أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد رباص - ألم يحن بعد أوان توحيد نظام الأجور وساعات العمل لفائدة أستاذات وأساتذة المدرسة الوطنية العمومية؟














المزيد.....

ألم يحن بعد أوان توحيد نظام الأجور وساعات العمل لفائدة أستاذات وأساتذة المدرسة الوطنية العمومية؟


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7813 - 2023 / 12 / 2 - 10:03
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


من الأمور التي تطبخ حول الزيادات المفترضة، المقترحة والتي سيستفيد منها نساء ورجال التعليم وما تفكر فيه الحكومة، حسب ما يروج حاليا من أخبار وتسريبات موثوقة المصادر، يتضح أن الزيادات المزمع إضافتها إلى أجور الأساتذة والأستاذات سوف تتوزع على اسلاك التعليم الثلاثة كما يلي: 1200 درهم لأساتذة الثانوي التأهيلي، 1000 درهم لأساتذة الثانوي الإعدادي و800 درهم لأساتذة الابتدائي.
لا لوم على من نشر هذا الخبر، لكن الملامة تقع على من اكتفى بذلك دون تحليل الخلفية الثاوية وراء هذا التقسيم المبني على تراتبية قديمة تبنتها الحكومات المغربية المتعاقبة منذ استقلال البلاد.
منذ ذلك الزمن، توالى الوزراء المعينون أو المنتخبون على رأس وزارة التعليم وتوارثوا هذه البنية "الفارقية" دون أن يجرؤ ولو واحد منهم على تفسيرها بتوضيح مبرراتها، ودون أن يقدم، بحد الأدنى من الجرأة، على الكشف عن كونها نابعة من حكم قيمة مسبق لا يليق بوزارة من هذا النوع وبهذه الخصوصية، وعن رغبته في محوها وإحالتها على مقبرة المتلاشيات.
لاحاجة بنا إلى البحث في مصنفات سوسيولوجيا التربية أو سوسيولوجيا المدرسة لندرك أن التعامل مع المدرسين العاملين في المدرسة المغربية العمومية بهذه التراتبية راجع إلى النظرة التقييمية التي يلقيها المسؤولون المركزيون في الوزارة الوصية على الأساتذة.
مؤدى هذه النظرة هو أن اساتذة الابتدائي مسؤولون عن تدريس الصغار، لهذا يتعين وضعهم في أدنى السلم، بينما يجب الاحتفاظ بقمته حكرا على أساتذة الثانوي التأهيلي لكونهم يدرسون فتية وفتيات بالغين، فيما تبقى المنزلة بين المنزلتين لأساتذة الثانوي الإعدادي لأنهم يدرسون المراهقين.
هذا التمييز لم يقتصر ففط على الأجرة، بل نراه يمتد إلى عدد ساعات العمل خلال الأسبوع الواحد. لهذا، تم تكليف أساتذة الابتدائي بالعمل لمدة 30 ساعة، وأساتذة الإعدادي ب22 ساعة، وأساتذة التأهيلي ب16 ساعة.
بمقتضى النظام الأساسي لعام 2003, أتيحت لأساتذة الابتدائي والإعدادي، لأول مرة فرص الترقي إلى السلم الحادي عشر الذي كان قبل ذلك العهد خاصا ومخصوصا للمدرسين والمدرسات في التأهيلي، مع إمكانية الترقي إلى خارج السلم، بينما تم تجميد المسار المهني للأوائل وإيقافه عند السلم الحادي عشر الذي جاء طويلا برتبه التي فاقت في مجموعها العدد 14، وذلك لغرض إبطاء دينامية الترقي وخنق أنفاسها ظلما وعدوانا.
ربما كان هناك، منذ فجر الاستقلال، ما يبرر تعامل الوزارة بهذه التراتبية حين كانت مضطرة إلى توظيف معلمي الكتاتيب القرآنية وحاملي شهادة التعليم الثانوي (البروفي) كمدرسين في المدارس الابتدائية. أما اليوم، فقد تغير الوضع وأصبحنا أمام حملة الدكتوراه والماستر والإجازة ضمن أساتذة الابتدائي والإعدادي وهم في طريقهم إلى أن يشكلوا أغلبية ساحقة. فلماذا يستمر الإصرار على هذا التمييز السلبي؟
مسألة أخرى لا بد من إثارتها في هذا الشأن وهي تتعلق بالظروف التي يعمل في ظلها أساتذة الابتدائي الذين شاءت الأقدار تعيينهم في مدارس ابتدائية متناثرة هنا وهناك بين جبال وهضاب وسهول عالمنا القروي. وما يحز في نفوس هؤلاء هو أنهم الأقل أجرا من أساتذة السلكين مع أنهم مطالبون بتجشم أتعاب إضافية وأداء مصاريف مرتبطة بتنقلهم وتغذيتهم.
لعل ضمير المسؤولين الإداريين والنقابيين استفاق من غفوته فأدرك الحيف الذي لحق بمعلمي البوادي وتنادوا إلى مناقشة مطلب تعويضهم عن كل ذلك، لكن مقولة "كم حاجة قضيناها بتركها" كانت لها الكلمة الفصل في نهاية المطاف على غرار مطالب مشروعة تكفل الزمن وتوالي أحداثه بطمرها في كهف النسيان.
والآن، تعالوا معي لنميط سويا اللثام عن تأثير هذه القسمة الضيزى على صورة معلم السلك الابتدائي في ذهنية الناس البسطاء. من حسنات النظام الأساسي السابق أنه وحد المدرسين العاملين في المدرسة الوطنية العمومية على مستوى التسمية لاغير، فأصبح من الممكن الحديث عن أستاذ التعليم الابتدائي وأستاذ التعليم الثانوي الإعدادي وأستاذ التعليم الثانوي التأهيلي. ونظرا لرسوخ الرؤية التي كونها عامة الناس عن مدرس الابتدائي بحكم وضعه في الرتبة الدونية التي من خلالها تم احتقاره، يسأل في كل مرة قال إنه أستاذ عن أي سلك ينتمي إليه. فإن قال السلك الإعدادي أو السلك التأهيلي قوبل بالتأييد، وإذا قال إنه يعمل في الابتدائي يحسبون أنه يدعي كونه أستاذا ليس إلا ويقولون له: قل معلم وصافي!
متى تقتنع وزارة التعليم، حتى لا نقول الدولة، بفائدة تحديد أجور الأساتذة وفق معايير موحدة تسري عليهم جميعا؟ ومتى تجنح إلى توحيد ساعات العمل، وتعويضهم عن الساعات الإضافية؟ ومتى يدرك المسؤولون أن التربية والتعليم مهمتان جسيمتان تتطلبان بذل المزيد من الجهود في كل الأسلاك دون تمييز أو تفضيل؟



