أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - هذه الحياة_ثرثرة من الداخل














المزيد.....

هذه الحياة_ثرثرة من الداخل


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1517 - 2006 / 4 / 11 - 09:11
المحور: الادب والفن
    


متى يتوقف هذا الغبي عن ثرثرته!
العبارة بمعناها الواسع تختصر رأي الكثيرين, بينهم معارف وأصدقاء, المشترك الذي يجمعهم حيالي هو التعامل بخفّة معي كإنسان وككاتب.
قد تكون حياتي بمجملها سلسلة حماقات, لكن أثرها السلبي اقتصر عليّ بالدرجة الأولى. بشيء من الوعي والقصدية حوّلت شخصي(الكريم أو المتواضع ما يهم) إلى مختبر دائم لأفكاري ومشاعري.
واعترف بصراحة لو أمكنني إعادة حياتي من البدء, لاخترت خلافها بالكامل. فأنا لست سعيدا في حياتي, كانت بمجملها ردود أفعال واستجابات عشوائية لمؤثرات, مصدرها خارج وعيي وفوق إرادتي بالغالب.
مع أن عبارات"عتبة الألم" و"خطّ الحاجة" و"الواقع النفسي", نسبية وتختلف من شخص لآخر, يحددها مستوى مشترك, يمكن من خلاله التمييز بين حظ طيب وآخر مأساوي بشدّة, كان لي على الدوام نصيب من الخطين وهو ما يدعوني للاعتقاد بأن في تجربتي بعض الخصوصية التي تجنب كتاباتي السطحية المبتذلة وتحمّلها, ربما, تميّز ما.
أفكر كذلك, لماذا تقتصر كتابات السير الذاتية على المفارق, وتتجنب الحيّز الكبير الذي يشمل أغلبية البشر, بحياتهم المملّة والمكرورة بخطوطها العريضة.
ويبقى الأهم في كتابتي وثرثرتي, أنها طريقتي الشخصية في الاستشفاء أو على الأقل للتنفيس وتخفيف الاحتقان والتوتر.
كيف تعرف أنك مكتئب؟
لعشرات السنين بقيت أدّور السؤال على نفسي, مع المرض والحاجة والتشرد يضاف إلى ذلك مناخ غير ودّي وغير متفهّم, مع انعدام الفرص الجيدة, من المنطقي أن يتلازم الغضب مع الخوف مع شعور عميق باللاجدوى في تدمير أسس الثقة, وصباغة حياة بكاملها بالكآبة. هكذا وجدت نفسي بلا ماض بلا مستقبل.
*

الصحّة الجيدة, الإشباع العاطفي, الاستقرار الاجتماعي والمهني...كلها شروط لازمة وغير كافية للاتزان النفسي. كذلك: تحقيق المعنى من خلال التقدير الذاتي المناسب(في الماضي كنت لأقول تحقيق الذات), قبول الخسارة والفهم المحدود, تجاوز عتبة الألم بنجاح, ضبط الرغبة ومحاولة إخمادها...كلها وسائل لمواجهة البؤس, بلا جدوى غالبا.
قبل أن اسمع بفرناندو بسوا, مشيت في طريق التخلّي, لكنني لست بشجاعته, كما أني ضعيف للغاية أمام الكأس والجميلات, وأحمل جوع قرون من الفصل الغبي بين الجنسين, حماقة الأسلاف وعمى بصائرهم الموروث ضاعف المأساة.
أحمل خصلة من بوذا وأخرى من الخيّام وثالثة من أبي نواس وفكرة من فرويد
وخبرة من تشيخوف وسحنة من رياض الصالح الحسين,....,. البارحة مات الماغوط, حاولت قتله بمختلف الطرق والوسائل وفشلت.
بعدما يتعوّد السوريون
التسامح والتفكير الهادئ
سوف توضع سنية الصالح مع الماغوط
إلى جانب رياض الصالح الحسين
في الكتاب المدرسي.

