أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبد الله خطوري - مُوتْ لَارْضْ














المزيد.....

مُوتْ لَارْضْ


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7631 - 2023 / 6 / 3 - 17:15
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


بعد تحولات آلأعمار وتجربة آنصرام آلسنين، يمكن أن أقول إني عشتُ موتَ الإنسانِ أقاربَ أحباب وأباعدَ خبرته كيف يكون عاينتُ موت الحشرات والدواب وآلأطيار والهوام والكائنات الدقيقة الأليفة والأقل ألفة شاهدتُ غصبة الموت إذْ تُفرض على النبات على الأتربة على العرصات على آلشجر سمعت كيف يموت الأنام جملة واحدة أو بالتقسيط تفتتهم تفاصيل الدنى التي لا نهاية لها عرفت ذلك بلوتُه؛ لكني منذ طفولتي الأولى لم أك أستوعب ما كانت تصدح به ألسن الفلاحين المزارعين البدويين حين يحادثون أنفسهم وأهليهم بعبارة (موت لارض) .. كان الطفل الذي كنتُه يتساءلُ في خاطره كيف للأرض أن تموت هل هي حية تتنفس تشهق تزفر تلد تُولَد لها أم و والد لها أولاد تطعمهم تربيهم ترعاهم مثلنا يذهبون للمدرسة حتى إذا كبروا تركتهم لمصائرهم تفعل بهم ما تشاء ولما يحين حين الأعمار تبتلعهم في جوفها تحيلهم رفاتا ترابا ورميما أتراها البداية والنهاية حِضن الولادة وكفن الموات في رحم اللحود؛ ثم إن الفتى الذي أمَّ المدارس تساءل عن هوية العبارة ربما تكون كلام مجاز مجرد تعبير لسني تواصلي عُرْفي جرَتْ به مقادير التقاليد أو هي طريقة في الكلام لا غير لا تعني فيما تعنيه ما يمكن أن يتبادر الى الذهن من خبرات سابقة أو لاحقة في مخزوننا المرجعي المعرفي الثقافي من موت اللحظة وموت الفجاءة والتقسيط والغصب والمرض الزؤام وتخاريف أرذال الأعمار .. كان عقلي الصغير يدرك فقط أن الإنسان والكائنات التي فويق البسيطة أو في باطنها أو أعلاها هي التي تموت .. كنت أسمعُ العبارة في فترةٍ محدّدة من السنة أواسط أيار مايو نهاية الربيع آنصرام الشتاء آنقضاء جولات النزهات ... العبارة مازال الأهالي يطلقونها باللسان العربي في بلدات الأعالي رغم مازيغيتهم معلنين حلول موعد بداية آلحصاد عبر دورة طبيعية ألفها المتعلقون بالطبيعة المرتبطون بسيماتها وتعاليمها وسُننها التي ورثها الفلاحون الترابيون مضبوطة محددة لا نشاز بها يشهد حزيرانها صهد شواظ حار صعب يُسرع في إنجاز مهمة فتكة الإماتة على غرار إنْ أنتم ذبحتم فأحسنوا الذبحة لتتحول الأرض بداية الصيف بجبروتها العظيم بسلاسة الى كينونة ماغما تنصهر تتمرمر تتشحر تتغرغر تتعرق تتبخر كأنها تحتضر أو على وشك تَفقِدُ روحَها في أي لحظة من اللحظات المعيشة الآن هنا ... أكيد، إن الأمر كما هو الحال في جميع التداولات اللسانية يبدأ حقيقة لينتقل رويدا رويدا الى مدلولات مجاز عبر علاقة تواصلية بين اللفظ الدال ولازم معناه المدلول كما في الكنايات البلاغية العربية أو المجازات والاستعارات المتوارثة التي وضع لها العرب قواعد معيارية يدرسها المريدون يفقهوا بها وظائف اللغة وتشعباتها الشيء الذي مازال أفقا بِكْرا ينظر إلينا في تحد مستفز لنخوض غماره لعلنا نفقه سر تراث الأرضين وما رحبت الذي سيظل رهين الشفة واللسان والأذن في مخزون مَن خلا مِن حياة آلغابرين من الأسلااااف الذين، للأسف، رحلوا ولم يتركوا خبرات ثقافتهم وتجاربهم موثقة مكتوبة يستفيد منها آلخلف الفاقد للهوية والبوصلة والمصير وبصمات آلجينات، وماذا تنتظر من أصلاب لا علاقة لها بماض ولا حاضر ولا زمان ولا مكان .. الخراب .. لا شيء غير إدمان التدمير .. لتغدو كناية (موت لارض) مدلولا حقيقيا على موت التراب والطبيعة والروح والنفس والإنسان .. لقد عم الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس، الشيء الذي أفسد سيرورة تواتر الفصول وآنسجام المواسم وخلخل طبيعة الشهور الفلاحية ومنازلها كأن الأرض أصيبت بزكام نشاز حاد مزمن أربك عاداتها وما ألفت من سلوكات مكتسبة بالوراثة، فأصبح آلخريف غير آلخريف، وآلشتاء قر بلا شتاء، وآلربيع محتشما لا يكاد يبين، وآلمصيف أنواء وثلوجا ونهارات لافحات بآلعواصف والأمطار؛ لتغدو عبارة الشاعر المغربي (ابن المؤقت المراكشي) (١) :

