أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زهوري - أجمل من الوردة أجمل من صرخة الأغصان















المزيد.....


أجمل من الوردة أجمل من صرخة الأغصان


ابراهيم زهوري

الحوار المتمدن-العدد: 7535 - 2023 / 2 / 27 - 21:34
المحور: الادب والفن
    


أجمل من الوردة
أجمل من صرخة الأغصان

1

أجمل من الوردة
أجمل من صرخة الأغصان
غصة الإبتسامة في وضح النهار
قلب العاشق عين المها
ونزيف الوجد هجرا
خلاص الحصار
هي الرغبة في أغنية عابرة
جرحى الشوق في حكمة عناد
ما لهذا الوجه الصبوح من وحشة العباد
خذي صفحة الغيم الملون إغفاءة النهايات
وهذي صورة الأحلام المؤجلة في ملامح إنسان .

أمام هذا البحر
و على تلك الأرض ...
لحظة صدق
حين تجتاحنا مرآة الظلال و تحتشد
تغفو تنهيدة التعب
و تعلن من زمانها إبتسامة فرح
شهية زهرة التفاح
وناطقة بكل اللغات
أجنحة الفراشة .

والمرايا شغف الملامح لرؤية صورتها ...
صحبة القريب للبعيد
و الظلال المرتعشة لخفقة القلب .

في الصبح يزورني العندليب ...
زقزقة كل عام
إعلان قدوم الربيع
أمل فاضح على مرارة الحياء
ستأتيك الشمس خيوط
لم تزل توقظ فيك غلال الحدود
تمضي كما وعد الظلال في لجة الغياب
غيمة فرح ذبلت على مناديل الوحشة
مبلله ناعمة في خريف النهايات.

والقمر عيون الفقراء ...
و السحابة أغطية نوم
نامت الوردة الحمراء
على الرغم مما أشتهته طعنة الأشواك
قلب العاشق يعدو
كنز الأمل نبع
إجتماع سريرة بيضاء
خصرك قمح التلال
زنار ملايين الأصداف
حجر يطارد خوذ الجنود
و أزيز الرصاص عرين هتاف
يلعن في جمرة قيظ
بريق الإحتلال .

نقطة الماء على شفتيك... شرفة البحر
وأنا الذاهب طوعا ً
لحصاد سنابل الحقل....
أعطش كلما مالت علي الشمس.

الطيور الورقية
نامت على كتف السفح
و كانت خطواتي تتمهل
لعل عنقود العنب يتدلى في حضني.

وجهك منفى
وأنا في زحمة الشتات
لجوء.

و لا تأخذني إلا بين أحضانك إن ذهبت الريح
ونادني من هواء الروح
كي أستريح
لعل دمي المحروق تفاحة بين يديك
قضمة أسنانك ألف بلد يسافر
حلوة المذاق أنا في جنون إنسيابك
حروف النعاس الأخير .

ربما ... فقط
وهي تقترب
من محنة الوقت
تأخذني لهفة الحكاية
حكمة التيه في خاتم العجائب
ربما .. فقط
تستسلم لإغفاءة القناديل
أمنياتي العفيفة العتيقة
في نهاية ترحالها
و اسكن من ثغرها
فسحة النعيم
ربما ...فقط .

بالإثم تغطيني أناشيدي
وأنا أطوف على أطراف ثوبها
سجادة صلاة .

ربما ألثم في رقعة الهوى رماد الفجر
ربما يدنسني هدهد الفن في إلفة ناي
ربما تغشاني البلابل ظمأى
ربما تلقاني في الأيام القادمة
هشيم حصاد
حفيف الغبار عدم
شمس البنفسج نشوة سراب
وأنا النشيد الناعم في مُعلّقة الجنون
ربما يطول إنتظاري
عظامي خرساء
وأنا في لجة المدى ملتهبا ً
أضحك من خرافة أسواري
وأنفر من قيثارة الألم .

كان الحب مثل ضميره
يعيشه ولا يراه .

لم تتحول أجسادنا إلى زوارق
لذلك جف النهر في مدينتي .

