طهارة التجوال .. غربة الروح أساور ذهب

ابراهيم زهوري

الحوار المتمدن-العدد: 7484 - 2023 / 1 / 6 - 23:21
المحور: الادب والفن
    

والحصاد غلة الوقت من سنابل الأحلام
غربة الروح أساور ذهب
حنين نجمة متألقة لحصى الأجساد
غيرنا في وهاد الرؤى صيف أسئلة
غيمة الريح مسك على الشفاه
تقول ويحنا قنطرة الكلمات
تزف لموتنا اللعين وردة جنائزية
و نحن من نعمة الهباء
سراب رمل
حيرة مليون إحتمال
واقتراب جسر العدم من خراب اللسان
ثقيلة جدا في كتاب الحسرة
حين تتكسر عصمة رحيق العمر في جوف البلاغة
و يفر خائفا ملح البحر
رسائلنا جوفاء لا تصل
و هدير أيامنا يذوي
خنوع الزمن الأرعن من نزوة الغضب .

في العلياء غيمة مطر
سحابة ظل من عنبر الكلمات
وعلى الأرض وعل أغبر يحتفي بذكرى الأمس
طهارة التجوال
قفزة الوحشة الأزلية على صفحة الصخر
غزل الشمس البدائية رقصة الهواء
و الهواء سيل نسل
والصدى مغفرة الندى
تميل إليك نايات النهايات المؤجلة
تحنو على يديك عافية الصبر
طيف العشق على سلال العزلة
وفرة حصاد
حنين الفراشة لتسامح السهل
مواسم الإلفة ملامح القمح
رموش العين إبر السنابل الكونية
و الجبين مواويل الوديان عن لغة النسيان
و رماح القبلات الخفية تنتصر
هنا سقطت مرة ضفيرة الأحلام
و هنا ثملت من خمرة ريقها وحيدة زوادة الأيام .


مرآة النرجسية قيظ
و وهم التعالي سراب
ذات مفرطة في الزيادة
لا النقصان وحده سيرة
و لا الإكتمال فيض .


والقصيدة إستعارة الجليل على درب الهوى
خيط رفيع من عنب الوهم
عشق المعنى حظ موفق
لفظ الحرية في لحظة عدم
متعة التعالي بين العادي فينا و الموسوم بالصدى
إستعادة بيرق الروح
خلف شبابيك الحروف هناك زفرة عتاب
صور القادمين من جهة القلب
خيمة إلفة في البرية
صرخة الأغصان غصة
غياب شمس في فراغ الندم
بصمة الحبيب حيلة وداع
مناديل الحرير مبللة
نسمة صيف
رقص العصافير على كتفيك
شباك تيه مؤجل
إطلالة شعرك ليل
و الأعراس تزفك وجه الأرض وجسدها
هي القصيدة في آخر المطاف
كلمات أغنية جديدة
تاج السحر في غمرة غيم .

و عكا تضحك من مداعبة البحر
صمت البوح في جوف الأرض
أسوار صخر
وشعرها الفحمي ليل أعراس
صورة الخلاص في آخر حصار
رمل الشاطئ حين يذوي
أصابع الريحان على شرفة
هلع الأطفال من صهيل حصان
ها هي النوارس تعيد كتابة الحكاية
سيرة النبي في قارب صيد
خيطا رفيعا من شرنقة القلب
عكا إهزوجة الذاهب وحيدا نحو الفجر
حضور أساور في رجفة الهمس
حبل الوريد قيامة
خلاخيل و أجراس
واكتمال وعد
و العدم في ارتحالك سجادة صلاة
إن نامت على كتفيك إطلالة نعش .

و دواخلنا مثل حفاة القوافل
حفلة صيد منبوذة ...
تخشى النهايات و تقرأ الجريدة ..
عزاء الليل والنهار
والشمس قطرات دم الطريدة..
تغتالك وحشة الهموم
و القربان فساتين زفاف
خيط رفيع من تنهدات غادرة
ترحل الأغاني
و تبقى سيوف الثأر
مرصعة بخرز الغانيات
هنا تكلم الرضيع عن رحلة جبلية
و هنا همست لغة الكهف
دروب إمرأة وحيدة
و المدى سحر الندى
قفزة فرح عنيدة
أحبك كلما راودتني أوهام ليل الأعراس
مناديل الوحشة الأزلية .