سبحــان الله صيفـنـا ولـى شـتــــــــوا
وارجع فصل الربيع ف البلدان خريف

واقعا حقيقيا لا كلاما مجازا آستعاريا، الشيء الذي أمسى يؤثر سلبا على نمط العيش العادي للفرد والجماعة في المدر والحضر ويعرض الجميع لمتغيرات طقسية وطقوسية لا قبل لأحد بها، فتأملوا وتدبروا قبل فوات آلأواااان ...

☆إشارات :
١_محمد بن عبد الله بن المبارك الـمُؤَقِّـت الـمُرّاكشي، عاش في النصف الأول من القرن العشرين، يعد مؤلفا موسوعيا كتب في مجالات شتى منها التاريخ والأدب والتصوف والحديث والتوقيت.



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آدْيَاوِي المُوزيطْ نَغْ آدْيَاسْ دي المُوزِيطْ
- وَحِيدًا يَخُوضُ غِمَارَ آلْيَخْضُور
- آرَّتْ لْبَالْ
- أَمْخَطَا نْتَقْبِيلْتْ
- دُوسُونْ دُوزْ 212
- جَلَبَة
- تْرَاتَّاسْتْ Tratast
- قُبَيْلَ آلْحُلْمِ بِقَلِيلٍ
- في آنتظارِ قيامةٍ أخرى لا تبقِي ولا تذَر
- تَامَغْرَبِيتْ عْلَاشْ لا
- وَقَدْ سَمَّانِي جُعْلا
- إِعْدَامٌ
- كُلُّ تلكَ آللقاءات إشارات فآستعدْ
- رقصة آلسموراي آلأخيرة
- كأنها لَمْ تَغْنَ بالأمْسِ جِنانُنا
- آفُلُّوسْ نِيكْرَنْ آكَدْ إيخَمَّنْ اُورْ يَكُّورْ آنِي
- عناقيدُ شتينباك
- ثم، من غير سلام ينصرفون
- فيها فاكهةٌ وحبٌّ ورَيْحَان
- تِيقَّااااادْ


المزيد.....




- احذروا هذه الخدعة.. مطاعم في باريس تستعد لتحصيل المزيد من ال ...
- مسؤول أممي يكشف المدة الزمنية المطلوبة لإجلاء الفلسطينيين من ...
- الجوع يحدق بآلاف السجناء في الإكوادور بعد تعليق شركة الإطعام ...
- شرطة نيويورك تداهم مبنى جامعة كولومبيا وتعتقل عدداً من الطلا ...
- كيف أصبح الأول من مايو/أيار عيداً لعمال العالم؟
- الشرطة الأمريكية تداهم مبنى جامعة كولومبيا وتعتقل عدداً من ا ...
- أوستن يوضح بعض المعلومات عن رصيف المساعدات العائم قبالة سواح ...
- الولايات المتحدة تدرس مسألة إعادة توطين فلسطينيين من قطاع غز ...
- لابيد يتوجه إلى أبو ظبي في -زيارة سياسية قصيرة-
- قصف متبادل بين الجيش الإسرائيلي و-حزب الله- الليلة الماضية ( ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبد الله خطوري - مُوتْ لَارْضْ