أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبد الله خطوري - آرَّتْ لْبَالْ














المزيد.....

آرَّتْ لْبَالْ


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7628 - 2023 / 5 / 31 - 15:20
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


لماذا ساهمنا في آنقراض العديد من أصناف الوحيش بالغابات .. لماذا جعلنا حيوانات الغابة وأطيارها تُغَير طبيعتها وسلوكها الغريزي لتقتات على نفايات لنا نلقيها كما آتفق في بيئتنا الغذراء ياحسراااه .. لماذا هذا النزوع نحو تلويث كل ما هو جميل في حياتنا تخريبه وتدميره .. لمَ هذه النزعة الجماعية نحو مسخ الجانب المنير من حيواتنا التي نعيشها وتعيش معنا أو حولنا .. فعلا، إن ما يُنشر حاليا في صفحات الافتراض من صور وأشرطة بحسن نية لأماكننا الطبيعية التي فتحنا أعيننا على جمالها، لَمَدْعاة للفخر والاعتزاز، نعم، غير أنه آعتزاز مشوب بكثير من التوجس والحيطة والتخوف مما يمكن أن تلعبه هذه الدعاية البريئة من أثر سلبي غير مقصود يضر منطقتنا أكثر مما ينفعها.إننا بإيعاز من محبتنا لفضاءاتنا نكد لخيرها عبر عملية النشر هذه محاولين بإمكاناتنا الخاصة المحدودة لفت الانتباه لمجالات طبيعتنا وجغرافيتها وتضاريسها الفارقة من أجل العمل على تنميتها التنمية المنشودة التي ترسمها قلوبنا قبل أذهاننا، وهنا المشكل، هنا الترقب والتوجس، هنا مَكمن الداء والخطر، فالخوف، الخوف كله، أن نقتل مجالنا الحيوي نسمم رئتنا التي نتفس بها بآنخراطنا الجماعي في سلوكات أقل ما يقال عنها رعناء عدوانية اتجاه رحمنا الأخضر اليافع، بحركات هوجاء لا مبرر لها البتة، فما معنى أن نغفل عن ظاهرة القنص الجائر .. ما معنى أن نساهم في آجتثاث جذور نباتات البر العشبية العطرية .. ما معنى أن نبيع أدواح الأجداد تبلغ من الأعمار ما تبلغ دراهم معدودات دون إعادة تشجير وآستنبات للأراضي المتضررة من قلع جماعي للأشجار .. ما معنى أن نترك خلف جولاتنا بشعاب الأعالي ركاما من النفايات التي أبدعنا في تكديسها بفوضى يشهد الأبالسة بنبوغنا في إبداع لامبلاتنا وإهمالنا وصلفنا في رشقنا بها شهيقنا وزفيرنا الذي سيقبل في مستقبل الأيام، حتى إذا حل الأجنبي عن المنطقة البراني عنها يتعالق وإياها بصورة سلبية يكمل مهمتنا التخريبية المثالية بلا قلب بلا عاطفة بلا إحساس بلا شعور بالانتماء لها بإتقان المخربين المبدعين لعملية التدمير سيسطو على بكارة الطبيعة يقتلع يجتث يسلب ويهدم ما سيتبقى من يخضورنا الذي لم نستطع الحفاظ عليه سالما معافى كما ورثناه عن أسلافنا .. ألسنا نرى أرباب النفط من مدن الملح الزؤام التي حذر من ويلاتها مُنيفنا الراحل (٢)، ألسنا نعاين هاجوج ماجوج الرأسمال الداخلي والخارجي في البوادي والأرياف والقرى من كل حدب ينسلُ .. مدن إيفران والجوار مثلا هُجِّرَ أمازيُغها إلى أقاصي الأقاصي بعد أن آستولت المستعمرات السياحية على أُمَّاتِ الأتربة وحجارة المرو وذهب أغوار الجبال وخيرات غراس الأرز والبلوط والصنوبر وأعشاب البر وأتربة وحجارة آلمقالع وأمواه الأودية ومنابع العيون يحبسونها في جواليق ميكا اومبالاج يبيعونها للأنام بأصلف الأثمان .. لقد آستولى المال الذي بدون رأس على كل شيء في البلاد، وها هو يغزو يدنو يقترب من شعاب الأعالي بعد أن باض بيضه القميء في ربوع السهول والوهاد والبطاح والبحار .. لقد أمسى أمرا عاديا أن تصادفهم الآن يجولون في مشارفنا يُسَوِّدون الخرائط يضعون الخطط تقلهم مراكب رباعية الدفع وأعينهم النحاسية على جغرافيات بِكْر يرومون فض فطرتها الطبيعية في أراضي وأتربة ومجالات بلدات الفحص أدرار تازكا تانكرارامت تاحفورت بني خلو الغار لمخاط كوان الشعرا تابحيرت عين الرحى بني سراج باب لوطا تازرين زْلُولْ أهرمومو تاهلا تامدا بركين بويبلان مغراوا (٣) وما بينها من فجاج وشعاب وسفوح وبطاح وصافنات القمم .. بالأمس القريب فقط، كم قبيلة ومجالا زراعيا فلاحيا وغابويا ومائيا تم تطويقه والسيطرة عليه لاستغلاله بدعوى المصلحة العامة المشتركة وغير ذلك من تشدقات بلاغات مَن يروم السطو على أصول العباد وحقوق ذوي الحقوق .. لقد تسنى لتماسيح ومردة الاستثمارات ذلك بكل سهولة وبمباركة من جهل الأهالي وغفلتهم وتقاعسنا ونيتنا البلهاء وتركنا شدائد أمورنا يعيث فيها مَن هب ودب، بحُسن طوية جعلنا نلتقط صور براءة مناطقنا ونشرها للأقارب الأقربين والأجانب الأبعدين كنوع من الحنين والافتخار والاعتزاز بالهوية المشتركة، لكن، الرأسمال الموغل في أنانيته اللاهث وراء مصلحته الخاصة يحققها بشتى الطرق يظل دائما مرضا طاعونا زؤاما يجب الحذر منه كي لا تعاد الكَرة في ربوعنا بعد أن فعلها أرباب اللهطة التي لا تشبع في أكثر من تراب وماء وسماء .. عم الفساد في البر والبحر بما يفعل هاجوج ماجوج وما يكسب جشعهم من فساد ينشرونه في الأرض بدعوى إصلاحها وتنميتها .. ديدنهم إجلاء وطرد الأهالي من أراضي الوراثة السلالية بقوة المال الذي يفعل الويلات يضع اليد على جغرافية آلأعالي يجعلها بلا تاريخ وتاريخها بلا جغرافية .. مزارعون بلا زراعة وزراعة بلا مزارعين .. سيطردون الجذور فرادى جماعات وعلى مهل عبر حقب متفاوتة ممتدة ومتقطعة سيسيجون الماء والتراب والخضرة ووحيش الغابات بإرادتنا أو بغيرها .. فلنحتط لنحترس لندق ناقوس الخطر لننتبه فلا نبحث عن حتفنا بأظلافنا لنتريث قبل إشهارنا صور أرواحنا في عدسات سخط الرأسمال الأهوج وجور وحشيته وجبروت تسلطه الكافر بالنعم كلها .. إنها حكاية "آستعمار" جديد .. لقد وقع الكابوس المرعب في الشمال في الجنوب في الشرق في الغرب في الوسط في الجو في البر في المياه الضحلة والعميقة في البحر في الأعالي في الصحاري في البطاح في السفوح في كل المجالي .. في كل شبر من الربوع ثمة بصمة جرح غائر لشر زافر شوه ما شوه علنا جهارا مع سبق إصرار وترصد باع آلجغرافية في سوق نخاسة العصور الجديدة ملاليم معدودات ومازال يتربص للمزيد .. ديستوبيا الحكاية للأسف مستمرة تتواتر بصيغ تتشابه تختلف هنا هناك هنالك، فآنتبهوا يا من يعنيهم أمر مجالهم الحيوي .. آرَّتْ البَالْ ...

