أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعيد مضيه - تعطيل الحل الديمقراطي للمشكلة الفلسطينية يضمن استمرار العنف وكوارثه















المزيد.....

تعطيل الحل الديمقراطي للمشكلة الفلسطينية يضمن استمرار العنف وكوارثه


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 7839 - 2023 / 12 / 28 - 14:26
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


"ان اضطهاد المعارضة المتعلقة بحرية فلسطين ليس بريئا؛ فهو يدنس الكرامة الإنسانية، ويضعف نداء الضمير ويجرد الديمقراطية من اي قيمة. وهو يؤدي كذلك لمنع الأسئلة المزعجة حول دور دولة إسرائيل ، وعنف المستوطنين وقتل الأطفال" كتب الأكاديمي الأميركي ، هنري غيروكس، في بحث ندد ب "قتل الأطفال" خلال الحرب على غزة وبحملة البروباغندا بالغرب تساند جريمة إسرائيل، تدمغ بالإرهاب المتضامنين مع الشعب الفلسطيني. اختار المترجم من البحث تعليقات المفكر على وقائع الجريمة ، تلك الوقائع التي غدت معروفة على نطاق دولي ولا حاجة لإيرادها هنا. أدان غيروكس هجوم حماس ولكنه اتهم نتنياهو بدعم صعود حماس الى السلطة ودعم قدراتها مع تركيع محمود عباس بالضفة. غطت على جريمة حماس جريمة الإبادة العرقية ، التقتيل والتدمير الواسعين في قطاع غزة؛ كما عاب على ميديا الغرب اهتمامها بترويج هجوم حماس، الأمر الذي لم يحظ بمثيله الهجوم الإسرائيلي على غزة:
الصمت خيانة
نعيش زمنا يردد صدى قول مارتن لوثر كينغ، "الصمت خيانة"؛ ضد هذا الصمت هناك ضرورة لثورة قيم ، رفض اندماج القوى ب" العنصرية والمادية المتطرفة والعسكرة". كان كينغ واضحا في أن لا ديمقراطية بدون سلطة نقدية معارضة حقا؛ والكلام حول الاستبداد يشكل القاعدة لتحدي القوى الكامنة التي تمنح الاستمرارية والحياة والنفَس لآليات القتل وللدولة التي تضمها . ليس من خيار آخر إلا بتنمية الوعي لكي نقاوم الاستبداد باسم المسئولية الاجتماعية والكرامة الإنسانية والعدالة . وكانت ميشيل اليكسندر على صواب حين كتبت مؤكدة وجوب ان نتكلم باسم المضطهدين:
"يجب ان نتكلم حين يتعرض المضطهَدون للهجوم وبيوتهم تسرق او تهدم، وحين يضطرون لترك بيوتهم والعيش في ظروف يصعب وصفها ، في سجن مكشوف ومعسكرات اعتقال، بصورة دائمة لاجئين تحت نير الاحتلال، يجب ان نتكلم . يجب ان نتكلم حين يقصف الأطفال الفلسطينيون بمخيمات الاجئين ويقتلون ، وحين تحول المستشفيات والمدارس وجميع الضاحية المجاورة الى ركام يجب ان نتكلم ".
حين يتم التعامل مع القانون الدولي مثل اقتراح ساذج يجب ان نتكلم. اجل ربما يكون ذلك صعبا ؛ حقا ، قد نخطئ ؛ فنحن بشر . حقا ، قد نخاف ؛ ولكن يجب ان نتكلم . حيوات لاتحصى وتحرير الجميع يتوقفان على كسر الصمت.
اكد جيمز بالدوين ان الحرية السياسية في نهاية المطاف قضية قوة أكثر منها أخلاق. انها القوة في خدمة المقاومة الجماعية .

فيما يتعلق بالأطفال الذين قتلوا فالتاريخ لم يبدأ في 7 أكتوبر .التاريخ يوضح ان عمل مقابر للأطفال له تراث طويل وتجذر بعمق في لغة الحرب والتسلح والاعتقالات القسرية والاحتلال والإغلاقات والعنف. انه لغة تنحي الكلام جانبا وكذلك قيمة الكرامة الإنسانية والمسئولية الاجتماعية والتعاطف مع الأخرين، وتنحي الديمقراطية بالذات. ان قتل الطفال في الحروب يجري التجاوز عنها حين تمسخ الكرامة الإنسانية الى مشاعر قومجية وآليات عنف معسكرة.
