أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - وَمْضَةُ آلْبِدَايَاااات














المزيد.....

وَمْضَةُ آلْبِدَايَاااات


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7711 - 2023 / 8 / 22 - 18:48
المحور: الادب والفن
    


العالم كله موبوء مذموم، وعبثا تحاول السليقة والفطرة السليمة التعايش وأجواءه الملوثة؛ فما العمل لمن لا يستطيع التأقلم والأجواءَ المفروضة .. ما العمل لمن لا يستطيع آرتكاب جرم أو ينتحرْ .. ما العمل لمن يعتقد بوجود شيء آسمه (الأمل) رغم الضغوطات والإكراهات لفعل شيء ما في عالم لا يؤمن لا يعترف لا يقر بأفكار وآراء وعواطف الأطفال .. ما العمل لمن لم يدخلْ مشفى المجانين وينهي القضية بآلتباس لا شفاء لالتباسه في حياة مترعة بمرستانات العَته والحمق لكن بمواصفات مجتمع مَدني مترع بالنفاق والكذب والمجاملات وقواعد التعامل السخيفة ...
بعض الولادات آستثناءات لبيولوجيا تكرار التناسل آلآدمي على وجه هذا الوجود الدنيوي المهيض الجناح .. هي ولاداتٌ نشاز عن ما جرى به العُرف وقانون التواتر، مُنْسَلِتَةٌ عن التقليد، هاربة آبقة من ما يُعرف بالعَادة والطبيعة وما يطلق عليه خطأ فطرة الإنسان .. ومضة ولادة تُحاولُ بناءَ عوالم غَرائبية تَظهرُ للقارئ تدريجيا من خلال تَتبع مَسار تطور نوعية من الشخوص لا تشبه غيرها، ويتم على ضوء مثل ذي الولادات العَجَائبية تفسير وتشكيل فَهْمٍ لسلوك الشُّخوص وطُرُق رؤيتها وتعاملها مع العالم والوقائع والآخرين؛ وأمثلة ذلك كثير في عَوالمنا السردية، ولعل مراودة هذا الانزياح يستلهمه أصحابه في واقع الأزمة الحادَّة التي يعيشونها كعلامو رامزة لولادة موحية تؤشر إلى عمق الإشكال آلمعيش كتلك التي شهدها المسيح نفسه أو كتلك التي دأبنا سماعها وقراءتها في أساطير الشعوب المختلفة، كل الاساطير الإنسانية بما فيها خُرافاتنا الشعبية التي كُنَّا نتلقفُها ونحن بَعْدُ صغار من أثداء وأفواه أمهاتنا المُتجذرة عُروقهنَّ في أعماق تربتنا الآدمية .. هي مَخاضات بدايات مُتَعَسِّرة في واقع يُطَوِّقُ كُلَّ الولادات والنهضات بألف طَوْقٍ وحصار .. طفولة "حي بن يقظان" و "سيف ذي يزن" و "علاء الدين نجيب" و "الزين" و "الأبله" وطفولة "مصطفى سعيد" (١) و "اللاز" الطاهر وطار ما هي إلا إشارات إيحائية لرغبة مُلِحَّة في التمرد والثورة على الوقائع المَعيشة في مُجتمعاتنا المتخلفة .. والأمر على أيٍّ ليس مَقصورا على الرواية العربية، بل إن هذا التوجه العجائبيَّ في رسم صورة الطفولة والولادة بشكل فنطاستيكي، نجده مُنتشرا في الروايات الانسانية بمختلف تصنيفاتها ولعلي أُذَكِّرُ نفسي وأذكركُم اخوتي بصورة "الأبله" التي تَتَنَاصُّ إيجابا _ بطبيعة الحال، مع النصوص السردية التي عانقتْ عوالمَ وحَيواتِ العائشين على ضِفاف العقل الانساني، وما من شك فان روايات دوستويفسكي تلفتُ الانتباه في هذا المجال، هي وروايات "ويليام فوكنر" بمَعتوهه "بينجي" .. أتذكرون "بينجي" الذي يشم رائحة الموت في كينونات آلحياة .. ؟؟.. أتذكرون صَريخَه الحادَّ في وجه كل العالم المليئ بالصَّلفِ .. ؟؟ .. أتذكرون "فئران ورجال" شتاينباك ... وغيرهم كثير .. أتذكرون الطفلَ "أوسكار" (٢) في رواية الألماني "غونتر غراس" ودَرْدَابَهُ الهدار وجُؤارَهُ الذي يصكُّ الآذان الصماء .. ويقولها صراحة : .. لا .. !! .. مُصِرّا كلَّ الإصرار أنْ لا يكْبُرَ قيد أنملة .. لقد قرر التوقف عن المُضي قُدُما والزمن أوْ لمْ يشأ أنْ يَدَعَ للزمن فرصةً وطريقا لأنْ يلجَ الزمن لروحه يغيرها يؤثر فيها سلبا فيكبرَ كما مرغما كما يحصل مع الآخرين .. ليمضِ الزمنُ الى حال سبيله .. ليفعلْ ما يحلو له، أما طفولته الخاصة بالطفل الساكن فيه فقد أصرت أن تظلّ مكانها لا تبرح صفاءه الداخلي الأثيرَ وليكن ما يكون .. ومنذ بلوغه السنة الثالثة، جعل نُمُوه البدني يجمد يثبت في اللحظة المعيشة، ويبدأ مشوار (أوسكار) في الحياة على شكل إنسان بومضة البدايات يختزلُ العمر الانسانِيَّ في عُمْرٍ واحدٍ هو : عُمْرُ الطفولة ... أتذكرون كل تلك الرغبة المُلِحَّة في آستعادة ما لا يستعاد، استعادة زمننا الفطري الهارب منا في ألبوم "بينك فلويد" الغنائي الموسوم بِـ "الجدار" .. أتذكرون ذاكَ الحريق المشتعل في الحنايا ليلَ نهار ..؟؟.. وصورة أطفال المدارس الذين ثاروا تمردوا على أنظمة الضبط والجبروت ... أتذكرون ..؟؟..
هي شذرة طفولة قررتْ ذات لحظةٍ أَنْ لا تَكْبُرَ أو تساير شرك فخاخ بيولوجيا بشرية متاورَتة .. اكتشفت بفطرتها حيلة الحياة في الاستمرار في الحياة .. شكتْ توجستْ ارتابتْ وجعلتْ تحاول آستعادة توازن مفقود عن طريق آستشراف ولادات مغايرة بديلة للولادات المفروضة قهرا .. هي تعلم يقينا أنها في عالم لا يؤمن بولادات جديدة يختارها قصدا مجانينُ هذه الدنيا، ولما أبصرتْ عينا "أوسكار" وحَدَسَتْ بحسها الطفولي ما حدَسَت رنتْ الى تلك الساعة العملاقة الجهنمية التي تشيخُ في عقاربها الأعمارُ .. تسلَّقَ الطفل المصر على طفولته سلمها آرتقى ثم سما صُعودا إلى هناك حيث يحلو الوجيب يحلو الصريخ .. ويُسْمَعُ الجُؤار .. في عالم ضئيل صفيق حقير .. وبطريقة تذكرنا بأجراس وحمائم "كوازيمودو" ذاك المعتوه الآخر في رواية "هيجو" .. طفق أوسكارنا .. يدقُّ يدُقُّ يدقُّ .. يصِيئُ يصْخَبُ يحدو يهتفُ .. لا لا لااااا ..

