أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - نفوس مريضة ومتهالكة_ثرثرة














المزيد.....

نفوس مريضة ومتهالكة_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1587 - 2006 / 6 / 20 - 12:18
المحور: الادب والفن
    



بعد فرويد, تغيرت خارطة الشخصية الإنسانية, ودخلت المعرفة طورا جديد, فيما يخص العالم الداخلي أولا. من القارّة الجديدة أو اللاوعي, خرجت مدارس فنية وأدبية متنوعة, وسحب البساط تحت الفكر نفسه وليس الأيديولوجيا بتعبيرات الوعي الزائف أو تبرير الرغبة وخلافه.
ليس لكلمة"نفس" ما يزاحمها بين الهويات الفردية, بعدما استنزفت مضامين الروح, وتركتها معلقة في الفراغ, كرديف للموت لا أكثر.
اليوم تعني النفس العالم الداخلي للشخصية بمجمله, و صارت تدلّ صراحة إلى مصدر أول لمختلف التعبيرات الفردية, من الفن والأدب إلى الرغبة والعدوان.
الغموض واللبس يرافق كلمة نفس كما كلمة شخصية, مردّ ذلك كما افهمه, إلى تداخل حقول المعرفة والعلم واستخداماتهما للكلمتين, وفق موشور شاسع من المعاني, يتعذر ضبطه ولست في هذا الوارد صراحة, كما أنني سأفشل في تحديد أكبر, لو تنطّعت ل هكذا إشكالية.
تمرض النفس وتتعب وتتهالك وتموت, إن كان ذلك بالتزامن مع تهالك الجسد طز لا مشكلة.
لكن المأساة, في تفكك الكيان الشخصي إلى جسدي ونفسي, بمسارين مختلفين. وبعد خطوة واحدة من التفكك, نصل إلى نمط المتصابي أو المكتئب, أبرز تعبيرات الكيان السوري.
مثل كثيرين غيري, تابعت إصدار "جدار" وعودة"ألف" بترقب, ثم برودة وملل.
ومثل كثيرين غيري, بعد رغبة توصيل فكرة أو حالة أو تعبير ما, أبحث عن كوة أو نافذة في الجدار وأمر بجوار الألف, لأتنفس في نهاية المطاف عبر الحوار المتمدن والمفتوح.

