أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - إلياس شتواني - العشرية السوداء: جرائم الجيش الجزائري الإرهابية














المزيد.....

العشرية السوداء: جرائم الجيش الجزائري الإرهابية


إلياس شتواني

الحوار المتمدن-العدد: 7784 - 2023 / 11 / 3 - 04:49
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في مذكراته "الحرب القذرة"، يطلعنا الضابط و المظلي الجزائري حبيب سويدية عبر سلسلة من الشخوص و الأحداث على أبرز السمات و الخبايا التي ميزت الحرب الأهلية الجزائرية في سنوات التسعينيات من القرن المنصرم أو ما يعرف إصطلاحا بالعشرية السوداء. حبيب هو ضابط سابق في القواة الخاصة للجيش الجزائري، سُجن بشكل تعسفي مدة أربع سنوات من 1995 إلى 1999. هاجر حبيب إلى فرنسا عند خروجه من السجن ثم أصبح بعدها لاجئا سياسيا.

يلخص حبيب سويدية العشرية السوداء في كلمتين: الحرب القذرة. يعيدنا كتاب سويدية إلى السياق العام لمجرى الأحداث السياسية التي ميزت أواخر الثمانينيات و بداية عقد التسعينيات في الجزائر، و التي ستسفر عن مقتل حوالي 150.000 قتيل جزائري. كان أهم هذه الأحداث تأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ في مارس 1989 و بداية عصر تعددية الأحزاب و الرأي السياسي.

فازت الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالانتخابات المحلية التي جرت في يونيو 1990 و أيضا في الانتخابات التشريعية للسنة الموالية لها. لقد ضاق الجزائريون ذرعا بإدارة جبهة التحرير الوطني وبكل "تركيبتها" الفاسدة، و إستهواهم خطاب الجبهة الإسلامية للإنقاذ خصوصا و أن معاناة الجزائريين كانت بلغت أقصاها و منتهاها. لقد تنفس الجزائريون أخيرا الصعداء بعد ثلاثين عاما من نظام الحزب الواحد. لقد أضحى عباسي مدني و علي بن حاج مخَلصين في نظر الشباب المعطل و الجموع الفقيرة المهمشة.

في يونيو 1991 أوقفت أو بالأحرى "إختطفت" قواة الأمن الجزائرية مدني و بن حاج تحت ذريعة نشر الجهاد في الجزائر. تم الحكم عليهما بعد ذلك باثني عشر عاما، كما تم توقيف في نفس العام حوالي 8000 مقاتلا إسلاميا. في نفس العام أيضا تم حلّ الجبهة بشكل أساسي. لقد كانت هذه الخطوة منذرة بأن إستلام الجبهة الإسلامية للإنقاذ للسلطة أمر غير وارد أو معقول بالنسبة للسلطة الحقيقية المتمثلة في جنرالات الجيش.

رأى قسم من مقاتلي الجبهة أنه يتحتم الفوز بالسلطة عن طريق الكفاح المسلح. و هكذا ظهرت عدة جماعات مسلحة تلت وقف نتائج العملية الإنتخابية. في 9 فبراير 1991 تم إعلان حالة الطوارئ على كل الأراضي الجزائرية لمدة سنة كاملة. في نفس الشهر وقع أول عمل إرهابي إستهدف عدة رجال شرطة في كمين في العاصمة الجزائر، و هجوما آخر إستهدف مقر قيادة القوة البحرية في العاصمة.

إن الإرهاب و الرعب الحقيقي لم يبدأ بعد. يطلعنا حبيب في سيرته على جرائم الجيش الجزائري إبان تلك الفترة المظلمة في تاريخ بلاد المجاهدين و الشهداء الأبرار. لقد أضحى الجيش سيفا مسلطا على رقاب المدنيين العزل. لقد أصبح الجيش عبارة عن مجموعة من المرتزقة تجردت من كل معاني الإنضباط و الأخلاق و العاطفة الإنسانية.

جيش برابرة

فمن تعاطي المخدرات، تداول الكحول، إغتصاب النساء، إعدامات بدون محاكمة، تمثيل للجثث من تقطيع للرؤوس و الآذان، ذبح و تعذيب و حرق الأسرى، قصف قرى بالنابالم، إلى إرتكاب إغتيالات و مذابح جماعية ضد المدنيين (قرية الزعترية و الأخضرية)، غدا الجيش الجزائري منافسا للجبهة الإسلامية للإنقاذ في التنكيل بالشعب الجزائري و إرهابه بأبشع الطرق و أقذرها. هجمات عديدة إرتكبتها قواة الجيش و الشرطة و نسبتها للإرهابيين، و ذلك لبث الرعب و الخوف في قلوب الجزائريين و إسقاط مصداقية الطرف الآخر.

