أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - هل قرار السعودية بتعيين سفير في فلسطين مقدمة للتطبيع مع دولة الاحتلال؟














المزيد.....

هل قرار السعودية بتعيين سفير في فلسطين مقدمة للتطبيع مع دولة الاحتلال؟


كاظم ناصر
(Kazem Naser)


الحوار المتمدن-العدد: 7705 - 2023 / 8 / 16 - 10:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اهتمت وسائل الإعلام بتعيين السفير السعودي لدى الأردن نايف السديري كسفير " فوق العادة مفوضا وغير مقيم " لدى دولة فلسطين وقنصلا عاما بمدينة القدس الشرقية، وأثارت العديد من التساؤلات حول هذه الخطوة المفاجئة بتوقيتها ودلالاتها وتداعياتها، لا سيما أنها جاءت بعد 29 عاما من إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية، وبعد تطبيع الامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين والمغرب والسودان مع دولة الاحتلال.
الملاحظ هو أن توقيت تعيين السديري جاء بالتزامن مع تصاعد الحديث الأمريكي والإسرائيلي حول قرب توصل السعودية لاتفاق تطبيع مع دولة الاحتلال بضغط ورعاية أمريكية. فقد ذكرت صحيفة " وول ستريت جورنال " الأمريكية في عددها الصادر يوم الأربعاء 9/ 8/ 2023 أن مسؤولين أمريكيين وسعوديين قطعوا شوطا مهما واتفقوا على خطوط عريضة لاتفاق تطبيع محتمل بين الجانين، ويأملون التوصل إليه خلال فترة تتراوح بين بين 9 أشهر إلى 12 شهرا، أي قبل نهاية ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يرغب في التوصل لهذا الاتفاق ليكون في حالة اتمامه أهم إنجاز حققه على الصعيد الدولي، ويستطيع استغلاله محليا في حملته الانتخابية للفوز بولاية ثانية في شهر نوفمبر 2024.
والجدير بالذكر هو أن السعودية أعلنت مرارا وتكرارا خلال العقود الماضية عن رفضها إقامة أي علاقات رسمية مع إسرائيل قبل إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، وعن تمسكها برؤية المبادرة العربية للسلام وحل الصراع العربي الإسرائيلي التي أطلقها الملك السعودي الراحل عبدا لله بن عبد العزيز عام 2002، وقبلها القادة الفلسطينيون والعرب لكونها تحتوي على بنود واضحة تنص على انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي العربية المحتلة، بما في ذلك الجولان السورية وحتى خط الرابع من حزيران 1967 والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان، والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وقبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة في الضفة الغربية وقطاع غزة مقابل انهاء النزاع وإقامة علاقات طبيعية بين إسرائيل والدول العربية. فهل تخلت السعودية عن مبادرتها التي قدمها ملكها الراحل؟ وما الذي ستكسبه من التطبيع؟ وهل سيعجل التطبيع في حالة حدوثه بحل القضية الفلسطينية كما يزعم البعض؟
التقارير الإخبارية تشير إلى أن السعودية تقدمت بشروط لقبول التطبيع مع دولة الاحتلال من أهمها موافقة الولايات المتحدة على إنشاء مفاعل نووي للأغراض السلمية وتزويدها بالتقنية الأمريكية المتطورة اللازمة لذلك، وإقامة تحالف أمني بين البلدين تستطيع الولايات المتحدة بموجبه مشاركة السعودية في الدفاع عن أراضيها إذا تعرضت لعدوان خارجي، وفي الحفاظ على أمن واستقرار نظامها، والسماح لها بشراء طائرات " أف 35 " الأحدث والأكثر تطورا بين الطائرات المقاتلة، وتحسين أوضاع الفلسطينيين، لكن الملاحظ هو أنها لا تشترط إقامة دولة فلسطينية مستقلة قبل الاتفاق على التطبيع!
إسرائيل أقامت 164 مستوطنة، و 124 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية يسكنها 650 ألف مستوطن، وأعلنت أنها لن تتخلى عن استراتيجيتها الاستيطانية الرامية لتغيير التركيبة الديموغرافية للضفة الغربية وتهويدها؛ وازدادت عنصرية وبطشا ورفضا لحل الدولتين، وأنشأت معظم هذه المستوطنات والبؤر الاستيطانية بعد إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية، وبعد توقيع اتفاقيات التطبيع والسلام مع الدول العربية، مما يعني وبدون شك أنها لا تفكر بالانسحاب من الأراضي المحتلة، ولا تريد سلاما حقيقيا بل استسلاما عربيا بدون مقابل.
ولهذا يبدو أن التطبيع الذي قد يتم التوصل إليه بين السعودية ودولة الاحتلال سيكون دليلا واضحا على أن القضية الفلسطينية، التي مازالت القضية المركزية عند الشعوب العربية، لم تعد كذلك عند النظام السعودي ومعظم الأنظمة العربية، وإن نتائج هذا التطبيع في حالة تمريره ستكون كارثية على القضية الفلسطينية، ومخيبة للآمال كنتائج اتفاقيات السلام والتطبيع مع الأردن ومصر والإمارات والبحرين والمغرب والسودان.
لا شك أن قرار السعودية بفتح سفارة لها في رام الله وقنصلية في القدس الشرقية يعتبر خطوة هامة سيكون لها تداعيات إيجابية فيما يتعلق بمساعدة الفلسطينيين؛ فالسعودية دولة عربية كبيرة لها تأثيرها على دول العالم الإسلامي خاصة العربية منها، وغنية وقادرة على تقديم المزيد من الدعم الاقتصادي والسياسي للفلسطينيين؛ لكن هناك العديد من الأسئلة التي الذي تطرح نفسها في هذا السياق ومنها: هل ستقدم إسرائيل تنازلات حقيقية للفلسطينيين كما تطالب السعودية؟ وهل سيعني التطبيع تخلي السعودية عن حل الدولتين؟ وهل ستسمح إسرائيل للسعودية بفتح قنصلية في القدس؟
الحكومة اليمينية الإسرائيلية الحالية لن تقدم أي تنازلات حقيقية لحل النزاع العربي الإسرائيلي مقابل التطبيع مع السعودية، ويستمر رفضها لحل الدولتين، ولن تقدم أي تنازلات حقيقية للفلسطينيين، ولن تسمح للسعودية بإعادة فتح قنصليتها في القدس الشرقية؛ فوزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين أعرب عن رفض حكومته لفتح القنصلية بقوله" يريد السعوديون إيصال رسالة للفلسطينيين بأنهم لم ينسوهم، لكن نحن لا نسمح بفتح قنصليات (في القدس)، هذا لا يتفق مع رؤيتنا ... والقضية الفلسطينية ليست القضية الرئيسية في محادثات التطبيع." مع السعودية!
نأمل ألا تقدم السعودية على التطبيع مع دولة الاحتلال قبل الاتفاق على قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وانهاء الاحتلال، ونطلب من قادتها ألا يتعلموا الدرس من الذين سبقوهم بالهرولة لتل أبيب ولم يحصلوا إلا على خيبة الأمل ورفض شعوبهم لهم ولتطبيعهم الانهزامي المهين للعرب والمسلمين!



