أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - بيت في الهواء_ثرثرة














المزيد.....

بيت في الهواء_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1573 - 2006 / 6 / 6 - 10:01
المحور: الادب والفن
    


لأن لا خيار آخر, أجرّب كل الإمكانيات المتوافرة, لقبول وضع اجتماعي ثقافي سياسي, هو من الصلابة والثبات ما أفقدني كل أمل في تغييره. استراتيجية التخلّي(البيسّوية) تحتاج إلى عقول وأرواح عظيمة, كمثل بقية الخيارات النمطية الكبرى, إخماد الرغبة(البوذية), العيش الإبداعي في كل لحظة بطريقة عمر الخيّام, الثورة الدائمة(مع أنها صارت تضحكني وقد أضحكتني للتو) بعدما استبدلتها بنقيضها الفرو يدي( رفع الكبت وتحرير المكبوت), خلق المعنى أو إيجاده والبحث عنه...كلها أنماط وعرة وطويلة الأجل وتحتاج أيضا إلى طاقة نفسية وصبر وقدر من الإيمان, ليسوا بحوزتي.
التفكير الايجابي أو محاولة ذلك, هو رصيدي المتبقي للأيام السود القادمة, مع أني لا أجيد ذلك حتى اليوم, وبعد مضي عشرات السنين في المحاولة, لا بدّ من الثرثرة, الكتابة, التعبير الموارب والرمزي حقيقة عما لا يمكنني قبوله فكيف بمحبّته والرضا عنه؟!
لمن أتوجّه بهذه الثرثرة المستمرّة؟
هل هي شكل من الاعتراف, هل هي صرخة يأس واستغاثة, هل هي نوع مضمر من رغبة الإنجاز, هل هي نداء إلى أناي الآخر, أم أنها مجرّد تنفيس لاحتقان وتوتّر يحتلان المضمون الشعوري واللاشعوري لشخصيتي المنهوبة..ربما, ما يهم.

الطريقة التي وضعني بها صاحب البيت, وقبل ساعة فقط على تجديد عقد الإيجار, تركني أمام خيار فعلي وحيد, قبول ما يريده وعلى بياض, ثم مبادلته نقص الاحترام والبحث المحموم عن بيت آخر ومالك آخر. كيف سأشرح ذلك لفريدة الغير سعيدة؟ بل الغاضبة والممتلئة بالحقد والسخط لتتجمّد عند حرفي لا, صمّاء بكماء.

هل كانت رغبتي المضمرة بتسمية "بيتنا" لإثارة أعمق المشاكل وأقدمها مع فريدة؟

هل هي " الصراع الأزلي" في المؤسسة الزوجية على السيطرة والنفوذ؟

ما نصيبي من حصّة الزوج المخدوع, وما نصيب فريدة من العنف الأسري؟
استحالة أن تكون مهزوما في الشارع وفحلا في الفراش, على قولة حسن بحري؟

هل فاضت سمومي وضغائني عن السيطرة الشعورية حتى؟

هو الألم يشعل كل الحرائق
هكذا قال عماد يوما, وتحوّل بعدها إلى أنيس ورفيق للجميع عدا زوجته.
*

سأتعلّم الاحتيال, أخبرت صديقي نضال برغبتي التاريخية, وكل ما في الأمر أنني تريّثت في الرد على مكالمة صاحب البيت, لأمنح نفسي فرصة يوم أو يومين, لتدبّر مشكلة الانتقال.

في هذه الفترة شعرت بالتعب والضيق, ورحت أتنقل بين مشاهدة قريب جدا بين جوزيف عيساوي وأيمن زيدان, والكمبيوتر اللذيذ. الفنان السوري مهموم بقضايا المنطقة وقلق مما يحاك, مع انه تزوج ثلاث مرات. مشاكله كلها من العيار الثقيل.
ما يشغلني ويستحوذ على مشاعري وأفكاري, البيت, بعد أسبوع أو شهر أو سنة على الأكثر, سيكون كل شيء في بيتنا مختلفا.
لك يا منازل في القلوب منازل, كم أحببت قول ا لمتنبي, مع أن عشرات المنازل التي أقمت فيها, محيت من ذاكرتي ومحتوياتي الشعورية.
لهذا البيت وضع نفسي خاص, فيه صار لدي كمبيوتر ودخلت في العالم الافتراضي نهاية العام 2002, وجميع أصدقائي الأنترنيتيين تواصلت معهم من هذه الغرفة, وهي تشكّل حيّزي وفضائي الأهمّ والأحبّ, صحيح كثر هم الذين أحبهم ولا يعرفونها, وليس لدى فريدة أي فكرة كما يبدو, عن أهمية هذا الجانب من حياتي.
الشعور بالمرارة مع الإحباط المديد, أقصر الطرق بين الكآبة والاكتئاب. هذا ما أعرفه من خبرتي الشخصية قبل الكتب والأطباء.
ترهقني فكرة ترك هذه الغرفة, ما ذا سأفعل بالأوراق والدفاتر والكتب, كيف سأحميها؟
أمامي الكمبيوتر مع الجدار الشمالي, على يميني السرير والستارة المسدلة, خلفي كراكيب الكتب والكلام, والمكتبة المعدنية على يساري_ خارطة اللاذقية مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان, دفاتر قديمة أوراق... لا تسامحهم يا إلهي.
*
التسامح والغفران أكثر المهارات تعقيدا وصعوبة, على النقيض من الحقد والانتقام الغريزيين.
ما نصيبي الشخصي منهما؟ في بلاد وثقافة فيها الموت والعنف على مدار الساعة وبشتى الطرق, ماذا يسع الفرد الضعيف والمعزول أن يفعل!
سأشرب كأسي وقد أثنيّه وأثلّثه...لأنام على حلم أن يكفّ صنّاع الرأي والكلام في بلادي وكلّ البلاد, عن تخريب آخر ما تبقى من " الكرامة الإنسانية" إن كان للعبارة معنى.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساعة شؤم -ثرثرة في يوم كئيب
- لا سعادة لانجاح_ثرثرة
- موت الأب
- أصوات مختلطة_ ثرثرة من الداخل
- بلاد قليلة_ثرثرة من الداخل
- مجتمع الأنترنيت_ثرثرة من الداخل
- البداية والمنعطف_ثرثرة من الداخل
- البدايات|السيطرة والحلول_ثرثرة من الداخل
- رأي بظاهرة جمانة حداد
- الماغوط وأسطورة المبدع الأمي_ الميت, ثرثرة من الداخل
- مخاض مسرحي في اللاذقية
- توصيل وتواصل_ثرثرة من الداخل
- بطل في سوريا
- هذه الحياة_ثرثرة من الداخل
- الكحول وعقدة الذنب_ثرثرة من الداخل
- أصدقائي .....أصدقائي
- الديكتاتورية_محنة الحاكم والمحكوم
- مراجع الاعلام العربي...والمصداقية
- غريب في جبلة ...غريب في بيروت
- لماذا لا يوجد عندنا؟


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - بيت في الهواء_ثرثرة