أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الله خطوري - مُجَرَّدُ حَادِثٍ كَانَ يَعْبُرُ آلسَّبِيلَ














المزيد.....

مُجَرَّدُ حَادِثٍ كَانَ يَعْبُرُ آلسَّبِيلَ


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7635 - 2023 / 6 / 7 - 17:36
المحور: سيرة ذاتية
    


البلدة تَامُورْتْ كانت بالكاد تخرج بشكل حَثيث _ بُعَيْدَ سنوات المَجاعة آلأولى _ من حِقب فوضى السِّيبا التي سادتِ المنطقة لأزمنة عديدة، والتي كان الناس يعيشون بعض ويلاتها في آحتضارها آلأخير بداية العشرية الثانية من القرن العشرين، فمُوحَنْدْ (١) (وهو آسم آستعاري لمُوحَنْدات لا حصر لها في البلدة والجوار ) متشبع بالروايات التي سمعها صغيرا عن فلان وعلان من الجبابرة الذين يأخذون حقهم بأيديهم، يتذكر ما أنجزه القوم السابقون المارقون من إغارات وهجمات على السفوح ومدن الجوار من قتل وفتك وغصب ونهب وسلب وإبراز للعضلات في البلدات والمجامع المحاذية أو النائية تْحَيَّاحَنْ خْ يِيسْشَانْ (٢) بلا حسيب أو رقيب أو وازع يردعهم ... لعسكر سلطة المخزن حَرْكَاته (٣) ولفتيان وشيوخ القبائل حَرْكاتها ولكل مجتهد نصيب كلها وجهدو، القوي يفرض قوته في ساحة النزال وعَمْدَااا عليكْ آقليلْ الجهدْ .. تَطُّوقَسْ لَعْمَارْتْ يَمُّوتْ يَجْ أومْسَبْريدْ .. ها الدِّيْتْ نسْ ماين خسْ أدِ وَقْعَنْ قاعْ (٤) .. إنه يتذكر _ ربما مفتخرا يحكي _ مُوحَنْدْ لأخلافه، كيف أجهز والده العتيد على أحد أطياف الغلس كان يمُر ليلا بالبلدة، فما إنْ وصل العابرُ الشقي العاثر الحظ جهة عين الماء القديمة (تالعينتْ تاقْديمتْ) حتى صاح الوالد .. يا مَن هناك تكلمْ كي أراك .. " آهْيَا ويدِينْ .. إيني نْعامْ نَّغْ أدْسَنْطْوَغْ ألِينَّشْ سُو كَرْكُورَا هانتشْ تْبَرِيغَاشْ " .. (٥) ولم يكن الحارس المتربص من المتهاونين المترددين "العَاڭزينْ"، إذْ ما إنْ آلتفت الطيف الليلي مختلسا يختبئ بظلمة المكان حتى عالجه بصخرة مدوية راحت في طريقها تصفر كصاعقة تشتتُ ظلام الليل سْيَشْتْ نْتسَامَسْتْ تَنطاوْ تْصَفَّارْ دڭوغزَرْ آمْ البارودْ ن القرطاسْ (٦) لتصيبَ الضحية مباشرة في رأسه تشجه فيطوقه مرافقه الذي معه يحمله مستعجلا الهروب قبل آنفلات زمام الأمور من عقالها ويقع الذي ليس في الحسبان ..نعم.. هو خطأ أن يغامر أحد بمجازفة التوغل داخل بلدة ما ليلا ولو عبورا _وهو ما تبين لاحقا من خلال عدة روايات جرت بها الألسن والمسامع تُحدد الشخوص المَعْنية بالواقعة بأسمائها وظروف عبورها آلمختلس قادمةً من إحدى الليالي الرعناء التي كان فتيان الوقت _ وغير آلفتيان _ ينهجونها بنزق طائش كعناز شبقة لا لجام لها آمْ طْغاطْ تَامُودِيشْتْ (٧) تغادر قطيعها للرعي في حقول الزروع الممنوعة في غفلة من رعاتها تقضم الأشجار والفسائل المغروسة تغرس فيها أسنانها اللاهثة التي لا تشبع غير آبهة بحق أو بعِرْض أو شرف، وهي طريقة هوجاء للتسلية وإشباع نزوات الرغبات وإظهار الباه والجسارة ربما _ لكن ردة الفعل آتجاه مثل هذا السلوك الطائش كانت حادة في آلبلدة في كثير من المرات .. لقد مات العابر أسبوعا بعد ذلك، وآعْتُبر الأمر بحكم أعراف ذاك الزمن حدثا عاديا إذ سرعان ما طُمِست القضية لا عين رأتْ لا أذن سمعت لا قلب وجع، والمعنيون بالأمر أنفسهم التزموا الصمت خرسوا خشية الفضيحة بين دواوير القبائل .. ذهب دم التعس هدرا وللغاسْ تْرَاحْ القَابيسَا نَسْ فُولُونْطي مَايَنَّخْ يَكَّا سْيينْ أمْخِيبْ مايَنْدينْ يَحْلاجْ خْ مايَنْ يَتْرَاعَا مِيغْ قْطَانْ ايبَرْدانْ اورْيَقيمْ غِيرْ اُوبْريدْ آيَتْ بْنَعْلي (٨) .. الجميع كان يعرف الجميع والعلاقات العائلية بحكم أعراف الوراثة والتقاليد المتواترة مختلطة ملتحمة متشابكة ليُفْسَح المجال بعد هذا الحادث العابر لكثرة تشدقات القيل والقال والغيبة والنميمة ولغو الثرثرات في كواليس خفاء آنخرط في ميازيبها الكبيرُ والصغير النساء كالرجال .. الكل يعرف كل شيء ولا أحد يعرف أي شيء
رفعت الأقلام جفت الصحف يَمُّوتْ وَوَالْ (٩) انتهى آلكلام ...

