أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عبد الله خطوري - أمازيغُ أنوال















المزيد.....

أمازيغُ أنوال


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7679 - 2023 / 7 / 21 - 12:14
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


مِئُونَ مررنَ من الأعوام ونيف على واقعة أنوال الخالدة، فواحد وعشرون تموز يوليوز كانت لحظة الأمازيغ التاريخية التي لم يتركوها تهرب من بين أيديهم عضوا عليها بالنواجد في الموقعة الخالدة، وكان لبأسهم ما أرادوا، لأن الحرية في القلوب والضمائر والأفكار تعرف طريقها دون عِوجٍ إِلى المصائر الكبرى في التاريخ الانساني (١) .. نعم، لقد انتصر أمــازيغ أنوال على العسكر النظامي الإسباني عام 1921 وهم ضعاف في العدد والعدة والعتاد دون يكونوا ضعافا في الإرادات القوية والعزائم التي رَامَتْ آمتطاء صهوة الانعتاق، فكان لسواعد الشباب وحنكة الكهول وحكمة الشيوخ ما أرادتْ لولا بعض الظروف التاريخية التي تكالب أصحابها من الداخل والخارج، من الأعداء والأصدقاء، ومن كل حدب وصوب من أجل الإجهاز على الحق الإنساني للإنسان الآمازيغي في كيد في جبروت في غل في حقد في آنعدام للأخلاق ...
تمثلت قوات الريف الأمـازيغية _ حسب رواية الرواة وكتابات المؤرخين _ في 3000 مقاتل غير نظامي يقودهم الهزبرُ أبَرْبَاشْ السيد القائد : عبدالكريم الخطابي ضد غُزاة إسبان وفرنسيس ولفيف مرتزقة من كل الأجناس : 5,000 جندي إسباني بقيادة مانويل سيلفستر و 18,011 جندي نظامي بقيادة فيليبي نافارو و 4,653 جندي من بني جلدة البلد من مجندي عبيد فرنسا الذين خانوا كل شيء : التراب الإنسان والوطن، وآنتهت النازلة بخسائر بين الجانبيْن كما في جميع المعارك، لكن صدمة الأعداء كانت قوية، بحيث تعرضوا إلى ضربة في العمق لم يستطيعوا نسيانها لمُدَدٍ ليست بالقصيرة .. اعتمد القائد محمد بن عبد الكريم الخطابي على حرب الكمائن على طريقة مناورات "العصابات" فضرب بالسرعة اللازمة في المكان المناسب في الزمن الملائم بالطريقة الفعالة مما ولد زلزالا جارفا هز صولة عرش الإمبراطورية الإسبانية وعجل بالإطاحة بحكومتها ووضَعَ سمعة جيشها على محك الشك داخليا وخارجيا .. ففي الوقت الذي آستشهد فيه 884 في صفوف الأمـازيغ، فإن خسائر الفيالق الإسبانية كانت فادحة : 15,363 قتيلا و 570 أسيرا ... نَعَم .. إِنَّ أجدادنا الأقحاح فعلوها قاموا بما يجب أنْ يُقَامَ به فخلَّدتهم الذاكرة الجماعية قبل يخلدهم أي أحد .. إنهم أحياء بيننا لمْ يموتوا لنْ يموتوا، وسيظلوا أبَدَ الأبَد .. نعم .. إن أباءنا وأمهاتنا عانوا ويعانون الى الآن جرَّاء الحَملات الشعواء التي شنها العدوان الاستعماري ضدنا الذي لم يستسغْ ولم يتقبل هزيمته النكراء، فألقى سُمومَه الكيماوية في أنساغنا ومَسامنا وحيواتنا التي نعيشها الآن هنا .. و .. ها هي الأمراض من كل نوع تصيب أبداننا وعروقنا .. لكن أبدا لن تصيب أرواحنا التي ستظل وفية لعهد الجبَّار عبد الكريم العنيد العصي في الخطوب .. نمْ قرير العين يا أسد الأسود غيلاس .. إِنَّـــا هنا ماكثون ...
