أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - توصيل وتواصل_ثرثرة من الداخل















المزيد.....

توصيل وتواصل_ثرثرة من الداخل


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1522 - 2006 / 4 / 16 - 11:43
المحور: الادب والفن
    


البطل نموذج أبوي ينظم الحياة النفسية للفرد, وبنفس الوقت يحدد العتبة والسقف للعمل والإنجاز, وله دور مركزي في درجة التقدير الذاتي بالتزامن مع معايير الإبداع التي يشكل مرجعها الاجتماعي الدائم.
في مجتمع مغلق تنحصر نماذج البطل وأفعاله في حيّز المفارق والمتعالي, حيث يوجد مستويين لا غير, أول ومركزي يقرر ويمتلك ويمنح ويعاقب, وثانوي ملحق وتابع يقتصر دوره على التنفيذ والأعمال الصغرى(التي هي في الواقع مختلف أفعال الحياة المباشرة). كما يورّث المال والاسم والجينات يورّث الموقع الشخصي في المجتمع, يسود عدم الرضا والاحتقار المتبادل في مجتمع تراتبي بالضرورة.
تحوّل أو انتقال البطل ونماذجه وأفعاله إلى المستوى العادي واليومي, هو بحدّ ذاته نقلة كبرى في ثقافة الحياة وتغيير لمركز الاهتمام من المطلق إلى النسبي.
*
كما يفعل الكثيرون في الثرثرة الشفاهية أو المكتوبة, ألامس من بعيد جروح الذاكرة المتوسطة, وأتكتم أكثر على العميقة منها وغير القابلة للشفاء. ليس بقصد التضليل أو تحويل الانتباه عن الوجع الشخصي, ربما بدافع الشفقة والتوحّدات غير الواعية وغير المفهومة, في سياق عائلي حينا, وفي رغبة الحفاظ على بقية من مشترك, يبعد شبح العزلة الرهيب, ولو لأيام قليلة حينا آخر. أعرف كيف يتحوّل الإحباط المديد إلى شعور مزمن بالمهانة, وبعد ذلك كيف تطغى رغبة الانمحاء, وأكثر صيغها الدفاعية انتشارا تلك الرغبة في الحصول على قبعة الإخفاء, لتقدم الحلول فوق الواقعية, عبر الأحلام العابرة للحدود في جوف غرفنا المغلقة السوداء.
الفقر الشديد يمنعنا من الانفصال الكلي عن الواقع وتلك ميزة أساسية لأهل القاع.
*
تساءلت أكثر من مرة عن المشترك بين السوريين, ولم ألحظه إلا من الخارج, في العدو كما في السلوكيات القهرية المتكررة.
في لبنان كما في العراق, كذلك في الخليج وفي المغرب والسودان أيضا, يشترك المعارض مع المسؤول مع الهامشي, في اللهجة المحليّة, يتحدثون بطلاقة واسترسال بدون تأتأة أو تلكؤ, وبدون شعور بالذنب كمن يقدم على خيانة مفضوحة, على العكس تماما من المساكين في سوريا. ليس فقط عند الظهور عبر وسائل الإعلام, حتى في المقهى والمنزل بعد تجاوز العدد ثلاثة, يبدأ النتع والتشنّج في الألفاظ والحركات, وتعالي أيتها الفصاحة لتنجدي سوريا بائسا في جميع أوضاعه يمثّل دور الضحية أو البطل فقط لا غير. وعندما يحدث العكس, كما هو الحال لدى بعض مذيعاتنا ممن تجاوزن أسوار البلاغة والفصاحة الزمخشرية أو بعض المثقفين البعد حداثيين, يبرز الهوس في استحضار المفردات المنقرضة بلا حساب.
لا أختلف عن سواي بخصائص السوري (المشتركة), القبول بمحفوظاتي الأخلاقية والثقافية بدون أدنى جهد أو رغبة في الإضافة أو التعديل, والرفض المبدئي لشركائي وأشباهي. البحث المحموم عن الاعتراف بقيمة شخصية.
*
أي شكل من التواصل أفضل من العزلة والإهمال.
لست مدينا لأحد في هذا العالم بكلمة شكر.
أنا الذي…., ودورك يقتصر على الموافقة والتأييد.
.
.
.
تلك العبارات مجتمعة لها معنى واحد" افعل ولا تفعل"
هكذا يمرّ عمري المهدور كسوري.

