كاظم ناصر
(Kazem Naser)
الحوار المتمدن-العدد: 7775 - 2023 / 10 / 25 - 07:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
القتل والدمار الهائل المنهجي المتعمد غير المسبوق الذي ترتكبه الدولة الصهيونية ضد أهلنا في عزة بدعم وتأييد سياسي وعسكري غربي أمريكي أوروبي، وبصمت عربي مشين مريب يدل دلالة واضحة ليس فقط على عداء الصهاينة ودول الغرب الدفين للشعب الفلسطيني والأمة العربية جمعاء، بل يثبت بدون مجال للشك أن معظم قادة الأنظمة العربية الانهزاميين المستسلمين، المطبعين، ومن يتنظرون الفرصة الملائمة للتطبيع هم شركاء في هذه الجرائم المقززة وهذا التدمير.
هذه الجرائم التي يرتكبها الصهاينة بحق أهلنا في غزة وفي الضفة الغربية، والتي تهدف للقضاء على المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية، وإلى إضعاف وتمزيق وتركيع أمتنا واستسلامها، والتي تتم بمشاركة وتأييد ومباركة الولايات المتحدة والدول الأوروبية ما زالت مستمرة، بينما الأنظمة العربية تقف عارية وعاجزة عن فعل أي شيء لدعم الفلسطينيين ووقف هذا العدوان.
ومن المؤسف جدا أن نرى نحن كشعوب عربية أن الكثير من شعوب ودول العالم أدانت هذا العدوان وطالبت بوقفه، وأن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو شبه الهجمات الإسرائيلية على غزة " باضطهاد النازيين لليهود خلال الحرب العالمية الثانية"، وطردت بلاده سفير إسرائيل وقطعت علاقاتها الدبلوماسية معها احتجاجا على الجرائم التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة؛ ودعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو المسيحيين حول العالم للاصطفاف ضد الإبادة الإسرائيلية للفلسطينيين، وطالب بعقد مؤتمر دولي عاجل لإعادة الحقوق للشعب الفلسطيني، بينما القادة العرب يستقبلون بحفاوة وخنوع وزير الخارجية الأمريكي، والرئيس الفرنسي، والمستشار الألماني، ورئيس الوزراء البريطاني الذين تشارك دولهم في هذا العدوان.
المواطنون العرب الذين خرجوا إلى الشوارع بأعداد غير مسبوقة للتعبير عن رفضهم لهذا الصمت والخذلان الرسمي العربي، وعن دعمهم للفلسطينيين واستعدادهم لمشاركتهم في التصدي لهذا العدوان الإسرائيلي الغربي البربري، الذي يتعارض مع القوانين الدولية والقيم الأخلاقية، يسألون حكام دول التطبيع: لماذا لا تعلقون العمل باتفاقيات السلام؟ ولماذا لا تطردون سفراء دولة الاحتلال وتغلقون سفاراتها وتستدعون سفراءكم منها؟ ويسألون الحكام العرب جميعا: لماذا لا تطلبون من سفراء الدول المؤيدة لهذا العدوان، وتحديدا سفراء الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية العودة لبلادهم؟
موقف الحكام العرب المذل من الجرائم التي يرتكبها الصهاينة ودول الغرب المنافق ضد أهلنا في غزة والضفة الغربية، لا يعبر عن رأي الشعوب العربية الأبية الرافضة لهذا الانبطاح والذل الرسمي؛ ولهذا فإن معركة " طوفان القدس " ستدخل التاريخ كواحدة من أشرف المعارك التي خاضها الشعب الفلسطيني دفاعا عن أرضه ومقدساته وأمته العربية، وستكون لها تداعيات هامة جدا ليس على الوضع الفلسطيني فحسب، بل على حاضر ومستقبل أمتنا العربية، وسيكون الخاسر الأكبر فيها هم الصهاينة ومن لف لفيفهم من اصدقائهم المتصهينين العرب!
#كاظم_ناصر (هاشتاغ)
Kazem_Naser#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