أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - لا سعادة لانجاح_ثرثرة














المزيد.....

لا سعادة لانجاح_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1566 - 2006 / 5 / 30 - 11:53
المحور: الادب والفن
    


ليالي كثيرة أمضيتها بعينين مفتوحتين, وأكثر منها دخلت إلى الفراش برغبة ألاّ أستيقظ أبدا.
التعوّد على العيش في الواقع قدر لا فكاك منه. أن يصل واحدنا إلى الخمسين ولا يرى خلفه سوى الحطام, أمر رهيب ومخيّب للأمل. خراب العالم الداخلي يحدث بالتدريج وعلى دفعات لكن إدراك ذلك يحدث بشكل صاعق دوما. الكبرياء الزائف مع الغباء والغرور أهدر طاقة الحب لديّ, أحيا وحيدا في عزلة خانقة لا ينفع معها كحول ولا تبغ أو شعر أو إيمان.
في الحقيقة لا أثق بنفسي ولا بأحد, الخوف مع التشكك والحذر دفعني إلى سلبية قصوى.
كنت أنظر إلى الموت من بعيد وعلى عجل, دوما الموت هو موت الآخر وليس دمارنا الشخصي ونهايتنا الفارغة في العدم, أتخيّل بلمحة خاطفة حالتي كأب, ويفزعني ذلك إلى صوري الكئيبة في اجترارها ليل نهار. لا شيء مهم لا معنى لا جدوى, مجرد صور وأصوات تختلط وتتلاشى في الظلام.
لمن سأتحدث اليوم؟
أين سأشرب كأسي وأرمي أعقاب سجائري؟
ماذا عساي أفعل في هذه الظهيرة العمياء؟
الأفكار الجيدة ترفع المزاج, ما زلت أصدّق ذلك وأمارسه فعلا, كيف أنجح في الفعل المعاكس؟

كيف تتغيّر محتويات الشعور؟
أنا, هو الشخص الوحيد الذي يمكنني السيطرة عليه والتحكم به ومن ثم تغييره. تغيير محتويات الشعور واللا شعور الشخصيين يمكن أن تتم عبر هذا الطريق فقط.
الماضي موجود دوما زيادة عن اللزوم والحاجة, الماضي يتحكّم.
متلازمة السعادة والذكاء هاجسي ومشكلتي. كيف ابدأ ومن أين؟
أليس "الذكاء" تلك المهارة المركّبة, التي تتيح لمن يحوزها, إدارة حياته فعليا وبكلّ تناقضاتها بسلاسة وانسجام, وبما يحقق الحدّ الأعلى في الإنجاز, دون أن يمرّ ذلك عبر المنعطفات الخطرة(المتّفق على استنكارها كالقتل والاعتداء), وأن يستمرّ ذلك طيلة العمر الفعلي للفرد؟
التوافق بين مستويات البيولوجيا والغرائز والوعي, في الاحتياج والممارسة وتحقيق إشباع متوازن, هل يتضمّن السعادة والذكاء في متلازمة دينامية ومتوازنة؟
"شقاء الوعي" موضوعة محبّبة للشعر والفلسفة والأدب, ونادرا ما أفلت من قبضتها نتاج مكتمل أو عمر بطوله, تلك الخلاصة الكئيبة تمثّل الدرس المعرفي المتوارث.
القلق التوقّعي لعنة الوعي. إدراك النقص والخسارة المحتّمة كابوس مطبق.
الحياة لحظة خاطفة بين عتمتين, من الغباء أخذها على محمل الجدّ والعكس أكثر غباء.
ما هي السعادة؟ ألا تتناقض الغفلة مع كافّة أشكال التحقق والإنجاز؟
ربما تكون حضارتنا وتاريخنا بالكامل, مجرّد تمرينات عبثية, قبل الوصول إلى معرفة تصلح لوجود متناغم بين الوعي والسعادة والذكاء. من يعلم؟
ما أعرفه اليوم وفي هذه اللحظة بالذات, ضجيج يفقدني المقدرة على الإصغاء مع تشويش ذهني أظن مصدره الأول مناخ معادي يفسد الذوق والأعصاب, وربما أكثر.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت الأب
- أصوات مختلطة_ ثرثرة من الداخل
- بلاد قليلة_ثرثرة من الداخل
- مجتمع الأنترنيت_ثرثرة من الداخل
- البداية والمنعطف_ثرثرة من الداخل
- البدايات|السيطرة والحلول_ثرثرة من الداخل
- رأي بظاهرة جمانة حداد
- الماغوط وأسطورة المبدع الأمي_ الميت, ثرثرة من الداخل
- مخاض مسرحي في اللاذقية
- توصيل وتواصل_ثرثرة من الداخل
- بطل في سوريا
- هذه الحياة_ثرثرة من الداخل
- الكحول وعقدة الذنب_ثرثرة من الداخل
- أصدقائي .....أصدقائي
- الديكتاتورية_محنة الحاكم والمحكوم
- مراجع الاعلام العربي...والمصداقية
- غريب في جبلة ...غريب في بيروت
- لماذا لا يوجد عندنا؟
- الكابوس بالألوان
- جنون الارتياب


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - لا سعادة لانجاح_ثرثرة