أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - هيجان فكري سلوكي_ثرثرة














المزيد.....

هيجان فكري سلوكي_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1733 - 2006 / 11 / 13 - 08:45
المحور: سيرة ذاتية
    


عندي هوس دائم في اختبار درجة تسامح الآخر والنساء خاصة. لا أعرف كيف نشأ وتحول إلى عادة قهرية في متلازمة الشراهة والتدخين والشراب, ثم الندم.
مثل البقية, أتسامح مع نفسي في جميع التصرفات غير المكشوفة, أفكار وممارسات غير لائقة بل مؤذية ومشينة و أدّعي ما يخالفها ويعاكسها أحيانا في الضوء وبحضور آخرين.
سلوك مكرر لا اعرف درجة شيوعه, لدي ميل طاغ لتصديق ما هو موجود ومعلن, ينعكس في المرحلة التالية بعد التفكير قليلا, أيضا لدى الآخر ما يستره وما يحاول التمويه عليه دوما.
هكذا أقول لنفسي بعد فورة الندم وما يصحبها من تبكيت ضمير يستدعي الأفكار الانتحارية, سحب سوداء أفكار مضطربة وضجيج وسوء فهم وسوء تدبير.
أليست الحياة هكذا دوما؟ اعرف أن خلف هذا التعميم رغبة أولية في تبرئة الذات وقبول الانحرافات الشخصية, بدل المعالجة المتأنية لجروح الداخل وتشويهاته, ما العمل المناسب؟
تحكمني أنا عليا مرعبة لا تتسامح مع الشطط البسيط, أواجهها بالكحول والمزيد من الكحول, بالتشتت والأوهام والميول الداعرة ومختلف أنواع التغطية الفكرية, بلا جدوى بلا أمل.
أنت تخاف من رفض الآخرين ومعاداتهم, أخبرني ياسر, وهو محق ولمس جرحا عميقا.
لو انكشفت على حقيقتي سيرفضني الجميع وأتعرّض للنبذ ثانية, ذلك الشعور المخيف, أن تبقى وحدك في الجهة الأخرى بلا سند, وتتعرض للأذية بشكل مباشر ودائم.
*
ابتعد منتصف العمر وانزلقت إلى كهولة مضنية. طاقة القبول ضاقت, الحلم انحسر وما أريده يبتعد ويضيع. شتاء متوحش يطرق بابي.
في الكتابة بعض الأنس,شيء من السلوى والمؤانسة, لا خيار آخر.
أفكر في عمري وحبي المسفوحين على الطرقات, في أفعال الندم تنهش عقلي ووجداني, أفكر بما ضيّعته صغيرا وكبيرا, هل سأفعلها وأضع حدا لاحتضار طويل...!
أتذكر الآن عبارة لأدونيس في الكتاب على الأرجح" أريد فتاة عذراء لأنكحها" شعرت بالنفور الشديد وأنا أقرأ العبارة, وتوقفت عن متابعة القراءة, وهي الآن تقحمني فجأة, وتنقذني!
هل كان على الأدب والشعر أولا تمهيد الطريق, للمكبوت والمرفوض أخلاقيا واجتماعيا, ثم لتتسع مساحة وفضاء الخيال والعيش معا, أظن ذلك.
ماذا يفهم من العبارة المكررة والشائعة جدا"في الحب والحرب كل شيء مباح ومسموح"؟!
هي إشارة مباشرة على ازدواجية المشاعر والأخلاق, أو التعارض الوجداني بتعبير فرويد.
يعيش في عقلي توأم حقيقي داعر وناسك, يتناوبان الظهور في مختلف أحداث حياتي.
حتى اليوم يوجد تعادل في القوى, لم ينتصر أحدهما, ولم يستسلم الآخر, إلى متى!
أول سؤال لصديق قادم من البلاد الأخرى عن النساء والعلاقات الجنسية.
*
في الأمس لم أفتح الباب ولم أرد على تلفون, حبست نفسي 24 ساعة, للتسلية والتجربة.
امتنعت عن التدخين نهارا, وفي فيلم السهرة لفت نظري عبارة مركزية: السارق وشريكته, ليتهربا من الشرطة, قال لها عانقيني بشغف ظاهر, وهكذا مرت سيارة الشرطة بسرعة كي لا يزعجوا العاشقين! فكرت عندنا يحدث العكس تماما, أي حالة عناق في الشارع ستنتهي بكارثة للاثنين معا. عندهم يوجد فصل واضح, دور العبادة والزهد في جانب ودور التسلية واللهو في الجانب الآخر, المعايير والشروط واضحة, على العكس من حياتنا في بلاد العرب أوطاني,
أغانينا وأشعارنا وحكاياتنا المتخيلة والمعاشة, تدور في الدرجة الأولى حول غزوات الجنس, من الجانب الذكوري وبنفس الوقت المطلوب سلوك معاكس, تعفف ونزاهة على طريقة بوذا!
نسائنا فاضلات وماجدات ويعني ذلك كارهات ورافضات للجنس حصرا.
سبب مباشر لهذياني اليوم, صديقي الشاعر الخمسيني, كالعادة بدأ يتفاخر بفتوحاته النسوية, المتخيلة أو الحقيقية الله أعلم, وبنفس الحديث دون مقاطعتي, أكمل عن أخلاق الفروسية بتعبيره هو, بعدما التقى بالفتاة التي واعدته على الهاتف, ووجدها في مطلع عشريناتها, غمره الشعور الأبوي تجاهها.
عندما نكتب(تكتب أنت سألته بوضوح) عن العشق والحب,أليست المعشوقة في خيالنا الجمعي فتاة شابة بالتحديد؟ ويا ليتها تكون عذراء( الإضافة من عندي)...
سأترك الأجوبة والهلوسة ومشاعر الغضب والندم والكبت والتبكيت, وأبدأ نهاري مع النت.
*
بسبب عطل مخدّم الشبكة في اللاذقية, أعود لأكمل بهذه المكاشفة الصغيرة.
لا أرى في تعطّل مهارة التسامح عندي مشكلة, قبل أن تصيبني نتائجها القبيحة.
أسائلهم عن التسامح وأحواله, وأتغاضى عن نزعة الانتقام وهوس الثأرية في شخصيتي!
النزعة الثأرية وجه العملة الآخر للسلفية والتشبث بما مضى.
بعدما يعاق المشروع الشخصي والتطلع إلى الفعالية والإنجاز, يبدأ طور التبخيس الذاتي, والذي يستدعي بدوره فقدان الأمل والثقة بالنفس ثم الآخر, عند هذه الحدّ تنفذ طاقة التسامح, تنغلق الحياة والخيارات المختلفة في سلوك من هنا وحدث من هناك, ونصل إلى الدرك الأخير إما أو: الصراخ والعدوان الهستيري أو كزّ الأسنان وتحطيم العالم الداخلي.
يقتضي التسامح كفكرة, إدراك وقبول المختلف والاختلاف وتجاوز أسطرة الذات, ويقتضي سلوك التسامح درجة من المرونة الوجدانية والتفتح العاطفي, يقتضي التسامح فردا يحترم المعرفة ويرغب باكتساب المهارة والتعلّم, يقتضي التسامح مجتمعات ودولا, البريء فيها حرا ومحترما حتى تثبت إدانته. يقتضي التسامح المعافاة من النرجسية الجريحة والمعافاة من سجون الأفكار والأحكام المسبقة, يقتضي التسامح احترام النفس والذات أولا .



