أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الفرصة الثانية














المزيد.....

الفرصة الثانية


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1451 - 2006 / 2 / 4 - 07:13
المحور: الادب والفن
    


الكل يستحق فرصة ثانية_ثرثرة من الداخل

الغضب والفكاهة:

عدت من تسكّع طويل في اللاذقية, وطيلة الوقت كنت أفكر بمشكلة "الفرصة الثانية" ألا نستحق جميعا فرصة ثانية, ردي المباشر نعم وبدون تحفظ, لكن في الحياة الفعلية حيث الألم والدموع والوحل وكل أشكال "الممارسات الإنسانية", يوجد خطأ شائع في تسمية ما نرفضه بممارسة لا إنسانية أو حيوانية وخلافه, وفي الحقيقة كما نعلم جميعا في لحظات الصفاء, نعرف وندرك أن السلوك الإنساني وحده ما يتصف بالغدر والكذب والخسّة والطمع والغرور والحسد و.., كما يقابله سلوك إنساني خاص بهذا الجنس من الأحياء, الإبداع والتفكير والتسامح والخيال و.., وتبرز من جديد مشكلة الفرصة الثانية. المشترك بين جميع الأديان, هو تأجيل الحساب الإلهي على كل ما نفعل, إلى بعد الموت. والمشترك السلوكي بين جميع الأديان والعقائد, هو العكس تماما. لا يعرفون ولا يعترفون بشيء اسمه" فرصة ثانية" لست فلتة زماني في ذلك, في حالات الخوف أو الغضب أو الحزن أو الإثارة, ونادرا ما أكون خارج تلك الحالات, أعيش في عدمية مطلقة, في هذه اللحظة يجب أن أحقق الحق والصح والصواب والمناسب للتو, وأنكر البعد الزماني, ولا أحتاج إلا إلى العكس بالسلوك والتفكير, لاحترام مبدأ الفرصة الثانية.

لكن المشكلة في تعدد الفرص أنها على حساب تنوع التجارب حتما. من جديد الأحادية تطلّ برأسها, الرغبة بالعيش في الدرجة صفر من التوتر, قانون الجهد الأدنى يحكم المادة والشعور, ويتعذّر الفكاك منه بالوعي. ثنائية المتعة والألم تشترك مع ثنائيات الحياة بالجذور البيولوجية والغريزية, ولا تعدو كونها الشقيق الأقرب للأحادية اللذيذة والكريهة بنفس الدرجة والشدّة. في غياب المغامرة يتحول الإصلاح إلى لغو فارغ والعكس بالعكس. إلى أين أتجه في هذه المتاهة, صديقي خلف مفكر بالوراثة, وأنا أيضا أفكر كما تسوقني فأرة الكمبيوتر يا لهنائي.

*
حلم التغيير جماعي, ولا احد يريد أن يصدّق, أن إمكانية التغيير للأسوأ هي المرجحة, وفي النهاية هي الحتمية الوحيدة في الحياة.
هل الجميع يحتاجون إلى فرصة ثانية؟
هل فعلا لا توجد مشكلة, بل إمكانيات حلول متعددة؟
كنت عائدا إلى البيت, وأفكر بمشكلة الفرصة الثانية, وتراءى لي أنني في حلم, ومع نهايته سأستيقظ في حلم آخر, فتحت النت وبحثت عن أسمي, هذه عادة إلكترونية أمارسها, فوجدت مواد ورسائل ممتعة جدا, ضحكت بعمق وسعادة, وتحوّل مزاجي من الغضب والإحباط إلى المرح والفكاهة.
كم هو سهل التحول بين وجهي المشاعر الإنسانية, من الغضب والخوف إلى النقيض الثقة والمرح, كم هو شاق أيضا. الكلمة هي المفتاح السحري وهي الطريق الملكي وهي باب الهاوية, توجد أشياء وقوانين فاعلة بالتأكيد: المال, السلطة, الرغبة في الفوز, الشرّ العالمي كما يسمّيه صديقي بوذا(الغرور), يمرّ في خاطري الآن صداقات وعلاقات مع حياة متموّجة بكل الألوان. المرح والفكاهة في مقابل الجدّية والعبوس, لقد اخترت طويلا الأسوأ, وكانت المشكلة الأولى نقص مقدرتي على الحب, الخوف أعمق من الحب, الخوف... الخوف, من يحتاج لهذا النبت الشيطاني الذي نرعاه بعناية محيّرة لا يمكن قبولها إلا في حالة العطب العقلي والعاطفي. الخوف والغضب تسميتان لحالة إنسانية واحدة, ينحسر فيها الوجود ويتقلّص إلى نقطة وحيدة الأبعاد, هي العدو أو الآخر أو الشريك في المطلق, بدون فرصة ثانية.
سأمنح نفسي فرصة ثانية وأنظر إلى سوريا التي أحب, تلك التي رآها أحمد جان عثمان وماجد المذحجي وكثيرون وكثيرات, نحن بخير اطمئنوا وطمئنونا.