#كاظم_ناصر (هاشتاغ)       Kazem_Naser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنظمة التسلط والفساد والنفاق العربية ومستقبل الأمة
- هل ستهرول السعودية للتطبيع مع دولة الاحتلال؟
- دول الغرب تصوّت ضد قرار مجلس حقوق الإنسان المدين لحرق القرآن
- أخيرا وليس آخرا .. دولة الاحتلال تسمح للمستوطنين بقتل الفلسط ...
- جنين لك الله وأبطال المقاومة والخزي والعار للأنظمة العربية
- هل سيتمكن تكتل - بريكس - من إنهاء الهيمنة الاقتصادي والسياسي ...
- تفاقم الجريمة بين فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948
- بلينكن زار السعودية لمحاصرة سوريا والتقارب مع إيران ودعم الت ...
- الشرطي المصري الذي اخترق الحدود يمثل رفض أمتنا للتطبيع
- فوز أردوغان وتداعياته على علاقات بلاده بالدول العربية
- 32 قمة عربية منذ عام 1964، و61 قمة منذ عام 1945 بدون نتائج إ ...
- هل سينجح الرئيس البرازيلي في تقليص النفوذ الأمريكي في دول أم ...
- إلى قادة وأبطال المقاومة .. استمروا في تصديكم للصهاينة ولا ت ...
- الإملاءات الإسرائيلية ورفع الحصانة عن الناب العدوان ومحاكمته
- هل جاء دور تدمير السودان بعد العراق وسوريا وليبيا واليمن وال ...
- الأردنيون يعتزون بالنائب عماد العدوان ويشدون على يديه
- اعتداءات إسرائيل على الكنائس واستهدافها للمسيحيين الفلسطينيي ...
- وحدة ساحات المقاومة تغير معادلة الردع لصالح الفلسطينيين
- التناقض بين ادانات الرسمية العربية للاعتداءات على الأقصى ومط ...
- ذكرى يوم الأرض واستمرار احتدام الصراع الجغرافي والديموغرافي ...


المزيد.....




- شاهد.. تضرر مبنى -قلعة هاري بوتر- بهجوم روسي في أوكرانيا
- حلوى بريطانية كلاسيكية تواجه حالة من عدم اليقين بسبب الواردا ...
- البنتاغون يواجه تحديات غير متوقعة بسبب أوكرانيا.. موردون لا ...
- العلماء الروس يضعون قاعدة بيانات لدلافين مهددة بالانقراض
- تربة تقاوم الجفاف في العراق
- تصريح صحفي صادر عن الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن ...
- خامنئي يعلق على قمع الاعتصامات المناصرة لفلسطين في الولايات ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مواصلة عملياته وسط غزة (فيديو)
- ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة إلى 34568 قتيلا ...
- تزامنا مع سيول عارمة.. حبات برد بأحجام كبيرة تخترق الخيام في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - هل قرار السعودية بتعيين سفير في فلسطين مقدمة للتطبيع مع دولة الاحتلال؟