أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حبيب محمد تقي - المراحل التاريخية لتطور طقوس وطرق الزواج في المملكة السويدية. - الحلقة الثانية والأخيرة -














المزيد.....

المراحل التاريخية لتطور طقوس وطرق الزواج في المملكة السويدية. - الحلقة الثانية والأخيرة -


حبيب محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 7848 - 2024 / 1 / 6 - 23:18
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


- الحلقة الثانية والأخيرة -
مع أوائل القرن الحادي عشر الميلادي، الذي شاعت فيه الديانة المسيحية، وإعتناقها كدين جديد، في عموم السويد، بعد تبني أوساط الفئات الحاكمة ذات السلطة والنفوذ، لهذا الدين الجديد أولاً، ومن ثم الغالبية من عامة الشعب لاحقاً.
ساهمت الديانة الجديدة، التي أزاحت الديانة الوثنية النوردية القديمة، من طريقها. تلك الديانة الجديدة التي أعتنقتها الغالبية من شعب السويد، ساهمت بشكل فاعل، في أزالة الفوارق الجهوية والمناطقية، وجعلت من السويد، مملكة أكثر تجانساً من ناحية، ووجهة الهوية الثقافية، الموحدة والواحدة، وإلى حد ما نسبياً.
وأنعكس هذا التطور في الهوية الثقافية الموحدة لعموم السويد، على حالة المرأة وحقوقها في عموم البلاد.
وتجلى هذا التطور، بصدور عدد غير قليل من التشريعات القانونية، والتي بدورها مثلت نقلة نوعية لوضع المرأة السويدية وضمان حقوقها. ومن تلك التشريعات، قانون الكنيسة السويدية لعام ١٦٨٦م، الذي ألزم كل أبرشية، سواء في المدينة أوفي الريف السويدي، بتوفير التعليم الابتدائي لجميع الأطفال بغض النظر عن جنسهم، ذكور أم إناث.
و بصدور القانون المدني لاحقاً ولأول مرة، الذي شُرع وإعتمد في المملكة السويدية عام ١٧٣٤،والتعديلات والأضافات التي إلحقت به، فيما بعد تباعاً، يعد حجر الزاوية الذي وضعت فيه ، اللبنات الأساسية، لمجتمع مدني متحضر.
وجاء لاحقاً عصر التنوير، والمعروف أيضًا باسم (عصر المنطق) كحركة فكرية وفلسفية هيمنت على عالم الأفكار في القارة الأوروبية ومنها السويد، خلال القرن الثامن عشر. ليمنح مكانة حقوقية أكبر للنساء في السويد، وليساهم أسهام فاعل ومؤثر، في معالجة مظلوميتهنَّ المتراكمة كماً ونوعاً، عبر القرون الخوالي.
وخصاً، في موضوع التشريعات والقوانين الخاصة بأحوالهنَّ الشخصية، وتحديداً منها، الزواج.
الذي كانت للأديان الإبراهيمية، دور أساسي في تنظيمه ( أي الزواج)، ووضع ضوابطه الدينية الإبتدائية والبدائية له. ليدوزن فيما بعد، من خلال الأخذ والعمل، بالقوانين المدنية الرومانية، و قانون نابليون الذي بُدئ به سنة ١٨٠٤م، والذي ضم في ثناياه الأحوال الشخصية، ومنها التشريعات الخاصة بالزواج.
وشهد تاريخ السويد الحديث، بعد حركة التنوير التي تأثرت بها عموم دول اوربا ومنها السويد، بنجاحها في الفصل بين الكنيسة والدولة. فصار لا تشريع في الدولة إلا تشريعها ، ولا نظام إلا نظامها ، ولا محكمة إلا محكمتها ، وذلك في مختلف الشؤون التي عالجتها القوانين المدنية والأحوال الشخصية، التي اعتمدتها المملكة السويدية، ومنها طبعاً الزواج.
ومن هنا أنبثق، وظهر الزواج المدني، وجرى العمل به في عموم المملكة السويدية. جنب الى جنب، مع الزواج الديني، ومنه الكنيسي المسيحي. شريطة عدم تعارضه، مع القوانين المدنية السارية والمعمول بها في المملكة.
فالزواج في المملكة السويدية اليوم، يخضع لقواعد وقانون مدني خاص به، يطلق عليه قانون الزواج.
والذي فيه جملة إشتراطات:
- أولها سن البلوغ، لا يقل عن ثمانية عشر عام للطرفين.
- الحصول على وثيقة خلوّ من موانع الزواج لدى مصلحة الضرائب.
- لا يحق للمأذون الشرعي، من أي طائفة دينية كانت، أن يقوم بأجراءات مراسيم عقد الزواج دون إبراز وثيقتي عدم وجود موانع الزواج وشهادة الزواج الصادرة من دائرة الضرائب المسؤولة عن صحائف الأحوال الشخصية للطرفين.
- يلزم المأذون بتوقيع شهادة الزواج وإرسالها إلى مصلحة الضرائب حيث يتم إعتماد وتسجيل الزواج في قيد النفوس المدني.
تشريعات وقوانين موانع الزواج في السويد.
- القاصر والقاصرة لا يحق لهما الزواج.
- القرابة وصلة الدم الوثيقة لا يحق لهما الزواج. بمعنى لا يسمح القانون بزواج المحارم.
- لا يسمح بالزواج ممن على ذمته زوج أو زوجة.
- ممانعة الأهل لا تصنف كمانع من موانع الزواج.
- الإكراه، يعد مانعاً من موانع الزواج.
- إختلاف الدين، واختلاف اللون أو الجنسية أو العرق، أو المكانة الإجتماعية ، أو الطبقية، لا يعد مانعاً من موانع الزوج.
ونفس القانون المدني أعلاه، يتيح للطرفين، الطلاق والإنفصال المباشر عن بعضمها. في حال عدم وجود أطفال رضع أو قصر.
ففي حال وجودهما، يمنح الطرفين، فترة تأني وتفكير، لا تتجاوز الست أشهر. بعدها يتم أعتماد طلاقهما في حال تمسكهما بالطلاق والإنفصال.
وليس من الضروري أن يكون كلا الشريكين متفقين على طلب الطلاق حتى تتم معالجته، إذ يكفي طلب احدهما للطلاق/ وحل الشراكة.
وما يترتب على الطلاق/ وحل الشراكة، والذي هو من إختصاص المحكمة الابتدائية للبت فيه بعد تقديم طلب رسمي موجه لها خصيصاً. والذي يعتمد فيما بعد، من دائرة الضرائب، المسؤولة عن سجل الأحوال المدنية.
يتم تقسيم كل ما يسمى بالممتلكات الزوجية بالتساوي بين الشريكين المطلقين عادة، ويشمل ذلك الممتلكات والسيارات والأموال الموجودة في الحسابات المصرفية وغيرها من الأشياء التي تم شراؤها لكلاً من الشريكين، ويجري هذا الأمر بغض النظر، عن المبلغ الذي دفعه كل شريك بمقابل هذه الأمور، أو النسبة التي يمتلكها منها، وإذا احتفظ أحد الشركاء بالممتلكات فإن الوضع الافتراضي أنه يجب عليهم بعد ذلك دفع 50% من القيمة السوقية للشريك الآخر.
أما ما يخص حفل الزفاف
فجرت العادة لدى الأغلبية ، أن يقوموا بإحتفال رمزي كنيسي مجاني، في الكنيسة السويدية إذا كان أحد الشريكين أو كلاهما عضواً في الكنيسة السويدية. والبعض القليل يختار احتفالات فخمة وسط البذخ والأزياء الغالية، سيما المتجنسين بالمواطنة السويدية منهم.



