قَهْوَةُ فِينِيق

عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7653 - 2023 / 6 / 25 - 14:39
المحور: الادب والفن
    

●قهوة آلصباح :
يُحدثكَ آلسَّادَاةُ شَايْ اللهْ وبِهُومْ (١) عن الإله كأنهم آحتسوا معه قهوة آلصباح أو خبروا وإياه مقالبَ آلسَّاسَة اووف لم يعلموا أنه يشرح قلوبنا قبل تُخْلَقَ فطرةُ آلأمدِ وآلأزل ...

●قهوة آليقظة :
قيل .. إذا لم تستطع النوم من أول نصف ساعة بعد خلودك للفراش فغالبا لن تنام إلا بعد ساعات الفجر أو لن تنام الليلة كلها .. كذلك كان آلحال معي منذ آنزلاقي من بطن من أتت بي إلى عالم لا يليق بي .. زلت مرارا قدمي .. ترنحت .. تعثرت .. سقطت .. نهضت .. غرقت في طوفان من ظلام .. تأففت .. سخطت .. سببت ما خطر على بالي من ومن لكن عينيَّ ظلتا مفتوحتيْن دائما تريان ما تريان لا أبالي، وكسِنور شقي حبوت زحفت شمرت على ساعد قلمي حسوت قهوتي وبقيت كأول عهدي بالدنيا متربصا يقظا يقظا مخافة أن ألدغ من آلجحر مرتين ...

●قهوة آلضحى :
تخرج بشكل مباغت من غياهبَ لا تُرى بيمناها كأس قهوة داكنة وشدق خبز شعير وآنية صغيرة تسبح فيها قطرات من زيت زيتون وهاجة .. إنها وجبتها الصباحية وهي تستعد لا محالة لبياتها آلأثير .. شروق آخر، ظلام آخر، حُلَكٌ أخرى لا نهاية لآمتدادها تعيشها كمثل طائر جريح خذلته الحياة .. أما في الخارج، فالحياة يستمر أمسها، كغدها، ككل الايام والليالي .. لا جديد في آلأرض لا جديد تحت زبد شموس آلسماء

●قهوة آلأصيل :
قد أغني لحنَ رُوكٍ وأنا أكرع قهوة آلأصيل أشدو بْلُوزًا مَفْلوجا وجازًا لا يجوزُ أرقصُ مترنحًا بنزق آمادِيُوسَ حنق هُوفَنْ بيتْ أحُومُ حول نفسي في حضرة تركية مخبولة أرقص بلا فواصل بلا حدود دورة كواكب آلأكوان أرسم دوائر أصفار الانحسار تتعثر رجلايَ بكتل الفراغ أهوي أنساب كشحم ذائب أذوبُ ...

●قهوة اَلغروب :
الشفق لا يَحُولُ دون شروق، فبعد آلْحَرُور سيأتي حُبُور، وبعد آلخريف سيأتي رَبيعٌ؛ وفي عُمرنا، سيزهو غَمامٌ في عمق الصقيع .. كذلك كانت تهمس قهوة آلمغيب ...

●قهوة آلغسق :
ذاكَ فراغُ ظلي على آلجدران منكسرٌ وتلك قهوتي أو ما تبقى من ثمالتها تستمنيني بلا ورع تفتك بي، وعلى مهل تحسو مقلتاي الحسيرتان حشاشة روح أخيرة تقاومُني .. طقق طقق .. تهمس نيران جوانحي يهتف بي وجيبها .. حين سيقبل قدري هاتفا هذا موتك قابع يربض بالباب أراه يراني أراكم كلكم تحيطون ببدني الخسيف تنظرون في وجوم وأنا شَيخٌ يَفَنٌ ينتظر آلكفنَ قض مضجعَه الأرقُ لن يبالي لن أبالي سأمد يدي إلى أشطان آلوبالِ أجأرُ في جور آلجؤارِ ها أنذاااا خذني انتشلني من هبائي آرمني في أحضان عمري الأول هنااااك في جنون آلجبال أين يرتع طفل حالمٌ كنتُه ذات خيال في رحاب أفياء بلا ضفاف أنتشي طائرا أغمض آلعينين أمضي مُتَشَائِلًا تَرْتِقُ قهوتي فُسَيْفِسَاءَ آلْمُحَالِ ...

●قهوة آلجبال :
خارج آلمواسم، بعيدًا عن آلأعياد، من معزله آلمُهلِك الذي تنتشي فيه أحلامه آلعجاف، لم يَكُ يرى في طريقه غير اللاحب إلا الفوضى، إلا الموت السعيد بتوابل أعشاب فجاج شعاب براري آلجبال، تلك آلكينونة التي لا تبْلَى ...

●قهوة فينيكس :
ثم آنْبَعَثَتْ مَرارةٌ حَرَّى من رمادِ آلعثرات، من بقايا ثِفالٍ آنبجستْ كحساسين آلجِنان بتُؤَدَةٍ طفقت تستعر تنفض آلجناح تطير تنفثُ في آلشرقِ روح آلشروق ...


☆إشارات :
١_ شَايْ اللهْ وبهُمْ : عبارة بلسان مغربي دارج تقال بعد ذكر أسماء الأولياء تيمنا بهم

#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات