أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - أَمْخَطَا نْتَقْبِيلْتْ















المزيد.....

أَمْخَطَا نْتَقْبِيلْتْ


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7627 - 2023 / 5 / 30 - 14:54
المحور: الادب والفن
    


تَـامتشلفتْ، أسْهَـاطْ، أمْخَـطَـا، مـجْغيول، تايمارت إيمطلان، شَمهاروش أجليد نَجْنُونْ، التابْعَة، طِيـطْ العين، لَعْكَاسْ، النحس، تَرْغو تَتْـشَّا مَمِّـيسْ، سَالَفْ عيشا، عيشا إيزْلانْ ومزلفوسْ أزكرار أوفوس وو (١) ... غيرها من الغيلان والسَّعالي والكائنات المتخيلة، والأوباء والأمراض التي أرجعها أهلونا في آلأعالي الى قُوى غيبية غير مرئية نتيجة عيشهم في ظروف جغرافية بيئية ينتشر فيها آلخلاء والبطاح والجبال الشاهقات آلفارغات والعتمات والأودية والجُرف والعَرَصَات وآلعقبات وآلشعاب وآلمسالك آلوعرة والمنحدرات والجرف الحادة المشرفة على أنهر خالية من حس البشر عامرة بالزواحف والسلاحف والضفادع والغيالم والهوام والدواب الدقيقة وغير الدقيقة تحل من كل حدب وصوب من أجل الحلول في العالم المرئي، تتقمص أشكال حيوانات وحشرات بغاية التنكر والتربص : حمار (نتذكر هنا حمار الليل وحكاياه الشهيرة) .. قِــط (نتذكر اللون الأسود والسبعة أرواح التي لا تريد أن تموت) صرصور، فَـأر و .. غيرها .. لذلك يُحاذر أهل البلدات في تيمورا نغ قتل أو إلحاق أذى ليلا أوْ بُعَيْدَ العصر قُبَيْلَ المغرب بحيوان أو حشرة خصوصا إذا كان كلبا أو قطا أسودَ من كل الاحجام والأشكال ..
الجان والعفاريت تحتل الرتبة العظمى في التخيلات الجمعية لدى قبائلنا، ويتم تصنيفها إلى فئات وأصناف، فيهم الجان الصفر والحمر والبيض والسود، وفيهم الكائنات المُهَجَّنَة تجمع في الشكل غالبا ما بين رأس وجسم إنسان وقوائم دواجن دجاج وخراف وبقر ودواب وأنعام مختلفة، وهم يتوزعون على قبائل وتجمعات وملل وديانات، يأكلون من الطعام «المسوس» (أي بْلَا تِـيسَنْتْ دون ملح) .. ولأن الطبيعة لا تؤمن بالفراغ، فإن هؤلاء المتسكعين بين صفوفنا راحوا يستغلون الخلاءات _ وما أكثرها _ يُعسكروا فيها يجيشوا عُدتهم وعتادهم يتناسلوا مكثرين سَوَادهم مستعمرين أمكنة كانت لمُدَدٍ خلتْ تابعة للإنسان الذي تركها، فآستوطنوها وورثوا أو وضعوا أيدهم على تراثها وترواثها وكنوزها القديمة، من هنا ظهور عادة آدمية تستعين بالجني ونظرائه الذين يضعون أيدهم على مثل هذه الكنوز من أجل آستخراجها، فظهرت عادة ما يُسمى ب "الفقها" و "الطلبا" _ خاصة أمازيغ آلجنوب وتلامذتهم من كل الجغرافيات والأصقاع _ يعزمون، يطلسمون، يكتبون يقدمون القرابين البشرية وغير البشرية قصد الوصول إلى ثروات مخبأة تحت الأرضين تحرسها عفاريت بكلاليب وخطاطيف معقوفة حادة النصل، والويل لمن يقترب أو يدنو من معاقلها إلا إذا كان مسلحا بتجربة هؤلاء "السحرة" المنجمين المشعوذين ...
وفي السنين الأخيرة، كم مرةً سمعنا في بلدة (الفحص) الهادئة في سفوح تازرين بويبلان بقدوم مثل هؤلاء المستكشفين الباحثين عن المغامرة والثروة السهلة، الذين جعلوا ينبشون أمكنة بعينها يتحسسونها كأمكنة طافحة بالكنوز العتيقة، ولقد وصلت ببعضهم الجرأة وقلة الإيمان وآنعدام الوازع الديني والأخلاقي والإنساني إلى درجة تدنيس حرمة المقابر وتلويث فضاءاتها كما حصل مع مقبرة يطلق عليها الأهالي "سيدي عامر"، التي غزا المجرمون على وليها المدفون بها، فحفروا قبر الضريح حتى وصلوا لرفاته، ومن حذاء رأس الميت يمكن ملاحظة ومعاينة حفرة عميقة تركها آلمجازفون كما هي دون أَنْ يكلفوا أنفسهم عناء تغطيتها أو ردم التراب عليها أو إرجاعها لسابق عاهدها، بل إن الزائر للضريح سيلاحظُ معاينةً ملامح من الهيكل العظمي الساكن في مكانه لمدد مديدة.لقد آعتاد الزائرون والمريدون إعطاء الصدقات والهِبَات والمكرومات والزكوات وما شابه هنا وهناك في جنبات الضريح وفي صندوق خاص لم يهتم به هؤلاء اللصوص، فقد شغلهم ما شغلهم من المخططات التي يبدو أنهم خططوا لها مليا وبعد طول تفكير وتدبر، فعاثوا في حرمة "السيد" فسادا قبل أن يلوذوا بالفرار...
نعم، يقع هذا ببلدات الأعالي وآلجوار، يأتي الغُرباء والفضوليون والطامعون واللاهثون وراء الثروات الجاهزة والاغتناء السريع وأصحاب النيات السيئة من كل فج عميق يفعلون أفعالهم الشنيعة وأهل الدواوير بما فيهم أعين السلطات في شرود عميق لا يعي أغلبهم ما يحصل قرب أنوفهم أو يضربون صفحا عن مثل هذه المشاغل التي لا يبدو أنها لا تشكل أولوية ضمن آهتماماتهم الأمنية .. فيختلط الحبال بالنابل بالخيال بالواقع بالحقيقة بالخرافة بالحلال بالحرام بالدنيا بالآخرة بالغيب بالشهادة بالعقل بالقلب بالهلوسات الفردية والجماعية بتاكزّانت بقراءة الطالع وآستكشاف ما وراء المحسوسات بالجريمة بالغفلة بالسُّبات في اليقظة والمنام بالعته بالغباء بالذكاء ب ب ب .. توابل مرتفعات متناقضة لن تجد لها مثيلا إلا في عوالمنا المرهقة المهيضة الجناح في جبالنا العميقة دي تيمورانغ .. والله يحضر السلامة ..!!..