والظلال تتكسر أمواجا على قشرة صدفة
مشاعر خجوله...
الشبابيك مغلقة
و الباب إزدحام الأخيلة ..
أعراس و أحصنة
من هنا عبرت نسمة صيف
و أرسلت تهليلة غابرة
رائحة الشارع الأمامي
صورة أطفال الجيران و ارتباكهم
صمت العجائز و ضجرهن حين يفر الفجر
هدوء حذر في انتحار الظهيرة
لاشيء يتحرك غير ثوب الفلاحات الداكن
قيظ السماوات قحط ولا أحد
و ضفاف نهر يسترسل تعبه في غبار الندم
أزهار الرمل مجتمعة
رصيف آخر من قامة الكلمات
و العبارة في جوف الذاكرة عدم
أحبك يا بلادي التي كانت تسكنها غيرة الأشباح
و تطلق من أحشائها زفرة المواعيد
خميرة الزمن .

النفس المتعبة في ارتباك انحطاطها
صورة الحروب العبثية وتفاهتها ...
فشل جندي في طاحونة العدم
كيف له أن يستريح ماركيز دو ساد
ويكتب رواية .


أنشودة التراب الممتزج بحصى الصخر المفتت
هدير ماء الغدير حين يتدفق
كنت هناك
إبتسامة الشفق في رغبة الشمس
واضحة واحة الرمل
حكاية تاريخية أخرى
عن صرخة المصلوب على خشبة
هدوء حذر في نهاية المديح
تتناثر نجوم المساء بين ساعديك
و الدنيا أعياد خمر
تأمل شامة الأسرار العتيقة
ترتاح كشاهد الوردة الأزلي
على خدود المشاعر المقدسة
ثوبك الكحل ينز مثلما كان حال القمر
نقوش حناء على فم الغمام
وجه الأرض وجسدها
خصوبة الأقدار حين تعتلي صهوتها .

يمكن أن تتغير الأقدار
ويمكن أن أتكلم دون لسان
وأولادي يغشون في امتحان المنام الأول
ويمكن للثلج أن يتحول
صلاة ضلالة
وعيدان وثن
شبكة صيد
ويمكن أن يرجع الأموات
من سباتهم الأزلي
أهدي وقتي الذي ينتظرني
لجثة أمي
وتعبي يكحله تراب الكفن
ولأبي العنوان السعيد
يخرجه مجددا شابا وسيما
على غيمة سمائه الأولى
يرقص ويتجول
يمكن كل ذلك في العام الجديد
وأنا أستلقي في سرير الغربة
غطاء منفاي
طريق حياة
ولا يدري بي أحد .

لست إلا بضع حروف
وجهي نافذة غرور على حجر الكلام
جفوني أَرّخت للنعاس
والمرآة على بابي المغلق
إنتحار أجراس
و صوتك كلام الصدى ...
مديح أناشيد
كان لي كتاب في أرض الخراب
والرمال من عهد المطر
أحشاء القدر
خوف الأعاصير من الفرار
كان لي نهد أغواري
وألغاز الألفاظ في بركة ضوء
تبكي على الصهيل ذكريات الخيام
جميع البيوت إرتعدت
وخنجر الغدر يستطلع الموت الفصيح
ماذا أقول لك
غير بلاغة الغناء
أصرخة المجنون وسادة رياء
حنجرتي هودج الفصول
بئر أعوام الجمر
و جثة العشب ثوب الغياب
وأسأل من أين تأتي شمسي
متوردة لا تشبه كل اللوحات
وهذا الرحيل الثقيل في محبرة
في وجهك تفاصيل الزمن ..رجاء
عناقيد المجون في نهاية التعب
سيظل الحب نوافذ البيادر
كالغزالة في قاع النحيب رداء
ألم الجرح قصائد الضفاف
دم كل عاشق
عذاب سراب .

الأيام تمر بجانبي و أنا أتسكع في قلبي .

كأن مياه البحر
غزل بنات
و كأن نوبة الصلوات
وجوه من أحببتهم
هذيان من لم أحبهم بعد
موجة تحملني كطيف التنهدات
تأسرني ملايين الأصداف
سوار مرجان يضيء
و سحابة رمل تبني قلعة نبض
والعالم لا يدري
أأقف على سرير الذكريات
وأقتلع زفرة الخسارة
أأعجز عن النطق
و أذوي
تلطمني شفاه من أهوى
أفق أفق
تنتظرك الحياة .


خطك يا امرأة يشبه خطي
مرتبكا من شدة الدهشة الأولى...
و فصاحة الكلمات
نرتبك في العلن
نفير الأوفياء
و في السر نغادر وسادة السكينة ..
مضمخين برجفة الوحي .


إمرأة بألف وجه

و الحياة مريرة
هكذا تطغى و تطفو
عثرات الحصى في مجرى النهر
لؤلؤة النسيان
إلتقاط سحر الغيمة في ذروة الأحلام
سنبلة الأمل
خيوط الحرير في ميزان الرمل
أخطاء نهاية العنوان في رسالة الفضيلة
صورة الهواء الطلق في المرآة
منك دفق الماء
وعلي حضن الفكرة
النار الأبدية
و ذرى الملاحم
غربة يتيمة في صفحة كتاب
صلاة التيه في جيوب الفقراء
مثل رائحة الصنوبر في غابة
حبس الأنفاس في تعاليم الغفران
هي معطف النبلاء
طفل المسرات القادمة
قبلة الصبح بسملة
رحم الأكوان .


أعرف أن المنفى عباءة المقامر
صور العائلة في ملجأ الأيتام
وأن الصحاري باغية
أعرف أن جسدي أرغفة
وأعواد ثقاب
غبار الطلع على زهر البرتقال
متن الحكاية مصبوغاً بالدم
وقرى الجليل ملاحق المصحف
سورة الحجر ... الذاريات
وآل عمران
أعرف أنني قربان فصولي القادمة
براري جدران المخيم بكل اللغات
أقواس الضوء
جدائل بنت الجيران
سيرة الخيام
مطعونة على الملأ
فاطمة .. حنظلة
كرة النار و نشيد العاصفة
معسكر الأشبال
أجنحة الفرح على البطاقة الزرقاء
أعرف أنني وحدي صدى
وشم المدن المهجورة
أشواق نقاء حقيقتي
غواية غموض حاضري
تعب إمرأة
على حصيرة الوداع
نثر الصلوات في المرايا
تأمل الأحياء
مثل خارطة العصافير
ها هنا حمى الوحي السماوية
في بحة الذكريات
كلمات الأغنية على الحدود
ظمأ نبع حرمان
رسائل الشعراء
شبابيك الحزن وقيثارة الأحلام
لا أحد هنا
لا أحد هناك
هذا أنا
حليب المعنى في معجم المترادفات
صبر الممر الطويل في خرافة العهد الجديد
هذا أنا ألج الغرائز على طريقة النحاة
حتى يعود للأرض السلام .
Nürnberg
28/12/2022



وكان لها وجوه كل الناس
مثل أوراق الشجر
وكان لي
ضجيج الصمت على حافة النطق
أحبك مثلما حدث مع قهوة الصبح
العصافير خيمة
والشمس عيد في نهاية المديح .


أعرف أن البحر لا يبالي
وأن الإلياذة لم تكن سوى قصيدة
وأن العاصفة لا جدوى منها
والفكرة مثل سوسنة واهية
وميض عزلة الرمق الأخير
تحت السماء الداجنة
يسعل في الزحام
أعرف أن الحب مثل فم النحل
تفاحة الأرض السخية
نذير سحر الذكريات في الجحيم
أعرف أن الشمس والخوخ البري لا يؤذيان
أعرف أن ولادتي من غير الكتب محض خيال
وكان عليّ أن أعرف
أن الحدائق مثل الأصوات الآثمة
قلق الفردوس خلف السياج
وأن النهر إرتباك مهذب
كالجوع يقتات فتات
وبرج الكنيسة لسان الريح يزدري
شبح الأطفال في لمسة هادئة
أعرف أن هذه المدينة
نعاس عميق
وبلبلة التاريخ صرح حطام
أصوات متصدعة في آخر الليل
زجاجة " الويسكي " ذهب الحواس
وآثار الأقدام حمى الترحال
جثة مهملة خالفت قوانين الفضيلة
و تجمع غربان .
Nürnberg
28/12/2022


أيشبهني الندى !
وأنا تفاصيل نرجسة تطل على البحر
وأنت دالية دافئة
تغويك كروم بيت لحم
وأسئلة الإقحوان
كانت سمائي ممطرة قبل هذا المساء
يتوهج دعاء الغدر
غبار المدن الآفلة في آخر السطر
أغرق في منامي وأغافل النسيان
دم يتثاءب
وصهيل الأعالي جرح النبيذ
في نشيد الشهداء
موغل في كهف ضلوعي
رعشة الخيول عند جدول صامت
أغصان العشق وارفة ورائحة الأنبياء
أرى الأوردة في بحر الروم
غناء وحشة الصبار
أشداق الأعراس منفى
ومديح اللغة نعي إعتذار
سأظل أتذكر في الأحداق وشم ملاذي
أرتب مذهولا إيقاع العواصم
وأصنام الحراس
أتنفس عزلة روحي
شتات الأسى نحيب سبات
نصف الحقول تجوال نزوح
بلاغة الوعود تخوم من حولي
ذراعيك كأس مديح
نكهة النوارس في مراكب نوح
صيحة العائدين النافرة
خدش شموسي
والمعنى المدسوس في جدائلك
و رسائل المسيح
في الأرض المحتلة .
Nürnberg
28/12/2022

#ابراهيم_زهوري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات