أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - حُلْمُ لَقْلَاق














المزيد.....

حُلْمُ لَقْلَاق


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7729 - 2023 / 9 / 9 - 18:26
المحور: الادب والفن
    


لقد تحول الاستثناء قاعدة والقاعدة آستثناء .. أعتقد علينا أن نعد أنفسنا لأسوإ سيناريو وأسمج الاحتمالات التي يمكن أن تُعَيِّشنا فيها ظروف بمثل ما يعيشه الأنام في ظل متغيرات تتواتر بشكل سريع يجعل من الحياة التي كانت بالأمس القريب في حكم العادة الطبيعية حدثا فارقا مزمنا مشرعا على كثير من المفاجآت غير السارة التي علينا إعداد العدة النفسية للتعايش وإياها بسلاسة وهدوء لأنها _ كما يبدو _ ستطيل المكوث في أجواء يابسة الأرض لمدد غير يسيرة .. لم تعد الزلازل والفيضانات ومواسم الجدب والأوباء وغيرها من الكوارث نوبات قلبية تصيب الأرض وقاطنيها عبر فترات متفاوتة متباعدة، بل أمست معطى بنيويا قارا ثابتا لا مناص من الاستئناس بحقيقته إن نحن رمنا التكيف ومجالاتنا المتحولة كي لا نقع في محظور مصائر غيرنا من الكائنات التي أصابتها هشاشة سلوكاتها في مقتل فآنقرضت وغدت أثرا بعد عين كأنها لم توجد مطلقا على هذه البسيطة المعقدة .. علينا في ضوء ما يحدث من تحولات أرضية التنصل من كثير من عاداتنا كإدماننا الإكثار من الولادات وما يستلزمه الأمر من إنشاء ركامي لتجمعات بشرية وآستحداث لعمران غير ثابت وبناء لحزام من أشباه المدن تتكدس في أحشائها أفواه تسعى جهدها مقارعة مساغب الوقت المقيت .. امتداد العمر الى أجل محدد غير مسمى أضحى الآن مصيدة مترعة بتوابل لصيقة كالخبل وآلهوس وكثرة آلنَّصَب وما شابه من أوباء زهايمر الكرب التي لا دواء لها في تكدس معيشي يرفع مسؤولوه شعارات التعاضد والتضامن والتكافل وتأمينات ضمان اجتماعي دون فعالية ( بْغِيز اونشاغج ميتيالْ ) وما يطلق عليه ( رَمِيد ) وما لف لفه من إعلانات التطمين المفرغة من محتواها .. أكيد، علينا أن نجهز نفوسنا _ في أحسن الأحوال إنْ نحن نجونا من آفات العصر وكوارثه _ ونستعد لمواجهة حرب بونيقية مدمنة غير معلنة في مستنقعات مصحات ومستشفيات ومُرَكبات ومجامع مجازر البشر ومنغصات زرائب قبض الأرواح .. الموت ليس مشكلة، إنما أن تنتظره أو ينتظرك _ في ظل ظروف غير سوية _ في محطة ما مهملة مقفرة مقرفة يربض في برج قصبتها العسكرية العتيقة لقلاق وحيد، غاطسا يحلم بآنقراض ذي دَعة وشيك في تجاعيد زوابع النسيان والإهمال ( ١ ) ... يغدو الوضع هنا مأساة تزدرد كرامة الإنسان تنهشه حيا، بينما ربان قطار مهازل الحياة حائر ( باقي تالف والراكب غارق خايف ) ( ٢ ) .. واليوم أيلول كأمس خريف آخر كمستقبل مقلوب قريب يدق أبوابا مصفدة وألف من الكريات البيض والحمر في دم رهائن محميات منغصة في معيشتها تهتف مصيرنا حبيبنا نحن فداه غَدًا نطير نَرْحَل نفرّ بإرادتنا أو نُرَحَّلُ مجبرين .. اوووف .. ما أخلا الحياة .. تبا .. ( ٣ )

☆إشارات :
١_ في عمق زُلال أجوائنا، لَقْلَقَ لقلاقُ قُبْلَتَه آلأخيرةَ ولم نعد نراه؛ يا سيدي اللقلاق أنا الآن أشتاق لمنزل عمتي، كان في حِضن حقولها أتانٌ تعاقر بها أجمات الأسواق إنْ أنتَ رأيتَها قل لها .. لا .. لا تقل شيئا، أَكْمِلْ رحلتَك الأخيرة دَعْ روحها تنام في سلام يا سيدي اللقلاق
٢_من أغنية لمجموعة ( المشاهب ) المغربية معنونة ب (الخيالة ) مما جاء فيها :
السايق تالف
والراكب خايف
و سفينتنا تحت الماء عوامة
و جميل بابا في الكلام أغياثالخيالة عقلو خيولهم
و ركبوا الخيال
والعقالة نصلو عقولهم
و لبسو لهبال
أرواه أيا قلبي و رواه
كلام الناس كله معنى
قصده يهديك
فهمو يحميك
غير رواه
سال الرسوم النايحة
فين مواليها
سال الأغراس الخالية
فين دواليها
حالنا يشفي لعدا
و عيبنا يكبر
غيثنا يسقي لكدا
و جوعنا يكثر
ها ههوياه
إيمتى الشمس تبان
إيمتى تغرب لحزان
إيمتى لقدار تجود
و نبلغ المقصود
إيمتا تزها ليام
٣_ما أخْلا آلحياة : بحرف الخاء لا بالحاء



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- راسكولنيكوف
- آلُ يَغْنَانَ
- كَانُوا سُعَدَاء
- أَنْيَابُ آلْبَرّ
- تَاجْنُوفْتْ / عاصفة
- كُنُوزُ عَلي بابا
- اِنْقِراضُ آلْأَجَمَاتِ
- عَطَبُ آلنَّوَارِسِ
- طيور غابات آيَتْ وَرايَنْ
- طَيْفُ فَانْ كُوخْ
- آبْرِيدْنَّغْ
- صُبْحٌ ضُحًى وَمَسَاء
- لَعلها إغفاءة آحتضار
- لَيْتَهُمْ مَا فَعَلُوا
- شُطْآنٌ تَائِهَة
- هَزْ رَاسَكْ آالْعيَّانْ .. قال أبي
- عُيُونٌ بِأَلْوَانِ آلْفَرَحِ لَمَّا كَانَ لِلْفَرَحِ عُيُون
- وَمْضَةُ آلْبِدَايَاااات
- يَمَّاتْنَغْ
- عَلَّنِي


المزيد.....




- الرِحلَةُ الأخيرَة - الشاعر محسن مراد الحسناوي
- كتب الشاعر العراق الكبير - محسن مراد : الرِحلَةُ الأخيرَة
- 6 أفلام ممتعة لمشاهدة عائلية فى عيد الأضحى
- فنانة مصرية مشهورة تؤدي مناسك الحج على كرسي متحرك
- قصة الحملات البريطانية ضد القواسم في الخليج
- أفراح وأتراح رحلة الحج المصرية بالقرن الـ19 كما دونها الرحال ...
- بسام كوسا يبوح لـRT بما يحزنه في سوريا اليوم ويرد على من خون ...
- السعودية تعلن ترجمة خطبة عرفة لـ20 لغة عالمية والوصول لـ621 ...
- ما نصيب الإعلام الأمازيغي من دسترة اللغة الأمازيغية في المغر ...
- أمسية ثقافية عن العلاّمة حسين علي محفوظ


المزيد.....

- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - حُلْمُ لَقْلَاق