أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبد الله خطوري - طُوفَااان














المزيد.....

طُوفَااان


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7681 - 2023 / 7 / 23 - 14:04
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


●هُيَام ..
حُوريات بحر تعريْنَ خفية من الأنام على شاطئ جزيرة ذات رُواء عابقة برائحة ماء الورد والبيلسان .. وعلى عجل تسللن خفية رشيقات وقد ألقين جنبا بقايا الحشمة والحرام ليعانقن أسراب الموج يتقاذف تباعا والألبطروسَ والبطاريق وأجنحة البجع .. يتناسخن في ألف نسخة وصورة وكل صورة بألف حلم وكل حلم بألف صفاء وكل صفاء بألف رونق وبهاء .. توزعن على الضفاف والأبحر والمحيطات .. بشرتهن القمحية تتناغم والأضواء الساطعة لشموس لا تغيب .. تَزَيَّنَ بأوراق اللبلاب وفسائل النخيل وأفنان رؤوس السعالي وهامات الغيلان .. تفيأنَ ظلال العراء على شطآن لا ضفاف لها .. رقصن على نغمات طبول الأنكا مزامير سيلان صيحات هنود الأباش قبل تُبَــادَ حَناجِـرُها الريانة .. ومن ألوان أطياف قزح صنعن أبهـى قَـدَّاحـة تقدح الشرر تختزل الرؤى كل الرؤى في كلمة واحدة .. هُـــيَــــاااام ..

●لكن ..
التَعَجَ البحر في ذلك الفصل الحار، ارتمضَ تغلغل الماء في الماء بَيْنَ الشِّعَابِ بين الصخور وفي الشجر .. صخب الموج تطاير الزبدُ .. تجمع مشكلا رَغاو كقمم جبال شاهقات مالبثت أنْ طارت لتغدُوَ في الأجواء بويضاااات دقيقة، آلاف البويضات بالكاد تُـرَى .. وفي الخريف، طارت مخصبَة .. حطت رحالها في القارات الخمس تطلب دفءا ودم محال، وتناله .. وإذْ يدور العام، تشهد الأمصار هجوم أخَــامس جرارة بكتائب لا تُـحْصَـى تقبل من كل ناحية يُـــودي أوارها بالأخضر باليابس، تــكـرُّ لا تبالي ..
وعندما لم يتبق سوى البحر، فإن حشد الهوام تجمع قرب الشاطئ عانق الأمواج شكل زبدا أبيض يميل الى الرماد .. عَــبَّ كرع تجرع الأمواه .. أسكرته الملوحة .. ترنـــح وأوغــل التوغل داخل الأعمااااق ثــــم غــــاب ...
مـــر وقت .. بدأ البحر في التراجع على مهل .. تجاوز الحدود التي ألفها التراجع .. انحسـر .. ضاقت مساحاته أكثر فأكثر .. كبرت الشواطئ .. ماتت أسماك وحيتان على الصخور .. تقوقع المحار نهشته التضاريس .. قتلَ البطاريقَ النتوءُ .. تجعد الزبد .. تزايد .. انكمشت الزرقة الفيحاء .. غدت بحيرة باهتة بلا حَــراك بركةً خجلى آسنة تحتضر .. تناسلت الطحالب .. غاض الماء .. وآضمحلت الحياة في الحياة ...

●السندباد ..
مات قبل أن يزور الخلجان، قبل يمتطي صهوة الظلمات.لم يعرف القرمزي من الألوان والنحاسي العاري لبشرة غيدِ الهنود .. حتى أتى الهوااام تسابقوا على هتك الكستناء في أعين الزمردات الحسان بحثا عن :
_فِـــراء أسُود وضباع البحر ...
_بيض السلاحف والأفاعي وأعشاش العصافير ...
_جلود التماسيح، عاج الفيلة وقرون الأرو والأيائل المعقوفة ...
_صياح الحدآت و مناقير العقبان وريش ديكة البراري والأمواه ...
_ابتسامة ما قبل الميلاد ...
وأشيااااء أخرى ...
من العراء على العراء تشكلت المسوخ ...

●لما رأى ..
الماء ينبع بشدة من أتون مجمر الفاخر المركون هناك في زاوية كالنسيان، تذكر للتو التنور، ففــرَّ يأوي إلى جبال لم تعد موجودة إلا في المحال .. مندلق اللسان، يتذكر الحكايات القديمة يجرجر رجليه هاربا مستغيثا .. و .. صــرخ .. الطوفان الطوفاااان ...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعراسُ آيَتْ وَرَايَنْ
- أمازيغُ أنوال
- لَا .. لَمْ يَكُنْ أَهْلُونَا آنْدِيجِينْ
- اِفْعَلْهَا، أَيُّهَا آلسَّلَمُونُ، قَبْلَ يَفْعَلُوهَا بِكَ
- عَبَقُ آلْعَمَى
- قِطّةٌ تَمُوءُ
- يَرَقَةُ آلْخَرِيفِ
- كباشِقٍ يَمُدُّ آلْجَنَاحَ أعَاوِدُ آلصِّياح
- مُرُوووق
- خِلْتُنِي أَنَاهُ
- عُطْلَة
- كَمِجْدارٍ جَامِدٍ يُنَاوِرُ آلْحَيَاةَ
- اِيزُورَانْ نُوشَالْ
- هَبَاااااء
- مَقْبَرَةُ بَنَعْمَانْ
- آسِيمُوحَنْد آسِيمُوحَاااانْدْ
- أمُودُو يُكْمِلُ آلطَّريقَ دُودُ سِكَّةِ آلْحَديد
- غُودَانْ غُودَانْ غُودااااانْ
- رُبَّمَا لَمْ يَحِنْ بَعْدُ أَوَانُ مِيلَادِي
- المُخَلَّعُ البسيط في قصيدة: -سمَا الخطيبانِ في آلمعالِي- لح ...


المزيد.....




- إسرائيل تعلن استعادة جثامين رهينتين وجندي من غزة
- بعد الهجمات الأميركية على منشآتها النووية.. طهران تهدد بـ-رد ...
- خبير عسكري: هكذا ألحقت -مطرقة منتصف الليل- ضررا بمنشأة فوردو ...
- كيف علق مغردون على مشاهد الدمار في إسرائيل؟
- تقرير أممي يرصد زيادة غير مسبوقة في الانتهاكات ضد الأطفال
- نيويورك تايمز: 12 قنبلة ضخمة لم تدمر موقع فوردو وإيران نقلت ...
- خريطة دراما رمضان 2026.. عودة قوية لنجوم الصف الأول
- كاتب أميركي: إنها حرب ترامب ومقامرته وحده هذه المرة
- أمير قطر والرئيس الفرنسي يبحثان الهجمات على إيران
- واشنطن مستعدة للتفاوض وأوروبا تحث طهران على عدم التصعيد


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبد الله خطوري - طُوفَااان