أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - قبر حسين عجيب_ثرثرة














المزيد.....

قبر حسين عجيب_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1721 - 2006 / 11 / 1 - 06:42
المحور: الادب والفن
    


قبر حسين عجيب _ثرثرة
مفارقات مضحكة هي الحياة.
سلسلة من الكوارث وما لايمكن احتماله أو تقبّله في بعديها المنطقي والعاطفي.
خطوط وألوان تتراكم بشكل عشوائي, وتمحى بشكل أكثر عشوائية.
ذلك ما أراه اليوم, وأنا أتصفّح موقعي الشخصي, عبث ولا جدوى, داخل دورة مغلقة من العذاب وسوء الفهم وسوء التكيّف وسوء التدبير.
بالأمس واليوم_ لم أجد ما يستحقّ الموت لأجله.
ولم أجد ما يستحق الجهد مدى الحياة.
كسول أمضي من يوم لآخر, وأنا احقن دماغي بالكحول والنيكوتين, لأقوى على الخطوة التالية

كيف يراني الآخرون؟
أظنه السؤال الذي يراودنا أحيانا, لنزيحه بتأفف بعد خطوة من التأمل الذاتي, مباشرة لدى ملامسة الجوانب المكروهة أو المحجوبة بعناية من شخصياتنا. البعض يقترب _وهنا أقصى الشجاعة_ أيا تكن الظروف المحيطة بالشخص. لقد فعلها بوذا وسقراط والمعرّي وسواهم... وحتى اليوم الأغلبية المطلقة من البشر لا ترغب ولا تجرؤ حتى لمجرد إلقاء نظرة خاطفة إلى داخل الكهف النفسي المظلم.
لست "فلتة زماني" ذلك الحلم الطفولي الذي يعرفه الجميع, وهو المظهر الأبرز في الانتقال من الطفولة إلى الرشد والنضج الوجداني. بعبارة أخرى "أسطرة الذات" هوية الطفولة, تلازمنا دوما مثل الملامح واللون وزمرة الدم,وفوقها يرتفع البناء متعدد الحجرات والطوابق, متفاوت بين شخص وآخر بلا شك, لكن الأسس والمادة الخام لا تتغيّر مع كل الأسف والحسرة

كيف أتعرّف إلى صورتي الحقيقية؟
توجد عوائق يتعذّر تجاوزها أمام تقدير ذاتي مناسب.
توجد عوائق أكثر أمام تقييم خارجي يحقق درجة متوازنة في الموضوعية.
أفشل في التعرف على نفسي عن طريق الاستبطان والتأمل الذاتي, وأعترض على صورتي العامة_التي يوجد نوع من اتفاق حولها_ إن جاز التعبير, في حالة الفشل والرفض, وأسارع إلى عرضها بامتنان في حالة القبول والنجاح.
لا جديد تحت الشمس.

صار لي موقع شخصي على الأنترنيت.
سرني اهتمام سوزان أكثر من الموقع نفسه.
ليس لدي رغبة في تعديل أي شيء في الموقع, سوى عبارة"الحقوق محفوظة" والصورة.
أعترض بشكل مبدأي على ديكتاتورية الصورة, بشكل اعتباطي يلغى زمان وفضاء مفتوحين, ويستبدل كل ذلك, بلحظة التصوير بغضّ النظر عن نجاحها أو فشلها. ولأن لا بدائل أنسب,
صورة ما هي رمز بعيد وعشوائي عن شخص يتلاشى في مكان آخر.
أما عبارة الحقوق المحفوظة, فهي تضمر الخشية من وجود قرّاء وقراءة, قد يرغبون أخذ أو استعارة أشياء(تعابير, أشكال وصور, كلمات) بدون إذن!
*

لطالما داعبتني فكرة كوني شخص مختلف, في الكتابة والحياة والتفكير, أعرف أنها خاطئة, وهي رغبة صبيانية بالدرجة الأولى, لكنها تبقى وسيلة دفاع فعّالة ضد الاكتئاب.
أين تنشر كتاباتك؟ وبعضهم يقولون شعرك؟
_لا أنشر, لست مستعجلا. تجربتي في بدايتها, كنت أجيب بشعور حقيقي.
بعد الثلاثين رغبت في عرض تجربتي, التسمية الأنسب في اعتقادي, حاولت التعرّف على الوسط الثقافي والأدبي بالتحديد, لم يرحّب بي, ومن جهتي لم ألح وأعتبرها حركة ذكاء.
كنت أخاف من الفشل أو الرفض, وأنفر من المجاملات المكشوفة ومن الازدحام.
النسخ القليلة من أشباه العزلة التي وصلتني, جلبت معها الخجل الشديد, حاولت توزيعها والتخلص منها بأسرع طريقة, وذلك ما حصل.
نحن لانتبادل الكلام أشعرتني بالرضا, نعم بالرضا والثقة بالنفس, كيف ولماذا؟ لا أعرف.
كتابة الرأي والتجربة المباشرة,كان لها تأثير كبير على شخصيتي وحياتي. هنا يمكنني ممارسة واختبار الشعور والمخاوف والقناعات, بدون حساب للنتيجة.
أنت تدخل القارئ إلى غرفة نومك, قال لي مصعب.
نعم, حياتي صارت منشورة على شبكة الأنترنيت, ولا يمكن استعادتها.
بيتنا, تحوّلت المزحة إلى واقع, ما ذا ستسمي المجموعة الجديدة: بيتنا أجبت.
ثلاث خطوات تفصلني عن الخمسين, ولا توجد غرفة ولا حتى مغارة اسكنها بحريتي.
بيت في الهواء, سأضحك,لا تواضعا ولا تعففا ولا فخرا, ليس أمامي سوى الضحك أو الجنون.
والأخيرة يا حسين: الغراب الأبيض.

*

الموقع قبر جميل.
لم تعد حدود نرجسيتي في قبول الآخرين, رضاهم أو سخطهم, جوانب الضعف المخبأة بعناية, لجاجة الحاجة وتبديدها لأعز ما نملك. تلك أشياء تغري للاندفاع بتهور غير محسوب, للتعرية والتعري بلا توقف.
بعض الأحداث الصغيرة وكنت أهملها ولا ألتفت إليها غالبا, هي التي غيرتني من الداخل, وغيرت نظرتي لنفسي وللآخرين والخارج كله.
ماذا يعني موقع شخصي على الأنترنيت؟
لعبة جديدة بطعم الأمس وقسوته, بين المعنى والمعاناة خيط لغوي هشّ.
السعي لإحراز إعجاب الآخرين ثمن باهظ للحرية.

فتشت في المرآة عن طفولتي
يخيّل إلي أحيانا
الصورة هي الأصل
http://www.geocities.com/husseinajeeb/



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرورة الحداد الناقص(حلقة كآبة)_ثرثرة
- تورّط عاطفي_ثرثرة
- رسائلي أنا إليهم
- فنون المتعة والاستمتاع_ثرثرة
- رسائلهم_ثرثرة
- مستقبل الشعر_ثرثرة
- إني أستسلم_ثرثرة
- الغراب الأبيض -مسودة ثانية-
- كيف أثبت براءتي_ثرثرة
- كيف ينتهي الماضي_ثرثرة
- الفرح السوري_ثرثرة
- كلامنا المسروق_ثرثرة
- الجوار القاتل_ ثرثرة
- الغراب الأبيض_ مسودة أولى
- خسارة كيكا وعالم الأنترنيت_ثرثرة
- حصن الدفاع الأخير_ثرثرة
- سقف التوقع_ ثرثرة
- زكام صيفي_ ثرثرة
- مجتمع الأنترنيت مرة ثانية_ثرثرة
- الانسان المهدور_ثرثرة


المزيد.....




- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...
- شاهد.. أول روبوت روسي يسقط على المسرح بعد الكشف عنه


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - قبر حسين عجيب_ثرثرة