☆إشارات :
١_تَامْتْشلفت : غالبا منطوق لفظة اللسان الدارج (المْكَلْفَة) أو يعرف بالسَّالْمَا، هو مرض خطير ينتج بعد تعرض المصاب لضربة شمس قوية، يبقى علاجه في أوساط العموم بـ " الكي" كحل وحيد يقضي على أعراض هذا المرض ...
_أسهاطْ : التعب والارهاق الشديد
_أمْخَطَا : العته والمس العقلي
_تاقْبيلتْ : القبيلة
_مَجَّغْيولْ تطلق اللفظة على حيوان، وفي الإطلاق وجهات نظر، فهناك من يرى أن الفظة تركيب إضافي لكلمتي
(مَج) المشتقة من (تيميجين) أي الأذنين، ولفظة (أغيول) التي تطلق على الحمار، مما يولد لدينا عبارة (أذنا الحمار)، وهناك من يرى أن الإطلاق مولد من قولهم (مَتش أغيول) بمعنى آكل الحمير .. والمهم في كل ذلك، أن الانطباع العام بخصوص هذا النوع من الكلاب البرية بل والمخيال الجمعي المتوارث يشحنه بدلالات وتمثلات ملتبسة يختلط فيها الواقع بالخرافة بالخوف بالجهل بالتوجسات بالنفور بالتربص بالطمع بالاحتراس بالحلال والحرام ...
_تايمارت إيمطلان : فَرَس القبور
_شَمهاروش أجليد نَجْنُونْ : شمهروش ملك الجان
_تَرْغو تَتْـشَّا مَمِّـيسْ : "تَرْغُو" نوع من الغيلان، "تَتْشَا" : أكلتْ، "مَمّيسْ" : ولدها. ومعنى العبارة : الغول أكلت ولدها.
_سَالَفْ عيشا:السالَفْ هو الشعر الطويل، عيشا اسم آمرأة، وغالبا تطلق العبارة على أغصان شجر الحور للشبه بينها وبين الشعر المنسدل المتمايل
_مزلفوسْ أزكرار أوفوس : نوع من الغيلان المتخيلة له يدان طويلتان يبطش بهما



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دُوسُونْ دُوزْ 212
- جَلَبَة
- تْرَاتَّاسْتْ Tratast
- قُبَيْلَ آلْحُلْمِ بِقَلِيلٍ
- في آنتظارِ قيامةٍ أخرى لا تبقِي ولا تذَر
- تَامَغْرَبِيتْ عْلَاشْ لا
- وَقَدْ سَمَّانِي جُعْلا
- إِعْدَامٌ
- كُلُّ تلكَ آللقاءات إشارات فآستعدْ
- رقصة آلسموراي آلأخيرة
- كأنها لَمْ تَغْنَ بالأمْسِ جِنانُنا
- آفُلُّوسْ نِيكْرَنْ آكَدْ إيخَمَّنْ اُورْ يَكُّورْ آنِي
- عناقيدُ شتينباك
- ثم، من غير سلام ينصرفون
- فيها فاكهةٌ وحبٌّ ورَيْحَان
- تِيقَّااااادْ
- سَقَر
- أُلَاقِي آلمَنَايَا كالِحَاتٍ وَلَا أُلاقي آلهَوَانَا
- تِيرْجِينْ نَتْنِيمَارْ أَجْأَرُ بِها وكفى
- رَأَى مَا رَأَى تَلَا مَا تَلَا


المزيد.....




- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - أَمْخَطَا نْتَقْبِيلْتْ