☆ترجمات :
١_مُوحَنْدْ : نطق أمازيغي لاسم (محمد)
٢_تْحَيَّاحَنْ خْ ييسْشَانْ : يصيحون فوق الخيول
٣_الحَرْكة : بتسكين الراء مصطلح انتشر في تاريخ السلط الحاكمة في المغرب، وهي عبارة عن حملة عسكرية تقوم بها هذه السلطة بقيادة السلطان نفسه إما من أجل مواجهة القلاقل والاضطرابات وردع التمردات وإخماد الثورات وإما من أجل إجبار القبائل العاصية على دفع الجبايات والضرائب كنوع من فرض الهيمنة والتبعية للسلطة الحاكمة ...
٤_وكلها وجهدو وعَمْدَااا عليكْ آقليلْ الجهدْ : إن كان للحاكمين غزوات فللقبائل غزوات ولا حق يعطى للضعفاء
_تَطُّوقَسْ لَعْمَارْتْ : اندلع البارود
_يَمُّوتْ يَجْ أومْسَبْريدْ : مات عابر سبيل
_ها الدِّيْتْ نسْ : لا يهم فديته موجودة
_ماين خسْ أدِ وَقْعَنْ قاعْ : فليمت من يموت لا يهم
٥_آهْيا ويدينْ : ياااا أنت من تكون؟! _إيني نْعامْ : قل نعااام تكلمْ لأعرفك
_نَّغْ أدْسَنْطْوَغْ ألِينَّشْ سُو كَرْكُورَا : والا فلقتُ رأسك بهذا الحجر
_هانتشْ تْبَرِيغَاشْ : إني أحذرك للمرة الأخيرة
٦_سْيَشْتْ نْتسَامَسْتْ : بحجرة فالقة _تَنطاوْ تْصَفَّارْ : طارت تصفر
_دڭوغزَرْ آمْ البارودْ ن القرطاسْ : في الوادي مثل بارود الخرطوش
٧_طْغاطْ تَامُودِيشْتْ : صنف من العناز يحب الرعي في الحقول المغروسة والمزروعة وهو ما يعتبر جريرة لا تُغتفر
٨_وللغاس : صيغة قَسَم
_تْرَاحْ القَابيسَا نَسْ فُولُونْطي : طارت رأسه هباء مات بلا ثأر ولا دية
_مَايَنَّخْ يَكَّا سْيينْ أمْخِيبْ : لماذا مر ذاك المعتوه من البلدة
_مايَنْدينْ يَحْلاجْ خْ مايَنْ يَتْرَاعَ : عن ماذا كان يبحث فيها
_مِيغْ قْطَانْ ايبَرْدان اورْيَقيمْ غِيرْ اُوبْريدْ آيَتْ بْنَعْلي : لماذا سلك تلك الطريق الم يجد غير بلدة قبيلة (آيَتْ بْنَعْلي) ليمر منها
٩_يَمُّوتْ وَوَالْ : انتهى الكلام



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لَمّا
- أنامل تنسج أنوار آلقمر
- فَعَلْتُهَا وَأَنَا مِنَ آلضَّالِّينَ
- مُوتْ لَارْضْ
- آدْيَاوِي المُوزيطْ نَغْ آدْيَاسْ دي المُوزِيطْ
- وَحِيدًا يَخُوضُ غِمَارَ آلْيَخْضُور
- آرَّتْ لْبَالْ
- أَمْخَطَا نْتَقْبِيلْتْ
- دُوسُونْ دُوزْ 212
- جَلَبَة
- تْرَاتَّاسْتْ Tratast
- قُبَيْلَ آلْحُلْمِ بِقَلِيلٍ
- في آنتظارِ قيامةٍ أخرى لا تبقِي ولا تذَر
- تَامَغْرَبِيتْ عْلَاشْ لا
- وَقَدْ سَمَّانِي جُعْلا
- إِعْدَامٌ
- كُلُّ تلكَ آللقاءات إشارات فآستعدْ
- رقصة آلسموراي آلأخيرة
- كأنها لَمْ تَغْنَ بالأمْسِ جِنانُنا
- آفُلُّوسْ نِيكْرَنْ آكَدْ إيخَمَّنْ اُورْ يَكُّورْ آنِي


المزيد.....




- لبنان.. 8 ضحايا في انفجار مطعم بالعاصمة بيروت وقرار عاجل من ...
- زاخاروفا تصف من يعتزمون تسليم الأوكرانيين في أوروبا إلى كييف ...
- فرنسا تدعو إسرائيل إلى إعلان موقفها من مقترح يتعلق بالحدود م ...
- البنتاغون يكشف خططا غربية لتزويد أوكرانيا بمقاتلات -إف-16- و ...
- نجيب ساويرس يعلق على وصف رئيس مصري راحل بـ-الساذج-
- دراسة: ظهور النظام الأبوي أدى إلى تقليل التنوع الجيني بين ال ...
- اجتماع وزاري في الرياض يؤكد حل الدولتين
- تظاهرة بمحيط السفارة الإسرائيلية في عمان
- حزب الله يقصف مبان بمستوطنة المطلة
- أنباء عن ترحيل المملكة المتحدة إلى رواندا طالب لجوء في أول ع ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الله خطوري - مُجَرَّدُ حَادِثٍ كَانَ يَعْبُرُ آلسَّبِيلَ