شمس ساطعة ... شمسك
قلب العاشق جناح طير
والنيل الداكن في جوف النهار
تفوح النغمة
والغيم ظلال العيون
تستجدي صور الأراجيح الفارغة...
القاهرة و الناس.

أفهم عويل الوردة
إشتياق نضوب
قنوطاً يتباهى
قفار أخيلة لم تولد بعد
تفضح حكمة الأجراس
يأس الكأس المترعة
فخاخ الضجر
كلامي عن الوحدة والكتب
وخيال صورتك على الجدار
خداع الرواية على مشارف المساء
أبواب العُمر المهجورة
فراغ طريق ٍشاحب
خذلان أصفاد أقدام
تماثيل سيدة البراري وهي تنتحب
وسادة تاج المخلوقات
تحتضن نميمة الأشلاء
من جسدي
خوف الجسارة
أنقاض ما تتظاهر به الحياة
غابة قوس قزح في فزع يوم
محطات البلاد في عربة قطار
زجاجة اكتراث
عجائز الإنتظار وهي تذوي
حجاب الينابيع على ألواح القهر
رثاء العابرين من سلال الروح.

وحديقة الله بين شفتيك
لغة الوحي الأول
كلام الكائنات
رحلة ذهول .

لم تكن غير لحظة صدق
صمت البوح في نهاية الكلمات
غربة الزمن
خرافة التكوين
مواساة مأساة
يتم الطيور في رحلة ترحال
غرب الشمس خيوط ألم يتكرر
و شرق الأنفاس الجليلة
غيمة فرح
كنا نريد ما نتمنى
لكن خذلتنا من عمق وهادها
سيرة الحياة .

سعف النخيل وشم الغريب على ظلال الرمال
لا يتكرر صنع بديعه الجمال
لوحة الشمس فضاء التنهدات
واحة نفسي مبتهجة
دروب الحياة إمرأة وحيدة
و هلال الضياء تحية وارفة
تستدل رعشة
وتقفز في نهاية المطاف خلسة
ذكرى ترحالها .
2

يا غرفتي المأهولة بلعنة البلاد
أيتها العذراء
متى أشمئز من كل شيء
متى أترنح
أرشف ثمالة هوائي
وأطارد رثاء الخصب
أقدامي المتورمة لا تكف عن الضحك
بلا حدود ٍ ينحدر حتفي
وتسرقني من مسوخ أرديتي
أشباح الأبدية .

ويكون أن يتحرى الماء عن ملامح سعادته ..
حينا ً في حوض عشبة ندية
وحينا ً في جوف العطشى
في أهازيج الرعاة
وحينا ً في غرغرة السكر في كأس شاي
تحكي الغيمة عن مرارة الفراق
صمت الدمعة الراكضة
وابتسامة الكتاب
تنحني الوردة بكامل عطرها
لطنين النحل
وأنا في منتصف الليل البعيد
تنال مني تحفة الأضواء
لا قمر على جبيني
ولا الأحلام أسئلة الرخام
يهرب الدفء من أوتار اللقاء
يا وحشة القناديل
ويا وعد التلال
هناك تسلقت ُ حبل الأناشيد
عنفوان الطفولة في ذاكرة الخيام
ثورة ... ثورة حتى النصر
ويزحف لهاثك أفعى من رائحة الجنة
تحت صفير من الدخان
وتنال النياشين في لمس السلاح
تصفع أهدابك المرتجفة لهب دائرة النار
هنا التراب يغني
غزل الفراشة لحقل الفاصولياء
وعلى ركبتيك المدماة مشت حجارة الأقدار
بلادي حكاية التجوال في قذيفة
خيوط الدالية المكتنزة
وعناقيد آخر النهار
تعب أبي و زنار خطواته الراعفة
حنين القبلة الأولى لأول سماء
دعاء أمي عند بسملة الآذان
غواية ألسنة كل الأصدقاء
تعبر حيفا ظل جدارنا المائل
وتحتفي عين غزال لغصن الياسمين
وعلى العتبة فتنة عكا وألوان الرمال
تستريح صفد على مواويل المنحدرات
وتقسم الرغيف وقتا ً إضافيا ً
غرب الشوق أنين الرواية
وشرق الروح طهارة الشرفات .

وكأن الحزن يداهمك
من نافذته القريبة
قريبا ً من السهل
بعيداً عن صفوة القلب .

و العطر تحية الغائبين عن كلام الحصاد
العمر وردة
و الحياة حياء البسطاء
قالت الغيمة اليتيمة لخمرة الدعاء
ها أنذا اعود بكل ميراثي
الندى سحر العشق
و أغصاني مرتع النجاة
العزلة وحدها قناديل وارفة الضياء
و الزنابق بين أصابعك قصائد الكتاب
حنين الروح لمتعة الخيال
خذي من وحشة المرايا جاذبية العناق
ساعديك مهرة بلا لجام
و الأرض الطيبة سهول و وديان
و هذا الجبل في الأعالي تتكاثر الأحلام
خذي راحتك تترك أثرا
و تبقى صورك إلى أبد الأغاني
أرجوحة طفل
في زمن الأعياد .

أتلمس العشب الذي يندفع للريح ،
يخاصر ظل الشمس بتمائم العشق
و يعاند الصقيع .

أعرف أنني أضحية هذا الوقت
الفراغ المسكون بآلام النهايات
لا مكان لي يبقى
ولا توهج النار في وليمة الفقراء
ذهاب الضوء قربان دمي النافر
نحو فصولي القادمة
البراري التي زرتها خلسة على أطراف أكمة
تنزوي دامعة جسد الخريف
السحر الأزلي لاينام
نلهو به ونراوغ أيامنا الفتية
و خيبة الأمل غليون حصاد
جدران المخيم كانت بكل اللغات
البيوت حضن عائلتي وصمت النهار
حروف التنهدات
حصار بلاد الضياع
خوف الغريب من وصايا الرصيف
أقواس الضوء النحيلة
جدائل بنت الجيران وطير الحمام
سيرة الخيام
مطعونة على الملأ
وفي الساحات
أسماؤنا ظلال أشباح
بلهاء كانت حدود أقدامنا
والكتاب حكايا الحقول المستحيلة
بئر رمال
صعود إمتلائي بين أنياب الليل
كرة النار و نشيد العاصفة
نشيد العلم و معسكر الأشبال
أجنحة الفرح على البطاقة الزرقاء
السماء شرفة أخرى
والأحلام أسهل من شهوة الكلام
أعرف أنني وحدي الآن صدى
وشم المدن المهجورة
صبارة الريح في الأرض اليتيمة
بقاء الرحلة ثمار إشتياق
أشواك نقاء سريرتي صلاة رماد
غواية غموض المرايا وهي تبتسم
تعب إمرأة
على حصيرة الوداع .

لا شئ سوى قيامة الرمل في غرف الحنين
تسكن الخيبة النافرة وجوه لحظة صدق
هي الرغبة العابرة
عبرة الأنين في سجل الخسارة
لا حضورك في الظل كان
ولا قنطرة النضارة
كل شيء ينحل من وحشة الطريق
و كل شيء في زحمة الخوف يضيع
قرص الشمس فضاء عرين
و الغيم سحر العين ندى المتعبين
ربيع الطين الأخير
من ذا الذي يشفع له
وجد الهوى في طقوس الآلهة المهزومة
و لغة الجسد الأصم في نهاية الحضارة .

والحظ كومة رمل البحر ..
تختار قلعتك
و تسمي أبراجها العالية
غيمة فرح
وتهذي شرق الحكاية كلها
وهي تشرف على أطراف السهل
حدائق أصداف
و حنين البحر لرائحة الأرض
غربا هنا تتسلل الأيام القليلة
و تنحل رويدا رويدا مع أول موجة غانية .

كان تمثال الحجر أسود
وظلال الأغصان عذوبة عناق
وقرنفلة استغاثاتي شغف شموع وكتاب
أحبك أيتها الدنيا
حين تضحك الغيمة العابرة.

3
كنت كطعم الليلك
أغرس البدايات غفلة رحيق
كنهايات الزغاريد
معتصماً بالوردة
مخضباً بلغة الأناشيد
أنظري أيتها القيثارة
وتر الحنين ثوب طهارة
اختلاف الظلال على ضفة نهر
ما ترسمه حنكة الوقت في ميزان الخسارة
و فصول العشاق لهفة إلفة
حكاية الخريف
ثعبان الغناء برق
تنحني الروح و تفنى
ألفاظ ملذات المواعيد
هنا تتباطئ الخليقة
وهنا تكمن حبكة التفاصيل
هكذا كنت
مطرزاً على ذيل ثوبها
كطفل المدرسة
كالنياشين
مكللاً بعناق البنفسج
إحتفال الروعة
شهيتي لمطلع الشمس
لصمت الدروب في لون النبيذ .

وكأنك كنت هنا أو لعلك هنا حقا..
يتراخى الحبل السري قليلا ،
القابلة المحظوظة أخرجت من عمق رحم المخيم
مخيما جديدا مسخا...
ليس بمخيم أو بلدة..
هو بين بين..
زمانا ومكانا...
لكن الرحم و إن ضعف وتراخى يبقي للحظة الطلق بعضا من قوة..
وبصمة من دم ،
كل المدينة التوأم تشع ضياء وحركة..
والمخيم البين بين ..
يتخبط بظلامه القديم...
بعضهم أضاء شمعة
أو فانوسا أو قنديل كاز
وغيرهم جلس يهامس الظلام
أن ارحل..
والظلام يبتسم سوادا وبردا..
الآن فقط
وبعد دهر
أعيدت إضاءة المخيم
وما حوله...
يقف المخيم على أطراف أعصابه ويسأل..
هل هي "خطيّة قرى حيفا"...
أهو حقد صمود جنين غراد ،
السماسرة يعدون ربطات العنق المستوردة
والسيارات التي لا يعرف حتى الله كيف أتت
وفي الطرف القصي من العتم يرتفع من المخيم السؤال..
لماذا فيجيبه الصدى إلى متى.

مثل بئر عميق تنام أغصاني
وهذه الثمار الصيفية
ترحل مثل شاعر عجوز .

تتذكر الأيام أسمي
واحدا ً من أولادها الخائبين
تحولني حجرا ً على طاولة انتظار
رمل المنافي
وغيمة عابسة لاتحلم بالمطر
ترمي ما تيسر من هفوات
وتقترع بحروفها المنتقاة
أنت مثل من سبقوك
فراشة على باب الفجر
تزين شمسك
بأوردة الرعشات
وتأخذ كامل وقتك
تعبر النهر لأول مرة
تهبط أزهارك
بساط البساطة
على عرين الشيخوخة
و يناديك في المحنة
رأس القلم
وكتلة الصفحات .

على طريق الجمر
كنت هلالا سرمديا
وكانت الدالية خمر عناقيد
لا البداية أسرجتني خيمة وداع
ولا خاتمتي بين ظلال أصابعك عزف أناشيد
كل الدفوف آية
والصبر حناء الوجد عيد
يا ناعمة في رمل المرايا
يا شمس المواعيد .

وأنا الملعون في كل البلاد الغريبة
ناسكا ً على سواد حجر
لا أدعي العافية
ولا أرى بيتي في سورة الغاشية
خاتمي رحيق الزمرد ..
قبلة امتنان في ثياب الحداد
العادي من حياتنا وشاح تحية
الوحشة في سرير السنابل كفن
ولدت بمعحزة الطريق الوعر
أوجاع المرايا لوسادة الحنين الأول
أقبية الدروب المعتمة في كلام اللاجئين
معراج الجسد المطعون
أحلام حقيبة
صلاة اللوز
رقصة البراعم زهرة غربال
إبر الخيمة في معطف النسيان
رؤيا الفصول خطيئة الحقول
ظلال انتظار
صعود العواصف في مزهرية
ملجأ الشمس أعراس المخيم
فحم الربيع بشارة
رحم الخصب في هيكل الفجر
كأس موجة واحدة و أحشاء رمل
هكذا أنا
بهجة المهاجر فاكهة وعد
تتكئ ذنوب خصالي
على هفوة زنبقة
دمع الأنقاض خرقة بالية
هيكل سدوم
رماح خاصرة بعيدة
و رسم البحر على الجدران
فتنة الشارع قبل الرحيل
هدية جنون الصمت
و أنا حدود الرسم واللفظ
ملح البداية سرج غياب
حمى القرابين القديمة
خلاص رياح الغدر
متن الحكاية كوابيس كلام
هودج نعش الأرض
و مغارة الطوفان
قصيدة الحزن في إقحوانة
جذوري ألف أغنية
ذكرى جنازة النبع على الأرصفة
هذا أنا أول الرصاص
ذعر الأسئلة و نشيد الغزاة
دهشة الطفل لصفصافة النثر
إيقاع حكمة الموتى في الحرب العادلة .