*
الحماقة واللعب: ما أردت شيئا بقوة إلا وتحقق بعد فوات الأوان.
كانت تلك المادة مختلفة تماما, فقرة أولى وثلاث جمل, لعبت بها بالحذف فقط وتغيّر المعنى والاتجاه,من رسالة شبه شخصية وبالأسماء الصريحة إلى رصانة موضوعية, تحترم الخصوصية وتفتقد للحميمية والدفء.
تلك الشعرة التي تفصل بين الحماقة واللعب كيف تتحدد وبأية معايير؟ حدود معرفتي وتجربتي لا تتعدى بعض الأسئلة المفتوحة, وهي تناسب مزاجي الشخصي من جهة وتوافق تفضيلي للأدب والثقافة على السياسة والخصام, كما أن ميولي العامة لتخفيف التوتر إلى حدّه الأدنى, تجد في هذه الفسحة ما يلائم الحالة المثلى للعب على المتناقضات, بالطبع كما يتخيّلها عدمي غاضب قدمه في اليسار والثانية في الليبرالية.
أستخدم_مثل كثيرين_ المصطلحات والعبارات بمعاني متضاربة, وأمطّ في الكلام أو أقفز بدون تبرير منطقي بين أفكار مختلفة, مرة بسبب الحماقة وأخرى لرغبتي باللعب.
مثل( ) بين القوسين, يحتمل أسماء لأعضاء الجسم التي يعافها الحسّ المشترك, نشبه من نحتقره بالعضو التناسلي, وهذا سقف الحماقة, ما هي الأعضاء الحميمة, والأكثر حميمية, أليست هي نفسها التي نطابقها بأكثر ما نكره ونجده منفرا؟!
رؤوس مربع الإبداع: الحماقة في مقابل اللعب والغضب في مقابل الفكاهة. وفي هذه اللحظة اتصل صديقي اللبرالي برهوم من حلب, وأنا في طريقي إلى القطار, نبيذ في حلب, بصحة الأصدقاء.
اللاذقية_ حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتركوا فريدة السعيدة تنام بهدوء
- مبروك لحماس ولكن
- أنا سوري.......يا نيالي
- من هو الديمقراطي السوري
- كن ماهي المعايير؟ ثرثرة مفتوحة
- على قاعدة التمثال
- الوطنية السورية_هرم يقف على رأسه
- نساء سوريا صديقاتي_ثرثرة من الداخل
- بين عاديات جبلة وكيكا_ثرثرة من الداخل
- خبز وماء_ثرثرة من الداخل
- تغكير عقلاني_ثرثرة من الداخل
- وجه آخر لثقافة الموت_ثرثرة من الداخل
- بيوت وكلمات....ثرثرة من الداخل
- الصدف ضيعتني.._ثرثرة من الداخل
- وجه الغائب_ثرثرة من الداخل
- اسمه تعايش_ثرثرة من الداخل
- وجه فوق القناع_ثرثرة من الداخل
- موقف الخسارة _ثرثرة من الداخل
- قصة موت معلن_ثرثرة من الداخل
- الجوهرة


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الفرصة الثانية