لكن يحتاجُ الأمر لمزيد من التوسيع والتعمق في مقاربة ما حَصَلَ مقاربة تاريخية علمية وعاطفية في آن، مِنْ أجل فهمٍ واضح لإِحدى أهم لحظات التاريخ في حياة أمازيغ المغرب في القرن السابق واللاحق، خصوصا وأن مَسَارَ الرجل محاط بكثير من التوجس والالتباس.والذي يحز في الخاطر أكثر أن نَرى ونلاحظ إِشادة عالمية وإِنسانية من الشرق والغرب نفسيْهما لهذا الهَرَمِ الإنساني دون نلاحظَ نحن ذلك في أمصارنا ودُوَيْلاتِنَا المغلوبة على أمرها، فنقتصر على مجرد إِعجاب عاطفي نشعرُ به هكذا من بعيد كأننا أبناء كوكب آخر، بل إِن هناك مِنَّا مَنْ لا يعرف الرجل لأن ذاكرته ضيقة مشغولة بأسماء اللاعبين والراقصين والمغنيين وما لَفَّ لف ذلك من آفات العصر المقيت .. لقد أثَّرَ الرجل في جميع حركات التحرر التي ظهرتْ في القرن العشرين، بل يُعْتَبَرُ حافزها ونبراسَها وشُعلتَها المتوهجة التي قادتْهم في مسيرة البحث عن الكرامة، وهذا الأمر يَصْدُقُ على كل الحَركات دون آستثناء من ثورة "ماوت سيتنغ" و"هوشيمينيه" و "شي غيفارا" الذي ما إِنْ علم بتواجد مناضلنا بأرض الكنانة حتى أسرع يطلب زيارته، وفعلا آلتقاه بمصر وأخطره بتأثره بحركته في المغرب، الشيء نفسه عبر عنه زعماء المقاومة الفيتنامية والثورة الفلسطينية بجميع توجهاتها وأطيافها .. ووو.. اللائحة الطويلة ممَّنْ أضحوا ذِكْرَ الألسن والمنتديات يُتَغَنَّى بأسمائهم كرموز ثورية في الوقت الذي كان هؤلاء أنفسهم يتغنون بأسدنا ايزم أغيلاسْ عبدالكريم الخطابي .. على الأجيال الحالية والتي ستأتي بعدها أن تعي خطورة ما وقع في مواجهات الأمازيغ للأوروبيين ( إسبان فرنسيس ألمان ...) الذين جمعتهم مصالحهم الاقتصادية من أجل ضرب المقاومة بطرق مستحدثة وظفت فيها الصناعات الكيماوية التي لازالت آثارها الوخيمة تستشري بأقمإ الأمراض السرطانية في منطقة الريف وشمال المغرب والجوار، الأمر الذي يستدعي أكثر من تحسيس وطني ودولي بخطورة الوضع الصحي للمنطقة بأسرها، فأغلب الوفيات بين السكان نتيجة حتمية لتلك السموم التي تحرمها الأعراف وتجرمها القوانين الدولية .. لقد تجاوز التدخل الأوروبي في شمال المغرب الحرب التقليدية إلى شن حرب إبادة كيماوية جماعية للإنسان للتراب للطبيعة لكل ما يهب ويدب في إطار ما كان يعرف عندهم بالحرب الشاملة وسياسة الأرض المحروقة التي أعدمت كل أمل في آستعادة الحياة حياتها الطبيعية كما كانت قبل آقتراف أوروبا لمجازرها البشعة التي لا تحسن غيرها في تاريخها الدموي ...
هي وقفة مع الذات والتاريخ والواقع والحضارة في ذكرى أنوال التاريخية المجيدة، في آنتظار مقاربة أعمق لمعالم وأجواء تاريخنا الحديث والمعاصر في بلداننا وفي جميع بلدان المعمور ...