أنا أيضا استحق أكثر مما حصلت عليه, الشيء الوحيد الذي أنا متأكد منه, الخسارة المحتّمة.
يمكننا أن نكون صديقين
نتحدث كما نرغب ونشتهي
وكل ما نحتاجه
أن نتعلّم كيف نحب من جديد.
ما الذي فعله الزمان بك!
لنتخيّل المشهد
الأسلاف بدوننا
والحياة في فضاء آخر
كما يحدث دائما
نحن داخل الصورة وخارجها.
بعض أصدقائي يحملون آراء طريفة للغاية, بعضهم الآخر ليس كذلك, نحن جميعا نمتلئ بالكراهية والحقد عندما تحتكّ جلودنا بمسمار.
*
رجل يشبهني
أمام كمبيوتري, في غرفتي
يحصي مملكته
على هذا الجدار طفولتي
على ذاك
شبابي
وخلف الباب, بقية عمري
أكثر من مرة فكّرت
إلى أين يذهب الموتى
*
كل يوم جديد أعيشه من حساب بقية عمري, لكن كيف سيكون اليوم الأخير ومتى؟
مرات نادرة, وأظنها حظّ استثنائي, كان يومي هو الأجمل والمنتهى, أليس الواقع النفسي أكثر حقائق البشر رسوخا؟
معظم أيام حياتي أمضيتها بانتظار ما سيأتي أو مراجعة لما ذهب, وبذلك كنت أضاعف خسارة الوجود, بتبديد حصّتي المتحققة في الوجود الشخصي, دائما كانت امرأة تضاعف الخسارة أو تملأ المعنى والحياة.
بعد قليل إلى عاديات جبلة, قراءة في عزلة الذهب لعيسى مخلوف, من اختيار ياسر اسكيف, ترى هل خطر في بال الشاعر يوما, أن تلقى مجموعته الناعمة هذا الاهتمام في جبلة, هو الذي اقتبس عبارة بورخيس"كم هو مليء بالعزلة هذا الذهب" هكذا هي الرسائل, لا تصل بدا.
في جبلة أصدقاء وشعر وحب, وفي جبلة كراهية وحقد ووحل, في جبلة يجد الغريب صورته, بدون افتعال أو قصد, سيحنّ إليها دوما, وسيتذكّر في لحظات صفائه, أن بعضا من روحه بقي في جبلة ولا يرغب بمغادرتها أبدا.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكحول وعقدة الذنب_ثرثرة من الداخل
- أصدقائي .....أصدقائي
- الديكتاتورية_محنة الحاكم والمحكوم
- مراجع الاعلام العربي...والمصداقية
- غريب في جبلة ...غريب في بيروت
- لماذا لا يوجد عندنا؟
- الكابوس بالألوان
- جنون الارتياب
- العدو النفسي,خراب عاطفي_ثرثرة من الداخل
- العشق والجنس والحب_ثرثرة من الداخل
- الحب في سوريا
- الفرصة الثانية
- اتركوا فريدة السعيدة تنام بهدوء
- مبروك لحماس ولكن
- أنا سوري.......يا نيالي
- من هو الديمقراطي السوري
- كن ماهي المعايير؟ ثرثرة مفتوحة
- على قاعدة التمثال
- الوطنية السورية_هرم يقف على رأسه
- نساء سوريا صديقاتي_ثرثرة من الداخل


المزيد.....




- بابكر بدري رائد تعليم الإناث في السودان
- -على مدّ البصر- لصالح حمدوني.. حين تتحول الكاميرا إلى فلسفة ...
- هل تحلم بأن تدفن بجوار الأديب الشهير أوسكار وايلد؟ يانصيب في ...
- مصر.. انتقادات على تقديم العزاء للفنان محمد رمضان بوفاة والد ...
- الإمارات.. جدل حكم -طاعة الزوج- ورضى الله وما قاله النبي محم ...
- ساحة المرجة.. قلب دمشق النابض بتاريخ يتجدد
- جلسة شعرية تحتفي بتنوع الأساليب في اتحاد الأدباء
- مصر.. علاء مبارك يثير تفاعلا بتسمية شخصية من -أعظم وزراء الث ...
- الفيلم الكوري -أخبار جيدة-.. حين تصنع السلطة الحقيقة وتخفي أ ...
- بالاسم والصورة.. فيلم يكشف قاتل شيرين أبو عاقلة


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - هذه الحياة_ثرثرة من الداخل