أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - السعادة ليست في الطريق_ثرثرة














المزيد.....

السعادة ليست في الطريق_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1723 - 2006 / 11 / 3 - 10:13
المحور: الادب والفن
    


الكويت هذا المساء أقرب إلي من ساحة الشيخ ضاهر, أماكن أخرى متباعدة_عمان القاهرة بيروت وما نسيته_ أكثر قربا من الغرفة المجاورة .
وصل الشتاء باكرا هذه السنة, مطر متواصل ومدينة المطر المتواصل, ليست لندن أو باريس هي اللاذقية في الوقت الضائع الآن وهنا. أول مرة أدخل ضاحية اليهودية في اللاذقية, كنت لأسكنها لولا فريدة السعيدة,قاع المجتمع وما كنا نسمّيه حثالة البروليتاريا, لا يحول دون تجربة جديدة, طالما السعادة ليست في طريقي ولن تكون, ذلك ما أعرفه أكثر من اسمي.
أشعر بالمهانة لتشويه أسماء تاريخية, في حملات التعريب, اليهودية صارت العربية وقلعة بني إسرائيل صارت قلعة صلاح الدين الأيوبي! يسمّى مكان أثري باسم مدمّره!
من يخدم المشروع الصهيوني_ بالفعل_ أكثر من مطابقة اليهودية بدولة إسرائيل!
هذه الثرثرة والتداعيات العشوائية حدثت نتيجة البحث عن مسكن, بيت, مأوى, في هذا الشتاء اللعين وكان العرض الأول ضاحية اليهودية, تجار خردة ولصوص طعام وحياة كاملة بالتهريب, إنجاب, سكن, عمل, وكل أفعال الغرائز والبيولوجيا, هي مغرية لكاتب أصيل.
لست كذلك, مجرد عابر في الزمن البديل_الضائع هو الأصح_ كل ما يهمني لحظة هدوء.
أسكن في بيت بلا متطفّلين, أنام حين أتعب وأصحو حين أريد, أقرأ واكتب وأحلم وأتخيّل...
*
لا أكره زوجتي, الاحترام حقيقي وعميق, كذلك التعاطف والرغبة الصادقة بالمساعدة. لم أفكر يوما بحلّ مشكلتي الشخصية على حسابها, لكنني يائس من مشاركة فعلية تفتح إمكانية شخصين يختلفان ليس بالبصمات ولون العينين, بل بسلّم القيم الجوهري لكل منا, هذا ما أراه بوضوح استثنائي, لماذا قبلتني وطلبتني وقررتني زوجك يا فريدة السعيدة!
نشأتي الثورية اليسارية في قرى وجبال بيت ياشوط, أتت على رصيد الرضا والقبول في شخصي وأعصابي, حتى الآن وعلى بعد خطوتين من الخمسين يرونني: هادئ ومسالم. وبالفعل أنا كذلك, لكن ثورة الرفض وبراكينه أكبر من قدرتي على التعقّل.
أكثر من التلميح والتصريح_فضول جارف_معلن غالبا لدخولهم إلى تفصيلات حياتي, عدم الإنجاب, ازدراء الملكية والحسب والنسب, التعالي على الأدعياء من سادة القوم وأثريائهم.
خوفي وضعفي بشكل استعراضي...
شكرا لأخطائي التي صنعتني
سأكرر طويلا مع علياء التابعي, الاسم الذي أفتقده وأسأل عنه بحفاوة.
*
مشيت على الكورنيش الغربي قرب حديقة البطرني, يا لها من ذكريات, وحكايات شعوب سوريا عن بعضها الآخر. لا اعرف عدد الطوائف السورية, لكن الحكاية المشتركة بين الجميع هي الجنس المشاعي. الكل تحدثوا معي بحرية, الدروز والإسماعيلية والأرمن والعلويين والسنة والمرشديين والأتراك والأكراد والفلسطينيين وبقية أطياف النسيج السوري المهترئ قديمه وحديثه, وكأنك تستمع لشخص واحد يعترف بأحلامه ومخاوفه.
أوقفت سيارة تاكسي وقصدت مشروع شريتح, قريب دوار هارون رغبت في النزول ومتابعة المشي, الحياء من السائق منعني,لم أتعلّم بعد قول:أريد هذا, أفعل, لا تفعل, نعم الخجل.
أشرب الآن نبيذ كروم لبنان, فيها رائحة سوزان, شيء منها, وهذا كثير ويكفي.
بيروت , لبنان, طبرجة كلام آخر, في دماغ كل سوري عقدة لبنان, وان تكون بيروتية وشاعرة ورسامة وشابة وأنيقة وتجمع بين الحداثة والأصالة,ولا تعرف كم هي جميلة.
هذا ما أنا عليه الآن.
صوت المطر, كأس النبيذ, السيجارة.
هو شعور خاص, سوزان تشارك جبران خليل جبران في هوية لبنان أكثر من مي زيادة وأكثر من صباح وفيروز وغيرهما,جورج حاوي وسمير قصير وجمانة وناظم, بيروت الجميلة.
*
بدأ الخمر يمشي في أعصابي
لست حزينا
لست غاضبا
لقد أعطتني الحياة أكثر من طلبي
وسلبتني الحياة بعض حقوقي الأساسية
وأنا شبه سكران
سعيد بحبي ومحبتي
نعم, أجل
هذا يوم جميل
أيها الباب, أيتها النافذة
يا أصدقائي
هوحظ رائع
حتى لو نختلف ونقتتل
وأن يبقى بعضنا
يستمع لبعضنا الآخر