☆إشارات :

١_"علاء الدين نجيب" : شخصية في رواية (عالم بلا خرائط) لجبرا إبراهيم جبرا وعبدالرحمن منيف
_"الزين" : الطيب صالح
_"الأبله" : دوستويفسكي
_"مصطفى سعيد" : شخصية في رواية (موسم الهجرة للشمال) ل الطيب صالح

٢_(طبل آلصفيح) رواية الألماني الروائي "غنتر غراس" تتحدث عن طفل (أوسكار) قرر ذات لحظة أنْ لا ينموَ أو يكبرَ احتجاجا على الأوضاع المُزرية التي يلاحظها في مجتمع الكبار، ابتداء من أمه وعائلته ومدرسته إلى أكبر مدى يمكن أن يصلَ إليه الرفض والاحتجاج ..



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يَمَّاتْنَغْ
- عَلَّنِي
- آمْعُوشَّابْ آلرّغَام
- لِيتَلْ بِيغْ مَانْ يَرْوِي مَا يَرَى
- (قَرعُ آلْمَمْسُوح) _ 6 _ تتمة
- ( قَرعُ آلمَمْسُوح ) _ 5 _ تتمة
- ( قَرعُ آلمَمْسُوح ) _ 4 _ تتمة
- ( قَرعُ آلْمَمْسُوح) 3
- تتمة قصة (قَرعُ آلْمَمْسُوحِ) 2
- قرع الممسوح (قصة)
- وُجُودٌ أَكْرَى
- جَمَرَاتٌ مِنْ عَجَل
- بَارَكَاااا
- حُلُومُ الْحَالِمِين
- عُصَيْفيرُ الكِتَابَة
- سَبْعِيامْ دَالْبَاكُورْ
- بيولوجيا
- الأضواء آلحمراء
- مُجَرَّدُ زَفْرَة
- لَا شَيْءَ يَهُم


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - وَمْضَةُ آلْبِدَايَاااات