أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - حل الدولتين بروباغاندا وستار دخاني للتطهير العرقي















المزيد.....

حل الدولتين بروباغاندا وستار دخاني للتطهير العرقي


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 7825 - 2023 / 12 / 14 - 12:25
المحور: القضية الفلسطينية
    


حمزة علي شاه، كاتب وصحافي بريطاني من أصل فلسطيني، نقل مقتطفا من تقرير صدر عن مركز أبحاث وثيق الصلة بنتنياهو بعد 7 أكتوبر نادى ب" إعادة تموضع جميع سكان غزة وتوطينهم بصورة نهائيةإ" ؛ واعتبر حرب إسرائيل على غزة "’فرصة فريدة يندر تكرارها‘ لإنجاز المهمة".
الكاتب يستعمل كلمة (ستلروستلمنتس) وترجمتها مستوطن ومستوطنلت، وهذا عكس ما يجري على الأراضي الفلسطينية، وهو استيطان كولنيالي أو استعمارومستعمرات تقام. هكذا للدقة استعملت بالعربية ( مستعمر، مستعمرات) بدل ( مستوطن ،مستوطنات).
الكاتب الصحفي حمزة علي شاه نشر كتابات عن الحياة اليومية تحت الاحتلال الإسرائيلي بما في ذلك هدم البيوت والطرد بالقوة وظروف الأسرى الفلسطينيين . كما قام بتغطية شاملة للتشريع السياسي وكذلك النشاط السياسي للدولة العميقة في بريطانيا تجاه الشعب الفلسطيني، نشر كتاباته في مجلة تربيبون، ومجلة جاكوبين 972 وكذلك مجلة نيو انتر ناشيوناليست [الأممي الجديد]. جاء في مقالة نشرها في 7 ديسمبر:

إبادة الجنس في غزة يجب ان لا ننظر اليه معزولا ؛ فهو ملتحم بشكل لا فكاك منه بما يجري بالضفة.

"حل الدولتين لم يعد ممكنا"، عبارة صدرت في الأسبوع الماضي عن سفيرة إسرائيل بالمملكة المتحدة، تزيبي هوتوفلي، وهي الشخصية التي أنكرت بقلب جحود الكارثة الإنسانية المرتكبة في قطاع غزة، وامتلكت الجرأة كي تنفي فكرة اغتيال أبرياء بالقصف الإسرائيلي، كانت لحظة نادرة.
على كل حال، فإن اعترافها بان حل الدولتين خارج نطاق الممكن، وأن "دولة فلسطينية مستقلة مستحيلة سياسيا" تشكل تطورا تعيسا وغير مرحب به.

الحقيقة أبسط من هذا بكثير :حل الدولتين ، أو أي إطار ملموس يتمسك بحالة دولة فلسطينية صعب التحقيق ، نظرا لسياسات إسرائيل عبر العقود .
رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو ، اوضح بجلاء في تموز الماضي ان إسرائيل يجب ان "تسحق" الطموح الفلسطيني في كيان دولة. وهذا ليس موقفا جديدا؛ ففي انتخابات عام2015 اوضح انه لن تقام دولة فلسطينية تحت حكمه.
نتنياهو بالذات ، في خطاب القاه بالأمم المتحدة أوائل العام ،عرض خارطة تظهر "الشرق الوسط الجديد" تشكل فيه الضفة الغربية وقطاع غزة جزءًا من إسرائيل.

ان حالة القلق الدائم هي النموذج الوحيد للدولة الفلسطينية التي ترغب إسرائيل في استيعابها.
ومع هذا فحزب العمال وحزب المحافظين، الوحيدان اللذان بمقدورهما حكم بريطانيا، يبدو انهما يعيشان في عالم الوهم ، حيث حل الدولتين ما زال حيا وأن إسرائيل تسمح بإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة. زعيما الحزبين كررا هذا الموقف السياسي في الأسابيع القليلة الماضية.

إذ تصر الطبقة الحكمة في بريطانيا ، على التصريحات الروبوتية بحل الدولتين، فإنها بذلك تزود إسرائيل بالستار الدخاني ، وهي تتعمد إلغاء احتمالية قيام كيان دولة للفلسطينيين، وتمتن واقع دولة الأبارتهايد.

حقا فخارطة نتنياهو التي تشطب فلسطين استولت ببرودة قارسة على المسار الذي لا يمكن إنكاره على الأرض.
هذا العام شهد الحكومة الإسرائيلية تتخذ خطوات بلا رأفة لضم الضفة الغربية؛ فخلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام وافقت حكومة إسرائيل على إقامة عدد قياسي من الوحدات السكنية للمستعمرين.
وطبقا لإحصاءات الأمم المتحدة يعيش المستعمرون اليهود حاليا بالضفة الغربية المحتلة ، بما فيها القدس الشرقية، بأعداد ازدادت منذ العام 2012 بحوالي 180000 مستعمر.
تتطابق استرتتيجية إسرائيل مع الإمعان في هدم بيوت الفلسطينيين؛ وخلال الربع الاول من العالم الحالي هدمت السلطات الإسرائيلية، او أجبرت الأهالي على هدم بيوتهم او بالاستيلاء قرابة 290 مبنى بالضفة والقدس ، والعديد من الهدم قُصِد منه إجبار السكان على ترك مكان السكن. وهذا يسجل زيادة بنسبة 46 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وأرقام قياسية للقتل بالضفة