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مترجم/ انتهاء الهدنة بين إسرائيل وحماس، واستئناف الأعمال الع ...
- الكونفدرالية الديمقراطية للشغل: قرار مجلس المنافسة الخاص بشر ...
- اليوم السادس من الهدنة الإنسانية: قوات الاحتلال الإسرائيلي ت ...
- لحسن اللحية يكشف عن تداعيات ومشاكل تجميد النظام الأساسي
- اليوم الخامس من الهدنة الإنسانية: قوات الاحتلال الإسرائيلي ت ...
- من مهام قناة -النهار الأبيض- تحريض المؤمنين على رشيد أيلال
- اليوم الرابع من الهدنة الإنسانية: السنوار ظهر بشكل استثنائي ...
- ملاحظات على مخرجات اللقاء الأخير بين أخنوش والنقابات التعليم ...
- صاحب قناة -النهار الأبيض- على اليوتوب يرد على رشيد أيلال ويح ...
- الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو في سطور
- الحزب الاشتراكي الموحد ينتفض ضد متابعة النائبة البرلمانية نب ...
- اليوم الثالث من الهدنة الإنسانية: مقتل مزارع فلسطيني وسط قطا ...
- اليوم الثاني من الهدنة الإنسانية: لن يتم إطلاق سراح المزيد م ...
- الأسباب الخفية لعداء جنوب أفريقيا تجاه المغرب
- اليوم الأول من الهدنة الإنسانية: هنية يصف وقف إطلاق النار بأ ...
- يوميات العدوان الصهيوني على فلسطين: : 1600 جندي إسرائيلي أصب ...
- ما هي الفلسفة؟ وما الفائدة منها؟
- يوميات العدوان الصهيوني على فلسطين: مقتل أكثر من 200 فلسطيني ...
- يوميات العدوان الصهيوني على فلسطين: استشهاد 80 فلسطينيا وإصا ...
- يوميات العدوان الصهيوني على فلسطين: الصين تستضيف وزراء عرب و ...


المزيد.....




- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد رباص - ألم يحن بعد أوان توحيد نظام الأجور وساعات العمل لفائدة أستاذات وأساتذة المدرسة الوطنية العمومية؟