☆إشارات :
١_آرَّتْ لْبَالْ : انتبهوا حذاااارِ
٢_إشارة إلى (مدن الملح) رواية لعبدالرحمن منيف
٣_أسماء قرى ومناطق قبائل آيت وراين الأمازيغية شمال الأطلس المتوسط بين مدن تازا صفرو فاس



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أَمْخَطَا نْتَقْبِيلْتْ
- دُوسُونْ دُوزْ 212
- جَلَبَة
- تْرَاتَّاسْتْ Tratast
- قُبَيْلَ آلْحُلْمِ بِقَلِيلٍ
- في آنتظارِ قيامةٍ أخرى لا تبقِي ولا تذَر
- تَامَغْرَبِيتْ عْلَاشْ لا
- وَقَدْ سَمَّانِي جُعْلا
- إِعْدَامٌ
- كُلُّ تلكَ آللقاءات إشارات فآستعدْ
- رقصة آلسموراي آلأخيرة
- كأنها لَمْ تَغْنَ بالأمْسِ جِنانُنا
- آفُلُّوسْ نِيكْرَنْ آكَدْ إيخَمَّنْ اُورْ يَكُّورْ آنِي
- عناقيدُ شتينباك
- ثم، من غير سلام ينصرفون
- فيها فاكهةٌ وحبٌّ ورَيْحَان
- تِيقَّااااادْ
- سَقَر
- أُلَاقِي آلمَنَايَا كالِحَاتٍ وَلَا أُلاقي آلهَوَانَا
- تِيرْجِينْ نَتْنِيمَارْ أَجْأَرُ بِها وكفى


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبد الله خطوري - آرَّتْ لْبَالْ