حيث لا يجبر الفلسطينيون على ترك اماكن السكن تبقى حياتهم رهن مشيئة قوات الاحتلال الإسرائيلية التي لا توفر أحدا؛ فما بين الأول من يناير والسادس من اكتوبر قتلت القوات الإسرائيلية بالضفة الغربية أكثر مما قتلت في الأعوام السابقة منذ العام 2005. وسجل العام أكثر من سابقيه في قتل الأطفال بالضفة.
لا يمكن إنكار التطهير العرقي الممنهج للفلسطينيين، كما لا يمكن غفرانه.
حدث كل هذا قبل إعطاء الضوء الأخضر العالمي لمذابح الفلسطينيين بعد7 أكتوبر؛ منذ ذلك اليوم تصف منظمات حقوق الإنسان سياسة إسرائيل بالضفة الغربية أكثر فترات الاستيلاء العدواني على الأراضي منذ العام 1967.
وجد المستعمرون بصورة خاصة التشجيع ويفرضون حكم الأرهاب على الضفة. سجلت الأمم المتحدة 281 هجوما على الأقل شنه هؤلاء ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية منذ 7 أكتوبر.
قتل 15 فلسطينيا على الأقل بأيدي المستعمرين خلال الأشهر الستة الأخيرة؛ وفي هذه الأثناء قتل الجيش الإسرائيلي على الأقل 201 من الفلسطينيين بينهم 52 طفلا.

تم ترحيل اكثر من 1000 إنسان من اماكن سكنهم؛ اعتبِر عنف المستعمرين وترويعهم السبب الرئيس، كثيون اجبروا على الخضوع تحت السلاح بأشكال مهينة محرومة الحقوق .

لعبة النهاية

"العرب جميعا يجب ان بموتوا؛ وكل من لايرغب ان يموت عليه ان يرحل الى الأردن"،هذا ما تذكره فلسطينيمن أقوال مستعمر في مستعمرة غير شرعية راح يضؤبه بقسوة وهو يصرخ بهذه الكلمات.
من الملح ان لا تعامل جميع الميول الفاشية كوجهات نظر هامشية؛ الًأصوب انها تشخيص للهدف الاستراتيجي للدولة العميقة في إسرائيل، والمستعمرون يسهلون إنجاز الهدف.
في الحقيقة غدت فكرة هجرة الفلسطينيين او يقتلوا هي بالضبط ما اعتبره وزير مالية إسرائيل، بيزاليل سموتريتش الخيار المنطقي الوحيد المتاح للفلسطينيين. وهو يطلق على الخيار لعبة نهاية الضفة الغربية:استيلاء إسرائيل التام على المنطقة لكي نجعل من الدولة اليهودية حقيقة منجزة.
اعتبرت الضفة الغربية على الدوام جزءًا أساسيا من أي دولة فلسطينية مستقلة في المستقبل؛غير ان الخيارات التي تواجه الفلسطينيين جميعها في نطاق القسوة: البقاء تحت احتلال دائم أو التعرض لتطهير عرقي ومصادرة أراضيهم .
خيار واحد يستثنى بشراسة، هو تقرير المصير. من المهم ان يبلور هذا بجلاء لماذا يجب ان لا ننظر الى إبادة العرق في غزة بمعزل عما يجري بالضفة الغربية ، بل هو وثيق الصلة به.
حين يتباهى وزراء إسرائيل على المكشوف ب" إعادة إنتاج النكبة "، بينما يؤكد وزراء آخرون في أحاديث تلفزيونية " اننا جميعا، فيما يتعلق بالسيناريو المفضل لمستقبل غزة ، بحاجة لمغادرة المليونين" ، فهذه دلالات على ان الاستيلاء الكاسح على الأرض بات ملحوظا بصورة مؤلمة.
وحين يلمح نتنياهو وسموتريتش بأن إسرائيل سوف تحتفظ بالسيطرة الأمنية والعملانية على غزة –مرادف تماما للاحتلال- فالحصيلة الإجمالية مركبة لسكان غزة وهم يتصارعون مع هذا الدمار الهائل . ن
والأسوأ من هذا كله ، إزاء ما يحدث بالضفة ضمن الظروف المستنكرة، يبدو الاحتلال الإسرائيلي، رغم قسوته الشديدة الخيار الأقل سوءًا.
صدر عن مركز أبحاث وثيق الصلة بنتنياهو تقرير بعد 7 أكتوبر نادى ب" إعادة تموضع جميع سكان غزة وتوطينهم بصورة نهائية ". واعتبر حرب إسرائيل على غزة "فرصة فريدة يندر تكرارها" لإنجاز المهمة.
قد تتنوع الأساليب من حيث أبعاد وسرعة التغييرات المفروضة ؛ غير ان الاستهداف الأساس شوكة ذات أنصال متعددة تنغرز بأقصى السرعة : تمحو بصورة ممنهجة اي احتمال لإقامة دولة فلسطينية عن طريق عدم ترك فلسطيني ، ولا حتى أراض يقيمون عليها.
ولكي يضع السياسيون حقوق الشعب الفلسطيني في قلب أي حملة عليهم الاعتراف بعمق قيم الاستيطان الكولنيالي التي ارشدت طويلا عمليات إسرائيل وتراكيب الأبارتهايد التي امدتها بالقوة .
التفوق العرقي لليهود
يجب أن يكون الحد الأدني مطلب نفل واقع الدولة الواحدة المحدد بالتفوق العرقي لليهود الذي استحكم طويلا في بنية القانون الإسرائيلي وسياسات إسرائيل ومجتمعها. غير ان الطبقة السياسية العمالية والمحافظة التي صوتت بحزم ضد وقف إطلاق النيران[تقصد في بريطانيا] تعارض وتجرّم جميع المداخل غير العنفية الساعية لعزل إسرائيل ، مثل العقوبات ، وليس لديها ريَبٌ بصدد تزويد آلة الحرب الإسرائيلية بالأسلحة.
يرفض هؤلاء بصورة جذرية توصيف نظام الأبارتهايد، مظهرين انهم لا يهتمون إلا بالحفاظ على تقليد سياسة بريطانيا الخارجية ، سياسة مساندة النظام الكولنيالي.
يغدو من المتعذر تجنب نقطتين محددتين: فطالما يعطل مبدأ الدولتين ، لن ينتهي نضال الفلسطينيين من اجل الحرية مهما كانت الظروف.
وثانيا ،ان المؤسسة البريطانية السياسية بالتأكيد لن تدخل في حلف مع هذا النضال .
نظرا لمطالبة المسئولين في إسرائيل بأن يغدو قطاع غزة "مكانا لا وجود لكائن بشري فيه"، بينما تغنّي المؤسسة العسكرية نفس اللحن فمن الخطا الظن ان هذا التناغم مجرد موقف متشدد غير تقليدي إزاء الوجود الفلسطيني والحرية الفلسطينية نشأ فقط يوم 7 اكتوبر