موحش هذا الطريق
غزل الكلمات صيحة واحدة من دم المسيح
لا الصباح قنديل يضيء
و لا المساء يترنح لسنابل الأيام القادمة
إيقاع الفرح نواح نحيب
والتفاصيل لعنة الرعاة
هلاك الغريب بين أعمدة الريح .

4
في عبق الثلج
صمت رف الحمام
دفء المعنى
هدوء الكائنات حذر اللهفة الأولى
ومفتاح الوداع الاخير
الشمس هداياها في نهاية المديح
وتلك الأيام القادمة لهاث
تنتظرك ساعة الخلق
كلما راودتني أوهام مناديل الوحشة الأزلية.

هذا الصباح زائل ..
مثل عناوين صفحة الجريدة
مثل موجة البحر
تخطفني نسمة عابرة
وتراني أبحث طوال اليوم
عن أصدافها التي أضعتها
دون قصد .

ياحياتي القريبة
يا صاحبة الفصول
رحيق الشمس أقل ضراوة
وحشتي الأزلية بين شفتيك
خيط اللا معقول
مرحبا ً أيتها السعادة
بالأمس فقط
أشعلت من زرقة السماء المزورة
خرافة مجد الطريدة
وتعاليت من ذعر تعاليمي
عناق مكيدة
برزخ الكسوف
في عيدان البخور .

والخطوة مكيدة الوقت
ترحال الهواء في بدن الجسد
تقول جمرة النار أن لا أحد
تفنى الكائنات كلها
وتبقى في عرائشها
خيالات الشواطئ المقهورة
عناد نشيد الزبد .

كنت سعيدا ً بأنوثتي المدللة
على شاربي تيجان مطر
وذقني يعقد التحالفات الملتوية
أنا الآن في عهد حداثتي أحتار
قميصي أغصان ورد
جدران الزنبق الأبيض
وأختار كلاهما
على سجادة النية الصافية
رجولتي أسمو بها
صوتي الناعم الخشن
أجنحة فراشات على سطح ماء
بين جسدها يدغدغني
وما تزرعه أمامي مرآة التحولات .

كانت الغيمة ترسم طريق الأسرار
فوق سطح بيتنا
مهجع جنود
ودعائم الصفيح
خوذة صدئة
شريط طلقات فارغة ،
رأيت مخالب القط ثمار ليمون
والفراشات على كف الحائط قطع حلوى
أمي تنهال على قدر الذاكرة
موال دمع
حسرة جدائل الشعر الأبيض
تربط ثوبها الفضي كحديقة
نشيد آخر رحلة نحو حيفا
وأبي يودع ظهيرته بالتفاؤل
كانت لنا أشجار
و الحطب زوادة المساء
دليل ما فاتنا من دبكة الأعراس
كانت لنا السماء كلها
نعطي الماء صرخته
ونزرع على ضفة النبع عباد الشمس
ونحب الحياة دون أن ندري .

كوني حجارة تكويني
و أنت في عصمة النطق بذور حكمة .

و الضحكة محض حكاية رقيقة
رفيقة الدرب الطويل
( عناة ) تحمل وزر الخطيئة
علامة فارقة
إخضرار مهد الخصوبة
و في مشوار الحب صديقة
تقول الأسماء كلها
و للحقول صفات الندى
تعويذة النرجس في فم الغول
لي صلاتي في البرية و قوام تهليلة
و العيون بسملة الرؤى تنهيدة
بين الخيانة و رجم الغيب
خلف ستائر الخدود شقائق المعنى
( بعل ) مهرجان ربيع
شغف الأمل لماء النبع
حصاد التعب
صرخة الأمان
رقصة الحرب موت
و التراب زفرة المحراث
عناقيد الكروم لا تلتوي
و ورود الناس على شفاه النوم
شرفة وهم
تفاحة الغرام حقيقة
و مناديل الغياب قنطرة الروح
و تسقط الوجوه قصائد على زهر الرمان .

5
الآن على حافة الليل
تنهال الكائنات ألوانا ً محتشدة
خلاص الندى
إنتقام السنابل من لا مبالاة الموت
إستراحة الزمن الخالدة
نطف الحواشي المعتمة
تملص النار على غصن وتر
كأن الزغاريد عشق إمرأة واحدة
كأن الجمرة في المنام
تلال القرى الذابلة
الهواء و زعفران المكان الأول
إستغاثة الأحياء لذراع الأعراس
الرقص جبين أبي
عناق الجيران بعد فوات الوقت
منديل الشهداء الأخير
بيض الحمام في خزانة الأطعمة
ردهات الطفولة المسروقة
وغرور الملائكة في قصص العجائز
دعاء أمي هذيان النفس الفانية
نذر ذرى القهر
كآبة الهواء في نيسان
صراخ الطبيعة المتوحشة
في كتاب البرابرة
تخوم الحنين
فراشة الجرح في بيوت الصدف
تعاويذ الوداع في اللمسة الهادئة
نوائب العشق إيماءة الروح
رثاء اللذات في عسل الجحيم
كان الألم معتوها ً
في ارتياب الرغبات ... قديم
يرتعش الجسد في تأملاته
صوت منفرد وينتشر الأثير
إقترب أيها الشاهد الضعيف
إثم الفردوس على ساق الوردة
هناك السحب فجيعة في مخيلة تموز
الآن على حافة الليل
سيرتي إطلالة حرف واطئ
خيل إنتظار
ما رسمه الرمل على غصن عتبة
جرح القبلة الأولى
كان أسمي يتبدل
يأخذ شكل جميع الأشقياء
يغيب حين يحضر
وينام حين يصحو
تتورد وجنتيه خجلا ً
هي ما أوصت له غلالة ريح
يترقب في الترياق
بسملة فناء .

تدوين التأمل في لحظة حصار
صورتي كما يشاء الله
قمح ملامح أمي
و ضحكة أبي من سذاجة النهار
مظلوما ً في حيرة
سنابل حتفي
رقص على عزف ناي .

أميرة من بحر الشمال ...
كان الجنوب إلى آخر المدى مملكتك
وكل الجهات لدفء عينيك أجمل موال ...
أغنية نقاء
ليل البادية خيمة لقاء
كلمتين من همس القوافي
أحبك بسمة يانعة
وقصائد البوح شمس
و كثبان الرمل مجتمعة
نوازل الشوق بقاء .

أشتهي خصرك قمح التلال
أعيش في حصاده
عصفور يطارد وحشة الظلال .

كوني حقائب
ونافذة المترقب
عين الحائر
ولهفة المشتاق
كوني سفر
قبلة لقاء
وعناق الريح و القمر .

حنيني لعثرات الطريق ذراع شفق
بسمة أحلى من وحشة العسل
لنضحك كثيرا
وننجب التساؤلات المستحيلة
عن قمر العشاق وهو يهذي
وعن قنطرة الأمل.

عيدان الهوى غربة يتيمة
تلوح راقصة كل ذرات البخور
أحبك نجمة مسبية
سماء غائمة
وأجنحة فراشة تتنزه .

عانقني حتى تذوب تلال السكر ..وحاصر خاصرتي بأغصان المسك .. يفوح العطر من أنفاسك ويخجل القمر .