وحين يختفي كل من التاريخ والأخلاق واحترام الكرامة الإنسانية خلف إطارالعنف، خاصة فيما يتعلق بقتل الأطفال، يغدو الصمت نوعا من الخيانة وممرا الى الجهل والعنف. يجب ان يُستنكَر.
ترى جوديت بتلر أن استهداف المدنيين، والأطفال بصورة خاصة، يبلغ ما تسميه منظومة سياسات الإبادة السياسية للعرق . وهي، لدى إثبات ادعائها، تدافع عن الحق في انتقاد دولة إسرائيل أن كانت دولة استيطان كولنيالي ، تنظم عنفا من نمط غير عادي، عنفا يماهي الجور؛ حقا، بصفتك يهوديا ، فأنت ملزم بمعارضة الظلم؛ يجري التضحية بالحقيقة من اجل البروباغاندا والأفعال الضخمة التي تؤديها ماكنة ثلم الخيال، بلا ذاكرة وبلا أخلاق، ولا أحساس بالعدالة، او بالمستقبل. عنف حماس داخل إسرائيل قد تم ترويجه في الميديا الرئيسة وفي الأجهزة الثقافية الأخرى؛ نفس الترويج لم يحظ به مكابدات الأطفال والمدنيين في غزة على أيدي دولة إسرائيل، إذ حظيت بتغطية ضئيلة ، حيث الميديا تعزز بدرجة كبيرة فقدان الذاكرة التاريخية والاجتماعية.
علاوة على ما تقدم فالتأكيد على جانب واحد، أي على ضحايا إسرائيل ورهائنها ينطوي على خطورة تقديم ما اطلقت عليه نورا عريقات " دعم غير مشروط للعسكرية الإسرائيلية".
لغة نتنياهو الاجتثاثية تجد الصدى في زعمه "انني سوف لن أسمح بإقامة دولة فلسطينية ...ولسوف نضمن ان لا تشكل غزة علينا تهديدا مرة أخرى". عدم المساواة بالقوة والعنف والقهر غير القابلة للإقرار بها في الميديا المهيمنة من شانها ان تسد على فرص الحوار المثمر والصادق بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فيما يتعلق بالتاريخ والجذور والسياق الدوار للحرب والاعتراف بالمكابدة المديدة للشعب الفلسطيني.
جمر تحت الرماد
كما لا حظ مؤرخ المحرقة، عمر بارتوف، كلا " الجانبين في هذه الحرب ركزا على موت الأطفال وخطفهم ، يشاركان صور وفيديوهات الأطفال باعتبارها وصية توريث لصور الطرف الآخر. ماذا يجب ان يكون دور الأكاديميين والمفكرين والفنانين والمربين وغيرهم من الشرائح التقدمية في زمن الحرب التي تتغذي من جموح الإسلاموفوبيا والكولنيالية والعنف؟ الحرب بين إسرائيل وحماس متجذرة في تارخ الكولنيالية والأنماط العرقية وثقافة الخوف ، وهي ماثلة في بيئة جنون العسكرة. يجب ان يكشف النقاب عن عنصرية اللغة والسياسة التي تلهم هذه الحرب، وذلك من خلال تاريخها ، بينما يجب مقاومة الجهود المبذولة من قبل الحكومات السلطوية ، مثل دولة إسرائيل، لقطع الطريق على سلطة التحليلات النقدية سعيا وراء العدالة الاجتماعية.