.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل صناعة الامبريالية وقوتها الضاربة بالمنطقة
- القانون الدولي يدين إدارة بايدن شريكا بجريمة الإبادة والتطهي ...
- ميديا الغرب، الأكاذيب ذاتها والعمى ذاته عن الحقائق والوقائع
- جرائم الاحتلال لا تقتصر على القتل بالقذائف
- الحرب التي فضحت عوامل النكبة الأولى
- حرب إبادة البشر وإبادة المرافق التي تخدم البشر
- حلا ن للمشكلة الفلسطينية
- شعب وقضية محور النضال الأممي ضد العنصرية ومن أجل التحرر الإن ...
- أين الإنسانية في تهدئة مؤقتة بين حربين لإبادة الجنس؟
- خسارة الولايات المتحدة من حرب غزة
- الرواية الفلسطينية تحلق بالفضاءات-5
- نحن سبارتاكوس
- من بين الأنقاض المضرجة بالدم تحلق الرواية الفلسطينية بالفضاء ...
- ميثاق نوريمبيرغ والحرب في غزة
- من بين الأنقاض المضرجةبالدم نحلق الرواية الفلسطينية في الفضا ...
- الجذور البريطانية للنزاع الدائر بفلسطين
- من بين الأنقاض المضرجة بالدماء تحلق الرواية الفلسطينية في ال ...
- وقبل هجمة 7أكتوبر ارتكبت إسرائيل المجازر
- من بين الأنقاض المضرجة بالدم تحلق الرواية الفلسطينية في الفض ...
- الإبادة السياسية في فلسطين


المزيد.....




- السعودية.. القبض على مصري لـ-ترويجه حملة حج وهمية-
- -سجال- بين إسرائيل وجنوب إفريقيا بشأن تهمة -الإبادة الجماعية ...
- في ظل العمالة القسرية للإيغور.. واشنطن تحظر الاستيراد من شرك ...
- مستقبل غزة بعد الحرب يسبب انقسامات علنية داخل الحكومة الإسرا ...
- قتيل سادس في صفوف الاحتلال بغزة وكمائن المقاومة تستهدف جنوده ...
- شهيد ومصابان برصاص الاحتلال في الضفة الغربية
- مجلس الأمن يناقش إنهاء مهمة البعثة الأممية في العراق
- سجال عراقي - أممي حول بعثة -يونامي-
- تصويت لحجب الثقة بحق رئيسة جامعة كولومبيا
- الخارجية الروسية: الأحاديث الغربية عن نية روسيا مهاجمة دول - ...


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - حل الدولتين بروباغاندا وستار دخاني للتطهير العرقي