أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - إني أستسلم_ثرثرة














المزيد.....

إني أستسلم_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1679 - 2006 / 9 / 20 - 05:33
المحور: الادب والفن
    


عبارة"إني أستسلم" الخاصّة بي يشوبها الابتذال, لأنها حدثت بالفعل ومنذ زمن بعيد.
فقدان الأمل مع كراهية الماضي بالترافق مع نقص خطير في سوّية التقدير الذاتي وتبخيس القدرات والمهارات الخاصّة, تلك حزمة الاستسلام النهائي. بعدها لا معنى لتأكيدات عدم الاكتراث, بالواقع بالقادم بالشأن العام وحتى الأفعال الخاصّة في الحياة اليومية.
من المهمّ جدا وجود الحب ولو بنسب قليلة في العلاقات المختلفة, ويبقى الأهمّ الشعور بذلك.
في عبارة"تخلّى عني الجميع" صبيانية ما, مبالغة بالتأكيد, لكنها حقيقتي النفسية أعيشها وأشعر بها والأسوأ لا أرغب بالتشكيك فيها ولا بتغييرها غالبا.
لا أجيد الإصغاء مثل البقية, من أقابلهم في الشارع وفي جلسات النميمة والثرثرة, أعتبر مشاكلهم ومعاناتهم تافهة وعابرة, طبق الأصل, نتبادل الاحتقار في الوسط الثقافي, حيث لا وجود سوى لمقعد القائد والرائد والربان. وضعية بائسة وميئوس منها.
ماذا يعني أن يستسلم الخاسر؟ التبعية تحصيل حاصل, الرضوخ لمشيئة الأقوى والمنتصر, الإقرار بالخلل الذاتي.... تلك أشياء تحدث دوما في الصراعات والمشاريع الكبرى, أما أن يستسلم فرد أعزل وخاسر سلفا ومعدوم التأثير حتى في حياته الشخصية, مجرد ثرثرة.
أنسحب قبل النتيجة المعلنة من العلاقة واللعبة وحتى الامتحان المفصلي مع رجحان احتمال الخسارة. حتى اليوم لم تقل امرأة بصراحة لا أريدك, لأني أنسحب مسبقا, نفس الشيء مع الأصدقاء والمعارف والخصوم, لهذا كان إعلان استسلامي, من باب الاستعراض أولا.
كيف تستسلم وتنسحب من الحياة بغير الانتحار؟ طرق بوذا وغاندي وبيسسوا حلول إبداعية وليست استسلاما, حتى الانتحار فعل وإن يكن سلبي بالمطلق يتضمّن قرار وتنفيذ.
أستسلم وأترك للظروف والمؤثرات الخارجية تقذف حياتي ومصيري وتتقاذفها بلا تدخّل.
حتى كتاباتي تنويع على الفراغ والخواء, بجذر واحد هو اللا جدوى.
ليس لي غد والماضي أكرهه وأمقته بالجملة, ولا رغبة لي بأي فعل. أشعر بالحماقة تغمرني من كل الجهات, حتى الغضب نسيته, قشّة في مهب الريح.
أستسلم لا ترفّعا ولا تعفّفا ولا تسامحا....استسلام غير مشروط, إنه الطريقة الوحيدة لتحمّل حياة مجدبة فقيرة أحادية لا تشي بأي بصيص...جديد, حب, أمل..صحراء مطبقة.
*
بدون حب كبير
بدون إنجاز
بدون أثر يبقى
انتهت حياتي
أخطاء عابرة ومجّانية
صدف وغرور
أوهام
قادتني حتى النهاية
بلا أسف
حفرت قبري بيدي هاتين
لتأتي الطيور
والقطط الشاردة
ليأتي السكارى
من كل الجهات
حين لا نجمة في السماء
ولا عشبة في الطريق
مثلكم كنت
وهما اسمه رجل
*
عدت من وداع صديقي الشاعر محمد الحموي وفي ضيافة الرسام مازن غانم مع أصدقاء علي وهيثم. في بلاد الضباب سيجد محمد ما يستحق الجهد والمغامرة, وسوف يتجاوز بسرعة دهشته من مقارنة خاسرة دوما بين الشمال المتصاعد والجنوب في احتضاره الطويل.
تسكعنا أنا والزعيم في شرق اللاذقية, بعد ساندويتش جورج, فاجأنا مراهق شاب في القسم الشرقي من حديقة المشروع السابع, تحت الضوء الساطع وفي منتصف الحديقة, كان الفتى يمارس العادة السرية جهارا وبشكل صادم. على مهل قام ورفع ثيابه, ظننته مخدرا أو أبله أما مصعب فأشار لي بأنه شخص طبيعي فقد حسّ الواقع أمام إلحاح الرغبة والحاجة. ولم يخطر ببالنا أنه احتجاج أو حتى رفض قطعي لواقع نفسي أو اجتماعي...من يدري.
عدنا إلى القسم الغربي في الحديقة ونسينا وشربنا بيرة الشرق.
الساعة الثانية والنصف صبيحة الثلاثاء, ولا أعرف ما دفعني لإكمال صك استسلامي بهذه الطريقة, ربما موسم الوداع. لمحت أثر النشيج في صوت نورما وهي ترد, هل ستأتون جميعا مع أحمد جان الصيف القادم, نعم نكون قد حصلنا على الجنسية الكندية, أجابت بصوت يختنق.
أتذكر قراءة أظنها لسارتر عن جان جينيه, لشدة لهفته على الأمان, أختار الذهاب مع أكثر ما يكرهه ويخافه, النساء والسود والفلسطينيون, وحدث ذلك بالطبع تحت الوعي, كدفاع أخير يمكّنه من مواصلة عيش يصعب احتماله.
ما علاقة هذا بذاك وهذه بتلك؟ ربما الخريف, وربما سوريا, وعلى الأرجح منتصف العمر وهو يهوي بين عدمين بلا قرار.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغراب الأبيض -مسودة ثانية-
- كيف أثبت براءتي_ثرثرة
- كيف ينتهي الماضي_ثرثرة
- الفرح السوري_ثرثرة
- كلامنا المسروق_ثرثرة
- الجوار القاتل_ ثرثرة
- الغراب الأبيض_ مسودة أولى
- خسارة كيكا وعالم الأنترنيت_ثرثرة
- حصن الدفاع الأخير_ثرثرة
- سقف التوقع_ ثرثرة
- زكام صيفي_ ثرثرة
- مجتمع الأنترنيت مرة ثانية_ثرثرة
- الانسان المهدور_ثرثرة
- اليوم الأخير_ثرثرة
- مثل بئر مهجور_ثرثرة
- زائد عن الحاجة_ثرثرة
- بين عدميين_ثرثرة
- شخصية الزعيم _ثرثرة
- ثقافة الجواب_ثرثرة
- نم واستيقظ


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - إني أستسلم_ثرثرة