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوت آخر_ثرثرة
- قمر يضيئ اللاذقية_ثرثرة
- ثقوب سوداء في الحاضر_ثرثرة
- الجهة الأخرى_ثرثرة
- بدائل الأم السيئة_ثرثرة
- السعادة ليست في الطريق_ثرثرة
- قبر حسين عجيب_ثرثرة
- سيرورة الحداد الناقص(حلقة كآبة)_ثرثرة
- تورّط عاطفي_ثرثرة
- رسائلي أنا إليهم
- فنون المتعة والاستمتاع_ثرثرة
- رسائلهم_ثرثرة
- مستقبل الشعر_ثرثرة
- إني أستسلم_ثرثرة
- الغراب الأبيض -مسودة ثانية-
- كيف أثبت براءتي_ثرثرة
- كيف ينتهي الماضي_ثرثرة
- الفرح السوري_ثرثرة
- كلامنا المسروق_ثرثرة
- الجوار القاتل_ ثرثرة


المزيد.....




- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...
- دراسة جدلية: لا وجود للمادة المظلمة في الكون
- المشاط مهنئا بوتين: فوزكم في الانتخابات الرئاسية يعتبر هزيمة ...
- ترامب: إن تم انتخابي -سأجمع الرئيسين الروسي الأوكراني وأخبر ...
- سيناتور أمريكي لنظام كييف: قريبا ستحصلون على سلاح فعال لتدمي ...
- 3 مشروبات شائعة تجعل بشرتك تبدو أكبر سنا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /19.03.2024/ ...
- إفطارات الشوارع في الخرطوم عادة رمضانية تتحدى الحرب
- أكوام القمامة تهدد نازحي الخيام في رفح بالأوبئة


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - هيجان فكري سلوكي_ثرثرة