أحب غرفتي وكمبيوتري وسريري, ولائحة حقوق الإنسان على يساري ملاصقة لخارطة اللاذقية, أرغب أن استيقظ في الغد وأحتفل بالصباح,
إنها تمطر يا سوزان
إنها تمطر في اللاذقية
أمطرت قبل ألف عام
وستمطر بعد ألف عام
إنها
تمطر
في
اللاذقية

*
كنت لأقول عام لعين مر أيضا, ويوم لعين مر أيضا, وعمر لعين مر أيضا,
لكنني الآن
في حضرة الجمال
وبين يديه



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبر حسين عجيب_ثرثرة
- سيرورة الحداد الناقص(حلقة كآبة)_ثرثرة
- تورّط عاطفي_ثرثرة
- رسائلي أنا إليهم
- فنون المتعة والاستمتاع_ثرثرة
- رسائلهم_ثرثرة
- مستقبل الشعر_ثرثرة
- إني أستسلم_ثرثرة
- الغراب الأبيض -مسودة ثانية-
- كيف أثبت براءتي_ثرثرة
- كيف ينتهي الماضي_ثرثرة
- الفرح السوري_ثرثرة
- كلامنا المسروق_ثرثرة
- الجوار القاتل_ ثرثرة
- الغراب الأبيض_ مسودة أولى
- خسارة كيكا وعالم الأنترنيت_ثرثرة
- حصن الدفاع الأخير_ثرثرة
- سقف التوقع_ ثرثرة
- زكام صيفي_ ثرثرة
- مجتمع الأنترنيت مرة ثانية_ثرثرة


المزيد.....




- الغيتار تحوّل إلى حقيبة: ليندسي لوهان تعيد إحياء إطلالتها ال ...
- سكان وسط أثينا التاريخية منزعجون من السياحة المفرطة
- أول روبوت صيني يدرس الدكتوراه في دراسات الدراما والسينما
- قنصليات بلا أعلام.. كيف تحولت سفارات البلدان في بورسعيد إلى ...
- بعد 24 ساعة.. فيديو لقاتل الفنانة ديالا الوادي يمثل الجريمة ...
- -أخت غرناطة-.. مدينة شفشاون المغربية تتزين برداء أندلسي
- كيف أسقطت غزة الرواية الإسرائيلية؟
- وفاة الممثلة الأميركية لوني أندرسون عن عمر ناهز 79 عاما
- الدراما العراقية توّدع المخرج مهدي طالب 
- جامعة البصرة تمنح شهادة الماجستير في اللغة الانكليزية لإحدى ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - السعادة ليست في الطريق_ثرثرة