يقضي الواجب إعادة الأخلاق للسياسة لكي يتم الاعتراف بقتل وتشويه الأطفال والمدنيين الأبرياء والتنديد بذلك. يجب الوقوف في جميع المجالات التربوية بوجه السياسات التي تحرم الناس من أراضيها وتسن قوانين تبيح اجتثاث البشر من ديارهم وتشرع لغة التأثيم الجماعي وشيطنة شعب بأكمله؛ وحيث تزدهر قيم حرية التعبير والديمقراطية ، جنبا لجنب تنمية الحركات الشعبية الداعية للسلم وإنهاء حالة عنف الدولة ، كالذي تمارسه دولة إسرائيل، التي أقيمت بالعنف ، بلا مستقبل يمكن تصوره ، لا مستقبل لسلم حقيقي – ليس "السلم" كمرادف للحياة العادية، والذي يعني الإبقاء على بنى اللامساواة والعنصرية والأخطاء على حالها. غير ان مستقبلا كهذا لن يحل بدون ااحتفاظ بحرية التسمية، تصف وتعارض جميع صنوف العنف ، بما في ذلك عنف دولة إسرائيل بشتى تلاوينه ، وان تقوم بذلك بدون خوف من رقابة وتجريم ، أو اتهام باللاسامية...ان اضطهاد المعارضة المتعلقة بحرية فلسطين ليس بريئا؛ فهو يدنس الكرامة الإنسانية، ويضعف نداء الضمير ويجرد الديمقراطية من اي قيمة. وهو يؤدي كذلك لمنع الأسئلة المزعجة حول دور دولة إسرائيل ، وعنف المستوطنين وقتل الأطفال . كتب آدم شاتز ، " الصحفية الإسرائيلية أميرة هاس امضت سنوات عدة مراسلة من غزة ، ’ غزة تجسد التناقض المركزي لدولة إسرائيل؛ هي عصبُنا المكشوف . الإسرائيليون لا يقولون ’إذهب الى جهنم‘ ، بل يقولون ’إذهب الى غزة‘"
ان حرب حماس- إسرائيل مثال مرعب لماض كولنيالي معسكر يعيد بناء نفسه بلغة العنف والطرد ويهدد الإنسانية باحتمالات الحرب المستدامة ، حرب تحمل في طياتها الانتشار مثل الحريق عبر الشرق الأوسط. ما يشير اليه هذا الماضي انه لا يكفي الترحيب بوقف إطلاق النار؛ ليس بمقدور إسرائيل كسر المقاومة الفلسطينية ومطالبة الفلسطينيين بالحرية؛ ولن يستطيع الفلسطينيون اجتثاث دولة إسرائيل . الكاتب آدم شاتز محق إذ يقول ان إسرائيل والعرب الفلسطينيين ملتصقون ببعضهما البعض؛ وأن الحل السياسي الوحيد هو ذلك " الذي يعترف بالطرفين مواطنين متكافئين ، ويتيح لهم العيش بسلام وحرية ، سواء في دولة ديمقراطية واحدة ام في دولتين ، ام دولة فيدرالية. طالما يتم تجنب هذا الحل فإن استمرار الانهيار ، وحتى كارثة أخرى تعتبر امرا مصمونا."
نظرة للماضي القريب
شهدت حرب إسرائيل –حماس استخدام التعليم سلاحا ، جزءًا من الأداة الهائلة للبروباغاندا والاجتثاث . كل دعوة لتحليل التاريخ والعلاقات الإسرائيلية – الفلسطينية المتطورة يجري استبعاده لحد كبير من قبل دول الغرب والسياسيين اليمينيين والميديا المعاصرة والسوشيال ميديا ومؤسسات التربية ، إما بالنظر لاعتبارها احد أشكال اللاسامية او دفاعا عن افعال حماس العنفية. من الملح لكل تحليل للنزاع الراهن بين حماس وإسرائيل اقترانه ومقاربته عبر التاريخ والأسباب الجذرية التي شكلته. على سبيل المثال نشر تال شنايدر في صحيفة " تايمز اوف إسرائيل " ان اي تنديد بحماس يظل ناقصا ما لم يتم الرجوع الى التاريخ كيف نتنياهو " اتخذ موقف تقسيم السلطة بين قطاع غزة والضفة الغربية – مجبرا رئيس السلطة الفلسطينية ، محمود عباس على الركوع على ركبتيه، بينما عزز دعائم إرهاب حماس.. لعب نتنياهو دورا حاسما في صعود حماس الى السلطة والتأكد من انهم يحافظون على سلطتهم في غزة . هناك تاريخ مديد للعنف الذي تشنه إسرائيل ضد غزة وإدراك هذا التاريخ مهم للغاية لأي إدراك قابل للحياة للاستفادة الأخلاقية من السلطة والعلاقة بمبادئ العدالة والحرية.الدمار غير المحدود والمعاناة القاسية والهياج الدموي متجذرة في تاريخ يجب ان نفهمه إذا ما اريد لمسألة العدالة والحرية ان تحل محل ممارسات الحرب.