مثل غالبية السوريين لست بحاجة لتذكيري بعيوبي وفشلي, بالمعنى النفسي حصرا, بل ما أحتاجه بالضبط, رفع مستوى التقدير الذاتي, رفع مزاج_على الأرض_غالب الأحيان.
مثل كثير من السوريين, خلسة وبالسر وفي الظلام, أحاول الحصول على أي شكل من الدعم والمساندة, وهنا لا يقتصر الأمر على الجانب النفسي.
كنت قد وعدت سابقا_وعد عبر الكتابة المنشورة حصرا_ بالتوقف عن الاهتمام والمشاركة بما يسمّى شأن سوري, وكما سيتكرر كثيرا, أعود بدون دعوة ولا انتظار ترحيب, لأن لا شيء آخر عندي.موهبة ضحلة, شخصية فقيرة, نفس مرهقة, وأطلب الشراب من رأس النبع.
*
شاركت بالاحتفال والترويج لمن أظنهم يستحقونه(عبد الله عبد رياض الصالح الحسين سنية الصالح محمد الماغوط سعد الله ونوس وإلى حد ما ممدوح عدوان...) يوجد غيرهم بالتأكيد أحياء وأموات, بعضهم لا يتوافق مع مزاجي, وآخرون لم أحصل على نتاجاتهم.
لكن لأتحدث بصراحة, لم أقرأ ما يرضي طموحي في الأدب السوري, كتابة أحملها وأدور بها, أهديها لأصدقائي وأدعوهم لقراءتها كوليمة فاخرة.
كتابة تضيء تلك النفس, تعرفني على ما أجهل فينا, كتابة تعرّيني وتعرّينا, كتلك التي تأسس عليها علم النفس وأزاحت الفلسفة إلى المراتب الثانوية في الإبداع الأدبي وحتى المعرفي.
ربما في هذه المطالبة ظلم يشابه طلبي من الحكومة السورية ومن المعارضة السورية, أن يكونا على مستوى حكومات ومعارضات البلاد...المتحضّرة(ليس لدي كلمة أخرى).
صحيح أنا أجهل كل أشكال الصفقات والمساومات, وحتى بالمعنى الفردي, لكن لي نظر وسمع وأتابع منجزات بقية شعوب ودول الناس.
يكفيني من الحكومة السورية وحتى نهاية عام 2010, أن تحقق حرية الإعلام والتعبير كما هو الحال في قبرص, لأتحول من لحظتها إلى موالي ومدّاح حتى نهاية عمري, شرط بقاء المنجز.
يكفيني من المعارضة السورية, وبمختلف ألوانها وجهاتها وعقائدها, أن تبني,ليس فقط مدرسة ابتدائية بتعبيرات شهيرة, وحتى نهاية عام 2010 كذلك, جامعة أو مؤسسة علمية وثقافية, مع أو بدون مطبوعة لا فرق, على أن تتسع لطلبة سوريا وفقط لما فوق مستوى مقبول بالمعايير الدولية وأن يتكفّلوا بنفقتهم ما داموا مستحقين لذلك, لأتحول من لحظتها إلى معارض مدّاح لصاحب وأصحاب المشروع الخيري الإنساني الإبداعي.
لست مستعجلا سأنتظر.
*
النفس السورية المريضة هي مشكلة سوريا.
النفس حامل أخلاقي وبيت الضمير, كما أنها منبع للطاقة المحايدة, قبل أن تحوّلها شروط البيئة والمناخ إلى بناء وإنجاز أو عدوان وتدمير. العقل من مكونات النفس مع الفكر والتفكير, والغرائز والبيولوجيا خامات مشاع, ترفع النفوس إلى فرديات حقيقية ومحققة أو تحوّل الشخصية إلى ركام من الفوضى والغضب واليأس, وذلك الوضع أعرفه حق المعرفة, وأظن بقية السورين لا يجهلونه أكثر مني.
مشكلتي أنا حسين عجيب, في المعنى والغاية حصرا, أمل مقنع يرضيني وممارسة منطقية وعقلانية تحقق لي الاتزان.
لست كافرا, ولم ألتقي بشخص واحد يحارب بدينه ويحترم إنسانيتي.
لست وطنيا, ولا أعرف وطني واحد, يفضّل مصلحة سوريا على مصالحه الشخصية.
القتل والاعتداء فكرة أولا, وثانيا ممارسة, التكفير والتخوين سرطان النفس السورية.
النفس الحرّة تنجز وتبني وتبدع, وتنشر الحب كيفما حلّت.
النفس المريضة غاضبة وحقودة ولا ترى في الآخر سوى موضوع جامد لتنفث سمومها.
أكاد أتحوّل إلى واعظ وداعية, هذا بسبب المؤذن الذهاني في جواري, لقد سمعت عشرات الشكاوى منه, وما يثيره من رعب في أطفال مشروع شريتح.
*
تفاصح أخير
الذهاني: شخص ينكر الواقع الخارجي, ويستبدله بهلاوسه وتخيلاته الخاصة.
العصا بي: شخص ينكر دوافعه, وتحتلّ نفسيته, أنا عليا صارمة مستبدّة, لا تتنازل عن الكمال.
فضاء الشخصية الطبيعية, يقوم على ثلاثة محاور متوازنة أ _واقع خارجي مدرك وسهل التكيف ب_ دوافع واعية بمجملها ج_ أنا شخصية مرنة ومتسامحة ومنفتحة على الوجود.

في مركز الشخصية الطبيعية تتفتح النفس, مثل وردة اللوتس.

حسين شخص متصابي ومكتئب بنفس الوقت, وهو ذهاني في الكتابة وعصابي في العيش.
يفكّر جديا بالتوقف عن السكر والتمتع بالممكن.

اللاذقية



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جسد يتداعى_ثرثرة
- الحاضر في دورانه
- في الحاضر المفقود
- بيت في الهواء_ثرثرة
- ساعة شؤم -ثرثرة في يوم كئيب
- لا سعادة لانجاح_ثرثرة
- موت الأب
- أصوات مختلطة_ ثرثرة من الداخل
- بلاد قليلة_ثرثرة من الداخل
- مجتمع الأنترنيت_ثرثرة من الداخل
- البداية والمنعطف_ثرثرة من الداخل
- البدايات|السيطرة والحلول_ثرثرة من الداخل
- رأي بظاهرة جمانة حداد
- الماغوط وأسطورة المبدع الأمي_ الميت, ثرثرة من الداخل
- مخاض مسرحي في اللاذقية
- توصيل وتواصل_ثرثرة من الداخل
- بطل في سوريا
- هذه الحياة_ثرثرة من الداخل
- الكحول وعقدة الذنب_ثرثرة من الداخل
- أصدقائي .....أصدقائي


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - نفوس مريضة ومتهالكة_ثرثرة