#حبيب_محمد_تقي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المراحل التاريخية لتطور طقوس وطرق الزواج في المملكة السويدية
- الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة سلطة نازية جديدة، بلبوس ...
- مَنْ أمِن الرادع، والعقوبة، يفعل ما فعلته، وتفعله إسرائيل ال ...
- إقتلاع الصنوان، حماس والجهاد الإسلامي، بالمطلق لا ولن يُميت ...
- تجليات ثقافة العنف
- بصدد التجارب الحزبية العربية الحديثة والمعاصرة/ سلسلة حلقات/ ...
- بصدد التجارب الحزبية العربية الحديثة والمعاصرة/ سلسلة حلقات
- بصدد التجارب الحزبية العربية الحديثة والمعاصرة
- حقيقة الغرب المتخندق اليوم مع الأمريكي المتنازع على عرش الرب
- تفريخ صيصان فرق تسد
- إشتغالات بصيغة خلاصات عن الأكاذيب الكبرى
- من صناع القرارعجوز شمطاء
- النموذج الثقافي الديمقراطي الغربي ، شكل من أشكال الدكتاتورية ...
- قراءة في أوضاع الصوماليين في السويد
- تدجين البعث العروبي كفكر وممارسة أنجع وأسلم وأجدى من إجتثاثه
- حقائق عن العراق الجديد من 2003 لغاية 2022
- كذب المنجمون ولو صدقوا
- وجع
- إلزامية قانون -سحب الأطفال والمراهقين- من أسرهم بالسويد والص ...
- رأي في فلم -أصحاب ولا أعز-


المزيد.....




- إسرائيل تستهدف مقر رئاسة الأركان في دمشق وتحذر من مغبة مواصل ...
- إسرائيل تستهدف محيط مقر الأركان العامة في دمشق وتحذر من -ضرب ...
- هل ينبغي لزيلينسكي أن يستهدف موسكو.. بماذا أجاب ترامب؟
- مصور بلغاري يُطلق مشروعًا بصريًّا مبتكرًا: صالون تجميل تحت ا ...
- 20% من الذكور الإسرائيليين تعرضوا لاعتداء جنسي في صغرهم وبيئ ...
- ثوران بركان في آيسلندا يؤدي لإخلاء المناطق القريبة من منتجع ...
- حماية الهوية الشخصية من التزييف: قوانين تتسابق مع الذكاء الا ...
- -لماذا تتدخّل إسرائيل في سوريا؟- - صحيفة بريطانية
- السويداء ـ تجدد الاشتباكات وإسرائيل تطلب من النظام السوري - ...
- فرنسا: هل تستطيع الحكومة تمرير مشروع الموازنة؟


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حبيب محمد تقي - المراحل التاريخية لتطور طقوس وطرق الزواج في المملكة السويدية. - الحلقة الثانية والأخيرة -