كاظم ناصر
(Kazem Naser)
الحوار المتمدن-العدد: 7524 - 2023 / 2 / 16 - 04:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أصدر وزراء خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، وبريطانيا بيانا خماسيا يوم الثلاثاء 14/ 2/ 2023 عبروا فيه عن " قلقهم البالغ " حيال قرار الحكومة الإسرائيلية المضي قدما بشرعنة تسع مستوطنات ويناء عشرة آلاف وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، وكرروا المكرر بالقول " نعارض بشدة أي تحركات أحادية الجانب من شأنها ألا تؤدي إلا إلى تفاقم التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين وتعمل على تقويض حل الدولتين عبر المفاوضات."
ورد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير على بيان وزراء خارجية الدول الغربية الخمس بعنجهية واستخفاف بقوله " أقول للأمريكيين والأوروبيين إن تسع مستوطنات هو أمر جميل، ولكن هذا ليس كافيا، نحن نريد أكثر بكثير هذه مهمتنا." ورفض العنصري الآخر وزير المالية بتسلئيل سموتريتش البيان قائلا إنه وحلفاؤه في حكومة نتنياهو ما زالوا " ملتزمين بإزالة القيود على البناء في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة كما يسميها الصهاينة)، ما يعني ان هذه الهجمة الاستيطانية لن تتوقف.
البيان الخماسي تضمن كلاما جميلا يساهم في كشف حقيقة إسرائيل العدوانية على الصعيد الدولي، لكنه يظل مجرد احتجاج لفظي لا يقدم ولا يؤخر لكونه لا يتضمن أي إجراءات سياسية أو اقتصادية حقيقية ضد إسرائيل قد تلزمها على التخلي عن ممارساتها العنصرية العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، أو على التوقف عن هجمتها الاستيطانية وسرقة المزيد من الأراضي الفلسطينية، أو تغيير موقفها الرافض للقرارات الدولية وحل الدولتين الذي قبل به الفلسطينيون ومعظم دول العالم.
لا شك أن تشكيلة وأهداف الحكومة الإسرائيلية المتطرفة الحالية تتناقض تماما مع مشاريع وأحاديث السلام، ولا تتفق إلا مع لغة التصعيد والتهديد لكل ما هو فلسطيني، ولأمن واستقرار الدول العربية بما فيها تلك التي وقعت اتفاقيات سلام مع دولة الاحتلال، وتربطها علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
هذا الاستعلاء الصهيوني المهين الرافض للقرارات الأممية ونداءات حلفاء الدولة الصهيونية، وتحديدا الولايات المتحدة ومعظم الدول الأوروبية يثبت للعالم أجمع أن الدولة الصهيونية لم ولن تجنح للسلام، وإنها لا تأبه لا بقرارات الشرعية الدولية، ولا حتى برأي حلفائها الذين يطالبونها بالتوقف عن التوسع الاستيطاني وعن ممارساتها العنصرية ضد الشعب الفلسطيني، وقبول حل الدولتين.
ولهذا نأمل ان يكون هذا الموقف الإسرائيلي من بيان الدول الخمس عبرة للحكام العرب جميعا، وللمطبعين خاصة، مفادها أنهم يواجهون عدوا شرسا توسعيا يخون أقرب حلفاءه، ينكر وجود الشعب الفلسطيني، لا يؤمن بالسلام، يخطط لاحتلال المزيد من الأراضي العربية، ولن تردعه وتنهي احتلاله لفلسطين وأطماعه التوسعية إلا القوة؛ وان المقاومة الفلسطينية التي تمثل طلائع هذه القوة الواعدة هي الطريق الوحيد للتعامل مع الدولة الصهيونية، وليس الهرولة المخزية لتل أبيب!
#كاظم_ناصر (هاشتاغ)
Kazem_Naser#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
إضافة إلى المفضلة
للاتصال بالكاتب-ة
