أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - مجتمع الأنترنيت مرة ثانية_ثرثرة















المزيد.....

مجتمع الأنترنيت مرة ثانية_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1638 - 2006 / 8 / 10 - 10:32
المحور: الادب والفن
    


النظر من جهة أخرى:

عودة منذر من مهرجان لودليف الشعري حدث حقيقي في اللاذقية, في الواقع عودة أي مسافر خارج سوريا, تشكل حدثا حقيقيا لأهله وأصدقائه, هنا نعيش في الانتظار وللانتظار. أيام وأحداث رتيبة متشابهة مكررة, لا شيء يحدث لا أحد يأتي. كيف يعيشون هناك؟ سؤال أزلي.
رأيت إيمان مرسال ومعي نسختك من مجموعتها الجديدة: جغرافيا بديلة, أخبرني منذر.
سررت كثيرا, أنا إذن شخص مهم, لست مهملا ولا نكرة في وسط الثقافة الرائع...يا إلهي.
في اليوم التالي كنت أنتظر بشغف وصول المجموعة, حقيقة الأمر, كان أكثر ما يشغلني...الإهداء... بماذا ستخاطبني الشاعرة المهمّة والشهيرة, هل تعترف بي, وهل سمعت باسمي أصلا؟ تساؤلات كثيرة خطرت في ذهني قبل أن أفتح المغلّف المكتوب عليه اسمي, وجدت الكتاب عاريا كأنني اشتريته بنفسي من المعرض. شعرت بخيبة وانكسار.
حاولت تفكيك شعوري السلبي, للحفاظ على متعة الهدية كما متعة قراءة شاعرة أحب كتابتها.
ربما هناك لا يكتبون إهداءات, ربما لأسباب خارج حسابات الأهمية والمودة, ربما أي شيء لكن شعوري بالاستياء لم يهدأ.
حاولت عبر الأنترنيت الوصول إلى عنوان الشاعرة وفي ذهني كتابة عبارة أساسية, تتضمن الشكر مع العتب و التساؤل الصريح عن غياب الإهداء. لم أجد العنوان.

ربما أدركت
بحدس المرأة
أن الصداقة دون سواها
تجري
من السقف إلى العتبة
وليس العكس أبدا
المرارة
دائرة
تحصر خارجها
بين الشعور بالغبن وعقدة الاضطهاد وموجات الغضب والسخط تدور حياتي.
*

