كاظم ناصر
(Kazem Naser)
الحوار المتمدن-العدد: 7632 - 2023 / 6 / 4 - 12:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قال المتحدث باسم الجيش المصري العقيد أركان حرب غريب عبد الحافظ أن شرطيا مصريا اخترق حدود مصر مع فلسطين المحتلة خلال مطاردته لمهربي مخدرات، وأثناء المطاردة تبادل إطلاق النار مع الجنود الإسرائيليين مما أدى لمقتل ثلاثة من عناصر الجيش الإسرائيلي وإصابة رابع بجراح.
الرواية المصرية تناقضت تماما مع ما ذكرته وسائل الاعلام الإسرائيلية والناطق بلسان الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيجاي أدرعي؛ فوسائل الاعلام ذكرت أن أحد عناصر الشرطة المصرية اخترق الحاجز الحدودي وأطلق النار على جنود إسرائيليين؛ وقال أفيخاي أدرعي عبر حسابه على تويتر: " خلال اشتباك وتبادل لإطلاق النار مع مخرب داخل الأراضي الإسرائيلية تمكن الجنود والقادة من إطلاق النار عليه وتحييده." أي استشهاده.
والسؤال الذي يطرح نفسه ويشير إلى الشك بالرواية المصرية هو: إذا كان الشرطي المصري قد اخترق الحدود لمطاردة تجار مخدرات فلماذا اشتبك مع الجنود الإسرائيليين الذين كان من المفروض أن يتعاون معهم لمطارة المهربين والقبض عليهم؟
هذه الحادثة التي قوبلت بتأييد شعبي مصري وعربي تؤكد أن الشعوب العربية، وفي مقدمتها الشعب المصري، ترفض التطبيع وتمقت المطبعين، وتؤمن أن الدولة الصهيونية هي عدوها الأول، وإن اتفاقيات السلام التي وقعتها بعض الدول العربية معها قد فشلت لأنها لم تؤدي إلى حل القضية الفلسطينية وإحلال السلام العادل المنشود، ولوقف عمليات قتل الصهاينة للفلسطينيين ومحاصرتهم وهدم بيوتهم وسرقة المزيد من أراضيهم واستغلالها في التوسع الاستيطاني؛ ولم تحقق وعود الازدهار الاقتصادي والاستقرار السياسي التي بشر قادة دول التطبيع شعوبهم بها لتبرير هرولتهم لتل أبيب، ولم ينتج عنها سوى المزيد من التغلغل الصهيوني العسكري والاقتصادي الذي يهدد الأمن القومي العربي.
اختراق الشرطي المصري للحدود مع فلسطين المحتلة وتصديه لعساكر الاحتلال يثبت أن الشعوب العربية لن تقبل الدولة الصهيونية كدولة من دول المنطقة، ولن تطبع معها، ولن تستسلم لإرادتها وإرادة حكام التطبيع العرب، وإنها، أي الشعوب العربية، ما زالت وستظل تؤمن بأن قضية فلسطين هي قضيتها الأولى، وتعتبر مقاومة ودحر الاحتلال من أهم واجباتها الوطنية والدينية والأخلاقية!
#كاظم_ناصر (هاشتاغ)
Kazem_Naser#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