أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عبد الله خطوري - العيد وآلناس















المزيد.....

العيد وآلناس


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7659 - 2023 / 7 / 1 - 16:49
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


_كثيرة :
هي خرافات "البشر" (١) في العيد الكبير، من بينها : ملاحظة آختفاء الهررة ( لماذا القطط بالضبط دون غيرها من الحيوانات !؟ ) .. إذا اعتبرناها ملاحظة، فيمكن القول عنها إنها غير دقيقة، وربط هذه الاختفاء المزعوم الملتبس بأضاحي العيد وخشية هذه الكائنات من مصير قطعان الأضاحي يبدو متهافتا وفي غير محله، ويظهر أن أسطرة هذا العيد دون غيره من المناسبات لا تقف عند هذا الحد، بل تتجاوز الاستهامات الجماعية الى أمور أخرى أكثر ميتافيزيقة وإيغالا في بيان هشاشة العقل الجمعي للمتعاملين مع المناسبة كرمزية هرق الدم والحرص بعدم تخطيه وضرورة إبعاد الأطفال من المشهد وإكمال شعيرة الذبح بنحر الرقبة عموديا ليتم القداس بتمامه وكماله وإلا فإن الطقس الرباني سيعتبر غير مكتمل الأركان، ثم حضور التلاسن والاختلاف فيما يقال أثناء الذبح من تسمية صاحب القربان وذِكر نسبه الى أبيه أو أمه وترك ذيل / ذنب الذبيحة الى مناسبة عاشوراء يُطهى وطعامَ مناسبة مقدسة أخرى أكثر آلتباسا في المخيال الجمعي المغربي .. وما إلى ذلك من مقاربات يختلط فيها البدهي بالمعقد بالبسيط بالمركب بالطبيعي بما وراء الطبيعي بالواقعي بالفانطاستيكي العجائبي؛ غير أن تعاملات المغاربة لا تقف أحيانا عند هذا النزوع، بل تتخطاه الى مناحي أكثر تطرفا في السلبية كآستغلال الحبل الذي يستخدم في ربط الأضحية في أعمال سحر وشعوذة وآستخدام دم الذبيح مباشرة بعد عملية الذبح لأغراض مريبة، وآستغلال رأس القربان لطلاسم أعمال سوداء أو لدفع الضرر والحظ العاثر ودرء المفسدة ودفع العين عن الأبناء والتابعة عن أصحاب الحظ النكد وجلب المنفعة وما إلى ذلك من تشابكات آجتماعية غريبة مفهومة وملتبسة تعكس عقلية جماعية مترعة بالهشاشة تطرح الكثير من الأسئلة بخصوص نوعية المجتمع الذي نعيش فيه ومعه، خصوصا وأن الظاهرة فيما يعن ويظهر ويتواتر أضحت ويا للأسف في تزايد وآنتشار سخيف رغم آرتفاع منسوب العلم والمعرفة عند الناس وماااانعرف ...
_حتى لاااااين مااااانعرف :
كل عيد، كل مناسبة، كل آستثناء من آستثناءات هذا المجتمع يؤكد حقيقة واضحة يجب أن نواجه بها نفوسنا هي : لا أمل في خروج فئة عريضة من المسمى شعبا من هشاشته الأخلاقية والقيمية والسلوكية مادامت جذور القصور العقلي السلوكي راسخة في شخصيته لا تحيد عنها .. ففي أيام الأعياد يتجند المتعاملون بالتجارة لرفع تسعيرة جميع المواد الغذائية وغير الغذائية حتى إن مادة الخبز مثلا تبلغ عند بعض التجار الصغار _رغم هشاستهم الاجتماعية _ تسعيرات غير مقبولة، لا لشيء الا اللهاث وراء آستغلال المناسبة من أجل مزيد ربح مضاعف ولو بطرق غير قانونية، لقد أوصل هؤلاء ونظراؤهم سقف الاستغلال الى أسقف لا تطاق .. في العيد الكبير يباح ما لا يباح لكثرة التهافت على آقتناء السلع بأنواعها الضروري وغير الضروري، بل حتى تلك التي تبدو غير لازمة للاستهلاك العيدي .. لتظهر في سوق المناسبة أنشطة تجارية موسمية عابرة كعهدها في رمضان وفترات العطل وصرعات الدخول المدرسي مما يجعل الميزان التجاري الداخلي مجرد وهم لا يساعد في التنمية البشرية ولا في آستقرار متزن لاقتصاد البلد .. فباعة المناسبات لا يساعدون أنفسهم ولا يمكن آعتبار تعاملاتهم وسائط إيجابية بين العرض والطلب، بل هم مجرد طفيليين كائنات تنبت في الهامش ضررها أكثر منفعتها .. تجدهم يحتقرون بعضهم البعض ينزعون الى سلك مسلك الغلبة للقوي والأكثر رفعا للصوت والأقل حياء لا آعتبار للصغير أو الهرم أو العاجز بينهم ينهش بعضهم بعضا شي كايكول شي الجزار أوصل عمولته البسيطة الى خمسميات درهما وفاكبوندْ تسوية تشواط الرؤوس الى خمسين درهما وأكثر، وصاحبة عجائن أرغفة البغرير والملاوي والحرشة تلك المتمسكنة جعلت تنتفخ هي الأخرى تتبرز تفعل ما تريد في عجينتها التي تشبهها في هشاشتها تبيعها بدلع (الفْشوشْ) بأثمنة مضحكة دون حشمة أو حياء حتى ذاك الذي يتبجح بقراءة آيات القرآن على المقابر صار بقدرة قادر مختصا في آقتفاء آثار خطوات الزائرين بغية قنص مزيد من الدخل لتغدو التلاوة الكريمة تبزنيسا مقرفا لا علاقة له بالنية الصادقة وصفاء السريرة .. سيرْ بحالك .. تقولها له وهو يتشدق كلاما لا يفقهه ليرد عليك متبجحا ..ف مقام هاذ الشرفا كلام الله ما ليه ردود .. حتى اذا انتهى مما كان فيه يمد يديه بعد أن مسح بهما خرطومي منخريه غير شاكر لما وهبته .. ايوى زيييد هذا ما سوى عندك المرحوم .. ثم يغطس في موجة من عبارات الحوقلة والعوذلة والحسبلة والجمجمة الله وحده يعرف معناها ومقصدها، كيف لا وهو يصدق فعلا أنه أمسى وسيطا ضروريا بين الأنام وخالق الأنام لا يمكن لدعواتهم أن تصل مبتغاها الا عبر صكوك غفرانه السخيفة .. وأصحاب حوانيت الجزارة يسعرون خدماتهم كما تسعر التعاملات الكبرى، كل حاجة وثمنها فتسوية تقطيع أبدان الماعز ليست مثل الخراف ماشي بحال الغنمي ورؤوس الذبائح أنواع أما أصناف البقر فتلك حكاية أخرى، مع ما يستلزم ذلك من زحام وآنتظار وزعيق وكلام ساخر يومئ به القصاب .. ااااش هاذ التكرفيس كاديروه للذبيحة .. يجأر ساخطا أو شامتا .. هههه .. مْعَا مَن عايشيينْ الله يهديكوم .. يهمس بها لصاحبه غامزا دون مراعاة لأي حضور .. وأصحاب عربات مركبات التروسنبور لاكريمات الحافلات والطاكسيات حدثْ ولا حرج حتى تيكتوك التريبورتور ذي العجلات الثلاثة أضحى له شان وأي شأن، أما وسائط سماسرة الشناقا فهُم في مهمتهم الأثيرة على أنفسهم يشنقون البائع والمشتري لا يبالون، وأرباب القطعان (الكسابا) في مناحتهم يشتكون .. والسعاة ومحترفو الكدية والنصب وخريجو تجارب الطلاق والشاردات والهائمات على أوجههن وذوات الإملاق المزيفات والأرمل الكاذبات والحفاة والعراة وأمات أربع وأربعين .. عطيني ديال الله .. يُطلقونها كالسباب كالسم الزعاف يطلقون حنقهم دعوات ساخطة تودي مباشرة الى قعر الحطمة وما أدراك ما الحطمة ( اذا بقات عليهوم دخلنا لجهنم كاملين ) .. صدق عبدالله العروي حين سمى هؤلاء (شُعيبات) التي لم تَرْقَ بعد ولن ترقى الى مستوى مفهوم ( الشعب ) .. لقد سبقَ أنْ حَذَّرنا الكاتب الفرنسي «أليكسي دي توكفيل» في كتابهِ الموسوم «الديمقراطية في أمريكا» مِن أنَّ الخَطر الذي يُهدد الديمقراطية لا يَنحصر في آستبدادِ الدولة، بل يُمكن أن يَكون الأسوأ منه استبداد «الرأي العام» .. الذي يمارس الديكتاتورية في أبشع وأهجن صورها لأن أغلبية ذوي الهشاشة الاجتماعية والسلوكية لو تمكنوا من قدر ولو قليل من السلط لفعلوا في مجتمعاتهم الويلات، ونعاين جميعا ما يجنح اليه الجانحون أيام العطل من آستغلال توافد المركبات، وبدعوى تنظيم المجال يتأبطون هراوات يضعون جيليات ويغنمون بالباطل غنائم يسرقونها عنوة من جيوب أصحابها الذين تضطرهم الضرورة الى مداراة الظاهرة بسلبية تزيد الوباء ترويجا .. إن هؤلاء الطفيليون غير ما عندهومش ذيك السلطة دالساسا وما لوكان خْلاوها وخْلاونا معها وكل ما هي تقاقي وهي تزيد ف البيض وكل ما المناسبات كتزيد وسعار اللاهثين كايزيد وكما تكونوا يولى عليكم حتى لاااااين مااااانعرف ...