أخبرني صديقي أيهم بوجود موقع متميّز" كيكا", مشكورا أرسل لي العنوان وما عليّ سوى الضغط على الرابط, حدث ذلك سنة 2003, أرسلت مادة بعنوان رسالة إلى أختي, بعد أقلّ من ساعة رأيت المادة منشورة وبحفاوة معلنة. بسرعة قياسية صرنا صديقين أنترنيتيين أنا و العراقي في باريس صموئيل شمعون. في كيكا شببت عن الطوق, وبدأت أكتب بلا رقيب.
سرني امتياز الكاتب الحر, ما أكتبه سينشر بعد وقت قصير, باستثناء عابر لبعض الأسماء التي يحرج المحرر تناولها. تلك السنة حدث انفجار انترنيتي في عالمي, جهة الشعر وأفق والسفير العربي ومرآة سوريا وصوت العراق, مواقع كثيرة يمكنك فيها أن تكتب ما تشاء.
أحمد جان عثمان وأنا بدأنا حوارا مفتوحا.
هل تريد نشره عند صديقي الليبرالي في كيكا؟
هل تريد نشره عند أصدقائك اليساريين في الحوار المتمدن؟
بين الفكاهة والجدّية, قررنا نشر الحوار عبر الموقعين.
بعد سنة صارت كيكا تتعالى على كتاباتي وجهة الشعر تهملها وغيرها ربما.
بعدما أتى مقصّ الرقيب على شفاف الشرق الأوسط وفضاءات وغيرها وغيرها....
بقي موقع الحوار المتمدن, مع محاباته الواضحة للميول اليسارية, وكونه غير مشغول بتلميع صورة صاحبه أو أصحابه, ولا يضع المزاج الشخصي في صلب المعيار الفكري والأدبي, صالحا للإقامة والحوار والثرثرة.
*
النظر من مكان محايد:
هل يستحق حدث عابر" وصول كتاب بدون إهداء" وربما حدث ذلك سهوا,كل هذا الشحن العاطفي والثقافي, فيما بلاد بكاملها تنام وتصحو على كفّ عفريت كما يقال!؟ وبعدما وصلت الوحشية الإسرائيلية إلى ذروتها وبالمقابل وصلت متلازمة الشعور بالغضب والمهانة في العالمين العربي والإسلامي إلى ذروتها أيضا!
في الكوارث والمآسي الشخصية والعامة يتزايد التركيز على الأنا والشأن الذاتي وليس العكس.
تلك النتيجة التي استخلصتها من حطامي الشخصي و تتركّز في عبارة: أسطرة الذات.
كل أشكال وصيغ الانغلاق الذاتي والأنانيات المختلفة محض دفاعات ضد تهديد مبهم ومجهول, مصدره الأساسي تدنّي سويّة التقدير الذاتي وتدهور الثقة بالنفس واحترامها.
يتعذّر الفصل الكامل بين الأسباب الشخصية والموضوعية والتي تؤدي محصلتها النهائية إلى أسطرة الذات, الانقطاع عن غنى الوجود, واستبداله بأخيلة واستيهامات فقيرة تنغلق في مثلث طفلي, قاعدته الغرائز وضلعاه هوس التملّك وهوس السيطرة.



كيف يراني أصدقائي ومعارفي, بعبارة أوضح, كيف يتحدّد الموقع الشخصي لي ولسواي, في الشعر والثقافة والمجتمع؟
في البلاد الحديثة, حيث القانون يحكم الجميع, وقواعد اللعب السياسي والثقافي والتجاري والإبداعي والإعلامي وسواها محدّدة بوضوح مقبول من الأغلبية, ليس لهذا الكلام معنى.
أما في بلادنا, جميع مظاهر الحياة دوائر مغلقة, وما يمنح درجات الأهمية, فقط المسافة من المركز, حيث تتجمع السلطات والمعايير في شخص: الأب أو الملك أو الزعيم أو الأمين العام أو بالعكس حيث تتناسل نماذج الأم المفترسة.
في الخط المنحني البداية هي النهاية, والمسافات لا تختلف سوى بدرجات القرب أو البعد من المركز, البعد الفردي مفقود في الزمن الدائري, تحت أي تسمية تمّ الإغلاق .
*

النظر من هنا_ الرؤية من مكان أليف:

بعد كأسين من الويسكي في مرسم نزار صابور, وبعد الحديث مطّولا حول الحوافز التشجيعية وأثرها في الإبداع كما في مجالات الحياة الأخرى, طلب مني الصديق الفنان إعادة اسم الشاعرات إيمان مرسال وسوزان عليوان وهدى حسين, ليتسنّى له البحث في شبكة الأنترنيت, ومن ثم قراءتها على مهل, كما أسعدني طلبه اللطيف, حول كتابتي وإمكانية الحصول عليها أو على بعضها.
اصطحبني الصديق الشاعر منذر مصري إلى مرسمه. تحدث بكرم عن بقية المشاركين والأنشطة المرافقة, واستفاض في رواية الأحداث الممتعة في المهرجان, ثم ناولني المغلّف الذي يحوي: جغرافيا بديلة_ على المغلّف اسمي مع ضمّة فوق الحاء, مع أنني أظنهم في مصر يلفظونها بكسر الحاء, وجدت فيها إشارة ودّ لطيفة.
سرّني أن تجد الشاعرة المصرية اللامعة_الوقت اللازم لمتابعة كتاباتي الشعرية وبعض المقالات على شبكة الأنترنيت.
مسبقا كنت أعرف أن عنوانا مثل: نحن لا نتبادل الكلام..يثير فضول القارئ العادي, فكيف الحال مع شعراء وفنانين مرموقين, خصوصا أنه منع من النشر. أما أن يصل بهم الأمر إلى العتاب اللطيف والممتع, على غيابي غير المفهوم عن المنتديات والصحف وبقية الفعاليات الشعرية خصوصا, لقد وجدت في ذلك_بصراحة_ الدعم المناسب لرفع التقدير الذاتي والمكافأة الكبرى على الجهد والمنجز, وكل ذلك أمدّني بالطاقة الملائمة للاستمرار في الكتابة بجدية أكبر وصدقية أعمق.

الرؤية من مكان أليف_ النظر من هنا:

أعيش يوما بيوم. كل يوم هو عمر بطوله, له ذاكرة خاصّة واستراتيجية واستعداد أخير.
حلم التجوال في العالم, انحسر إلى زيارة سنوية لبيروت لا تتعدى أيامها أصابع اليد, وحتى رحلة إلى قبرص أو تركيا أو مصر, صارت من الأحلام المستحيلة.
حلم تغيير وظيفتي إلى الحقل الثقافي, ولو يكن في مجلّة إعلانية, بدوره تحوّل إلى استيهام اجتراري غير قابل للتحقيق.
حلم إيجاد دار نشر محترمة ل نحن لا نتبادل الكلام أو بيتنا , صار مسخرة, تجلب لي الهزء والتشكك وتكاد تتحول إلى مقدمة اعتداء.
حلم العيش لأسبوع واحد بالجملة أو المفرّق_طيلة بقية عمري_ مع القليل من السعادة, يشبه حلم طفولتي برائد فضاء يعيش في بيت ياشوط.
لهذا كلّه وأكثر بكثير_له علاقة مباشرة بأشخاص أحياء وهو ما يمنعني عن كتابته_ هاجرت إلى مجتمع الأنترنيت وإلى الخيال كوطن بديل
يمكنني العيش فيه أكثر من الواقع المباشر.
شكرا منذر على الاهتمام
شكرا إيمان على التذكّر

قرأت جغرافيا بديلة, بسرعة وبتحيّز عاطفي مسبق, صحيح.
وجدت فيه ما يشبه رياضيا عجوزا, يحاول أداء تمرينات صعبة(يبدو أنه كان يجيدها), ينجح هنا ويتعثر هناك, وبقي شعور العطف غالبا على التعاطف, ومع ظهور بعض العضلات وبعض المهارات في حركات منفصلة عن سياقها أحيانا, لم استطع تناسي:
ممرّ معتم يصلح لتعلّم الرقص, ثم المشي أطول وقت ممكن....
وكأنني في حفل تكريم لبطل سابق, فكان العرض بمجمله للتكريم والتذكير قبل المتعة.
ليست قراءة بقدر ما هي انطباع عابر,
قد يكون سقف التوقع المرتفع السبب, قد يكون مزاجي السيئ, قد تكون الكتابة نفسها.

اللاذقية _حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانسان المهدور_ثرثرة
- اليوم الأخير_ثرثرة
- مثل بئر مهجور_ثرثرة
- زائد عن الحاجة_ثرثرة
- بين عدميين_ثرثرة
- شخصية الزعيم _ثرثرة
- ثقافة الجواب_ثرثرة
- نم واستيقظ
- الحب من طرف وحيد_ثرثرة
- يتامى سوريا_ثرثرة
- نفوس مريضة ومتهالكة_ثرثرة
- جسد يتداعى_ثرثرة
- الحاضر في دورانه
- في الحاضر المفقود
- بيت في الهواء_ثرثرة
- ساعة شؤم -ثرثرة في يوم كئيب
- لا سعادة لانجاح_ثرثرة
- موت الأب
- أصوات مختلطة_ ثرثرة من الداخل
- بلاد قليلة_ثرثرة من الداخل


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - مجتمع الأنترنيت مرة ثانية_ثرثرة