أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - وُجُودٌ أَكْرَى














المزيد.....

وُجُودٌ أَكْرَى


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7701 - 2023 / 8 / 12 - 17:39
المحور: الادب والفن
    


1_التعريف:
ـــــــــــــــ
_لوحة كُرة البلور.
_رسمت عام 1902 .
_زيت على قماش.

_الرسام : جون ويليام ووترهاوس /John William Waterhouse.
رسام بريطاني ولد عام 1849 في روما.صَور في لوحاته العديدَ من المواضيع المستمدة من الأدب والأساطير، وتناول ايضا تيمةَ النساء كعنصر هام في الكثير من أعماله.يرى النقاد أن لوحاته يغلب عليها الطابع الكلاسيكي، منها : لوحة (أزهار الريح) و(أوفيليا) و(السيدة شالوت) و(كليوباترا) و(ميراندا) و(العاصفة). توفي سنة 1917.

_الموضوع : بورتريه متعالق مع منظر داخلي مؤثّث بأثاث متنوع، ومنظر خارجي طبيعي .

2_ ملاحظات :
ــــــــــــــــــ
_اللوحة عبارة عن مكونات وعناصر تؤثث الفضاء الذي داخل الإطار ..
الشخصية الرئيسة هنا آمرأة جميلة الملامح، ترتدي فستانا أحمر بلون الدماء أو بلون شقائق النعمان مزينا بدوائر في الأسفل قاتمة تتخللها لمسات خفيفة بلون أصفر .. المرأة واقفة في فتور وهدوء تحضن في يديْها بلورة شفافة تحدجها تتأملها وتستشرف من خلالها مستقبلا ما قد يأتي أو لا يأتي ...
فضاء اللوحة مؤثث بعدة أشياء تتعالق مع بعضها البعض تعطي آنطباعا معينا .. فهناك جمجمة فوق منضدة، وأريكة وكتاب مفتوح وأثاث داخلي لغرفة تحضن المرأة في داخلها، إضافة إلى الفضاء الخارجي الذي يتعالق مع نظيره الداخلي عن طريق ما يشبه نافذة في شكل عين مفتوحة غير مكتملة، أو هي شرفة تشرف على حديقة البيت الخلفية أو التي بمحاذاته بأفيائها وظلالها الخضراء وعشبها اليانع .. حياة الداخل حمراء .. حياة الخارج خضراء ..
تعطي اللوحة آنطباعا بهدوء ودَعة نتيجة آجتماع مجموعة من العناصر توحي بذلك، مثل الألوان المنسجمة الدافئة غير المتنافرة في علاقاتها بشفافية يمكن آستشعارها من عناصر أخرى كالبلورة ولون السماء التي في الأفق ... إنها لوحة واضحة لا غموض في تلقي معانيها، ليست تجريدية ولا سريالية، ولا تعتمد على مفارقات ومفاجآت أو آنزياحات .. هي مرسومة بشكل يشير الى الاتجاه الكلاسيكي بمسحة رومانسية، يمتزج فيها الواقع بالحلم، والحاضر بالماضي بالمستقبل .. ثلاث أزمنة في لحظة واحدة.

