أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - حصن الدفاع الأخير_ثرثرة














المزيد.....

حصن الدفاع الأخير_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1644 - 2006 / 8 / 16 - 07:48
المحور: الادب والفن
    


لكل منّا حصون ودفاعات لا تنتهي, منها الشخصي والمشترك, لست شواذا عن القاعدة. الموت نهاية المطاف, وهو نهاية الأحلام والدفاعات والقلق. موت الآخر أو ممارسة السلوك المميت خط ما قبل الأخير, يبقى فرص ولو نادرة للنجاة للسلامة سمّها ما تشاء. الخط الأخير والنهائي الموت الشخصي, الانتحار, تلك الكلمة العذبة والغريبة والمروّعة بنفس الدرجة, أعرفها عن قرب ومن منظورات متعددة بعض الشيء.
كيف نختبر الدفاع الأخير ونحافظ على حياتنا؟ في ذلك بيت الحكمة وسقفها على ما أعتقد.
عندما أفكّر بما بعد موتي وأتأمل المشهد, أشعر بحالة انفراج وراحة, أتخفف من ذكريات تسحقني ومخاوف وتوقعات تقلقني, أدرك الطبيعة البسيطة والمتغيرة للمشاكل والمصاعب, نعم كلها بسيطة, سنموت جميعا, جميع أهل سوريا سيموتون بعد مئة سنة مع عالم اليوم.
الكل يستطيع انتظار الغد المباشر, ولو كان معه قرار الإعدام الشخصي أو التغيير الجذري في المصير. كذلك يستطيع انتظار أسبوع وشهر وعام. ثمة حلقة مفقودة في انقطاع الأمل.

موقف الدفاع الأخير يتصل بالجذر النفسي ليمتد ويشمل بقية جوانب الشخص والمجتمع بعدها.

*
قبل الأنترنيت كانت فكرة الموت خط دفاعي الأخير, يأس استسلام إقرار بالهزيمة, أجل.
بعد الأنترنيت وجدت لحياتي معنى في الكتابة, بالتدريج صارت عادة ثم متعة, ثم معنى شخصي جوهري, عبر التجريب وإعادة المحاولة, توصلت إلى قبول ما أنا عليه. أكتب كل يوم, أكتب رسائل أكثرها متخيّل وبعضها يصل_ أكتب أشعارا لا يقرأها أحد_ أكتب أوهاما وأخيلة أحفظها بعناية وتخصّني وحدي_ أكتب وأستمتع وأشعر بارتفاع سوية التقدير الذاتي. يعادل الأنترنيت نصف حياتي الأهم.
أتذكّر بشكل واضح علاقتي المباشرة مع الموت والانتحار خصوصا.في سن العشرين وكنت طالبا بجامعة دمشق, كان الموت حصرا يخص الآخر, لا يشغلني ولا أفكّر فيه, وأسخر من أي كلام في الموت. فجأة تبيّن عطب كليتي اليسرى, في البداية كان الألم, الرغبة في توقيفه أو تخفيفه, وبعد مرحلة العادة, برزت الحاجة إلى حل جذري, أنا مع الموت وجها لوجه.
كنت قد خسرت الإيمان بشكل نهائي, بالتدريج سنة بعد أخرى خسرت الثقة بنفسي والآخرين,
لا أشكو وفرة الأصدقاء
بعد شهر من سيتذكّر غيابي!
في اللامكان كنت دائما
يد في الهواء
والثانية في الهواء
اللاجدوى سيرتي وعنواني
أعدّ أصابعي في الصباح
وأعدّ أصابعي في المساء
لا أعرف ماهو النوم
ولا أعرف ما هي الأحلام
خنت وطني وخذلت نفسي
لأبقى
حيث لا أحد يأتي
لا شيء يحدث.
*
على الطريق المهجور
تركت عمري وشبابي
يدي في جيبي
ويدي الثانية في جيبي
اللامعنى بيتي وهويتي

أنا الوحش الكاسر
أنا الأرنب المذعور
ما من وليمة إلا وخرجت منها
بعضّة في العنق
وطعنة في الظهر
لا ابكي
ولا أستصرخ الهمم
هياكل من القش
تمشي خلفي
وأسعى إليها
كأنني بيدي هاتين
أدفن جثتي
بين قبور أصدقائي

*

يجافي الذوق والحسّ السليم مدح الحاكم_ العربي خصوصا, لكن تبقى العبارة ناقصة, الشعوب العربية بأثقالها ونظمها الأخلاقية وثقافتها العشوائية المتنافرة هي المشكلة والحلّ. مشكلة في عمق الأزمة وتعقيداتها الكثيرة_ من الانفجار السكاني العشوائي إلى قوانين الشرف وصولا إلى نقص في, إن لم يكن غياب فعلي للحقوق الإنسانية الأساسية.
قرأت الإنسان المهدور وفهمت الكتاب أكثر من الدكتور مصطفى حجازي.

لست راضيا عن تفصيل في حياتي بنسبة واحد إلى عشرة-عقلي- كتابتي- عملي- زوجتي- أهلي_ أصدقائي- أعدائي

أصفر
أبيض
أحمر
لست عاتبا على أحد
ولست مدينا لأحد
غدا
يقتتل الأصدقاء الندماء
من وفرة المأدبة
وكل واحد في عزلته
يغمض عينيه
ساهما في الفراغ السحيق
الحبّ
ما هو الحبّ!
شجرتان على ضفتي منحدر
مقبرتان في صحراء
أسود
أحمر
أبيض
أصفر
لست راضيا على حياتي



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقف التوقع_ ثرثرة
- زكام صيفي_ ثرثرة
- مجتمع الأنترنيت مرة ثانية_ثرثرة
- الانسان المهدور_ثرثرة
- اليوم الأخير_ثرثرة
- مثل بئر مهجور_ثرثرة
- زائد عن الحاجة_ثرثرة
- بين عدميين_ثرثرة
- شخصية الزعيم _ثرثرة
- ثقافة الجواب_ثرثرة
- نم واستيقظ
- الحب من طرف وحيد_ثرثرة
- يتامى سوريا_ثرثرة
- نفوس مريضة ومتهالكة_ثرثرة
- جسد يتداعى_ثرثرة
- الحاضر في دورانه
- في الحاضر المفقود
- بيت في الهواء_ثرثرة
- ساعة شؤم -ثرثرة في يوم كئيب
- لا سعادة لانجاح_ثرثرة


المزيد.....




- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...
- حقق إيرادات عالية… مشاهدة فيلم السرب 2024 كامل بطولة أحمد ال ...
- بالكوفية.. مغن سويدي يتحدى قوانين أشهر مسابقة غناء
- الحكم بالسجن على المخرج الإيراني محمد رسولوف
- نقيب صحفيي مصر: حرية الصحافة هي المخرج من الأزمة التي نعيشها ...
- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - حصن الدفاع الأخير_ثرثرة