*
فقط عندما اكتب لسوزان,وبعد ذلك بمسافة للصديقة التي لا أعر ف اسمها مع أنني أعرف شكل أعضائها الحميمة بالتفصيل, صفحات وساعات بلا حساب ولا إحساس لا بالزمن ولا بالضرورة. وهي كتابة خاصة.
عدت بعد كأس, وقبل أن أقرأ, الكتابة أعلاه, لأنني أحب أن أتواصل, تكلم معي عيسى وعماد, لولا البعد لكنت الآن أعبّ الخمرة مع أصدقائي وندمائي في الواحة.
ما الذي فعله الزمن بنا؟ ما أبأس هذه العبارة, ما الذي فعله الأب والقائد و....
عذرا أنا أعيش في اللاذقية, مع أنك قارئتي وقارئي نتعامل بحميمية وثقة, أمامي حوالي العشرة سنين, لتمضي بين الكس, الكلمة بالأصل الكأس, كرر كمبيوتري طباعتها عشرات المرات, وكنت أمحوها, هي أكثر ما أحب في هذا الوجود.
سأحاول التفكير بطريقة أخرى الآن, لماذا أنا غير سعيد في حياتي؟
هل لنقص في إشباع الحاجات الأساسية؟ لكن ما هي الحاجات الأساسية؟ أم وأب وإخوة وصداقات وأقارب؟ طعام وشراب ومسكن وملذّات؟ أنا فاقد للإيمان على الأقل هذا شعوري الآن, سوزان تخيفني ليس بمعنى العقاب, هي أرقّ وأنعم من رأيت في حياتي, وخوفي يأتي من فكرة ابتعادها عن فظاظتي وعني وهذا مرعب.
*
بماذا نتواصل وكيف؟
أنت مثلا (س) سبب وجودك الآن, يمتد لألوف السنين وربما ملايين, من ناحية الجينات والوضع الاجتماعي. أكثرنا لهفة يتوقف عند الرقم عشرة أو عشرين, ومن ناحية الأب غالبا, وبالمقابل لا يتعدى جيلين أو ثلاث في النظر للقادم.
ربما لم أتحدث عن قضية الإنجاب(أن يكون لدي فتاة أو ولد) بشكل جدّي. لا أثق بدوري كأب أولا, بعدها الأم.. أمي الحقيقية كانت تحتاج لإعادة تربية وتأهيل مديدين قبل الزواج, وأبي أكثر ضررا.
مرات وبالأخص عندما أرى بنت لطيفة, كم تمنيت أن أنادي ابنتي, حقيقة وبالفعل.
تمنيت أحيانا أن يكون لي ولد, ربما نجحت بصداقته, لكن الفكرة تاليا.
كيف يتفاهمون, يقومون بأشياء مشتركة وناجحة! لا أعرف.
أنا مجرد شخص جبان, قريبا أدخل الخمسين ولا أعرف الثقة.
لو كانت أم ابنتي أو ابني فلانة؟ حلم يقظة دائم.
أحببت محمد الماغوط أكثر من علي أسعد عجيب, وأحببت تشيخوف أكثر.
لا تروقني أحلام مستغانمي, ولا غادة السمان ولا نوال السعداوي, أحبّ إيمان مرسال وهدى حسين وأحببت مغنانا الحاج في قصيدة يتيمة قرأتها في السفير.
نحن لا نتبادل الكلام.
*
قرأت مرة لأنسي الحاج" في التوصيل والتواصل" أعتقد أنه يفكر أحيانا بشكل عميق وبخصوصية.
ربما لأنه تجاوز" عتبة الألم" المشتركة, ربما لأسباب لا يمكن حصرها.
في سوريا, كما في البلدان المجاورة, دول تحكم وتمتلك كل شيء.
وهنا تبدأ الكارثة, تتحول الدولة التي هي أصل المشكلة وأساسها, إلى ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها. للأسف يحاول الجميع بما فيهم"أبي الشعري محمد الماغوط" التمويه على ذلك, وبعدها يدخل الجميع في غابة الظلام.
لا أدين لأحد في هذا العالم بكلمة شكر.
هذا اليوم
وهذا المساء
نحن داخل الصورة وخارجها
كما يحدث منذ الأزل
إصبعك, طرف الجفن
حقيقة مشتركة, قبلها وبعدها
لا شيء
هذه هي الحياة

اللاذقية_ حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطل في سوريا
- هذه الحياة_ثرثرة من الداخل
- الكحول وعقدة الذنب_ثرثرة من الداخل
- أصدقائي .....أصدقائي
- الديكتاتورية_محنة الحاكم والمحكوم
- مراجع الاعلام العربي...والمصداقية
- غريب في جبلة ...غريب في بيروت
- لماذا لا يوجد عندنا؟
- الكابوس بالألوان
- جنون الارتياب
- العدو النفسي,خراب عاطفي_ثرثرة من الداخل
- العشق والجنس والحب_ثرثرة من الداخل
- الحب في سوريا
- الفرصة الثانية
- اتركوا فريدة السعيدة تنام بهدوء
- مبروك لحماس ولكن
- أنا سوري.......يا نيالي
- من هو الديمقراطي السوري
- كن ماهي المعايير؟ ثرثرة مفتوحة
- على قاعدة التمثال


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - توصيل وتواصل_ثرثرة من الداخل