لغة الشيطنة لقمع المعارضة
اي حديث عن السلام بين الفلسطينيين واليهود وماذا يعني منع القتل المأساوي للأطفال لا بد له من ان يبحث كيف استعملت اللغة في هذا النزاع لشيطنة الفلسطينيين والجماعات اليهودية والأفراد الذين يرفعون أصواتهم لإنهاء الحرب ومن أجل حرية الشعب الفلسطيني. الكثير من الميديا المعاصرة إما انها نشرت او خصصت فترات بث للغة سحق إنسانية الفلسطيني، ذلك النمط من الدعاية يغذي الجوع المَرَضي لليمين المتطرف للانتقام والعنف؛ فيرده على عف حماس يوم السابع من اكتوبر. صرح وزير دفاع إسرائيل، غالانت ،" نحن نحارب حيوانات بشرية ولسوف نتصرف بناء على ذلك"؛ وطالب السيلسي الإسرائيلي موشيه فيغلين، بدرزدن[مدينة في ألمانيا دمرها الحلفاء الغربييون قبيل انتهاء الحرب] في غزة ، حيث قتل هناك 25 الف إنسان؛ اما نفتالي بينيت رئيس الحكومة الأسبق، فقال لمراسل صحفي لفضائية "سكاي نيوز" ، " ماذا دهاكم؟ نحن نقاتل نازيين!". والحرب ضدهم تمثل " معركة الحضارة ضد البربرية ". تعليقات ليست مجرد سقوط أخلاقي وثقافي من جانب قادة سياسيين ؛ إنهم يستعملون لغة التعميم هذه لإظهار كل من ينتقد إسرائيل لاساميا ، إن لم يكن متواطئا مع الإرهاب.
كتب إيشان ثارور ، الصحفي بجريدة واشنطون بوست، في عرض للتجريد من الإنسانية والعنف والتحريض على التطهير العرقي :"لنتأمل ملاحظات أيتمار بن غفير ، وزير الأمن القومي ،. و التحريض على جولة عنف بالضفة وفي ذات الوقت يقول ان كل من يتعاطف مع حماس يجب "القضاء عليه". او شريك نتنياهو وزير التراث الإسرائيلي، أميهاي إيلياهو طالب بإسقاط قنبلة نووية على غزة كاحد الخيارات؛ أو وزير الإعلام الحالي في إسرائيل ، غاليت ديستل اتباريان، طالب بمسح قطاع غزة باكمله من على وجه الأرض"، وطرد سكانه الفلسطينيين الى المنفى في مصر. ويحتفظ بالأهمية الفائقة ان القوة في هذا النزاع هي بجانب دولة اليمين المتطرف في إسرائيل، والتي تهيمن ألة البروباغاندا خاصتها وخطابها على السياسان العالمية للولايات المتحدة والعديد من دول الغرب. وكما لا حظ عدد من خبراء الهولوكوست [نيويورك ريفيو أوف بوكس] "فهذا الخطاب يروج لروايات عنصرية عن الشعب الفلسطيني ... يفصل هذه الأزمة الراهنة من السياق الذي برزت منه[ ويمحو] خمسا وسبعين سنة من التهجير وستة وخمسين عاما من الاحتلال وست عشرة سنة من حصار القطاع. في النهاية فإن لغة التجريد من الإنسانية والتعميم تولد المزيد من روح العنف المتساقطة دوما؛ كما ترعى رواية وجوب إلحاق الهزيمة بالشرير وبالقوة ، وليس لذلك سوى استمرار حالة من الاضطهاد امتدت لزمن طويل.
حملات البروباغاندا والتشهير المواليتين لإسرائيل سلطة عاتية لإظهار الشعب الفلسطيني أقل من البشر ولا يستحق الكرامة الإنسانية ، ولإخضاعه لتأطير عنصري يعزز المنطق الكولنيالي؛ فقد شبه . بيزلائيل سموتريتش الفلسطينيين بالبعوض؛المشكلة مع البعوض أذا افنيت 99 بالمائة منه فربما تقتلك البقية التي لم تبدها. والحل الحقيقي تجفيف المستنقع. يشير فيكتور غروسمان الى أن سموترينش ، لدى سؤاله أن كان ذلك يعني اجتثاث الأسر بأكملها ، نساءً وأطفالا، " اجاب سمونريتش " الحرب هي الحرب". لغة لا تقتصر على المتطرفين ، فهي قوة تشكل الثقافة الشعبية وتستحوذ على ادمغة جيل من البشر تمده بنماذج الكراهية العنصرية. ينظر الى حيوات الفلسطينين عديمة القيمة وجديرة بالتدمير.
مكارثية معسكرة
الأفراد والجماعات ممن يطالبون بوقف الحرب أو يعارضون سياسات نتنياهو ويتحدثون عن الضربات المتوحشة من الجو يتعرضون لحملة شاملة من الاضطهاد والمراقبة والاعتقال. كتبت مارشا غيسين، في "ذا نيويوركر ستيت": " يتم اعتقال الناس في إسرائيل بتهمة التحريض على الإرهاب".