لاتكن يا حبيبي غير كلمات وعد .. خارطة اللقاء سهرة صيفية .. تنهيدة على وسادة ريح .

لا تكن حبيبي غير صدى النايات .. غزل شوق بربري
وإحتفل هنا كزهرة بابلية..
لا تكن مثل وحي صورتي البالية .

ابتسم هكذا دفعة واحدة ك طوفان نهر ..
ك رقص السنابل
حتى يحتشد الرعاة على السفح
وترمي أغصاني
كل ثمارها في قبلة واحدة .

إلفتك جبين غار ..
عبق البخور حروف الكلمات ،
و بهجة اللفظ ترياق ..
رحيق الدمع في خيط نار .

رأيتك ميدان ألف باب
مدنا سحرية
وتلال يباب
خلف معصمي صدى نبض
و كهف خيال
أحبني شعلة نور
و إختفي من ظلال النجاة .

أرجوك خذني بيدك
وكتفي سحر فراشة
وصدري رسم السهل
طريق الغابة
تحيط به الغزلان
ولا أحد غير ملامح وجهك دليل .

دعني أرابط على ثغرك وأندثر ..
وفي صدرك إرث الدنيا أعتصم
أوليس الله بأعلم مافي الصدور .

هو ثوب ترتديه ..
رحم جسد الأرض
وخيمتها الأزلية .

ساحرةٌ هـي على بوابة بحر إيجة ..
الموج زفرات قادمة
مسارات الوجد أسفار
وزرقة الماء خيط عبرة
تجيد التسـلل إلى قلب المعنى
فأحذر الإنصات
تاريخ يتصل
حمحمة حصان
وظلال سيوف
حجارة القلعة القديمة
وتنهيدة أسوار
و كامل الحواس سكينة
عبق محتمل
دون إنتباه .

أجدد تجديف العبث
بئر الهوى يا حبيبتي عدم
أنطق أسمك
الفاء فلسطين الفرح
عين الشاهد مهد
وقلب الشهيد لحد
والألف شاهقة سنبلة وعد
والطاء طائر الرعد
والميم مائدة الروح الأخيرة
والتاء تاريخ مواسم
هنا عبارة جذلى تتزاحم
وهناك فتاة يتيمة
أسكن حضنك زفرة مهاجر
بشائر قوس قزح .

هي أنثى البدايات
رحلة الدم في الشرايين
غربة العصافير
أنت تقف على رجل واحدة
ويرقص بك الحبل
هو الحب دون تقصير
يمنحك الرضى
غيمة قنطار وأزيد
حنطية الملامح واللسان أبلغ الشعر
قمح التلال في لوعة الطحين
صبر صفصافة على بيرق نهد .

لا يأتيني الصبح مستسلماً
يهمس العطر
ويبصر الإحساس حين يغمض
يشم القلب نرجس النشيد
حولي البعيد قريب
يا قدري
لا زلت أراك بمن حولك.

نافذة نحو الأبدية ...
شراع في مهب ريح ...
صوت الفرح المترامي وجهك ،
حكمة على سرج حصان .



#ابراهيم_زهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متسعا ً مثل أحلام السماء وقريبا ً مثل بقعة الضوء
- رحيق الوقت وردة الأزل
- طهارة التجوال .. غربة الروح أساور ذهب
- ( إخوان الصفا ) وعناقيد العنب المخمورة
- زيتونة الأقصى
- في زحمة المرايا
- عنزة التلمود والدولة الوطنية
- أميرة الشهيدة و العروس حزننا الأبدي
- بصدد نقد النزعة المركزية الأوروبية
- قرميد الحكاية المنحورة
- إلى أمي
- عناقيد آخر النهار
- هو في تلك اللحظة
- هي جبهتي المتثاقلة البيضاء
- ثورة من زجاج
- الهادئ مثل إشتياق
- مثل إلفة نباح جرو صغير
- رئة الخطوات فوق السراب
- عناق العمر قصيدة
- خرافة التعب في البذرة العارية


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زهوري - أجمل من الوردة أجمل من صرخة الأغصان