لمشاهدة ...
- معرض -بث حي-.. لوحات فنية تجسد -كل أنواع الموت- في حرب إسرائ ...
- فرقة بريطانية تجعل المسرح منبرا للاجئين يتيح لهم التعبير عن ...
- أول حكم على ترامب في قضية -الممثلة الإباحية-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زهوري - الهلع الأول و بريق هتاف