في الثامن من اكتوبر أقر الكنيست تعديلا على قانون مقاومة الإرهاب فاضاف الى المواد " استلهام مادة الإرهاب"- تفرض عقوبة السجن لمدة عام . يتوعد مروجو المادة انها تطال " غسيل دماغ ربما يتمخض عن الرغبة او الحافز لاقتراف الإرهاب". تكشف صوفيا غودفريند بمجلة +972 عن الطبيعة الرهيبة للقانون فتقول: اعتقالات وتحقيقات بوليسية وتحذيرات يطلقها جهاز الأمن المحلي، الشاباك . سنت في إسرائيل قوانين تجيز الاعتقال والتحقيق والرقابة للأصوات المعارضة، خاصة سكان القدس الفلسطينيون". غير ان دعاة حقوق الإنسان وخبراء القانون يصفون القانون دعوة ل"المعاقبة على الأفكار والمشاعر". حذرت جمعية الحقوق المدنية في إسرائيل من ان "التشريع غير مسبوق في اي ديمقراطية بالعالم".

وفي الولايات المتحدة تبذل المحاولات لقمع المعارضة والنقد. وفي الجامعات واماكن العمل والسوشيال ميديا تجري حملة شعواء لإسكات المعارضة ممن يدعون لوقف الحرب أو يدافعون عن حقوق الشعب الفلسطيني. جامعات مثل برانديس وكولمبيا اتخذت خطوات لقمع المظاهرات، وألغت منظمات طلبة مثل "الطلبة من أجل العدالة بفلسطين" .اما حاكم ولاية فلوريدا، الجمهوري رون دي سانتيس فقد "وجه المدارس لتشتيت فصول الكلية المؤيدة للفلسطينيين، زاعما انها منحازة لدعم الإرهاب". اكاديميون فصلوا من الوظيفة او واجهوا إجراءات عقابية بسبب التظاهر من اجل الحرية للشعب الفلسطيني. إجراءات قاسية تصل ، بدون مبالغة ’هجوم مضاد مكارثي".
طبقة البليونيرية، التي تقدم الدعم لعسكرية نتنياهو عملت أيضا على طرد الكتاب والمحررين ممن بعارضون الهجوم على غزة؛ وشمل الفصل من الوظيفة ديفيد فيلاسكو ، رئيس تحرير مجلة "أرت فوروم"، فصله جاي بينسكه رئيس مجلس إدارة "بيتسكه ميديا كوربوريشن" لأنه نشر رسالة عارض فيها حرب الأرض المحروقة التي تشنها إسرائيل.
ثقافة الحرب التي تبناها نتنياهو تزدهر بالولايات المتحدة وفي دول عديدة في الغرب، حيث تقمع المعارضة. صناعات الثقافة ومؤسسات التعليم وغيرهما من اجهزة الثقافة يجري توجيهها سياسياعلى أيدي أصحابها وحماتها المليارديريين من اجل خلق الأسس الثقافية والتعليمية والسياسية ليس فقط لقمع المعارضة بل وكذلك لتقويض الحقوق الأساس الضرورية لأي ديمقراطية قابلة للحياة.
رصيد المقاومة
ربما يكون التعليم العالي من المواقع القليلة المتبقية حيث يمكن تحليل القضايا الهامة وإخضاعها لمنطق التاريخ الصارم؛ يجب توفير الأمكنة التي تقدِم للطلبة المعرفة المساعدة على طرح احكام مستنيرة ، وتنشغل بالممارسات البيداغوجية، حيث البحث عن الحقيقة يستمد طاقته من الإحساس بالمسئولية الأخلاقية والاجتماعية. كما أشير في رسالة وجهها 150 بروفيسورا بجامعة كاليفورنيا، فإن التعليم في اوقات الأزمة يجب ان يرفض محاولات فرض الرقابة ويرفض الهروب من المواضيع الخلافية ، خاصة في لحظات الازمات والحروب والمعاناة الجماعية . بدل رفض مقاربة تلك المواضيع داخل الصفوف المدرسية أهاب أساتذة الجامعة بالمدرسين ان يكونوا مثقَفين منخرطين يقدمون افضل عناصر البيداغوجيا النقدية[ أساليب ووسائل التعليم]. جاء في رسالتهم:
"بصفتنا مؤرخين فإننا نعول على ان إسهامنا لمجتمع ديمقراطي وعالَم سلام ان ندرّس الطلبة مهارات تقييم مختلف النقاط المستندة الى البينات والاستقصاء المثابر وافضل ممارسات البيداغوجيا، وكذلك الدرسات والأبحاث الجامعية الموثقة المتحررة من التدخل الخارجي والضغط السياسي.حقا إنها الأساس المكين لحرفتنا الجماعية ومبدأً محوريا للحرية الأكاديمية .
