أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الكحول وعقدة الذنب_ثرثرة من الداخل














المزيد.....

الكحول وعقدة الذنب_ثرثرة من الداخل


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1508 - 2006 / 4 / 2 - 05:55
المحور: الادب والفن
    


مأساوية الوجود الإنساني"ولادة, صراع,موت", مشكلة الوعي بالدرجة الأولى وكيفية تقبّل ذلك مع محاولات تغيير شروط العيش بشكل دؤوب ومستمر.
لا اختلف عن غيري, بالمتناقضات الكثيرة بين التصورات والممارسة الفعلية.
أظنني من ذلك الصنف الذي تحكم حياته بمجملها الاثمية أو عقدة الذنب أولا. لتأتي بعد ذلك ضروب التعويض ومحاولات الهروب المختلفة. أكثرها تواترا وتكرارا الكحول والتدخين, وربما تغيير المبادئ والأفكار والمحاولة الدائمة للنظر من جهات أخرى, لا تعدو كونها تنويع على تلك العقدة أو محاولات يائسة للتملّص منها.
أحمل بعض الأفكار الثابتة والتي تظهر بشكل ممارسات متكررة مع اختلاف الظرف والأشخاص. أكثرها إشكالية تلك القناعة التي استخلصتها عبر القراءة ومن مصادر مختلفة ومفادها أن في العقل والتفكير السليم فقط طريق الخلاص.
*
لكن مشكلتي والعقبة الأساسية في التواصل والتكيّف, وربما الإنجاز قه قه قه, تكمن في نقص التقدير الذاتي ومنعكسها في عدم الثقة بالآخر. دائم التردد حيال أتفه القضايا, حذر ومنكمش داخل قوقعتي, ويحدث العكس بعد عدة كؤوس, يظهر النمرود وهو يرفس ويزعج ولا يبالي بأحد. صباح السكرة بداية يوم نمطي كأنه نسخة فوتوكوبي. بين التحقير الذاتي والتبرير للأنا العليا يمضي يومي المشّوش. وأكثر ما يريحني الكتابة, كأنني أبرر للقاضي النفسي الخاص بي أي حالة متعة أو استراحة من تعذيب العقل والتفكير, وكأن تمرين شعري أو ثرثرة في مقالة, يمنحانني الحق في العيش والتجريب أكثر من حاجة كهل للترويح والفضفضة.
الضمير كلمة مبهمة أفهمها كمحكمة مكتظّة بالمختلفين, تارة أحاول قسر حياتي على شروطها ومرّات أحلم بنسفها من الجذور. لم أتّخذ قرارا مهما في حياتي وأحاول تغطية ذلك بالتعقّل وحسن التفكير والتدبير مع علمي أم الأمر ليس كذلك.
*
علاقتي بالجنس متناقضة إلى درجة الفصام, لا تعجبني العلاقة الأحادية وأنفر أكثر من تعدد العلاقات الجنسية, أظن ذلك ما يسموّنه تناقض الدوافع مع الأنا العليا.
الانترنيت قدّم لي حلاّ سحريا في العالم الافتراضي, أقوم بجولات طويلة على الأماكن الإباحية وما يسمّى اللا أخلاقية, بحيث أشبع رغبتي بالتلصّص من جهة وأتجول أكثر في مواقع الأدب والفكر وأستمتع حقا.
ما زلت أحمل ذلك الحلم الطفو لي الذي يعرفه الجميع, الوصول إلى امرأة هي كلّ النساء, أما كيف ومتى, لا تشغلني تلك الأسئلة. أحب في الكحول ما يظهره من مكبوتات ونفس الشيء أكرهه في الكحول, لا أتناوله أبدا كمنوّم وأتجنبه في الأزمات الحادّة, أظنه مع التدخين صديقي مدى الحياة.
ما أراه هذا الصباح مختلف عن مادة تحمل نفس العنوان, وعمّا رأيته ذلك الصباح.
*
ما أعرفه هذا الصباح

السلطة والثروة والملذّات, بؤر جذب دائمة وشديدة الخطورة,
وفي تركيزها يتمّ نفي الآخر في الوعي وفي الوجود.

الشمس تسطع هذا الصباح
كما يحدث منذ ملايين السنين
أشعر أني لم أحصل على ما أستحق
وبهذا أشبه بقية من سبقوني
ما أعرفه هذا الصباح
أني لا اصل إلى ما أريد
في يوم حبي
وفي يوم تعاستي
تشرق الشمس
وما يتغير في المشهد
اسم الناظر والقليل من كلامه
ذلك كل ما أعرفه هذا الصباح
*
أخطأ العابرون وجوههم
في النبض
وفي الصراخ
تمهّل
تلك مشيئتك ورجاؤك
النسيان جرح قديم
أيّ وعد حملت
وأية جناية تحجز الأمل
أو ترعاه...
وأنت في غيابها تشقى
وفي حضورها تستعد للمغادرة
*
بين قطع الخشب والزجاج
كانت الشموع
تومض وتختفي
الفراغ لا يشبه الموت
إنه يتحدّاه
ويومئ إليه
كما فعل الأسلاف على هذا الشاطئ
دون أن يكترثوا لمصير عبثهم
أو صراعهم اليائس ضد النسيان
يمكنني هذا الصباح بسهولة
أن أرسل لهم اللعنات أو الاحترام
وأدّعي أنني أعرف كل ذلك
بمجرّد الوقوف خلف النافذة
البحارة تركوا سلالهم
في البعيد
وملامحهم المنقولة إلينا
بقيت كأنها آخر رسلهم
ضد المعرفة.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصدقائي .....أصدقائي
- الديكتاتورية_محنة الحاكم والمحكوم
- مراجع الاعلام العربي...والمصداقية
- غريب في جبلة ...غريب في بيروت
- لماذا لا يوجد عندنا؟
- الكابوس بالألوان
- جنون الارتياب
- العدو النفسي,خراب عاطفي_ثرثرة من الداخل
- العشق والجنس والحب_ثرثرة من الداخل
- الحب في سوريا
- الفرصة الثانية
- اتركوا فريدة السعيدة تنام بهدوء
- مبروك لحماس ولكن
- أنا سوري.......يا نيالي
- من هو الديمقراطي السوري
- كن ماهي المعايير؟ ثرثرة مفتوحة
- على قاعدة التمثال
- الوطنية السورية_هرم يقف على رأسه
- نساء سوريا صديقاتي_ثرثرة من الداخل
- بين عاديات جبلة وكيكا_ثرثرة من الداخل


المزيد.....




- حضور فلسطيني قوي في النسخة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي ...
- للمرة الثانية خلال شهور.. تعرض الفنان محمد صبحي لأزمة صحية
- -كان فظيعًا-.. سيسي سبيسك تتذكر كواليس مشهد -أسطوري- في فيلم ...
- اشتهر بدوره في -محارب الظل-.. وفاة الممثل الياباني تاتسويا ن ...
- عرف النجومية متأخرا وشارك في أعمال عالمية.. وفاة الممثل الإي ...
- السيسي يوجّه بمتابعة الحالة الصحية للفنان محمد صبحي
- الفنان المصري إسماعيل الليثي يرحل بعد عام على وفاة ابنه
- الشاهنامة.. ملحمة الفردوسي التي ما زالت تلهم الأفغان
- من الفراعنة إلى الذكاء الاصطناعي، كيف تطورت الكوميكس المصرية ...
- -حرب المعلومات-.. كيف أصبح المحتوى أقوى من القنبلة؟


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الكحول وعقدة الذنب_ثرثرة من الداخل