_توقفوا :
عن جعل الحمقى مشاهير في عالم يفتقد فيه كثيرٌ من الناس تقديرَ ذواتهم نتيجة تراكمات من التضبيع والتبضيع مارسَته تمارسه لوبيات السلع لخلق أسواق استهلاكية مطوقة متحكم فيها؛لقد أفسدوا ذائقة العامة خلقوا منهم أفواها مفتوحة دائما ورؤوسا بلا أدمغة وحلوما بلا أحلام، فاللبيب والشاطر والذكي الألمعي مَن يكثر في آقتناء السلع الفاخرة يشعر بها نفسه والآخرين بالتميّز والاختلاف والنجاح .. عالم اللوبيات الاحتكارية تستعين بالسلط بمختلف أنواعها من أجل مزيد إحكام السيطرة بغية لا أحد ينجو من القنص حتى واحد ما يفلت .. لقد منحوا الصغار والكبار الذكور والإناث شعور وهم بقيم زائفة غير أصيلة في عالمٍ غالبًا ما يختبر إحساسنا بقيمة ذواتنا، عالم لا يرحم، عالم يطلب المزيد والمزيد في غابة تجري الوحوش في أجماتها بلا بوصلة ولا هداية سبيل فكفوا أيديكم عنا باركا .. نحن لسنا قطيعا وأنتم لستم رعاة ..

_ كِيفْ طَلْعَاتْ دُوَّارْتْكْم :
عبارة يتداولها المغاربة فيما بينهم للسؤال هل الأضحية جيدة أم لا .. ويبدو أن ( دَوَّارَة ) الذبيحة بدأت تستعصي على الكثيرين لارتفاع الأثمنة وغلاء المعيشة وقلة اليد، رغم أن هذه ( الدَوَّارَة ) مجرد ما تحوي بطن من معدة وكبد ورئة وما يجاورها ويرتبط بها، وبها تبدأ عملية آقتيات القربان يسرع بطهوها غذاء ضحى اليوم الأول للعيد الكبير الذي يبدو أنه أمسى للأسف مناسبة للاستهلاك البيولوجي المفرط الصرف، فبعد أن كان فرصة وسيلة للتعبد والتنسك وأخذ العبر والتقرب والامتثال الإرادي الطوعي الفردي والجماعي تحول الى غاية تبدأ برغبة مُلحة في الاستهلاك وتنتهي بسلسلة من وجبات غذائية لحمية تتلوها وجبات عبر فترات الليل والنهار لا تنتهي الا لتبدأ من جديد ولله في مناسبات خلقه شؤون ...

☆إشارات :
١_البَشَرُ : الإنسان وتطلق اللفظة على الواحد والجمع والمذكر والمؤنث، وقد تُثَنَّى وتُجمع على ( أبْشَار ) .. واللفظة إذ تطلق في سياقات تداولية مضطردة بمفهوم سلبي حسب الاستعمال اللساني المتداول في الدارجة المغربية، فيتحول المعنى من الدلالة الإنسية إلى دلالات أخر قدحية قد تحيل على مفهوم القطيع بسلوكات بهيمية غريزية بيولوجية صرفة ...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عِيدْ آمَقْرَانْ
- لِيغَارَاا لِيغَارَااا
- غَدَّا الْعِيدْ وَنْذَبْحُو عِيشَا وَسْعِيدْ
- هَلْ ثَمَّةَ أَمَلٌ لِسِنْدِبَاد
- كُلُّهُمْ ذَهَبُوا
- قَهْوَةُ فِينِيق
- قُبْلَةُ آلْآبَالِيسِ
- تَابْحِيرْتْ نْإيمُوسْكانْ(بستان آلعفاريت)
- غُولَااااكْسْ أيها آلْمُمْتَحَنُون
- اِسْمُهَا آلحَياة
- كأنّهَا صُورَتُكَ في عَسَفِ آلظَّلاَمِ
- تِيسِيلَا نَلْگامُوسْ
- قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ فَأَوْدَتْ بِهِ آلَّلعَنَات
- تَامَرْجُولْتْ (رتَاج)
- آحَرُّودْ (طِفْل)
- مُمَانَعَةُ آلْقَمَر
- قطاف
- هَلُمَّ التَّو السّاعَة العَجَل
- دَمُ شَاعرٍ
- مُدَرسونَ نحنُ لسنا مطافئ


المزيد.....




- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عبد الله خطوري - العيد وآلناس