لقد مارس جنرالات الجيش الجزائري لعبة ميكيافيلية كان هدفها الوحيد تدمير الجبهة الإسلامية عن بكرة أبيها، أي تدمير الفكرة و النزعة السياسية من أصلها. كان الهدف الرئيسي هو الشعب "المتواطئ" الأعزل بكل مكوناته. عمليات إرهابية كان الغرض منها رفع المستوى الإرهابي لإبقاء المواطنين الجزائريين في حالة خوف مستمر. لقد كان ثلاثة ملايين "إسلامي" في مرمى الإرهاب العسكري. لقد كانت الرسالة واضحة: يجب تصفية كل من صوّت للجبهة الإسلامية للإنقاذ.

لقد قام الجيش الجزائري بتصنيع آلات قتل إرهابية و أصبح برعاية أعلام مثل السعيد شنقريحة، إسماعيل العماري، العربي بلخير، محمد مدين، خالد نزار، اليمين زروال، و آخرين كثر، مكانا ينتزع كل صفة إنسانية و سيفا مسلولا يوجه أنيابه ضد المدنيين الجزائريين. بعد كل هذا التاريخ الإجرامي المشين، لا يزال الجيش الجزائري فعلا لم يرقى إلى مستوى الطليعة و الفخر. لقد ورث جنرالات الجيش نفس بطش و إستبداد المستعمر الفرنسي. مركب نقص أودى بحياة أرواح بريئة و جعل فرنسا "المستعمرة" قبلة أولى لأموال النفط المنهوبة و المهربة، و ملاذا للشباب المستكين العاطل.

فهل سنفلح يوما في تغيير أوطاننا حقا؟



#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجن تازمامارت: هل نجحنا فعلا في تغيير الوطن؟
- فلسطين دعوة أمي الخالدة
- الفلسفة الحديثة (1): الفلسفة الإسكولائية و القديس توما الأكو ...
- علم الأخلاق: تعريفه، مذاهبه، و إشكالياته
- ما ألقى الشيطان في أمنيتي (2)
- سيغموند فرويد: الدين ،الغريزة، و الثقافة
- ألبير كامو: العبثية عدو الإنسان
- العربي المهان
- عذرا فلسطين، فعذري واحد هو أني لم أولد في فلسطين...
- عندما باع ملك المغرب اليهود المغاربة لإسرائيل
- القضية الفلسطينية هي إمتداد لقضية الإستبداد العربي
- الفلسفة اليونانية (20): أفلوطين
- الفلسفة اليونانية (19): فيلون
- الفلسفة اليونانية (18): بيرون و المدرسة الشكية
- الفلسفة اليونانية (17): أبيقور
- الفلسفة اليونانية (16): الرواقيون
- الفلسفة اليونانية (15): أرسطو
- الفلسفة اليونانية (14): أفلاطون
- الفلسفة اليونانية (13): أرستيب و القورنائيون
- الفلسفة اليونانية (12): أنتسينيس و الكلبيون


المزيد.....




- تسببت بوميض ساطع.. كاميرا ترصد تحليق سيارة جوًا بعد فقدان ال ...
- الساحة الحمراء تشهد استعراضا لفرقة من العسكريين المنخرطين في ...
- اتهامات حقوقية لـ -الدعم السريع- السودانية بارتكاب -إبادة- م ...
- ترامب ينشر فيديو يسخر فيه من بايدن
- على غرار ديدان العلق.. تطوير طريقة لأخذ عينات الدم دون ألم ا ...
- بوتين: لن نسمح بوقوع صدام عالمي رغم سياسات النخب الغربية
- حزب الله يهاجم 12 موقعا إسرائيليا وتل أبيب تهدده بـ-صيف ساخن ...
- مخصصة لغوث أهالي غزة.. سفينة تركية قطرية تنطلق من مرسين إلى ...
- نزوح عائلات من حي الزيتون بعد توغل بري إسرائيلي
- مفاوضات غزة.. سيناريوهات الحرب بعد موافقة حماس ورفض إسرائيل ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - إلياس شتواني - العشرية السوداء: جرائم الجيش الجزائري الإرهابية