خاتمة
اذا بقينا صامتين بوجه هذه الحرب ورفضنا العمل أفرادا وجماعات لوضع حد لها فسيموت المزيد من الأطفال ويتواصل العنف وسقوط القنابل ، وهو ما تعترف به سياسات اليمين المتطرف والعنصري واللاساميين والإسلاموفوبيا . سوف يُغرِق سوط السياسات التسلطية اي امل يكمن في الوعد بديمقراطية متينة والدعوات من اجل السلم. إن قتل الأطفال المدان أخلاقيا جزء من مشكلة أعظم تطارد الحقبة الراهنة: اندماج الكولنيالية مع راسمالية الليبرالية الجديدة. بغض النظر عن الأشكال المتعددة التي تتشكل بها في مختلف البلدان فإنها سياسات تجرد الناس من إنسانيتهم، سياسات الجشع والبشر الفضلات والإبادة. ولاء الليبرالية الجديدة ليس لكرامة البشر بل لجوائز العسكرة والحرب وعنف الدولة ونزع الملكيات وقمع المعارضة وللنضالات الأوسع من اجل العدالة الاقتصادية والاجتماعية. لم يعد ضغط المطالبات بهذه الأنماط من العدالة ببساطة هدفا سياسيا؛ إنها الضرورة في زمن تناضل الديمقراطية في أرجاء المعمورة من اجل البقاء.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذين ينكرون الحقوق الوطنية الفلسطينية ومن هم أنصارها
- نهج الردع والإخضاع دمَجَ إسرائيل عضويا بالنظام الامبريالي ال ...
- الجامعات الأميركية تحارب حرية التعبير والبحث
- أزمة الصهيونية تكمن في اعتماد الإرهاب والاغتصاب نهج حياة
- حل الدولتين بروباغاندا وستار دخاني للتطهير العرقي
- إسرائيل صناعة الامبريالية وقوتها الضاربة بالمنطقة
- القانون الدولي يدين إدارة بايدن شريكا بجريمة الإبادة والتطهي ...
- ميديا الغرب، الأكاذيب ذاتها والعمى ذاته عن الحقائق والوقائع
- جرائم الاحتلال لا تقتصر على القتل بالقذائف
- الحرب التي فضحت عوامل النكبة الأولى
- حرب إبادة البشر وإبادة المرافق التي تخدم البشر
- حلا ن للمشكلة الفلسطينية
- شعب وقضية محور النضال الأممي ضد العنصرية ومن أجل التحرر الإن ...
- أين الإنسانية في تهدئة مؤقتة بين حربين لإبادة الجنس؟
- خسارة الولايات المتحدة من حرب غزة
- الرواية الفلسطينية تحلق بالفضاءات-5
- نحن سبارتاكوس
- من بين الأنقاض المضرجة بالدم تحلق الرواية الفلسطينية بالفضاء ...
- ميثاق نوريمبيرغ والحرب في غزة
- من بين الأنقاض المضرجةبالدم نحلق الرواية الفلسطينية في الفضا ...


المزيد.....




- عاش الأول من أيار يوم التضامن الطبقي للعمال
- اندلاع اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل أبيب ...
- الولايات المتحدة: اعتقال مئة من المتظاهرين المؤيدين للفلسطين ...
- اعتقال الشرطة الأمريكية متظاهرين في جامعة كولومبيا يؤجج الاح ...
- الحزب الشيوعي العراقي: معا لتمكين الطبقة العاملة من أداء دو ...
- -إكس- تعلّق حساب حفيد مانديلا بعد تصريحات مؤيدة لأسطول الحري ...
- انتشار التعبئة الطلابية ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية
- بيلوسي للطلبة المتظاهرين: انتقدوا إسرائيل كما شئتم لكن لا تن ...
- فرنسا: القضاء يوجه اتهامات لسبعة أكراد للاشتباه بتمويلهم حزب ...
- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سعيد مضيه - تعطيل الحل الديمقراطي للمشكلة الفلسطينية يضمن استمرار العنف وكوارثه