☆إشارات :
١_منذ تكالب فرنسا واسبانيا على بلاد المغرب بدأ الكفاح الشعبي المسلح في جميع الربوع، ففي الجنوب قامت حركة ماء العينين وأحمد الهيبة، و بالأطلس المتوسط الشمالي، ظهر موحند أوحمو الورايني مستغلا جغرافية قمم بويبلان ليعطل لمدد غير يسيرة تقدم فيالق الفرنسيس الساعية إلى ربط شرق المغرب بغربه، وبمنطقة خنيفرة برز موحا أوحمو الزياني (1920-1869) وعلي أمهاوش شيخ الزاوية الدرقاوية، وموحا أوسعيد قائد مدينة القصيبة، وفي منطقة صاغرو، تكتلت قبائل آیت عطا الأمازيغية مستغلة وعورة مسالك الجبال لمهاجمة الخطوط الأمامية لقوات الاحتلال الفرنسي مكبدة إياه خسائر فادحة، وفي الشمال قاد أحمد الريسوني زعيم قبيلة الريسونيين في إقليم جبالة حملات كر وفر ضد الجنود الإسبان النظامية، منذ 1912 حتى عام 1924.
وفي منطقة الريف، قاد الثورة الأولى محمد أمزيان (1909-1912) إلى حين آستشهاده، وبدأت الثورة الريفية الثانية بقيادة الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي منذ منتصف عام 1921، ولم تتوقف حتى منتصف عام 1926.



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لَا .. لَمْ يَكُنْ أَهْلُونَا آنْدِيجِينْ
- اِفْعَلْهَا، أَيُّهَا آلسَّلَمُونُ، قَبْلَ يَفْعَلُوهَا بِكَ
- عَبَقُ آلْعَمَى
- قِطّةٌ تَمُوءُ
- يَرَقَةُ آلْخَرِيفِ
- كباشِقٍ يَمُدُّ آلْجَنَاحَ أعَاوِدُ آلصِّياح
- مُرُوووق
- خِلْتُنِي أَنَاهُ
- عُطْلَة
- كَمِجْدارٍ جَامِدٍ يُنَاوِرُ آلْحَيَاةَ
- اِيزُورَانْ نُوشَالْ
- هَبَاااااء
- مَقْبَرَةُ بَنَعْمَانْ
- آسِيمُوحَنْد آسِيمُوحَاااانْدْ
- أمُودُو يُكْمِلُ آلطَّريقَ دُودُ سِكَّةِ آلْحَديد
- غُودَانْ غُودَانْ غُودااااانْ
- رُبَّمَا لَمْ يَحِنْ بَعْدُ أَوَانُ مِيلَادِي
- المُخَلَّعُ البسيط في قصيدة: -سمَا الخطيبانِ في آلمعالِي- لح ...
- تِيخِينْ نْلَعْبَااادْ
- العيد وآلناس


المزيد.....




- -لا يهمني الموت لكني قلق على الصغار-.. فلسطينيون بعد أوامر ا ...
- نزوح 300 ألف شخص من شرق رفح
- بالصور.. ظاهرة -الأضواء الشمالية- أو -أورورا- حول العالم
- شاهد: توابيت تملأ ساحة في ميلانو احتجاجاً على ارتفاع حوادث ا ...
- فيديو: عاصفة شمسية نادرة تصبغ سماء تشيلي باللون الأرجواني
- شولتس: العنف ضد السياسيين -يهدد الديمقراطية- في ألمانيا
- قبل ساعات من انطلاق نهائي مسابقة -يوروفيجن-.. الآلاف يحتجون ...
- 15 ألف متظاهر في مسيرة ضد إسرائيل قبل نهائي يوروفيجن في مالم ...
- إسرائيل تبدأ عمليات جديدة شمال غزة رغم إعلانها -تطهيرها- قبل ...
- تحت وابل القذائف والصواريخ الإسرائيلية..محاولات لإنقاذ جرحى ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عبد الله خطوري - أمازيغُ أنوال