3_محاولة فهم :
ــــــــــــــــــــ
جمجمة = زمنٌ خَلا.
كرة بلور = استشراف لما هو آت.
اِمرأة حامل = زمنٌ آت .
الجامع بين كل هذه المعطيات : شكل الاستدارة ...
الطبيعة الخضراء التي في الخارج والتي ترنو الى الداخل عبر الشرفة، تحضن برحابتها الغرفة التي تحضن المرأة التي تحضن يداها البلورة + البلورة تحضن الرؤيا الحلم + الرؤيا تحضن المستقبل + المستقبل يحضن بديلا للجمجمة المطروحة في جمود على منضدة جامدة ...
هناك تقابل بين الجمود والحياة، بين الماضي والمستقبل، بين الإِحباط والأمل ... ويظل الكتاب المفتوح على مصرعيْه دعوةً لتَــأْريخ وقراءة الحياة في أبعادها وتوازياتها وتقاطعتها وتعالقاتها المتعددة والمختلفة ...
إِنَّ الوجود هنا أَكْــــرى الشكل غريب غامض المحتوى .. وجود مُحْدَوْدَبٌ مَحْدُودٌ مطوق بالموت والفناء، يُوَلِّــدُ رغبةً وحلما بوجود غير محدود بلا ضفاف .. الوجود في اللوحة دائري مُصْمَتٌ .. شكل الجمجمة مُصْمَت في جبهتها وفي عظم جدارها العلوي مع تجويفات أمامية في محجر العينين والأنف وو .. البلورة مُصْمَتَةٌ كذلك شفافةٌ مستديرةٌ ...
ولما كان وجود الإنسان كذلك أكرى، فإن هذا الإنسان المتمثل هنا في المرأة الحامل يحلم دوما إلى البدايات .. النهاية التي تشير إليها الجمجمة موتٌ صادم مقلق، بيد أن البداية متصلة دوما بنهاية ما .. الجمجمة فوق المنضدة تذكر بما هو آت، بنهاية آزفة حتمية .. خلتِ الحياة إذن، وبقيت العلامة، سِمةٌ العدم موجودة، والكتاب شاهد على ذلك، كتاب مفتوح الصفحات، يقرأ الماضي الذي سكنه العدم، ومستعد ومنتظر أن يقرأ المستقبل، فهل سيسكنه الموت هو كذلك ..؟؟.. لا أحد يدري ...
تلك هي مشكلة وجود الإنسان .. وتبقى المرأة متشبتتة بالأمل من عدة جوانب .. حمْلُها الواضح المعالم هو آسشرافٌ لآتٍ قريب وتطلعٌ إلى معرفة تباشيره أو مفارقاته ومفاجآته من خلال الرؤيا والاستبصار في البلورة .. إنه مستقبل غير مضمون العواقب كما الحاضر كما الماضي كما حال جميع الأزمنة .. لابد من نهاية وإلا ماكان ثمة بداية .. أول النشأة رحم مستدير ضيق، وآخرها قبر لا ظلال لا هواء لارُواء فيه، بيد أن الجمجمة هنا تَحَدَّتِ الموت وجمدت في قبر غير قبرها العادي، لم تهبط الى أسفل، ظلت فوق المنضدة لتقول كلمتها الأولى والأخيرة، وهي حقيقة حاضرة غير غائبة تذكر الإنسان بتلك النهاية، تقول له بصمتها الخالد الفصيح : هذا مصيرك، فما عساكَ أنتَ فاعلُ ..؟؟؟..
الغياب هنا يظل حاضرا رغم كل شيء .. الجمجمة غابت عن قبرها، عن مستقرها ومستودعها الأخير، ذلك المرآب الأنطولوجي السرمدي .. هي رابضة في مكان غير مكانها المتوارث .. هي على منضدة في غرفة، والمنضدة والغرفة ليستا مكانها على أي حال، فهي لا تحتل فيهما إلا وظيفة شكلية، مجرد ديكور، بينما في مستودعها النهائي (القبر) هي بمثابة الضيف الشرف الرئيس ..
_الكتاب ينتظر قارئا غائبا ..
_الأريكة تنتظر جالسا ليرنوَ الى الكتاب ..
_المرأة قد تكون في انتظار رجلها الغائب الذي ...
_الطبيعة الرحيبة التي في الخارج تنتظر الداخل أن يخرج اليها ...
الغياب والانتظار .. انتظار حضور ما، يتعالقان هنا يتقاطعان لا يلتقيان .. أترى هي علاقة حياة بموت ؟؟ وجود بعدم ؟؟
تلتحم البداية بالنهاية، لتتصل الدوائر، دوائر الوجود المختلفة مع بعضها البعض، ويكتمل شكل الخلائق الأكْــــــــرى ... فهل هي دعوة للأمل أم آستسلام لجبروت العدم ؟؟



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جَمَرَاتٌ مِنْ عَجَل
- بَارَكَاااا
- حُلُومُ الْحَالِمِين
- عُصَيْفيرُ الكِتَابَة
- سَبْعِيامْ دَالْبَاكُورْ
- بيولوجيا
- الأضواء آلحمراء
- مُجَرَّدُ زَفْرَة
- لَا شَيْءَ يَهُم
- فَجيعةُ صديقِنا آلمَمْسُوح
- أمُومَة مُعَلَّقَة
- فائية ابن المُؤَقِّتْ المراكشي
- تَاخْفيفْتْ نْبُوشفَرْ
- نحنُ _ آلمُترددين آلخائبين أبدًا _ نُ ...
- فِطْرَة عَارِية
- عِنَاااااقُ آلبَوَاشِق
- سِبَاقُ آلْحِمْلَان
- تَكَلّمِي أيّتُها الحَوّامةُ آلمتعجرفةُ
- مَاذَا لَوْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ .. ؟؟ ..
- طُوفَااان


المزيد.....




- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...
- أخلاقيات ثقافية وآفاق زمنية.. تباين تصورات الغد بين معمار ال ...
- المدارس العتيقة في المغرب.. منارات علمية تنهل من عبق التاريخ ...
- تردد قناة بطوط كيدز الجديد 2024 على نايل سات أفلام وأغاني لل ...
- مصر.. نسرين طافش تصالح بـ-4 ملايين جنيه-
- الفنان عبد الجليل الرازم يسكن القدس وتسكنه
- أسعدى وضحكي أطفالك على القط والفار..تردد قناة توم وجيري 2024 ...
- منصة إلكترونية أردنية لدحض الرواية الإسرائيلية في الغرب.. تع ...
- “نزلها الان” تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 2024 لمشاه ...
- مشاهير الموضة والموسيقى والسينما.. في مهرجان ميت غالا حمل عن ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - وُجُودٌ أَكْرَى